أحدثت "فضيحة سرقة" لوحات لفنان روسي زينت محطة مترو الأنفاق، موجة جدل واسعة في مصر منذ أيام واستدعت اعتذارًا رسميًا من السلطات.
في التفاصيل، تفجرت القضية مطلع هذا الشهر حين اتهم الفنان التشكيلي الروسي جورجي كوراسوف مصممة الغرافيك المصرية غادة والي بسرقة عدد من لوحاته، واستعمالها في مشروع ثقافي لتزيين محطة مترو أنفاق كلية البنات في القاهرة.
وقال كوراسوف إن 4 من لوحاته استخدمت في المشروع من دون الحصول على إذنه أو موافقته، و3 منها موجودة بالفعل في الموقع الإلكتروني الخاص به في قسم "الأصول المباعة"، أما اللوحة الرابعة فمعروضة بقسم "الأصول المتوفرة" بالموقع.
وطالب الفنان التشكيلي الروسي برد رسمي بشأن "السرقة"، حيث أكد أن لوحاته استخدمت "من دون إذنه ولم يذكر اسمه حتى"، لافتًا إلى أن "إحدى اللوحات التي عرضت على أساس أنها مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة هي في الأصل مستوحاة من الحضارة اليونانية".
اعتذار رسمي وتعهد
بدورهم طالب النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بفتح تحقيق في الواقعة، ما دفع بالهيئة القومية للأنفاق التابعة لوزارة النقل وشركة "آر إيه تي بي" ديف للنقل كايرو إلى الإعلان أنهما تقومان بدراسة الإجراءات القانونية ضد شركة "والي للدعاية" التي كلفت بإنشاء التصميمات.
كما وعدت بتغيير التصميمات المقتبسة بشكل غير قانوني عند ثبوت الادعاءات، واعتذرت من الفنان الروسي عن الأمر مشددة رفضها "التعدي على حقوق الملكية الفكرية بأي شكل من الأشكال".
ووفق بيان صدر أمس الثلاثاء عن الهيئة القومية للأنفاق وشركة وشركة "آر إيه تي بي" ديف للنقل كايرو "تم إدراج بند ملزم قانونيًا ينص على أن شركة الدعاية هي المسؤولة الوحيدة عن تقديم التصميمات الفنية.. ويتعين عليها في حالة الاقتباس أو النسخ الحصول على موافقة قانونية رسمية من الفنانين القائمين على تلك الأعمال يخول استخدامها".
وكانت شركة "آر إيه تي بي"، قد أعلنت في مارس/ آذار الماضي عن فسخ العقد مع "والي للدعاية" التي تمتلكها مصممة الغرافيك المصرية غادة والي نظرًا إلى أسباب أخرى تتعلق بإخلال في بعض بنود العقد والتنفيذ.
من جهتها، اكتفت والي بالصمت ولم تعلق على كل هذه البلبلة رغم السخط الشعبي الكبير.
اتهامات وشكوك تحيط باسم غادة والي
ووالي هي مصممة غرافيك تخرجت من الجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2021، واختارتها مجلة "فوربس" ضمن أفضل الشخصيات الفنية تحت سن الثلاثين عام 2017.
وأسست الشابة المصرية أستوديو "والي للدعاية" الذي عمل في تنفيذ عدد من المشروعات الحكومية، منها مشروع الهوية البصرية لمصر، ما أعاد طرح علامات استفهام حول الشفافية في اختيار الشركات المنفذة للمشاريع الحكومية الكبرى.
فوالي تواجه أيضًا اتهامات أخرى بـ"سرقة الملكية الفكرية"، بحيث اتهمها بعض العاملين في المجال بسرقة شعار "احتفالية طريق الكباش" من شابات عملن في المشروع متهمين إياها "بنسب الفضل بالأعمال لها والاستئثار بالمردود المالي".
في السياق، أصدرت صفية القباني رئيسة نقابة الفنانين التشكيليين في مصر بيانًا يوم الإثنين الفائت، تقول فيه إنه على الرغم من أن المصممة غادة والي ليست عضوًا في النقابة "لكن استنساخ أعمال فنان روسي من دون تصريح منه" يستدعي الاستنكار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى