بعد مرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو كيف تصفها؟
- 30 يونيو أنقذت مصر من دخول نفق مظلم كانت نهايته هلاكًا محققًا، وبعد 10 سنوات أظن أن الصورة أصبحت أوضح للجميع والفرق بين الدولة الآن وما كانت عليه قبل 10 سنوات يجعلك تدرك أن هذه الثورة المجيدة صححت مسار 25 يناير وأعادت الدولة من مختطفيها، ويبذل المسئولون فيها جهدًا كبيرًا لإعادة الدولة المصرية الى مكانتها الطبيعية وريادتها الحقيقية.
كيف وجدت عام حكم الإخوان؟
- كان من أسوأ الفترات التى عاشتها مصر، لكن وجدتها امتدادًا طبيعيًا لحالة من التخبط والتردى التى أعقبت 25 يناير، والتى حذرت منها فى مسرحية “خيبتنا”.
هل تنبأت بهذه الأحداث خلال المسرحية؟
- كنت أرى هذه الصورة بكل تفاصيلها وحرصت على عرضها فى مسرحية “خيبتنا” التى كتبت عام 2004 ونفذت عام 2008 وتحدثت المسرحية عن ثورات الجحيم العربى وصولًا للحرب الفيروسية، وكنت حريصًا على أن أوجه رسائلى للموجودين بميدان التحرير لينتبهوا للمتربص بهم والواقف خلف الشجرة فى انتظار أن ينقض على مكتسباتهم، وللأسف 25 يناير قامت من أجل مطالب عادلة لكنها استخدمت وسائل مدمرة أوصلتنا لحكم الاخوان.
لماذا رفضت تولى حقيبة وزارة الثقافة فى هذه الفترة؟
- بعيدًا عن اختلافى معهم، إلا أننى رفضت وزارة الثقافة 4 مرات منذ عام 2012، وآخرها فى حكومة المهندس ابراهيم محلب، فوزير الثقافة دوره أن يدير الثقافة، وأجد أن هناك الكثير ممن هم أفضل منى لهذا المنصب، أما أنا دورى ومهمتى أن أصنع الثقافة وأن أقدم رؤيتى ووجهة نظرى وأطالب بتحقيقها، كما أن وزارة الثقافة دورها أن تحافظ على ريادة مصر وهويتها وتكون الوعاء الحقيقى للإعلامى والمثقف ليُخرج كل طاقته ويشكل وعى الناس، لذلك حقيبة وزارة الثقافة من أهم الحقائب الوزارية ومسئولية كبيرة.
هل كانت ثورة 30 يونيو نتاجًا طبيعيًا لتلك الحالة من التردى؟
- بلا شك، فالشعب المصرى عظيم والشباب الذين خرجوا فى 25 يناير كانت مطالبهم عادلة، لكن لم يكن لديهم مشروع، وأظن أنه فى 30 يونيو كان الهدف الحفاظ على الدولة لأن هناك فرقًا كبيرًا بين أن تُسقط نظامًا وبين أن تُسقط دولة، وهما الامران اللذان لم يفرقا بينهما من خرجوا فى 25 يناير، لكن الهدف فى 30 يونيو كان واضحًا وهو إنقاذ مصر وإسقاط نظام يأخذ الدولة لنفق مظلم.
إذن ترى أن 30 يونيو أنقذت مصر؟
- مصر لها خصوصية الموقع الجغرافى وخصوصية عدد السكان، وإذا لم تحدث ثورة 30 يونيو كان مصيرنا أفظع من سوريا والعراق وليبيا، ربنا أنقذنا من الهلاك والظلام وبدأت مصر تتعافى مرة أخرى.
كيف ترى حال الثقافة فى مصر؟
- للأسف لا يوجد لدينا خريطة ثقافية وإعلامية، لابد أن نعمل كثيرًا حتى يكون لدينا رؤية واضحة توصلنا لأهدافنا، والتى أظن أن أهمها بناء الانسان قبل بناء أى شىء آخر، فالبشر قبل الحجر ونستطيع بناء هذا الانسان بتوعيته بكل ما حوله بتثقيفه بتعليمه، لأنه بالوعى فقط نستطيع أن نحمى بلدنا، ولو كنت مكان من يدير الثقافة فى مصر كنت سأجعل كل مسارح مصر بالمجان، فالمسرح قادر على حماية هذا الوطن وتوعيته بأعمال ذات قيمة وتقدم رساله هادفة، أما على مستوى الاعلام فمع احترامى للهيئات الاعلامية إلا ان إعلام الهيئات لا يغنى عن وزارة الإعلام، وأظن أننا فى حاجة لهذه الوزارة لضبط المشهد الإعلامى.
ما المطلوب من المصريين فى الوقت الحالى؟
- المطلوب أن نثق فى أنفسنا ونثق فى قيادتنا وأن نتعاون، ففى مسرحيتى “عيلة اتعمل لها بلوك” نقول إن مصر تحتاج تعاون أولادها لتستطيع أن تقف على ارجلها مرة اخرى، وان ربنا يحمى هذا الوطن لأن القادم قد يكون أبشع من السابق، وعدوك لن يتركك والحرب القادمة لن تكون بالبنادق والطيارات والدبابات لكن الحرب الفكر بكارتون مبهج عن المثلية بفيلم يمرر لنا قيمًا وعادات وسلوكيات خاطئة تترسخ لدى أبنائنا وكل هذا ونحن نشاهد بدون أن ننتبه.
كيف ترى حجم الإنجازات التى تعيشها مصر فى أكثر من مجال؟
- طبعًا أنا فخور بحجم الانجاز الذى يحدث فى الطرق والمدن الجديدة والصناعات وغيرها من التنمية المستدامة التى بدأت منذ أكثر من 6 سنوات ومازالت مستمرة، ورغم أننا لسنا دولة كبرى إلا أننا نفعل ما تفعله هذه الدول، نواجه التحديات لنصل الى أفضل شىء فى كل شىء، نريد أن نبنى وطنًا ذا قيمة مضافة، وطنًا لأولادنا وأحفادنا ليعيشوا أزمنة جيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى