نجم السبعينيات محمود ياسين متحدثا عن مشوار 40 عاما
* القاهرة لقاء: أيمن عبد الحميد
خلال 42 عاماً هي عمره الفني قدم محمود ياسين 155 فيلماً معظمها من أهم وأجمل الأفلام التي قدمتها السينما المصرية والعربية في حقبتي السبعينيات والثمانينيات.
بدأ محمود ياسين رحلته على خشبة المسرح ثم خطفته السينما واتجه أيضاً للتليفزيون والإذاعة وعمل مع أكبر نجمات الفن ابتداء بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي أصرت عليه دون غيره ليشاركها بطولة فيلمها (الخيط الرفيع) وتوالت أعماله معها حتى (أفواه وأرانب) مما دفع نجمات سينما السبعينيات للتنافس عليه.
مر خلال مشواره الطويل بالعديد من المواقف السعيدة والصعبة والمؤلمة ناهيك عن الشائعات التي لا تعد ولا تحصى، وفيما يلي نص الحوار مع النجم محمود ياسين:
* بالعودة إلى البدايات هل تحدثنا عن الميلاد.. النشأة.. الدراسة؟
اسمي الثلاثي محمود ياسين طه من مواليد مدينة بور سعيد الباسلة بتاريخ 19 21941 ونشأت بداخل أسرة متوسطة الحال، تخرجت في كلية الحقوق عام 1964 وبدأت مشواري الفني قبل التخرج بعام واحد تحديداً في عام 1963 حيث شاركت في عدد من المسرحيات بعد التحاقي بالمسرح القومي ومن أبرز هذه المسرحيات في هذا الوقت (ليلة مصرع جيفارا) و(وطني عكا) و(ليلى والمجنون) وقمت ببطولة عروض أخرى ناجحة أذكر منها (عودة الغائب) و(واقدساه) ولعبت دور الراوي في مسرحيات (سليمان الحلبي)، و(الزير سالم)، و(دائرة الطباشير القوقازية)، وهكذا نجحت في لفت أنظار المخرجين، وكان من حسن حظي أن المسرح القومي كان في عصره الذهبي فساهم ذلك بدرجة كبيرة في صقل موهبتي بشكل صحيح مما ساعدني على اتقان اللغة العربية بقواعدها السليمة خاصة أن رحلتي في هذا المسرح العظيم استمرت ستة أعوام كاملة ولهذا لا أنسى هذه المرحلة المهمة في بداية حياتي ومشواري الفني.
* ماذا كان موقف الأسرة من اتجاهك نحو التمثيل؟
كان أبي يتمنى أن أعمل في مجال المحاماة خاصة أن المحامين في هذا الوقت كان يشار إليهم بالبنان ولكنه كان يشعر برغبتي في الاتجاه لمجال الفن بحكم مشاركتي في كافة الأنشطة الفنية ببور سعيد سواء عبر قصور الثقافة أو الفرق الفنية أو الأنشطة المدرسية ثم الجامعية فقد حققت شهرة واسعة بالمدينة وأنا في سن المراهقة والشباب، ولكنني كنت أواجه معارضة شديدة من والدتي ليس لرفضها عملي بالفن ولكن لخوفها الشديد على أخلاقياتي كما اصيبت والدتي بالرعب عندما فكرت في الاستقرار بالقاهرة بعيداً عن الأسرة فأظهرت شخصيتها الحازمة والقوية وعارضتني بشدة، وبمرور الوقت اطمأنت أن الأساس الذي تربيت عليه لم يهتز وأن شخصيتي وأسلوبي لم يتغيرا خاصة بعدما وجدتني دائماً معهم وبجانبهم سواء في بور سعيد أو في القاهرة، ولم يغيرني الفن بل زادني قوة ورزانة، كانت أسرتي عندها بعض الشك في نجاحي ووصولي إلى النجومية لكن عندما تحقق الحلم كانوا فخورين بي وبور سعيد كلها كانت تتحدث عني وكنت حينما أزور المدينة كان الجميع يتهافتون عليّ ويحملونني على الأعناق ويتجولون بي وهم يهتفون باسمي مثل رجال الانتخابات.
بداية الرحلة
* ومتى بدأت رحلتك مع السينما؟
نجاحي في المسرح القومي بدأ اسمي يتردد داخل الوسط الفني وكتب النقاد عن مولد نجم مسرحي كبير، ومن هنا توقع الكثيرون أن أكون أحد فرسان المسرح فقط، إلى أن شاهدني المخرج الكبير صلاح أبو سيف وكان يستعد لاخراج فيلم (القضية 1968) في عام 1968بطولة ميرفت أمين وحسن يوسف وصلاح منصور فأسند إليّ دورا صغيرا ثم دورا صغيرا آخر في فيلم (حكاية من بلدنا) في العام التالي 1969 اخراج حلمي حليم، أما النقلة الأكبر فكانت في فيلم (شيء من الخوف) للعمالقة محمود مرسي ويحيى شاهين وشادية، رغم أنني لم أقدم سوى أربعة أو خمسة مشاهد فقط، وأثناء مونتاج الفيلم كما علمت بعد هذا توقف المخرج العبقري حسين كمال أمام أحد المشاهد التي قدمتها وطلب إعادته مرة واثنتين ثم صرخ بأعلى صوته قائلاً: هذا هو فاندهش كل من حوله ولم يفهموا شيئا الا عندما قال هذا هو نجم السبعينيات الذي تبحث السينما عنه وعلى الفور رشحني لبطولة فيلم (نحن لا نزرع الشوك) مع شادية والذي يعد إحدى علامات السينما المصرية حتى الأن.
العمل مع شاهين
* هل صحيح أنك فضلت العمل في هذا الفيلم على فيلم آخر مع المخرج الكبير يوسف شاهين؟
أتذكر جيداً أن المخرج الكبير يوسف شاهين بعدما شاهدني في أداور صغيرة رشحني على الفور لبطولة فيلم (الاختيار) أمام سعاد حسني لكنه قرر استبعادي بعد أن علم بترشيح حسين كمال لي لفيلم (نحن لا نزرع الشوك).
* لكننا لم نشاهدك في أي فيلم سينمائي ليوسف شاهين بعد ذلك رغم عملك مع كل المخرجين الآخرين؟
لقد رشحني هو للعمل في أكثر من فيلم ولكن بصراحة لم أكن أفهم ما يريد قوله وأذكر أنه حينما عرض عليّ بطولة فيلم (اسكندرية ليه) قال لي (أنا أعلم أن مخك تخين) ورغم هذا سأرسل لك السيناريو وبالفعل عكفت على قراءته ورغم أنني كنت وما زلت مشهوراً بأنني من أكثر الفنانين ثقافة واطلاعا في كافة بحور العلم والمعرفة لكني عجزت عن فهمه وأيقنت أن معظم الممثلين يعملون معه دون أن يفهموا شيئاً مما يريد فهو الوحيد الذي يفهم جيداً ما يريد قوله ولكوني لم أعتد عمل شيء لا أفهمه قمت بإعادة السيناريو له مشفوعاً باعتذاري ورغم هذا كنت وما زلت أنصح الزملاء والزميلات الذين يقوم بترشيحهم بعدم إهدار فرصة العمل مع هذا المخرج العبقري.
فيلم (الخيط الرفيع)
* وما هي الخطوة التي تلت كتابة شهادة ميلادك الفنية بعد نجاح فيلم (نحن لا نزرع الشوك)؟
بعد ما كُتبت شهادة ميلادي بهذا الفيلم قدمت بعده في عام 1971 فيلم (أختي) مع نجلاء فتحي، من اخراج هنري بركات وكذلك (الحب في باريس) انتاج لبناني مع صباح ويوسف شعبان الا أن الميلاد الفني الحقيقي بالنسبة لي كان على يد الفنانة القديرة فاتن حمامة بعد مشاركتي لها بطولة فيلم (الخيط الرفيع) الذي اعتبره من أهم الأفلام التي قدمتها خلال مشواري الفني.
* هل تذكر كيف جاء ترشيحك لبطولة هذا الفيلم أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة؟
فوجئت باستدعائي من قبل مخرج الفيلم هنري بركات الذي كنت عملت معه في فيلم (أختي) واعتقدت أنه يريدني لعمل جديد ولم أكن أتخيل أبداً أن سيدة الشاشة فاتن حمامة هي التي رشحتني بنفسها وأيدها في عملية ترشيحي الأديب الكبير إحسان عبد القدوس فقد كان شيئا أقرب إلى الخيال بالنسبة لي.
خوف وقلق
* وهل تتذكر أول لقاء جمعك بها؟
لا أستطيع أن أصف مدى الخوف والقلق الذي سيطر عليّ لمجرد أن عرفت أن السيدة فاتن حمامة هي بطلة الفيلم وهي التي رشحتني وذهبت للقائها وفكرت في الاعتذار خشية أن أفشل أمامها فتكون نهايتي ولكنها بخبرتها وعظمتها كانت تعلم جيداً احاسيس أي إنسان قد يشاركها عملاً فنياً للمرة الأولى فشجعتني بشدة ولا أنسى أبداً ما قالته لي عندما بدأنا نقف أمام الكاميرا للتصوير قالت (خد يا محمود احاسيسك مني علشان يكون المشهد عالي لا أنا أهبط به ولا أنت تهبط به).
* ماذا كان رد فعلك بعد عرض الفيلم بدور العرض السينمائي؟
كنت أتخفى واتجول على دور العرض السينمائي وأنا لا أصدق عيني وأنا أرى الجمهور يتهافت على تذاكر الفيلم وكنت أقف أمام دور العرض بعد انتهاء الفيلم لأستمع إلى آراء الجماهير وردود أفعالهم فتضاعفت ثقتي بنفسي وأدركت أنني وضعت قدمي بالفعل على سلم النجومية.
* وكيف استقبلك المخرجون والمنتجون بعد ذلك؟
فوجئت بطوفان من السيناريوهات المهمة والكبيرة فقدمت في عام 1972 نحو عشرة أفلام مهمة هي (العاطفة والجسد) و(حب وكبرياء) و(صور ممنوعة) و(حكاية بنت اسمها مرمر) و(الشيطان امرأة) و(الزائرة) و(شباب يحترق) و(أنف وثلاث عيون) وقدمت في نفس العام بطولة واحد من أهم الأفلام الحربية في تاريخ السينما العربية (أغنية على الممر) مع محمود مرسي اخراج علي عبد الخالق وفي عام 1973 قدمت عدداً كبيراً من الأفلام المهمة أذكر منها (امرأة من القاهرة) و(ليل وقضبان) و(الحب الذي كان) وعدت في نفس العام للعمل مع هنري بركات في فيلم (امرأة سيئة السمعة) مع شمس البارودي ويوسف شعبان.
12 فيلماً
* تشهد موسوعة السينما أنك في عام 1974 تفوقت على نفسك وعلى كل النجوم الذين سبقوك أو جاءوا بعدك بتقديمك نحو 12 فيلماً سينمائياً دفعة واحدة بواقع فيلم كل شهر كيف استطعت عمل ذلك؟
بالفعل قدمت في هذا العام عددا كبيرا من الأفلام هي (اين عقلي) الذي جمعني بسندريلا السينما سعاد حسني وكذلك (قاع المدينة) مع نادية لطفي وعدت مرة ثانية للتعاون مع سيدة الشاشة فاتن حمامة في ثاني عمل جمعني بها وهو فيلم (حبيبتي) ومن الأشياء المهمة التي أذكرها عن هذا العام قيامي ببطولة ثلاثة أفلام وطنية كبرى عن حرب أكتوبر هي (الرصاصة لا تزال في جيبي) و(الوفاء العظيم) و(بدور) والطريف أن الأفلام الثلاثة شاركتني بطولتها الفنانة نجلاء فتحي حيث كونا سوياً ثنائيا من أهم ثنائيات السينما المصرية فقدمنا معاً نحو 15 فيلماً سينمائياً منذ لقائنا عام 1972 في (حب وكبرياء) و(صور ممنوعة) حتى آخر لقاء جمع بيننا (الشريرة) عام 1980 وقدمنا بينهم أفلام (لا يا من كنت حبيبي) و(سونيا والمجنون) و(اذكريني) و(رحلة النسيان) وغيرها.
* ابتداء من عام 1975 حتى عام 1980 قدمت 80 فيلماً سينمائياً دفعة واحدة وهو عدد أيضاً لم ينجح أي ممثل آخر في تجاوزه خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة حدثنا عن هذه الأفلام؟
كان من أهم الأفلام التي قدمتها عام 1975 (سؤال في الحب) و(الظلال في الجانب الآخر) و(جفت الدموع) و(على ورق سوليفان) و(الكداب) و(حب أحلى من الحب) و(على من نطلق الرصاص) بالاضافة للفيلم الرائع (مولد يا دنيا) بينما قدمت في عام 1976 أفلام (أنا لا عاقلة ولا مجنونة) و(ليتني ما عرفت الحب) و(دقة قلب) و(بعيداً عن الأرض) و(سنة أولى حب) و(العش الهادي) وغيرها وكذلك الأمر في عام 1977 (عندما يسقط الجسر) و(امرأة من زجاج) و(شقة في وسط البلد) و(سقطت في بحر العسل) و(صانع النجوم) و(همسات الليل) و(العذاب امرأة) بالاضافة لفيلم (افواه وأرانب)ثالث عمل جمعني بالسيدة فاتن حمامة بينما قدمت في عام 1978 أفلام (أبليس في المدينة) و(ثالثهم الشيطان) و(أسياد وعبيد) و(الصعود إلى الهاوية) و(رحلة النسيان) وكان من أهم الأفلام التي قدمتها عام 1979 (الشك ياحبيبي) و(مع سبق الاصرار) و(الوهم) و(الايدي الغادرة) و(تمضي الأحزان) و(لا يزال التحقيق مستمراً) بالاضافة لفيلم (قاهر الظلام) قصة حية عن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وفي عام 1980 قدمت أيضاً عددا كبيرا من الأفلام أذكر أهمها (انتبهوا أيها السادة) و(الباطنية) و(الأخرس) و(الشريرة).
الحياة الخاصة
* وسط هذا النشاط المكثف في هذه الفترة.. لم يشغلك سوى الفن.. ماذا عن مشاعرك الخاصة مثلاً؟
صدقني لم يكن عندي أي وقت للتفكير في أي شيء سوى عملي فقط فكنت أعطيه كل الوقت ومن هنا لم يكن عندي فرصة كافية للانشغال بغيره، وبصدق شديد الحب الحقيقي عرفته مع (شهيرة) فهي أول وآخر حب في حياتي وحبي لها يقوى ويزداد مع الزمن.
تعارف
* وكيف تم التعارف بينك وبين السيدة عائشة حمدي التي عرفناها فنياً باسم (شهيرة)؟
كنا نلتقي في الحفلات الفنية دون أن تجمعنا لقاءات تذكر ولكن كان هناك شيء خفي يدفعني في الرغبة للتحدث معها دون بقية الفنانات وكانت هي في بداية مشوارها الفني ولم تقدم بصمات تذكر ورغم هذا كنت أسعى دائماً للتعرف على أخبارها وتتبع خطواتها وانتهاز أي فرصة للتحدث معها ولا تسألوني لماذا أو كيف فهذا هو القلب وما يريد كما يقولون واكتشفت بمرور الوقت أن مشاعري نحوها هي نفس مشاعرها نحوي ولم يكن هناك بديل عن الاتفاق والزواج دون إهدار الوقت.
* بعد الزواج هل تأكدت من صحة اختيارك؟
نعم فقد أنجبنا سريعاً رانيا ثم عمرو وتضاعف الحب ونجحت هي في إدارة الحياة بيننا بنجاح كبير.
* وكيف كانت تستقبل الشائعات التي تطلق عليك؟
كانت تتعامل مع الأمر بهدوء شديد تحسد عليه فلم تكن تنفعل أو تثور فهي مدركة تماماً لطبيعة العمل لأنها لم تكن بعيدة عن المهنة.
مواقف لا تنسى
* مضى 30 عاماً على زواجكما.. ماهي أهم المواقف التي تتذكرها خلال هذه الأعوام الطويلة؟
أنا لا أقول إنها حياة مثالية ولا أبالغ في الوصف، فالحياة الزوجية مليئة بالمواقف والتناقضات لكن يجب تحكيم العقل والمنطق في كل شيء فمؤكد أن الذي يضمن نجاح أي زوجين هو رغبتهما في الانسجام والتوحد وهو ما حدث بيننا، ففي ظل سلامة العقل والقلب والعاطفة لا بد أن تنجح الحياة الزوجية بين أي اثنين وليس شرطاً أن يكونا من أهل الفن.
* وما موقفك منها حينما اتخذت قرارها باعتزال الفن؟
هي اتخذت القرار برغبتها الكاملة بعد تفكير عميق من جانبها ومن هنا لم تتراجع رغم تلقيها عروضا كثيرة للعمل بأعمال تاريخية ودينية إلا أنها اعتذرت عنها جميعاً.
* إذاً هي مقتنعة أن العمل الفني حرام؟
بالعكس هذا غير صحيح فعلاقتها قوية بالفن وصداقتها بالفنانات والفنانين لا تزال بنفس قوتها فهي مقتنعة بأن الفن رسالة سامية وأكبر دليل على هذا مناقشتها الدائمة لي في كل أعمالي وعدم معارضتها دخول رانيا المجال بل قامت بتشجيعها والوقوف بجانبها خاصة وهي في بداية المشوار.
أمومة رانيا
* وماذا عما تردد بأن رانيا اعتزلت الفن ثم تراجعت عن القرار؟
هذا الكلام غير صحيح وتردد خلال الأعوام الثلاثة التي ابتعدت فيها بعد زواجها من الفنان الملتزم محمد رياض ثم الحمل وانجاب (عمرو) فكان لا بد مثل أي أم أن تتفرغ لرعاية رضيعها.
* وما هي مشاعرك حينما جاء (عمرو) أول أحفادك؟
شعور جميل جداً أعجز عن وصفه وتأكدت من صحة المثل القائل (أعز الولد ولد الولد).
* رانيا بدأت نجمة عن طريقك أنت بعد أن انتجت لها فيلم (قشر البندق) في منتصف التسعينيات وشاركتها بطولته أنت وصديق عمرك حسين فهمي في محاولة قوية للدفع بها فلماذا لم نرها بطلة لأي أفلام بعد هذا؟
هي التي اختارت لنفسها طريقا لم تتراجع عنه فرفضت العديد من البطولات بسبب التزامها والتربية التي نشأت عليها وهي الفيصل في حكمها على الأدوار التي تختارها ومن هنا وجدت نفسها أكثر في التليفزيون.
* وقفت إلى جانب رانيا بقوة بينما لم تفعل نفس الشيء مع نجلك عمرو وتركته يشق طريقه بنفسه.. لماذا؟
ما حدث أن عمرو بعد حصوله على الثانوية العامة كان مشوشا وغير مستقر على المجال الذي يريده ففكر في دخول كلية الحقوق وفكر في دخول معهد السينما فنصحته بالالتحاق بكلية التجارة فهي أساس العلاقات الإنسانية وطلبت منه عدم التفكير في الفن الا بعد انتهاء دراسته وحينما استقر بعد الدراسة وتزوج ووجدت عنده اصرارا كبيرا على العمل كان لزاماً عليّ مساعدته مثل أي أب يسعى لمساندة ابنائه وبالفعل أثبت وجوده في مسلسل (ثورة الحريم) وتوالت أعماله كما أنني لم أدفع رانيا للعمل معي في أي عمل بعد (قشر البندق) فقد قدمتها وتركتها بعد هذا تشق طريقها بنفسها حتى جمعتنا الظروف في (العصيان).
حقبة الثمانينيات
* نعود مرة ثانية للسينما وأهم أعمالك في حقبة الثمانينيات؟
استمر نشاطي بنفس الشكل والقوة فقدمت في عام 1981 عشرة أفلام هي (الوحش داخل الإنسان) و(دندش) و(رجل بمعنى الكلمة) و(مع تحياتي لاستاذي العزيز) و(مسافر بلا طريق) و(علاقة خطرة) و(مين يجنن مين) و(قيدت ضد مجهول) و(اللصوص) وفي عام 1982 قدمت أفلام (اشياء ضد القانون) و(الثأر) و(مُرسي تحت مُرسي فوق) و(الأقوياء) و(وكالة البلح) و(المحاكمة) كما قدمت مع شهيرة في نفس العام فيلم (رحلة الشقاء والحب) وفي عامي 1983 و1984 قدمت أفلام (حادث النصف متر) و(عالم وعالمة) و(وداد الغازية) و(أسوار المدابغ) و(العربجي والسادة المرتشون)وغيرها.
* وماذا عن أفلامك المهمة في أعوام 85 و86 و87 وما بعدها؟
في عام 1985 قمت ببطولة أفلام (النشالة) و(أيام في الحلال) و(النساء) و(خيوط العنكبوت) و(القط أصله أسد) و(انقاذ ما يمكن انقاذه) وهناك مجموعة أفلام أعتز بها في عام 1986 مثل (الحرافيش) و(امرأة مطلقة) و(بلاغ ضد امرأة) و(عصر الحب) و(موعد مع القدر) و(مدافن مفروشة للإيجار) و(الأب الشرعي) بالاضافة لفيلم (الجلسة سرية) أحد أهم الأفلام التي قدمتها مع شهيرة هو و فيلم (نواعم) الذي قدمناه بعد هذا وفي عام 1987 اعتز بأفلام (المواجهة) و(الرجل الصعيدي) و(شاهد اثبات) و(التعويذة) و(العملية 42) و(الملعوب) وفي عام 1988 قدمت أفلام (أيام الرعب) و(الكماشة) و(رجل ضد القانون) بالاضافة لفيلم (نواعم).
* مع بداية التسعينيات بدأ نشاطك السينمائي يتراجع بدرجة كبيرة فنجد أن مجموعة الأفلام التي قدمتها ابتداء من عام 1990 حتى عام 1995 كانت أقل مما كنت تقدمه في عام واحد خلال السبعينات والثمانينات.. لماذا؟
نعم هذا حقيقي فأذكر أن في عام 1990 لم أقدم فيه سوى فيلمين فقط هما (عودة الهارب) و(ليل وخونة) وفي عام 1991 قدمت (تصريح بالقتل) وفي عام 1992 (الشجعان والستات) و(فضيحة) وفي عام 1993 (امرأة تدفع الثمن) وطعمة الشطة) وفي عام 1994(ليه يادنيا) و(ثلاثة على مائدة الدم) وفي عام 1995(أيام الشر) و(اغتيال فاتن توفيق) بالاضافة لفيلم (قشر البندق) ومؤكد أن هناك اسبابا عديدة أدت لتقلص النشاط من جانبي فكانت السينما تعاني من تراجع في الإنتاج بوجه عام فلم يكن يتم انتاج سوى 20 أو 25 فيلماً على الأكثر كل عام على عكس ما كان في السبعينات والثمانينات فكان يقدم كل عام ما بين 90 أو100 فيلم وبصفة شخصية كنت أشعر أنني في حاجة للتدقيق في أدواري وإعادة حساباتي في الأفلام التي أقدمها.
فترة نضوب
* منذ عام 1996 حتى الآن أي نحو تسعة أعوام لم نشاهدك سوى في فيلم واحد فقط هو (فتاة من إسرائيل) بالاضافة للفيلم الوطني (حائط البطولات) الذي لم يعرض بعد.. ما هي الأسباب؟
وهل لي دور أنا وأبناء جيلي فيما يُقدم حالياً من موضوعات اتجه بها صناع السينما الجدد لفئة بعينها من الجمهور.
* وكيف تعاملت مع هذه التغيرات المفاجئة؟
انها سُنة الحياة وطبيعة الأمور فكما تسلمنا نحن الراية من أجيال سبقتنا كان لا بد وأن نسلم الراية لأجيال جديدة تتحمل المسئولية.
* وهل ترى أنهم قادرون على حمل هذه الراية وتقديم أعمال يكتب لها البقاء مع الزمن مثل أفلامكم؟
هذا شيء لا أستطيع أن أقوله فالزمن هو أكبر حكم عليهم.
* ولكن ما هي رؤيتك لهم بصدق؟
بينهم أولاد وبنات كثيرون مجتهدون ويسعون لتقديم أعمال جيدة ومحترمة وصدقني من بينهم فنانون عانوا كثيراً قبل أن يحصلوا على فرصتهم مثل محمد هنيدي الذي وصل بعد معاناة شديدة.
* وما ردك على ما قيل بأن هؤلاء الممثلين الجدد أجبروا جيلكم على الاتجاه للتليفزيون وتكثيف نشاطكم فيه؟
أنا والكثير من أبناء جيلي لم نبتعد أصلاً عن التليفزيون بهذا الشكل الذي يتحدثون عنه فكنا متواجدون بالسينما والتليفزيون معاً فكيف إذاً تم اجبارنا بالشكل الذي تصفونه أو يصفونه؟
الشاشة الصغيرة
* خلال مشوارك الفني الذي تجاوز الأربعين عاماً قدمت العديد من المسلسلات حدثنا عن أهمها بالنسبة لك؟
أعتز كثيراً بمسلسلات (الدوامة) و(الأفيال) و(أيام المنيرة) و(أمير الشعراء أحمد شوقي) وكذلك (سوق العصر) الذي حصلت على جائزة الإبداع الذهبية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون السابع عن دوري فيه وأعتز كذلك بسلسلة مسلسلاتي الأخيرة (ثورة الحريم) و(العصيان) و(عابدين الانور) و(بابا في تانية رابع).
* عُرف عنك ولعك الشديد بالمسلسلات الدينية والتاريخية خلال العشرين عاماً الماضية حدثنا عن أهم هذه المسلسلات؟
من أهم هذه المسلسلات (الطريق إلى القدس) الذي قمت ببطولته منذ 20 عاماً وقدمت فيه شخصية سيف الدولة الحمداني وكذلك كنت أول من قدم شخصية خامس الخلفاء الراشدين (عمر بن عبد العزيز) منذ 18 عاماً وأعتز كثيراً بمسلسلات (ابن سينا) و(جمال الدين الأفغاني) و(سلطان العلماء العز بن عبد السلام) و(بعثة الشهداء) و(رياح الشرق) و(أبو حنيفة النعمان) الذي تعرض لظلم كبير في توقيت عرضه رغم حصوله أيضاً على جائزة مهرجان الإذاعة والتليفزيون.
جوائز وشهادات
* بمناسبة الحديث عن الجوائز ما هي أهم الجوائز والشهادات التي حصلت عليها خلال مشوارك الفني؟
أعتز كثيراً بجائزة مهرجان قرطاج عام 1974 عن فيلم (الرصاصة لا تزال في جيبي) وسبقتها بالطبع بالعديد من الجوائز العربية والدولية عن (نحن لا نزرع الشوك) و(الخيط الرفيع) وأعقبها العديد من الجوائز عن المثير من أفلامي مثل (الشريرة) و(انتبهوا أيها السادة) ومثلت مصر في عدد كبير من المهرجانات السينمائية مثل مهرجان طشقند عام 1980 ومهرجان السينما المصرية في أمريكا وكندا عام 1984 ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988 وحصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير من مصر وتونس والجزائر والمغرب والأردن والعديد من الجوائز القومية وشهادات التقدير عن أفلامي الوطنية، أضف إلى هذا اختياري لرئاسة لجان تحكيم العديد من المهرجانات المصرية والعربية.
تجربة الانتاج
* قمت بتأسيس شركة (راسين) وأنتجت من خلالها العديد من الأفلام وكان آخرها فيلم (قشر البندق) ثم توقفت.. لماذا؟
لأن التجربة الأخيرة (قشر البندق) أثبتت لي تغير المناخ والعقول فقد أكدت لي تردي الأوضاع عندنا فقد ادخلني هذا الفيلم قسم الشرطة عدة مرات لأنني شاهدت بعيني التذاكر وهي تخرج من الصالة ليدخل بها أناس آخرون أضف إلى هذا ان جمهور السينما تغير كثيراً فالأفلام التي تناسب هذه الأيام من الصعب عليّ إنتاجها.
* بدأت مشوارك الفني على خشبة المسرح وتوقع الجميع أنك ستكون أحد نجوم المسرح الأوائل فلماذا تراجع نشاطك المسرحي بشكل كبير بعد هذا؟
كان من الصعب التركيز في المسرح إلى جانب السينما في ظل النشاط السينمائي المكثف كما سبق القول خاصة أن المسرح كما تعرفون يتطلب مجهوداً كبيراً وعموماً أنا سعيد بتجاربي فيه رغم قلتها سواء في عروض البداية مثل (ليلة مصرع جيفارا) و(وطني عكا) و(ليلى والمجنون) أو العروض الأخيرة مثل مسرحية (الناس اللي في الثالث) التي حققت نجاحاً كبيراً وكذلك (الخديوي) المسرحية الشعرية التي كتبها فاروق جويدة.
العقول الجامدة
* توليت إدارة المسرح القومي في مرحلة من أصعب مراحله ثم فوجئنا بك تتخذ قرار الاستقالة بسرعة.. لماذا؟
لأنني اكتشفت انه من الصعب عليّ التعامل مع الروتين والعقول الجامدة فقد سعيت للتطوير وأدخلني هذا في مشاكل عديدة واختلفت مع فنانين زملاء ما كنت أتمنى أبداً أن أختلف معهم واكتشفت أن ما أسعى إليه من الصعب تحقيقه في ظل هذا المناخ فلم يكن هناك بديل عن الاستقالة والانسحاب على أن أظل ابن المسرح القومي فقد تخرجت منه ولا أنسى أفضاله عليّ وهناك فارق كبير بين الإدارة والفن فاكتشفت أنني لا أصلح سوى أن أكون فناناً فقط.
مواقف صعبة
* الفنان الكبير محمود ياسين ما هي أصعب المواقف التي تذكرها خلال رحلتك؟
قطعاً هو موقف المرض ولا أنسى ما حييت الموقف العظيم للرئيس محمد حسني مبارك الذي أمر على الفور بضرورة سفري للعلاج بالخارج وحرص بنفسه على الاتصال بي قبل السفر ومتابعة حالتي الصحية وكانت كلماته لي قبل السفر رائعة حينما قال: (أنت قيمة عظيمة يا أستاذ محمود ونريد أن تعود لنا بسرعة) فوجدت الدموع تتساقط من عيني حيال هذا الموقف العظيم وحرص بعد عودتي على الاطمئنان عليّ بنفسه أيضاً.
ألقاب
* أطلقوا عليك (فتى مصر الأول) و(بطل المائة فيلم) و(اللورد).. وألقاباً أخرى.. لكنك لم تحتفظ بأي لقب كي يسبق اسمك في افيشات الإعلانات.. ماذا؟
أعتز كثيراً بلقب (اللورد) لكنني بشكل عام لا أحب الألقاب، ولا أمور (النجمكة).. أنا الفنان محمود ياسين وبس.
مع أم كلثوم
* لك تجربة في مجال الغناء ببعض المسلسلات وكان من المنتظر أن يصدر البوم غنائي لك لماذا توقف هذا المشروع؟
لم أضع مشروع ألبوم غنائي في اعتباري مطلقاً ولكن ما حدث أن منتج مسلسل (غداً تتفتح الزهور) صفوت غطاس وضع أغاني المسلسل على شريط وطرحه في الأسواق ولكن المفاجأة الغريبة التي أذهلتني عندما كنت في تونس وفوجئت بشخص يهنئني على صدور شريطي مع أم كلثوم وتعجبت وسألت عنه ووجدت كاسيت لأغاني أم كلثوم يتخللها قصائد شعر بصوتي وهذا بالطبع شرف لي أن اكون مع سيدة الغناء العربي على شريط واحد ولكني لم أفعل ذلك وهذا الشريط بالطبع حقق حجم مبيعات غير عادية ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وجدت ألبوماً آخر مسجلاً عليه أغنيات الستينات العربية باللغات الانجليزية والفرنسية ويتخللها أيضاً أشعار بصوتي وهذا هو العجيب فعلاً لكننى كما تعرفون ألقى القصائد الشعرية في المناسبات المختلفة بحكم موهبتي المسرحية أجيد فن الإلقاء ووهبني الله صوتاً مميزاً.
* وما هي المواقف التي أثرت فيك وما زلت تذكرها في بداية عملك بالمسرح؟
أذكر ولا أنسى قسوة الفنان الراحل (كرم مطاوع) الذي كان مخرجاً في المسرح القومي آنذاك واختارني لبطولة مسرحية (ليلة مصرع جيفارا) وكان دوري هو (الفتى) بطل المسرحية وكان من أحسن الأدوار التي أديتها، ولكني لا أنسى القسوة البالغة التي كان يعاملني بها كرم مطاوع أثناء البروفات ولا أدري سببها حتى الآن لأنني كنت ملتزما جداً، ومطيعاً جداً، ولا أنسى أيضاً رفض المنتج المعروف رمسيس نجيب لي بشدة عندما رشحني حسين كمال لفيلم (نحن لا نزرع الشوك) مع شادية، وقال عني نجيب بالحرف الواحد: ما الذي يعجبك في هذا الممثل إنه كبير الأنف ونحيف جداً، ولا يصلح أن يكون ممثلاً أصلاً!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى