نحو 42 عامًا، قد مرت على رحيل الفنان عبد الحليم حافظ، الغائب الحاضر بفنه، ولازالت سيرته حاضرة في أي أمسية فنية، أو لحظات رومانسية، فضلًا عن ترحّم البعض على أيامه، حال سماعهم عددٌ من الأعمال الحالية التي يصفونها بأنها لا ترقى لمستوى الغناء المصري، إذ أنه يُعد حالة لم تنتهِ ورمزًا بين المطربين التي عاصرتهم مصر على مدار التاريخ الحديث.
قطاع كبير من جمهور الفن المصري والعربي على حدٍ سواء، يرى أن هناك تشابهًا كبيرًا بين عبد الحليم حافظ وأحمد زكي، رغم وفاتهما في شهرٍ واحد، وخروجهما من محافظة الشرقية، وموهبتهما الفنية الضخمة، كلٍ منهما في مجاله، والجماهيرية التي يتمتعان بها، وسيرتهما الحاضرة حتى الآن.
وترصد "الوطن" أبرز 5 أوجه تشابه بين "النمر الأسود" و"العندليب الأسمر" وهم كالتالي:
- وُلد يتيمًا
"العندليب" وُلد يتيمًا، إذ تُوفيت أمه بعد أيامٍ معدودة من ولادته، وقبل مرور العام الأول على ميلاده، تُوفي والده أيضًا، لينتقل بعدها للعيش مع خاله "الحاج متولى"، ويلعب مع أبناء أعمامه في الترعة الموجودة في القرية، حيث كان يعيش في "الحلوات" التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، الأمر الذي تسبب في إصابته بمرض البلهارسيا.
كما وُلد أحمد زكي، يتيمًا، حيث تُوفي والده بعد ولادته مباشرة، حيث تزوجت والدته بعدها، لينتقل للعيش مع جده، الذي اكتسب منه القيم والعادات الطيبة، وحصل على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، كما أنه من مواليد مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.
علاقتهما بالمال
علاقة عبد الحليم حافظ، بالأموال، لم تكن قوية، إذ كان يُنفق على أعماله الغنائية، ويُنفق على أعضاء فرقته خلال البروفات، فضلًا عن دعوة زملائه على الغداء والعشاء من آنٍ لآخر، حيث يُشاع أنه مات فقيرًا، ولم تكن ثروته المالية كبيرة كما يعتقد البعض.
أحمد زكي لم يحب المال أيضًا، ولم يشغله أن يكون رصيده بالبنك مصحوب بأصفار عديدة، فكل أبناء جيله كانوا يجتهدون في أن تزيد عدد الأصفار المجاورة لرقم أرصدتهم بالبنوك، إلا أن أحمد زكي كان يعلم جيداً أن المال مجرد وسيلة لا يجب أن ترتقي أبداً لتصبح هدفا في الحياة، في إحدى المرات كان يجلس في "أوتيل"، شهير على النيل، وبالصدفة تواجد النجم عمرو دياب بنفس المكان، فرحب "زكي" به ودعاه للجلوس معه لتناول العشاء، ودار بينهما نقاش عن النساء والحب والشهرة والنجومية والمال، وفجأة سأل عمرو دياب أحمد زكي عن رصيده أو حجم ثروته، فابتسم "أحمد" ونظر إلى مدير أعماله وكاتم أسراره، محمد وطني وسأله: "إحنا معانا كام في البنك؟"، فأجاب أن المبلغ لا يتجاوز المائة ألف جنيه تقريباً، فأصيب عمرو دياب بصاعقة، وقال لأحمد زكي بالنص: "معقولة يا أحمد بعد كل سنين الشغل والتعب ده بس رصيدك في البنك"، فضحك أحمد زكي بسخرية شديدة وقال له: "ماذا سأفعل بأكثر من هذا المبلغ؟".
- تحسين المزاج
ذات يومًا، حل "عبد الحليم" ضيفًا على أبلة فضيلة، في حوار إذاعي، في ظل وجود 30 طفلًا معهما داخل الاستديو، حيث ظل يجلس معهم نحو 3 ساعات متواصلة، فضلًا عن تناول الطعام والشراب والغناء معهم بناءً على رغبتهم، حيث تقول "أبلة فضيلة": "الأطفال راحوا جابوا فول وطرشي.. وقعد ياكل معهم.. فقد كان بسيطًا للغاية وسطهم"، إذاعة أنه كان يشعر بأريحية شديدة وسط الأطفال.
أما أحمد زكي، كان يجد راحته، عندما يتجول داخل المقابر، فحال تعرضه لأي أزمة، كان يطلب من أحد أصدقاءه أن يصحبه إلى أقرب مقابر، حتى وإن كانت الرابعة فجرًا، ليترجل بمفرد بين الأموات، ويقرأ لهم الفاتحة.
الحب في حياتهما
لم يكن لهما نصيبًا كبيرًا في "الحب"، فكل منهما له الشروط الخاصة التي يجب أن تتوافر في شريكة حياته، فقد عاش "العندليب" ثلاث قصص حب على مدار حياته، إذ أنه جمعته قصة مع إحدى الراقصات والتي كانت تُنفق أموالًا على أصحابهما في فيلا كمال الطويل، والقصة الثانية كانت مع الفنانة سعاد حسني، ولم تُتوج بالزواج في النهاية، بسبب تدخل المُحيطين بهما، وحرصهما على إفساد علاقتهما، أما القصة الثالثة جمعته بامرأة تنتمى لإحدى العائلات الكبيرة، ولم يُفصح عن تفاصيلها، وذلك حسبما قال الموسيقار حلمي بكر في إحدى اللقاءات التليفزيونية.
يقول "عبد الحليم" في تسجيل إذاعي، إنه عاش قصة حب في شبابه، لكن القدر لم يساعده في تتويجها بالزواج، ويرى أن الحب من المُفترض أن يكون سرًا بين الطرفين، ولم يُفصح عن تفاصيله حال إتمام جميع أساسه وقواعده من خلال الزواج.
فيما عاش أحمد زكي، قصة حب وحيده، مع هالة فؤاد، وأنجب منها "هيثم"، حيث يقول محمد عشوب في حوار تليفزيوني له: "أحمد زكي لم يحب في حياته سوى هالة فؤاد، ورحلت عندما كان يُصور فيلم سواق الهانم، وتلقيت خبر وفاتها من شقيقها الذي تجمعه علاقة صداقة قوية به، الأمر الذي دفعه إلى التوجه إلى أحمد زكي حيث كان يُصور مشاهده في الفيلم، داخل إحدى الشقق في عمارة قديمة، لكنه فوجئ بمحمد السبكي، الذي ناشده بتكتم الخبر على العندليب، ليصعد عشوب إلى أعلى العمارة، إذ فوجئ به يضحك ويداعب فريق العمل على غير العادة، إذ أنه لم يعلم خبر وفاتها، حتى تلقى خبر وفاتها من إحدى الفنانات في الفيلم، ليُصاب بصدمة شديدة وقتها".
المرض
عام 1956، تلقى "العندليب" خبر إصابته بتليف في الكبد، نتيجة البلهارسيا واستحمامه في الترع في طفولته، وذلك بالتزامن مع إصابته بنزيف في المعدة، حيث بدأ رحلة علاج طويلة داخل مصر وخارجها، حتى رحل عن عالمنا في 30 مارس عام 1977، عن عمر ناهز 47 عامًا، داخل أحد المستشفيات في لندن.
فيما تُوفي أحمد زكي، في 27 مارس عام 2005، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، حيث كان يُدخن بشراهة، كما تم علاجه على نفقة الدولة في الخارج، حتى لفظ أنفاسه داخل مستشفى دار الفؤاد بمدينة السادس من أكتوبر.
شركة تنظيف مسابح فى ام القيوين
ردحذفشركات تنظيف المبانى ام القيوين
شركة تنظيف شقق فى ام القيوين
شركة تنظيف منازل ام القيوين
شركات تنظيف المنازل ام القيوين
شركة تنظيف فلل ام القيوين