نزلت أكثر من ألف سيدة سودانية إلى الشارع للتنديد بظاهرة اغتصاب النساء، بعدما أفادت الأمم المتحدة بتلقيها بلاغات حول أعمال عنف جنسي وقعت خلال التظاهرات الحاشدة المنظمة بمناسبة الذكرى الثالثة لـ"الثورة". وخرج مئات آلاف السودانيين الأحد لإحياء ذكرى ثلاث سنوات من "الثورة"، التي أنهت ثلاثة عقود من ديكتاتورية عمر البشير العسكرية الإسلامية.
تلقّى مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان بلاغات أنّ 13 امرأة، وفتاة تعرّضن للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي
ويبدو أن القوات الأمنية وفصائلها شبه العسكرية لم تكتف بإطلاق الذخيرة الحية، وقنابل الغاز المسيل للدموع واستعمال الهراوات لفضّ الحشود، إذ اغتصب عناصر منها نساء وفتيات، بينهن طفلة في العاشرة من العمر، بحسب ما أفاد نشطاء.
من جهتها، أفادت الأمم المتحدة بوقوع 13 حالة اغتصاب الأحد. وقالت ليز ثروسيل، المتحدّثة باسم مفوّضية الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان ومقرّها جنيف، في بيان الثلاثاء: "تلقّى مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان بلاغات أنّ 13 امرأة، وفتاة تعرّضن للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي". وأضافت، "تلقّينا أيضا مزاعم حول تحرّش جنسي من جانب قوّات الأمن ضدّ نساء كنّ يُحاولن الفرار من المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي مساء الأحد".
وخرجت تظاهرات في العاصمة الخرطوم وفي مدن أخرى أبرزها كردفان والنيل الأزرق جنوب البلاد. وشارك نحو 1500 شخص، غالبيتهم من النساء، في وقفة احتجاجية أقيمت في أم درمان، شمال غرب الخرطوم، الخميس.
قتيل ثانٍ وحالات اغتصاب خلال مظاهرات الأحد المناهضة للجيش في السودان
بعد ثلاث سنوات على "الثورة" في السودان .. تظاهرات جديدة من أجل الديمقراطية
القهر الذي نتعرض له كنساء ورجال من خلال جرائم الاغتصاب عملية ممنهجة لكسر عزيمتنا، يستخدمونها منذ زمن طويل"، وأضافت "مهما فعلتم سنخرج ونوصل صوتنا
وحملت النساء لافتات كُتبت عليها شعارات من قبيل "الاغتصاب لن يوقفنا" و"نساء السودان أقوى والردّة مستحيلة"، في حين لا يزال آلاف المتظاهرين ينزلون بانتظام إلى الشارع احتجاجا على الحكم العسكري الذي أحكم سيطرته على هذا البلد المترامي الأطراف في افريقيا الشرقية إثر انقلاب نُفّذ في 25 تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت المتظاهرة في أم درمان ملاذ كمال إن "القهر الذي نتعرض له كنساء ورجال من خلال جرائم الاغتصاب عملية ممنهجة لكسر عزيمتنا، يستخدمونها منذ زمن طويل"، وأضافت "مهما فعلتم سنخرج ونوصل صوتنا". بدورها، قالت المتظاهرة نهلة عيسى "نريد استرداد حقوق المغتصبات، ليس في الخرطوم فقط، ولكن منذ انقلاب البشير وهذا لا يتم إلا باقتلاع الانقلاب الحالي".
استخدام العنف الجنسي أو ذلك القائم على النوع الجندري سلاحا لإقصاء النساء من التظاهرات وإسكات صوتهنّ
وطالب مقرّر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحقّ في حرية التجمّع السلمي وتكوين الجمعيات كليمان فول "السلطات بمحاسبة المغتصبين ومرتكبي أعمال العنف الجنسي".
وندّدت سفارات كندا والاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة من جهتها بـ "استخدام العنف الجنسي أو ذلك القائم على النوع الجندري سلاحا لإقصاء النساء من التظاهرات وإسكات صوتهنّ".
وتقدّمت ضحية واحدة على الأقلّ بشكوى، بحسب ما كشفت سليمى الخليفة إسحق، مديرة وحدة مكافحة العنف ضدّ المرأة في وزارة التنمية الاجتماعية في السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى