كشفت وكالة الصحافة الفرنسية، أ ف ب، يوم الجمعة 20 أكتوبر 2017 أن مسؤولا إسرائيليا أكد لها أن المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل في شهر سبتمبر 2017 هو "ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
كما أكد الصحافي الإسرائيلي أرييل كهانا الذي يعمل في أسبوعية "ماكور ريشون" (المصدر الأول) اليمينية القومية في تغريدة على موقع "تويتر" في أيلول/سبتمبر، أن بن سلمان "زار إسرائيل مع وفد رسمي والتقى مسؤولين".
وكانت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية قد ذكرت في السابع من أيلول/سبتمبر 2017 "أن أميرا من البلاط الملكي السعودي زار البلاد سرا... وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام".
السلطات الإسرائيلية لم تؤكد هذا الموضوع، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن في السادس من أيلول/سبتمبر 2017 أن هناك تعاونا على مختلف المستويات مع دول عربية لا توجد بينها وبين إسرائيل اتفاقات سلام، موضحا أن هذه الاتصالات تجري بصورة غير معلنة، وهي أوسع نطاقا من تلك التي جرت في أي حقبة سابقة من تاريخ إسرائيل.
وقد تؤشر مسارعة كل من المملكة العربية السعودية وإسرائيل أخيرا إلى الترحيب برفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي وفرضه عقوبات جديدة عليها، إلى التقاء المصالح هذا.
وتوقف نتانياهو قبل أيام عند هذا الموضوع، قائلا "عندما تكون لإسرائيل والدول العربية الرئيسية رؤية واحدة، لا بدّ من التنبّه، هذا يعني أن هناك شيئا مهما يحصل".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشار لدى وصوله إلى إسرائيل بعد زيارته إلى الرياض، إلى انه لمس "شعورا إيجابيا" لدى السعوديين تجاه إسرائيل.
ويؤكد وزير الاتصالات في حكومة نتانياهو أيوب قرا، وهو عربي درزي وعضو في الكنيست عن حزب الليكود، أن ترامب أثار معه خلال زيارته إلى إسرائيل فكرة عقد "قمة تجمع إسرائيل مع الدول العربية في واشنطن".
ويقول وزير الاتصالات في حكومة نتانياهو أيوب قرا، لوكالة فرانس برس، إن هناك عددا كبيرا من الدول العربية "تربطها علاقات بإسرائيل بشكل أو بآخر، تبدأ من مصر والأردن (المرتبطتين بمعاهدتي سلام مع الدولة العبرية) وتشمل السعودية ودول الخليج وشمال إفريقيا وقسما من العراق... وتشترك هذه الدول مع إسرائيل في الخشية من إيران".
كما يشير إلى روابط تكنولوجية وفي مجالات تحلية مياه البحر والزراعة.
ويرى "أن أغلب دول الخليج مهيئة لعلاقات دبلوماسية مكشوفة مع إسرائيل، لأنها تشعر أنها مهددة من إيران وليس من إسرائيل".
لكنه يضيف أن "العلاقات بين الائتلاف السعودي السني وإسرائيل تحت الرادار. ليست علنية، بسبب ثقافة شرق أوسطية حساسة" في هذا الموضوع.
ويقول الدكتور غيل ميروم المتخصص بموضوع الحكومات والعلاقات الدولية في جامعة سيدني إن العلاقات السعودية الإسرائيلية "تعود إلى مطلع الثمانينات، إذ كانت تربط الملياردير السعودي عدنان الخاشقجي علاقات جيدة مع وزير الدفاع ارييل شارون آنذاك". ويضيف "تناولت الصحف الإسرائيلية أخبار هذه اللقاءات في ذلك الوقت".
لكن في المرحلة الحالية، يقتصر الحديث عن هذه العلاقات والاتصالات على الجانب الإسرائيلي الذي لطالما وجد مصلحة له في الترويج لتقارب مع العرب لأسباب عديدة، لعل أبرزها إضعاف موقف الفلسطينيين في التفاوض مع الدولة العبرية.
ويقول عوزي رابي المتخصص في الشؤون السعودية والمحاضر بجامعة تل أبيب إن "التنسيق" بين جهات عربية وإسرائيل يتناول على ما يبدو، سبل الحد من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
ويعطي مثلا على ذلك "ما يحدث الآن في مدينة الرقة (السورية) والترتيبات فيها" بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها، معتبرا أن السعودية وإسرائيل لا تريدان أن "تقع المدينة بأيدي إيران والنظام السوري".
ويضيف البروفسور عوزي رابي "منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة، وزيارته إلى الرياض في أيار/مايو (التي تلتها زيارة إلى إسرائيل)، حصل دفع لعلاقات ولقاءات بين الإسرائيليين والسعوديين وعمل على التعاون".
ويؤكد "هناك الآن سعوديون يلتقون إسرائيليين في كل مكان، هناك علاقات وظائفية مبنية على مصالح مشتركة بين إسرائيل والسعودية مثل العداء المشترك لإيران وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ويرى كريستيان اولريشسن الخبير في شؤون الخليج في معهد "بايكر" للسياسات العامة التابع لجامعة "رايس" الأميركية، أن إقامة علاقات "دبلوماسية أو رسمية" بين إسرائيل ودول الخليج "لن تحصل في غياب اختراق كبير في الموضوع الفلسطيني"، لكنه يتوقع "ان تصبح الروابط الاقتصادية والأمنية أكثر انفتاحا خلال الأشهر والسنوات المقبلة".
ويشير إلى احتمال "حصول خطوات على طريق فتح مكاتب تجارية إسرائيلية في دول خليجية عدة، أو زيارات وفود في محاولة لجس نبض الراي العام".
لكنه يرى أن "تضافر المصالح لا يعني تلاقي القيم، وقد يستخدم قادة الخليج مثل هذه الزيارات كبالونات اختبار للتأكد من ردود الفعل" بين شعوبهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى