في بعض الأحيان ظهرت مطالبات بانفصال ولاية كاليفورنيا عن الولايات المتحدة. أشهر هذه المطالبات كانت في السنوات الأخيرة عبر حركة تُسمى "Calexit". كانت هذه الحركة تدعو إلى استفتاء يُقرر فيه سكان كاليفورنيا ما إذا كانوا يريدون الانفصال عن الاتحاد الأمريكي أم لا.
حركة "Calexit" ازدهرت بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا في عام 2016، حيث شعر بعض سكان كاليفورنيا بأن سياسات ترامب لا تمثل مصالحهم، خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل الهجرة وحقوق البيئة. بالرغم من ذلك، لم تحقق هذه الحركات الكثير من النجاح على المستوى السياسي أو القانوني.
بداية الحركة:
الحركة كانت في البداية مدفوعة بالمشاعر المعارضة لسياسات ترامب، لكن فكر الانفصال عن الولايات المتحدة كان موجودًا قبل ذلك، رغم أنه لم يكن يتم تداوله بشكل رسمي. في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، اجتمعت مجموعة من الناشطين السياسيين والمنظمات الاجتماعية في كاليفورنيا للعمل على تحفيز هذا المطلب بشكل أوسع.
الحوافز وراء المطالب:
الاختلافات السياسية: كاليفورنيا كانت دائمًا معقلًا لتيار سياسي يساري، وكان فوز ترامب قد خلق شعورًا بعدم التوافق مع السياسات الفيدرالية المحافظة.
الهجرة: كاليفورنيا هي موطن لعدد كبير من المهاجرين، خصوصًا المكسيكيين، وكان هناك استياء من سياسات الهجرة التي انتهجتها الحكومة الفيدرالية.
التغير المناخي: كانت ولاية كاليفورنيا قد تبنت سياسات صارمة لمكافحة التغير المناخي، في وقت كانت فيه الحكومة الفيدرالية قد انسحبت من اتفاقية باريس للمناخ تحت إدارة ترامب.
الاقتصاد: كاليفورنيا تعد واحدة من أكبر اقتصادات العالم، ويدعم البعض فكرة أن الولاية قد تكون أكثر استقلالًا وازدهارًا إذا كانت مستقلة.
الحركات القانونية:
في عام 2017، قدّم ناشطون في ولاية كاليفورنيا اقتراحًا لاستفتاء عام لتحديد ما إذا كان يجب على الولاية الانفصال عن الولايات المتحدة. في البداية، كانت هناك بعض المناقشات حول إمكانية إجراء استفتاء شعبي في 2018، ولكن هذه الخطط توقفت بسبب معارضة قانونية وسياسية قوية.
ردود الفعل:
المعارضة الفيدرالية: الحكومة الفيدرالية، بقيادة الرئيس ترامب، عارضت بشدة أي محاولات للانفصال. كانت هناك تحذيرات بأن أي محاولة للانفصال ستكون غير قانونية وستواجه عواقب دستورية شديدة.
رد فعل شعبي: بالرغم من أن هناك دعمًا متزايدًا في بعض الأوساط السياسية لرفض سياسة ترامب، فإن الرأي العام في ولاية كاليفورنيا كان منقسمًا. في استطلاع للرأي في 2017، وجد أن معظم سكان كاليفورنيا لم يؤيدوا الانفصال بشكل صريح.
النقاش الوطني: على المستوى الوطني، كانت حركة "Calexit" تُعتبر نوعًا من الرد على الانقسام السياسي، ولكنها لم تكتسب دعمًا كبيرًا خارج ولاية كاليفورنيا.
ما الذي حدث بعد ذلك؟
على الرغم من أن حركة "Calexit" كانت نشطة في السنوات الأولى بعد الانتخابات، إلا أنها لم تحقق هدفها في تغيير الوضع السياسي بشكل جذري. تم التخلي عن محاولات إجراء استفتاء في 2018 بعد ضغوط قانونية وسياسية.
إلى اليوم، لا تزال مطالبات الانفصال في ولاية كاليفورنيا تظهر بين الحين والآخر، لكن تبقى هذه المطالب مجرد جزء من النقاشات السياسية والجدل حول الهوية السياسية الأمريكية أكثر منها تحركًا فعليًا نحو الانفصال.
ماذا تخسر الولايات المتحدة إذا انفصلت ولاية كاليفورنيا ؟
في حال تم تحقيق مطالب حركة "CalExit" للانفصال عن الولايات المتحدة، قد تصبح كاليفورنيا خامس أقوى اقتصاد في العالم، متفوقة على دول مثل الهند وروسيا وفرنسا، حيث تستند مطالب حركة "CalExit" إلى أسباب اقتصادية واجتماعية، حيث يرى مؤيدو الحركة أن استقلال كاليفورنيا سيمكنها من استخدام الإيرادات الضخمة التي تولدها داخليًا في تحسين البنية التحتية والنظام الصحي، وحل مشاكل أخرى مثل الجريمة.
وأكد ماركوس رويز إيفانز، مؤسس الحركة، فإن نسبة كبيرة من الإيرادات الضخمة التي تحققها الولاية تذهب لإعانة الولايات الأميركية الأخرى، التي تعاني من مشكلات اقتصادية.
وأشار إيفانز في حديث صحفي إلى أن استفتاءين منفصلين في الأعوام الماضية أظهرا أن 32% من سكان كاليفورنيا يفضلون انفصال الولاية عن الولايات المتحدة بشكل كامل وفوري.
واعتبر مؤسس حركة "CalExit" أن الاستقلال سيحقق فوائد كبيرة على صعيد الخدمات العامة في كاليفورنيا، بما في ذلك الاستثمار في البنية التحتية والرعاية الصحية.
انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة
التأثير السياسي والانقسام الداخلي حال انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة
على الرغم من أن فكرة انفصال ولاية عن الولايات المتحدة تبدو غير ممكنة في الوقت الراهن، إلا أن المناخ السياسي المتأزم في أمريكا، خاصة بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، قد عزز من مشاعر الاستياء والاحتجاج في ولايات مثل كاليفورنيا، التي تميل بشكل كبير إلى دعم السياسات الليبرالية.
هذا الانقسام السياسي بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة (الديمقراطي والجمهوري) يساهم في تعزيز فكرة البحث عن حلول بديلة، بما في ذلك الاستقلال للولايات ذات القوة الاقتصادية الكبيرة.
انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة
التحديات القانونية والمالية حال انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة
ورغم زيادة الدعم لحركة "CalExit" في السنوات الأخيرة، بما في ذلك ارتفاع نسبة المؤيدين بعد فوز ترامب في السباق الرئاسي، تواجه الحركة العديد من العقبات القانونية والمالية، حيث إن عملية انفصال ولاية عن الاتحاد الأمريكي تتطلب تغييرات دستورية معقدة، وهو أمر يصعب تحقيقه في الوقت الحالي.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى