بعد استحواذ إيلون ماسك على تويتر (Twitter)، نهاية الشهر الماضي، بدأ بعض مستخدمي التطبيق بالبحث عن خيارات جديدة، ليكتشفوا سريعا أنه ليس هناك العديد من البدائل.
ولكن، يبدو أن تطبيق "ماستدون" (Mastodon) نجح في جذب المستخدمين الأكثر خبرة في استعمال التكنولوجيا، بحسب صحيفة "غارديان" البريطانية (Guardian).
التطبيق حصل على اسمه من حيوان منقرض يشبه الفيل، وانطلق قبل 6 سنوات، ويحظى اليوم بقاعدة شعبية بين مجموعات محدّدة، عادة ما تكون ذات ميول يسارية. ولعلّ أبرز ما يميّزه عن تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى أنه يعتمد برنامجا لا مركزيا، وبالتالي لا يمكن السيطرة عليه من قبل شركة أو ملياردير.
ماستدون.. منصة مفتوحة المصدر
منصة ماستدون هي شبكة اجتماعية مفتوحة المصدر تركز على المستخدم، ما يريد رؤيته، وما يريد تجاهله وما الذي يحب مشاركته، وكل هذه محكومة بعناصر تحكم دقيقة، مما يتيح للمستخدم السيطرة الكاملة والتحكم بما يريد أن يراه.
بدأت فكرة ماستدون في عام 2016 من قِبَل المطور الألماني يوجين روشكو كمشروع في عالم التواصل الاجتماعي والهدف منه أن يكون البديل الأساسي والمناسب عن المنصة الشهيرة تويتر.
كيف تعمل ماستدون؟
إذا قمت بالبحث عن ماستدون فسيظهر لك في نتائج البحث أكثر من نتيجة، كل منها يقدم موضوعا معينا على المنصة حيث تعمل على خوادم منفصلة تتم إدارتها من قِبَل متطوعين.
على سبيل المثال، قد يكون أول ما تجده يركز على موضوع معين مثل التكنولوجيا أو الثقافة، وقد يقدم آخر مناقشة عامة عن موضوع معين ولكن مع قواعد صارمة ضد الشتائم، ومع ذلك يجب الحذر لأنه قد تصادف مثالا يعرض محتوى لا يناسب الأطفال أو محتوى لا ترغب برؤيته في النتائج فلذلك لا يجب أن يستخدم الأطفال هذه المنصة دون إشراف.
تستخدم هذه المجتمعات الصغيرة برنامج ماستدون الأساسي ولكن لها قواعد وطرق مختلفة في التفاعل، يمكن تشبيه هذه المنصة بأي بلد ديمقراطي لديه ولايات لها قوانينها الخاصة، لكن تعمل جميعها في ظل البنية التحتية لهذا البلد.
لا يوجد تطبيق ماستدون واحد ولكن هناك مجموعة متنوعة من التطبيقات المستقلة مثل توتلي (Tootle) وفيدي (Fedi) وآند ستاتس (AndStatus) والتي تجمع البرامج في واجهات مختلفة فهو مثل البريد الإلكتروني، على سبيل المثال قد يكون لديك حساب على غوغل (Google) ولكن لا يزال بإمكانك مراسلة شخص ما لديه حساب ياهو (Yahoo) أو هوتميل (Hotmail) ولكن التفاعلات الاجتماعية مشابهة بشكل كبير لتلك الموجودة في تويتر.
بأي شيء تتميز ماستدون عن المنصات الأخرى؟
أهم ما يميز ماستدون عن المنصات الأخرى هو أنها مفتوحة المصدر، على عكس الشركات الكبرى مثل فيسبوك أو تويتر وغيرها والتي هي محصورة في موقع ويب واحد يقدم المحتويات المتنوعة الكثيرة حيث لا يوجد تقسيم للاهتمامات الخاصة.
ولكن نظام اللامركزية الموجود في ماستدون يتيح للمستخدم تشغيل شبكات اجتماعية موحدة تتم استضافتها ذاتيا، فبدلا من الاشتراك في ماستدون يمكنك إنشاء حساب واحد على عدد كبير من الشبكات المستقلة التابعة لماستدون ذات عناوين "يو آر إل" (URL) فريدة، فهي تعتمد على برنامج ماستدون الأساسي ولكن لها قوانين وأساليب مختلفة في التفاعل.
هناك خطب ما في شبكات التواصل الاجتماعي هذه الأيام، إذ أسهمت منصات مثل "تيك توك" و"يوتيوب" و"إنستغرام" في الشعور بالوحدة وتدني احترام الذات وانتشار المعلومات المضللة الضارة، وعلى الرغم من هذه السمعة السيئة، تظل هذه الشركات العملاقة راسخة في الصناعة كما كانت دائما.
يقول النقاد إن منصات التواصل الاجتماعي لديها سلطة كبيرة على الرأي العام وتستخدم هذه السلطة بشكل غير مسؤول، فعلى الرغم من الحلول التقنية العديدة المقترحة لمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن السيطرة المركزية والخاصة تتم من خلال الشركات التي تحقق أقصى قدر من الربح، وهناك دفع وجذب دائم بين أولئك الذين يبحثون فقط عن تجربة ممتعة عبر الإنترنت ومالكي المنصات، الذين لديهم حافز لزيادة المشاركة إلى أقصى حد بأي ثمن.
ولكن كما كتب بن تارنوف الكاتب والعامل التكنولوجي في كتابه الأخير (الإنترنت من أجل الناس)، فإن هذه المنصات لا تحاول في الواقع تعزيز الاتصال البشري بل تحث وسائل التواصل الاجتماعي المستخدمين على التصرف بطرق مقروءة إلى أقصى حد للأنظمة الآلية التي تتبعها وتقوم بتحليلها بغية بيع الإعلانات وزيادة الأرباح وهذه النتائج سيئة للمستخدمين.
أما بالنسبة للطرف الآخر الذي ينتمي له ماستدون فهو يقوم على اللامركزية فيبدو النظام البيئي لوسائل الإعلام الأصغر وكأنه خليط من القرى الافتراضية المجاورة ولكن المترابطة التي تعمل على نطاق يمكن فهمه، يقول البعض إن هيكل ماستدون مربك للغاية بحيث لا يستطيع معظم الناس فهمه، مما يحد من جاذبيته، لكن يجب أن يبدأ التغيير في وقت ومكان ما، ويشير النجاح النسبي للمنصة إلى أن الناس قد يكونون مستعدين لبدء تحول تدريجي.
إن أبرز ما يميز منصة ماستدون عن المنصات الأخرى هو عدم وجود الإعلانات حيث كتبت المنصة في مدونتها "لا تحتوي على إعلانات، وتحترم خصوصيتك، وتسمح للأشخاص والمجتمعات بالحكم الذاتي"، وهذا ما يدل على الابتعاد عن التتبع ومراقبة اهتمامات المستخدمين من أجل الإعلانات الهادفة.
لعل ماستدون من ناحية التفاعلات الاجتماعية أقرب إلى تويتر ولكن مع تدابير خصوصية أفضل، وزيادة عدد الأحرف إلى 500 حرف بدل 280 كما في تويتر، والمزيد من التحكم من قبل المستخدمين، لكن رغم هذه الميزات فإن عيبها هو صغر حجمها مقارنة بالعملاق تويتر مما يمنع ماستدون أن تكون بديلا حقيقيا للأشخاص الذين يريدون أن يطلع العالم على منشوراتهم.
يقول مورغان أحد مستخدمي ماستدون والذي يعتبرها المنصة الأكثر ديمقراطية "لقد قمت بعمل منشور وعلى الفور كان الأشخاص العشوائيون الذين لم أتحدث معهم أبدا يتعاملون معه بعناية، شعرت أن الإنترنت يجب أن يكون هكذا".
بعد استحواذ إيلون ماسك على تويتر نهاية الشهر الماضي، بدأ بعض مستخدمي التطبيق بالبحث عن خيارات جديدة (رويترز)
ما مستقبل ماستدون؟
تعد تجربة المجتمع الذاتية في نهاية المطاف أكثر صلة بالمستخدم العادي من التجربة المبينة على استضافة الويب، لكن اللامركزية تقدم بعض الحلول الملموسة لأمراض منصات التواصل الاجتماعي، إن صح التعبير، ولعل المجتمع هو نقطة الحل الأمثل لعلاج هذا التلوث المنبعث من بعض منصات التواصل الاجتماعي.
يقول مورغان "أحب حقا سيطرة المجتمع على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من ملكية الشركة"، مشددا على أنهم ما زالوا يأملون في ظهور منصة لا مركزية قابلة للتطبيق.
إن منصات وسائل الإعلام الاجتماعية اللامركزية تشكل إطارا واعدا، وإن كان تدريجيا لمعالجة العديد من أمراض الاتصال الاجتماعي الحديثة، وهكذا بالانطلاق في فكرة المنصة اللامركزية فإن استمرارها ونموها لا يعتمد على جهة خارجية معينة إنما يعتمد على المجتمع نفسه وعلى ماذا يختار.
مواقع التواصل الاجتماعي كان الهدف منها تقديم خدمات التواصل والأخبار ولفائدة المجتمع، لكن هذه الفائدة تم استغلالها لأهداف تجارية وإعلانية لصالح الشركات الكبرى مما يجعل التواصل محصورا بهذه الشركات وباتباع سياساتها.
ولكن المنصات مفتوحة المصدر -مثل ماستدون- كسرت قيود الانعزال وعملت على الخروج من تحت جناح تلك المنصات حتى يصبح المستخدمون هم الطائر الذي يضع المجتمع تحت جناحه.
أبرز الاختلافات بين تويتر وماستودون
لا تتّسم إدارة شبكة ماستودون بالمركزيّة على عكس شبكة تويتر التي تُديرها بالكامل شركة واحدة مملوكة حاليًا للملياردير الأمريكيّ إيلون ماسك. يوفّر موقع ماستودون كذلك لمُستخدميه حزمة من المزايا التي لا يُتيحها موقع تويتر مثل خاصّية الحذف التلقائيّ للمنشورات القديمة التي يزيد عُمرها عن حدّ مُعين، ويتطلّب منك تفعيل هذه الخاصّية منح موافقتك على المُتابعة دون تقييد خصوصيّة حسابك، وإلغاء الاشتراك في خاصّية فهرسة محرّكات البحث.
يُعتبر استخدام شبكة ماستودون في الوقت الحالي أيضًا خيارًا مُمتازًا لأولئك المُستخدمين الذين يحرصون على حماية خصوصيّة بياناتهم وعدم بيعها للمُعلنين، حيث أنّ المنصّة لا تُتيح حتّى الآن خدمات الإعلانات الموجّهة استنادًا إلى بيانات المُستخدمين كالتي تُتيحها العديد من شبكات التواصل الاجتماعيّ الأخرى. ولكن مع تصاعد شُهرة موقع ماستودون وازدياد شعبيّته حول العالم قد يتغيّر الوضع في المُستقبل القريب.
أعلن أيلون ماسك – المالك الجديد لموقع التواصل الشهير تويتر – مطلع نوفمبر 2022 عن إتاحة خدمة توثيق الحسابات وإضافة شارة التحقّق الزرقاء للمُستخدمين الراغبين في ذلك مُقابل دفعهم لرسوم شهريّة 8 دولارات أمريكيّة مُعلّلًا ذلك بحاجة الشركة إلى زيادة أرباحها. أثار هذا الإعلان الكثير من الجدل والمخاوف بين مُستخدمي الموقع من قُدرة أيّ شخص على انتحال هويّة شخصيّات شهيرة وعمل حسابات موثّقة تبدو مثل صفحاتهم الرسميّة تمامًا ما دام قادرًا على دفع الرسوم المُقرّرة، وهو ما حدث بالفعل حين ادّعت بعض الحسابات الزائفة على الموقع أنّها مملوكة لكُلّ من رئيس الوزراء البريطانيّ الأسبق توني بلير والرئيس الأمريكيّ الأسبق جورج بوش الابن وأدلى مُنشئو هذه الحسابات بتصريحات غير حقيقيّة.
يشعر العديد من مُستخدمي موقع تويتر حاليًا بالقلق بعض فوضى الحسابات الزائفة والموثّقة لتبدو تمامًا وكأنّها حسابات رسميّة ممّا دفع العديد منهم إلى البحث عن شبكات تواصل بديلة. يُعتبر موقع التواصل الاجتماعيّ ماستودون – Mastodon واحدًا من أشهر البدائل الموجودة حاليًا لموقع تويتر والتي تُشبهه إلى حدّ كبير، فهو مُخصّص أيضًا لكتابة التدوينات القصيرة، وقد بدأت شعبيّة الموقع تتزايد مؤخّرًا فتجاوز عدد مُستخدميه 655 ألف مُستخدمٍ في جميع أنحاء العالم. وفي المقالة سوف نتعرّف إلى أهمّ المعلومات والحقائق التي قد ترغب في معرفتها عن موقع ماستودون.
ما هي منصّة ماستودون ؟
تُعدّ منصّة ماستودون واحدة من شبكات التواصل الاجتماعيّ الموجودة على الإنترنت، والمُخصّصة للتدوينات القصيرة مثلها في ذلك مثل موقع تويتر الشهير، وهي شبكة مفتوحة المصدر تُتيح للمُستخدمين إنشاء حسابات شخصيّة لنشر مقاطع الفيديو والصور، وكتابة التدوينات القصيرة التي لا تزيد عن 500 حرف، ومُتابعة الحسابات الأخرى. ومثلما تُسمّى التدوينة القصيرة على موقع تويتر "تغريدة" أو "Tweet" يُطلق على التدوينة القصيرة على موقع ماستودون توت "Toot".
يُمكن الوصول إلى موقع ماستودون من خلال أيّ مُتصفّح ويب مُثبّت على جهاز كمبيوتر مكتبيّ أو محمول أو جهاز لوحيّ أو من خلال تطبيقات الهاتف الذكيّ، ويُتيح الموقع لمُستخدميه بوجه عام مزايا شبيهة بتلك التي يوفّرها موقع تويتر مثل عرض التدوينات على الصفحة الرئيسيّة وإمكانيّة تسجيل الإعجاب بالتدوينات، أو الردّ عليها، أو إعادة مُشاركتها، بالإضافة إلى إمكانيّة الإبلاغ عن المحتوى المُسيء وحظره، كما يقوم الموقع تلقائيًّا بإخفاء الصور غير الملائمة ويُظهر أعلاها تحذير للمُستخدم قبل تمكينه من عرضها.
أبرز الاختلافات بين تويتر وماستودون
لا تتّسم إدارة شبكة ماستودون بالمركزيّة على عكس شبكة تويتر التي تُديرها بالكامل شركة واحدة مملوكة حاليًا للملياردير الأمريكيّ إيلون ماسك. يوفّر موقع ماستودون كذلك لمُستخدميه حزمة من المزايا التي لا يُتيحها موقع تويتر مثل خاصّية الحذف التلقائيّ للمنشورات القديمة التي يزيد عُمرها عن حدّ مُعين، ويتطلّب منك تفعيل هذه الخاصّية منح موافقتك على المُتابعة دون تقييد خصوصيّة حسابك، وإلغاء الاشتراك في خاصّية فهرسة محرّكات البحث.
يُعتبر استخدام شبكة ماستودون في الوقت الحالي أيضًا خيارًا مُمتازًا لأولئك المُستخدمين الذين يحرصون على حماية خصوصيّة بياناتهم وعدم بيعها للمُعلنين، حيث أنّ المنصّة لا تُتيح حتّى الآن خدمات الإعلانات الموجّهة استنادًا إلى بيانات المُستخدمين كالتي تُتيحها العديد من شبكات التواصل الاجتماعيّ الأخرى. ولكن مع تصاعد شُهرة موقع ماستودون وازدياد شعبيّته حول العالم قد يتغيّر الوضع في المُستقبل القريب.
كيف تعمل شبكة ماستودون ؟
كما ذكرنا من قبل فإنّ منصّة ماستودون هي عبارة عن شبكة تواصل اجتماعيّ مفتوحة المصدر تتكوّن من مجموعة خوادم يُشغّل كُلّ منها برنامجًا خاصًّا، ويُمكن دمج هذه الخوادم معًا أو استخدامها بشكلٍ فرديّ، على أن يكون لكل خادم شروط الخدمة، خيارات الخصوصية وسياسات الإشراف الخاصة به. يهدف هذا إلى منح المستخدمين المُرونة في اختيار الخادم الذي يفضلون سياساته، مع الاحتفاظ بالوصول إلى شبكة اجتماعية كبيرة، ففي النهاية كل خادم هو جزء من شبكة اجتماعية مُتحدة.
يستخدم برنامج ماستودون البروتوكول مفتوح المصدر للشبكات الاجتماعيّة الذي يُعرف باسم أكتيفيتي بوب "ActivityPub"، والذي طوّرته رابطة الشبكة العالميّة World Wide Web Consortium وهي المُنظّمة المعنيّة بوضع معايير الويب، ويعني كونها منصّة مفتوحة المصدر أنّ بوسع أيّ من الأفراد أو الشركات التحكّم في هذه الخوادم الفرديّة بشكلٍ كامل، لذلك تُوصف إدارة شبكة ماستودون باللامركزيّة على النقيض من بعض شبكات التواصل الاجتماعيّ الأخرى مثل تويتر وفيسبوك.
المصدر : مواقع إلكترونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى