إثر هجوم نيوزيلندا.. إليكم محصلة إدانات تركية وعربية وغربية واسعة
في بيانات وتصريحات وصفت الحادث الذي أسفر عن مقتل 49 خلال أدائهم صلاة الجمعة بـ"الإرهابي"
أدانت تركيا ودول غربية وأخرى عربية وإسلامية الإعتداء الإرهابي والوحشي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، وأسفر عن مقتل 49 شخصا، وإصابة ما لا يقل عن 20 آخرين، وفق آخر محصلة للشرطة.
على طريقة لعبة "بوبجي" الشهيرة، وألعاب القتل الإلكترونية الأخرى، ظهر سفاح مسجدي مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، الجمعة، وهو يستمع للموسيقي، ويصور على الهواء مباشرة تفاصيل جريمة قتله مصلين بدم بارد، ومستبدلا خزائن أسلحته بكل أريحية، ويقضي على آنين الجرحى دون رحمة.وأعلن مفوض الشرطة النيوزيلندية، مايك بوش، في وقت سابق اليوم، مقتل 49 شخصًا، جراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في كرايست تشيرش أثناء صلاة الجمعة.المتهم الأسترالي، الذي ألقت الشرطة القبض عليه، يدعى برينتون تارانت، عمره 28 عاما، نشر عبر بث مباشر كافة تفاصيل جريمته البشعة، والتي بدأها من مركبته؛ حيث ظهرت فيها عدة أسلحة آلية سوداء في المقعد المجاور له.وظهر على الأسلحة كتابات باللون الأبيض، تحوي عبارات عنصرية هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك. ويظهر السفاح في البث، وهو يستعد لارتكاب جريمته؛ حيث ارتدى خوذته المثبت بها كاميرا، قبيل أن ينطلق بسيارته.وفي طريقه بشوارع مدينة كرايست تشيرش، مرتديا لباسا عسكريا، يظهر صوت جهاز تحديد المواقع، لتوجيهه يمينا ويسارا، تنطلق بعدها موسيقى حماسية باللغة الصربية تشير إلى رادوفان كاراديتش، الملقب بـ"سفاح البوسنة"، وهو سياسي مدان بـ"ارتكاب إبادة جماعية" و"جرائم ضد الإنسانية" ضد المسلمين إبان حرب البوسنة (1992-1995)، ليتنقل بعدها في شوارع المدينة بين سياراتها، مواصلا الاستماع للموسيقى.
القاتل بعد دقيقتين يخلع خوذته ويصور نفسه، ويعود لوضع الخوذة، ويواصل طريقه، كما يظهر يديه على مقود السيارة وهو يرتدي قفازات عسكرية، ليتوقف قليلا ويتأكد من بعض الأمور من هاتفه على ما يبدو، ويرنم عدة كلمات، ثم يواصل طريقه وتبدأ أغنية حماسية جديدة.بعدها يظهر القاتل وهو يسلك طريقا التفافيا بسيارته للوصول إلى المسجد. وقبل أن يتوقف يظهر أمامه اثنان من المشاة العابرين، توقفا له إفساحا للمرور، وعليه يوقف السيارة ويخرج منها وبيده قطعة سلاح مضيئة، وينتقل للخلف، ويفتح الصندوق الخلفي للسيارة، الذي ظهر بداخله أيضا أسلحة آلية، وقارورات كبيرة حمراء غير معلوم ما بداخلها.ولتحقيق نواياه المبيتة، يأخذ القاتل قطعة سلاح أخرى ويتوجه بهما إلى داخل المسجد، عابرا بوابته الخارجية، مرورا بالحديقة، وخلالها يتفقد يمينه ويساره بحثا عن أشخاص. ومع اقترابه من بوابة المسجد يبدأ بإطلاق النار على المتواجدين هناك، دون تردد أو تحذير.وباغت السفاح المتواجدين على باب المسجد بإطلاق النار أثناء مسيره، وبعد إصابتهم يرمي السلاح الذي أخذه من صندوق السيارة، ويواصل تقدمه بسلاحه المضيء، مستمرا في إطلاق النار على كل من يراه. وبعد العبور من الممر نحو فناء المسجد، واصل إطلاق النار على من شاهده، ثم اتجه بعدها لمجموعة من المصلين تجمعوا في الجانب الأيمن، ليمطرهم بالرصاص دون رحمة.
وعندما شاهد رجلا يحاول الهرب من جانبه عند الممر، عاجله بطلقات نارية، فأرداه قتيلا، ليتراجع للخلف إلى الممر ويبدل خزانة السلاح.ويظهر الفيديو عودة السفاح من جديد إلى الفناء، واتجاهه للجانب الأيسر هذه المرة؛ حيث تجمع عدد من المصلين المصابين، فيطلق عليهم النار، وخلال ذلك يتفقد أطرافه يمنة ويسرة، ويعود لإطلاق النار على الجانب الأيمن مجددا، قبل أن يخرج من الممر مرة أخرى ويبدل خزانة جديدة وضعها على خصره.وبعد ذلك يدخل للفناء للمرة الثالثة، ويطلق النار على جثث المصلين على الجانبين بشكل عشوائي، ليغير خزانة السلاح للمرة الرابعة، ويواصل إطلاق النار بالجهتين، وأثناء ذلك يلمح شخصا يركض من الجهة الداخلية للخارج، فيحاول استهدافه أيضا، ويواصل إطلاق النار على كل جثة، ويخرج بعدها للممر ويغير خزانة السلاح للمرة الخامسة.وعقب ذلك يخرج للحديقة الخارجية للمسجد، متفقدا يمينه ويساره، عابرا منها باتجاه الباب الخارجي، وهناك يطلق رصاصات كثيرة على الجانب الأيمن، ويتجه بعدها إلى الجانب الأيسر حيث تقع سيارته، وهناك يتوجه للصندوق الخلفي، ويستبدل قطعة سلاحه بقطعة أخرى، ويعود للطريق متفقدا يمينه ويساره.ومجددا يتجه السفاح إلى المسجد من الجانب الآخر، وهناك يطلق رصاصات يمنة ويسرة، متفقدا الشارع وكأنه في لعبة إنترنت، ثم يعود من جديد ويدخل المسجد، ويفتش غرفه بسرعة، ثم يصل إلى الفناء.ومع دخوله إلى الفناء، وبكل برودة أعصاب، يتوجه لجثث القتلى على الجانب الأيمن والأيسر، ويطلق عليهم الرصاصات من أجل التأكد من مقتلهم، ثم يتجه بعدها للخارج مجددا، مواصلا إطلاق النار.وبعد خروجه، استهدف سيدة كانت تسير قرب سيارته من بعد، وعندما اقترب منها كانت تقول بلغة إنجليزية "ساعدوني ساعدوني"، ليطلق عليها النار ثانية ويطرحها أرضا، وبعدها يغلق صندوق سيارته الخلفي، وينطلق بها داهسا السيدة التي قتلها قبل ثوان فقط، مبتعدا عن المسجد.ولم تقف جريمته البشعة عند هذا الحد، فصوت الموسيقى الحماسية كان لا يزال يصدح في السيارة وهو يقودها، ويطلق ضحكاته ويدمدم بكلمات، ومن داخل سيارته واصل إطلاق النار في اتجاه الخارج، غير آبه بتحطم زجاج السيارة.ومع فراغ طلقات سلاحه داخل السيارة، واصل طريقه مسرعا في الشوارع شبه الخالية، مطلقا أبواق السيارة بقوة، ومصدرا ضحكات ساخرة، دون أن يرف له جفن.لاحقا، يسمع السفاح صوت سيارة شرطة متجهة عكس الاتجاه الذي ينطلق نحوه، أي باتجاه الجامع، ثم ينتهي البث الذي استمر 17 دقيقة وهو يقود سيارته بسرعة مجنونة.تجدر الإشارة إلى أن هذه اللقطات تتعلق بمسجد النور فقط، الذي قتل فيه 41 شخصا، قبل أن يتجه إلى مسجد لينوود لاحقا ويقتل فيه 7 أشخاص آخرين، فضلا عن ضحية أخرى توفيت في المستشفى بعد نقلها من المسجد.
** إدانات تركية واسعة
وفي رد فعل سريع عقب الهجوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر "تويتر": "أُدين بشدّة الهجوم الإرهابي على مسجد النور في نيوزيلندا، وعلى المسلمين الذين كانوا يؤدون عبادتهم هناك، ولعنة الله على الفاعلين".
وفي كلمة ألقاها، بمدينة إسطنبول، قال إنه "من الواضح أن الفكر الذي يمثله المجرم منفذ المذبحة (بنيوزيلندا) استهدفني واستهدف بلادنا وبدأ في التفشي كالسرطان بالمجتمعات الغربية".
فيما قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، عبر "تويتر"، إن "مسؤولية هذا الهجوم الغادر، لا تعود فقط على مرتكبيه، بل تعود بنفس المستوى على السياسيين والإعلام الذي يحرض على العداء ضد الإسلام والكراهية المتصاعدين بشكل كبير في الغرب".
وعبر "تويتر"، طالب إبراهيم قالن، المتحدث باسم بالرئاسة التركية، العالم بأن "يقف بحزم في وجه الإرهاب الفاشي المتمثل بالإسلاموفوبيا".
كذلك، أدان الهجوم رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، وحذر في تصريحات صحفية من أن "هذه الأحداث الإرهابية لن تنتهي قبل انتهاء المناخ السام الذي يتسبب بالهجوم على الإسلام، واستهتار بعض الحكومات الغربية بمعاداة الإسلام".
فيما أكد متحدث حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، عبر "تويتر"، أن "معاداة الإسلام يشكل تهديدا للمسلمين والبشرية جمعاء وعلى جميع العالم أن يتكاتف ضد هذه الهجمات الإجرامية".
** تنديد غربي
غربيا، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم بأنه "مقزز ووحشي وصادم"، معربا في بيان نشره الكرملين عن تمنياته بأن تتم محاسبة كافة المتورطين فيه.
فيما أعربت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن حزنها العميق للضحايا، وفق ما نقله المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفان سيبرت، عبر حسابه على "تويتر".
كذلك وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة، الهجوم بـ"الإرهابي"، مضيفا: "تعازيي لشعب نيوزيلندا.. الولايات المتحدة تقف إلى جانب نيوزيلندا في أي شيء يمكننا القيام به".
** تنديد عربي وإسلامي
في المسجد الأقصى، ومساجد في قطاع غزة، أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الغائب على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي.
وأدان الشيخ محمد حسين، خطيب المسجد الأقصى ومفتي القدس والديار الفلسطينية، الهجوم ووصفه بـ"الإرهابي".
فيما أعرب أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، في برقية بعثها إلى حاكم عام نيوزيلندا السيدة باتسي ريدي عن رفض بلاده وإدانتها واستنكارها الشديد للاعتداء الإرهابي والوحشي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا.
وبعث أمير قطر، تميم بن حمد، ببرقية إلى نيوزيلندا، أعرب فيها عن إدانته واستنكاره الشديدين للهجوم الإرهابي. فيما قال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن عبر "تويتر": "ندين بشدة الهجوم الإرهابي الشنيع على مسجدين في نيوزيلندا".
وغرد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن مذبحة نيوزيلندا قائلا: "جريمة إرهابية صادمة ومؤلمة توحدنا للاستمرار في محاربة التطرف". بينما اعتبرت الحكومة الأردنية، في بيان، أن الاستهداف الغاشم والمتكرر للأبرياء يعد من أبشع صور الإرهاب.
الخارجية المصرية قالت في بيان لها إن استهداف مسجدي نيوزيلندا "عمل إرهابي خسيس يتنافى مع المبادئ الإنسانية".
بدورها قالت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية في نيوزيلندا، في بيان، إنها ستدق أجراسها الأحد؛ تضامنًا مع مسلمي العالم.
كما نقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مصدر مسؤول بالخارجية تنديده "بأشد العبارات إطلاق النار الذي استهدف المسجدين"، مشددًا على موقف المملكة "الداعي إلى ضرورة احترام الأديان".
بدورها، قالت الخارجية البحرينية، في بيان، إنها "تدين بشدة العمل الإرهابي الجبان الذي يتنافى مع جميع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية".
فيما قالت الخارجية العمانية، في بيان إنها تؤكد "موقفها الثابت الرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب والكراهية والعنصرية بحق الناس الأبرياء في كل زمان ومكان".
كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الهجوم الإرهابي، مطالبًا حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، "جميع دول العالم بالوقوف في وجه هذا الإرهاب الأسود، وعدم التساهل مع الجماعات العنصرية التي تحرض على العنف والكراهية وبخاصة ضد الأجانب".
كذلك أدانت الخارجية اللبنانية الجريمة الإرهابية، وقالت في بيان إنها "تدين الجريمة الارهابية البشعة التي حصلت في مسجد اعتقد المصلون فيه أنه آمن وملاذ للصلاة والتسامح، فإذ بيد التطرف تمتد إليه بأبشع الأعمال.
واستنكر"المجلس الأعلى للدولة" الليبي، وأدان بأشد العبارات في بيان، الجريمة، مؤكدًا أن هذه الأفعال هي "نتيجة واضحة لخطاب الكراهية والتحريض ضد الإسلام والمسلمين" .
وفي رسالة نقلتها وسائل إعلام محلية، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان: "هذا الهجوم دليل على ما كنا نردده بأنّ الإرهاب لا دين له ودعاؤنا لضحايا الهجوم وأقربائهم".
**منظمات دولية
دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، الهجوم الإرهابي في رسالة نشرها على "تويتر"، قدم خلالها تعزيه لأسر وأقرباء الضحايا الذي سقطوا في الهجوم الإرهابي.
وفي بيان لممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، فيديريكا موغريني، قدم الاتحاد الأوروبي التعازي في ضحايا الهجومين الإرهابيين.
بدوره، قال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "الهجوم الغادر في كرايتس تشيرش لن يستطيع في أي وقت من النيل من الموقف المتسامح والمعتدل لنيوزليندا".
رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تيجاني قال في تعليق له حول الهجوم "المشاهد الواردة من الهجومين الإرهابيين بنيوزيلندا تجعل الإنسان عاجزا عن الكلام. الكراهية العنصرية والجنون استهدفا المسلمين الذين يؤدون عبادتهم بالمسجد".
** منظمات إسلامية
شدَّد الأزهر، على أن الهجوم الإجرامي على مسجدي نيوزيلندا يعد "مؤشرًا خطيرًا لتصاعد خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا"، وقال في بيان، إن "ذلك الهجوم الإجرامي، الذي انتهك حرمة بيوت الله وسفك الدماء المعصومة، يجب أن يكون جرس إنذار على ضرورة عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية التي ترتكب مثل هذه الأعمال البغيضة".
فيما دعت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، السلطات النيوزيلندية إلى إجراء تحقيق فوري في الهجوم الإرهابي على المسجدين، وطالبت بتوفير الحماية للجالية الإسلامية.
وقالت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في بيان، إن مجزرة مسجدي نيوزيلندا "عمل إرهابي شنيع وجريمة ضد الإنسانية ومظهر قبيح من الكراهية للإسلام من قبل فئات عنصرية متطرّفة".
كما نددت رابطة العالم الإسلامي (مقرها مكة)، بالعملية الإرهابية، معبرة إياها في بيان بـ"عمل بربري يضاف إلى النماذج الموازية لما يقوم به إرهاب داعش والقاعدة بدمويته البشعة".
فيما شدّد الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية (AFIC)، في بيان، على أن الهجوم الإرهابي على المصلين الأبرياء في نيوزيلندا، يعدّ وحشية ونتاج الإسلاموفوبيا المتصاعدة.
** مشاهير
لاعب كرة القدم الدولي المصري السابق محمد أبو تريكة، أدان، الحادث الإرهابي مغردًا: "رحم الله شهداء المسلمين بنيوزيلندا، والله يعجز اللسان عن التعبير عن مدى الحزن والألم"، معتبرا "نتيجة خطاب كراهية غربي سمّم العالم ضد الإسلام وأهله".
وقال اللاعب المسلم، سوني بيل ويليامز، نجم منتخب نيوزيلندا للركبي، في مقطع فيديو: "أواجه صعوبة في العثور على كلمات للتعبير عن مشاعري، وأتقدم التعازي لأسر الضحايا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى