آخر المواضيع

28‏/02‏/2021

صحيفة "أندبندنت" البريطانية - لو رحل ترامب فمن سيحمي «مؤخرة» ابن سلمان

 

أنتـونـي هـــيروود

صحيفة "أندبندنت" البريطانية -


لقد فقد مقعده للتو في مجلس حقوق الإنسان. إذن ما الذي سيفعله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عند خروج الرئيس دونالد ترامب من المشهد السياسي الأمريكي؟! وماذا سيحدث له، لو لم يكن هناك دونالد ترامب "ليحمي مؤخرته"؟! تعهد بايدن بجعل السعودية "منبوذة كما يستحقون".


إن المدى الذي رفض فيه العالم الحاكم الفعلي للسعودية بدا واضحا، هذا الأسبوع (الأسبوع الماضي) عندما فشلت بلاده في الحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وجاءت السعودية في المؤخرة بعد نيبال وأزبكستان، بشكل مهين وكـ"صفعة لديكتاتورها الذي لعبت آلة العلاقات العامة ما بوسعها، للقيام بمهمة سيدها. لكن لم يكن هناك أي جهد في الغرف الخلفية، ليمنع أرقام التصويت التي كشفت عن الضرر الذي أحدثه محمد بن سلمان لسمعة بلده في السنوات الثلاث منذ أن وصل إلى السلطة.

ومنذ أن أصبح وليا للعهد، 2016، وقبل عام من وصوله إلى السلطة، حصلت السعودية على 152 صوتا عندما انتخبت في مجلس حقوق الإنسان.

وبعد 4 أعوام كشفت عملية الاقتراع تراجع نسبة الدعم للسعودية بنسبة 40% إلى 90 صوتا، وأقل مما يجب الحصول عليه للفوز بمقعد. فالفترة الفاصلة، بين هذين العامين، بطبيعة الحال، شهدت سلسلة من الانتهاكات لحقوق الإنسان، كانت بمثابة سخرية من أي عملية اقتراع تعطي السعودية عضوية في مجلس حقوق الإنسان.

مع أن العملية لم تمنع روسيا والصين من الحصول على العضوية. وكما قال ناشطون إن انتخاب هؤلاء الديكتاتوريين ليكونوا قضاة الأمم المتحدة في حقوق الإنسان، مثل تجميع عصابة من المخربين وجعلهم رجال إطفائية.

قائمة العار لمحمد بن سلمان معروفة، ففي ظله اغتيل صحافي "واشنطن بوست" جمال خاشقجي، وقطع جسده عندما زار القنصلية السعودية في إسطنبول. وهي جريمة أكدت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، أنها لم تكن لتتم بدون أوامر منه أو موافقته.

وفي الوقت الذي ينكر فيه حاكم السعودية دورا في حادثة قتل خاشقجي البشعة إلا أنه لا يستطيع التظاهر وإنكار الناشطات السعوديات اللاتي يقبعن في السجن منذ عامين تقريبا وتعرضن للتعذيب وتهديد بالانتهاك الجنسي. ولا أحد يمكنه إنكار أن الحرب التي شنها كوزير للدفاع عام 2015 على اليمن حولته وبسبب أكثر من 257.000 غارة جوية إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

في الأسبوع الماضي، أقر البرلمان الأوروبي مشروع قانون يدين انتهاكات حقوق الإنسان السعودية، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى مقاطعة قمة مجموعة العشرين، المقرر عقدها في الرياض الشهر المقبل. وبالإضافة للقرار الذي شجب الحرب في اليمن وسجن الناشطات طالب بإلغاء حكم الإعدام ضد القاصرين وإلغاء قانون الكفالة الذي ينتهك حقوق العمالة الأجنبية، والذي يوصف بأنه عبودية حديثة.

لكن الأكثر قلقا بالنسبة لمحمد بن سلمان هو احتمال هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل. وهذا يعني خسارة دعم البيت الأبيض، والذي وقف معه حتى في تصرفاته السامة. لقد فعل البيت الأبيض ذلك بسبب "مئات مليارات الدولارات من الاستثمار في الولايات المتحدة" من قبل السعودية، وهو ما خلق "وظائف، وظائف، وظائف" حسب ترامب.

ولكن بموجب رئاسة بايدن، كل ذلك من شأنه أن يتغير. ووعد المرشح الديمقراطي بوقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة السعودية، والعودة للاتفاقية النووية مع إيران التي تخلى عنها ترامب. وبدلا من إيران تعهد بايدن بجعل السعودية "منبوذة كما يستحقون".

وفي حادثة مقتل خاشقجي لم يتردد بايدن بالقول: "أعتقد أنه في الحقيقة قتل وقطع، وأعتقد أن هذا حصل بناء على أمر من ولي العهد. ولا توجد قيمة تدعو لعتق الحكومة السعودية الحالية". وفي موضوع المحادثات السلمية هناك تعارض بين ترامب وبايدن. والسؤال: أين يقف محمد بن سلمان من كل هذا؟

وفي اتفاق السلام في الشرق الأوسط، سيكون بايدن وابن سلمان أيضا على خلاف. إذن، أين سيترك هذا MBS؟

قال ترامب إنه إذا لم تبع الولايات المتحدة أسلحة إلى الرياض، فسوف يذهب السعوديون للشراء من مكان آخر، مثل الصين أو روسيا.

وقد يكون هذا صحيحا على الرغم من أن كوفيد-19 ترك الاقتصاد السعودي في حالة رثة، بالإضافة لانهيار أسعار النفط، لذا فمن المشكوك فيه قدرة المملكة على مواصلة شراء الأسلحة بهذا الحجم الكبير.

لكن ما هو واضح هو أن محمد بن سلمان ولأول مرة سيحكم بدون دعم من البيت الأبيض. ولن يكون هناك رئيس أمريكي مستعد للتحرك و"حماية مؤخرته".

ربما أدى هذا إلى تحول محمد بن سلمان لزعيم مدجن، لا تعطي سياساته منطقا لانضمامه إلى مجلس حقوق الإنسان، وتجعله مصدرا للسخرية والضحك. وربما عنى رحيل ترامب نهاية حرب اليمن، وإطلاق سراح الناشطات وتحقيق العدالة لجمال خاشقجي.






"عربي 21"

 15 أكتوبر/ تشرين أول 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى