ماذا نعرف عن قدرات إيران الصاروخية؟
في أول هجوم مباشر من أراضيها، أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل تم اعتراض معظمها، غير أن بعضها أثبت قدرة على الوصول إلى إسرائيل. وإيران لطالما تحدثت عن تطوير ترسانتها الصاروخية، فعلى ماذا تعتمد هذه الترسانة؟
أطلقت إيران وابلاً من الطائرات المسيرة المتفجرة والصواريخ على إسرائيل في وقت متأخر من يوم السبت (14 أبريل/ نيسان 2024) في أول هجوم مباشر تشنّه على إسرائيل من الأراضي الإيرانية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن إيران أطلقت العشرات من الصواريخ أرض-أرض على بلاده، جرى اعتراض معظمها خارج الحدود، مضيفا أنها شملت أكثر من عشرة صواريخ كروز. وذكر هاجاري أن الرشقة الإيرانية تسببت في أضرار طفيفة لمنشأة عسكرية إسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 300 قذيفة على إسرائيل أثناء الليل و99% منها تم صدها. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن بعض عمليات الإطلاق التي تمت ليلا كانت من العراق واليمن إلى جانب إيران.
كما أعلنت واشنطن ولندن أن قواتهما ساعدت إسرائيل في صد الهجمات بالمسيرات والصواريخ.
وتقول إيران إن ذلك يأتي ردّاً على الهجوم التي تتهم فيه إسرائيل بقصف سفارتها في دمشق، مستخدمة مجموعة من الأسلحة لطالما أثارت قلق الغرب.
وتشكل الصواريخ الباليستية جزءا مهما من الترسانة الإيرانية وهي قادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي، وفقاً لما أكده عمليا هذا الهجوم. وحسب تصريحات رسمية سابقة فإن إيران تعتبر صواريخها الباليستية "قوة مهمة للردع والانتقام" في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل ولتحقيق أهداف إقليمية محتملة أخرى.
صواريخ بعيدة المدى
رغم معارضة الولايات المتحدة وأوروبا، لطالما أكدت "الجمهورية الإسلامية" عزمها على مواصلة تطوير برنامجها الباليستي. وفي يونيو/ حزيران الماضي، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) أن إيران أزاحت الستار عمّا وصفه المسؤولون بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي من إنتاجها. ويمكن للصواريخ فرط صوتية الانطلاق بسرعات تزيد بخمس مرات على الأقل عن سرعة الصوت وفي مسارات معقدة مما يجعل من الصعب اعتراضها.
وفي الأسبوع الماضي، نشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، رسماً بيانيّاً لتسعة صواريخ قالت إنها قادرة على الوصول إلى إسرائيل. ومن بين هذه الصواريخ، "سجيل" القادر على قطع 17 ألف كيلومتر في الساعة وبمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، و"خيبر" بمدى يصل إلى ألفي كيلومتر و"الحاج قاسم" بمدى 1400 كيلومتر. ويحمل هذا الصاروخ اسم قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد قبل أربع سنوات.
كما أن طهران، التي هي منتج رئيسي للطائرات المسيرة، أعلنت في أغسطس/ آب الماضي انتاج "مهاجر-10" وهي طائرة مسيرة متطورة يصل مداها إلى ألفي كيلومتر وقادرة على الطيران لمدة تصل إلى 24 ساعة وعلى حمل ما يصل إلى 300 كيلوغراماً.
صواريخ كروز
وتقول رابطة الحد من الأسلحة (Arms Control Assosiation)، وهي منظمة أمريكية غير حكومية تتخذ من واشنطن العاصمة مقرّاً، إن برنامج الصواريخ الإيراني يعتمد إلى حد بعيد على تصميمات كورية شمالية وروسية وإنه استفاد من مساعدة صينية.
كما تقول الرابطة إن الصواريخ الباليستية الإيرانية قصيرة ومتوسطة المدى تشمل شهاب-1 الذي يقدر مداه بنحو 300 كيلومتر، وذو الفقار (700 كيلومتر) وشهاب-3 (800-1000 كيلومتر) وعماد-1 الجاري تطويره (يصل مداه إلى ألفي كيلومتر) وسجيل الجاري تطويره أيضا (1500-2500 كيلومتر).
و لدى إيران كذلك صواريخ كروز مثل صواريخ كيه.إتش-55 التي تطلق من الجو والقادرة على حمل رؤوس نووية ويبلغ مداها ثلاثة آلاف كيلومتر، وصواريخ حديثة مضادة للسفن مداها 300 كيلومتر وقادرة على حمل رأس حربية تزن ألف كيلوجرام.
هجمات إقليمية
اعتمد الحرس الثوري الإيراني على الصواريخ في يناير/ كانون الثاني حين قال إنه هاجم مقر مخابرات إسرائيلي في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي وقال إنه أطلق النار على مقاتلين من تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. كما أعلنت إيران أيضا إطلاق صواريخ على قاعدتين لجماعة مسلحة من البلوش في باكستان المجاورة.
وسبق للسعودية والولايات المتحدة أن اتهمتا إيران بالوقوف وراء هجوم بطائرات مُسيرة وصواريخ على منشآت نفطية سعودية كبيرة في عام 2019، وهو ما نفته طهران.
وفي عام 2020، شنّت إيران هجمات صاروخية على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، بما في ذلك قاعدة الأسد الجوية، في إطار ما اعتبرته ردّاً على هجوم أمريكي بطائرة مسيرة أدت إلى قتل القائد الإيراني قاسم سليماني.
تطوير الصواريخ من خارج إيران
يعتقد أن عملية تطوير الصواريخ لا تحدث في الداخل الإيراني فحسب، بل إنها تمتد إلى لبنان وسوريا.
وسبق لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذراع الرئيسي لإيران في المنطقة، أن أعلن العام الماضي، بأن جماعته قادرة على تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ دقيقة وعلى إنتاج طائرات مسيرة، بـ "التعاون" مع "خبراء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
إلى ذلك ووفقاً لتصريحات نُسبت في تقارير متطابقة إلى مسؤولين في أجهزة استخباراتية إسرائيلية وغربية، قامت إيران بحمل صواريخ محلية دقيقة التوجيه إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية. كما أنها نقلت بعضا من قدرات إنتاج الصواريخ إلى مجمعات تحت الأرض في سوريا، حيث تعلم جيش الأسد وقوات أخرى موالية لطهران طريقة صنع الصواريخ بحسب المصادر نفسها.
دعم الحوثيين في اليمن
ويتهم الغرب إيران بإمداد الحوثيين في اليمنبصواريخ يستخدمونها في هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر، وذلك في حملة يقولون إنها تستهدف دعم الفلسطينيين. وتنفي طهران تسليح الحوثيين.
وسبق للحوثيين في عام 2022، أن هاجموالإمارات بواسطة عدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. وأحبطت صواريخ باتريوت الاعتراضية أمريكية الصنع واحدا من هذه الهجمات الصاروخية والذي استهدف قاعدة تستضيف قوات أمريكية في الإمارات.
و.ب/م.س (أ ف ب، د ب أ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى