ضج الرأي العام الفرنسي وربما العالمي منذ أمس بعد قطع رقبة معلما عرض على تلامذته في المدرسة الإعدادية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد (ص)، لتعود مرة أخرى الجلية بين حرية الرأي والتعبير والإساءة إلى المقدسات خصوصا الإسلامية في أوروبا.
وقد قتلت الشرطة الجاني، واعتقلت 5 آخرين بينهم والدا تلميذ في مدرسة كونفلان سانت أونورين، حيث كان يعمل المدرس وأشخاص في المحيط غير العائلي للمهاجم.
الواقعة تبدأ ببلاغ حول تحركات مشبوهة لأحد الأشخاص تنتهي بنحر رقبة معلم
بدأت الواقعة باتصال هاتفي للشرطة عن مشتبه فيه يتجول في محيط مدرسة كونفلانس سانت أونورين بشمال غرب باريس، ليصرح لاحقا مسؤولون بأن رجلا ذبح معلما بإحدى المدارس الإعدادية أمام مدرسته في إحدى ضواحي العاصمة باريس، بعد أن كان المدرس قد عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد (ص).
والمعلم اسمه صامويل باتي وعمره 47 سنة، يعمل معلما لمادتي التاريخ والجغرافيا في إحدى مدارس ضواحي باريس.
"تويتر" يشتعل بصورة "رقبة الضحية المقطوعة" ورسالة تهديد لـ"ماكرون"
وبينما تواصل السلطات تحقيقها، شغلت تغريدة نشرها حساب جرى إقفاله على موقع تويتر، المحققين أيضا بعدما أظهرت صورة لرأس الضحية، لمعرفة إن كان المعتدي هو مَن نشرها أو شخص آخر، وفق ما نقلت قناة "العربية". وأُرفقت بالصورة رسالة تهديد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال ناشرها إنه يريد الانتقام.
وقتلت الشرطة الجاني بالرصاص على بعد بضعة شوارع من مكان الحادث، الذي وقع مساء أمس في ضاحية سكنية شمال غرب باريس. وقال ممثل للشرطة إن ضحية هجوم الجمعة قتل إثر إصابته بعدة طعنات في الرقبة. وقال مصدر في جهة لإنفاذ القانون، إن رأس المعلم قطعت في الهجوم.
منفذ الهجوم شيشاني هتف "الله أكبر" ثم سدد طعناته لرقبة المعلم
وذكر مصدر في الشرطة، أن شهودا سمعوا المهاجم يهتف "الله أكبر". وقال المتحدث باسم الشرطة، إنه يجري التأكد من هذه المعلومات.
ووقع الهجوم في الشارع أمام المدرسة التي كان يعمل بها القتيل في ضاحية كونفلانس سانت أونورين، بشمال غرب باريس.
وقال مصدر قضائي فرنسي، إن منفذ الهجوم من أصل شيشاني ومولود في موسكو ويبلغ من العمر 18 عاما، وفق ما نقلت وكالة أنباء "فرانس برس" عن المصدر، مضيفا أنه جرى توقيف خمسة أشخاص آخرين في إطار التحقيق بقتل المدرس.
الجالية الشيشانية في أوروبا تستنكر الجريمة وتدعو لتجنب التصريحات التي تؤثر عليهم
وأدانت الجالية الشيشانية في أوروبا مقتل المدرس، وجاء في بيان صادر عن تجمع الجالية الشيشانية في أوروبا، ونقلته قناة "BFMTV"، أن "تجمع الشيشانيين في أوروبا يدين هذه الجريمة بأشد العبارات الممكنة، ويريد أن يجدد التأكيد على موقفه الذي يدين جميع أشكال التطرف الديني وأي أعمال عنف".
كما دعا البيان السياسيين ووسائل الإعلام إلى الانتباه للتصريحات التي قد تؤثر سلبا على الجالية الشيشانية، مشددا على أنه "لا يمكن تحميل أي مجتمع مسؤولية التصرفات الفردية لأبنائه".
المدرس عرض رسوما مسيئة للنبي محمد كشفها أب مسلم يروي معاناة طفلته من الرسوم
وذكرت تقارير نشرتها وسائل إعلام فرنسية، أن المعلم عرض على التلاميذ هذا الشهر رسوما كاريكاتورية قيل إنها تصور النبي محمد في إطار حصة للتربية الوطنية عن حرية التعبير.
وتضمن منشور على "تويتر" في التاسع من أكتوبر مزاعم بأن مدرس تاريخ في كونفلانس سانت أونورين عرض على التلاميذ، رسوما كاريكاتورية قيل إنها تصور النبي محمد.
واحتوى المنشور مقطعا مصورا لرجل قال إن ابنته المسلمة كانت من تلاميذ الفصل، وإنها صدمت وانزعجت من تصرفات المعلم. وحث الرجل الذي ظهر في المقطع مستخدمي "تويتر" على تقديم شكوى للسلطات وإقالة هذا المدرس.
"ماكرون" يصف الهجوم بـ"إرهاب الإسلاميين"
وفي تعليق على الواقعة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن ذبح المعلم كان يستهدف بهذا الهجوم ضرب حرية التعبير، مضيفا، قرب المدرسة حيث قتل المعلم: "قتل مواطن اليوم لأنه كان معلما ولأنه كان يُدرس التلاميذ حرية التعبير".
ووصف "ماكرون" الهجوم بأنه إرهاب لـ"الإسلاميين". وقال إن "البلاد بأكملها تقف مع المعلمين. الإرهابيون لن يقسموا فرنسا.. الظلامية لن تنتصر".
الهجوم يستكمل سلسلة الاعتداءات التي تشهدها فرنسا منذ 2014
وما يزيد من وطأة ذلك الهجوم أنه يأتي بعد 3 أسابيع من هجوم بآلة حادّة نفّذه شاب باكستاني يبلغ 25 عامًا أمام المقر القديم لصحيفة "شارلي إيبدو"، أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة.
كما يأتي الاعتداء الذي نفذه الشاب الشيشاني، ليكمل موجة الاعتداءات غير المسبوقة التي شهدتها فرنسا عام 2015 وأسفرت عن مقتل 258 شخصا.
وسجلت اعتداءات عدة بالسلاح الأبيض، خاصة في مقر شرطة باريس في أكتوبر 2019 وفي رومان-سور-ايزير في أبريل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى