البديل:عامان علي التفويض والارهاب «المحتمل» اصبح «واقعًا» امام الفشل الامني
“يوم الجمعة الجاية 24/07/2013.. لا بد من نزول كل المصريين.. الشرفاء الأمناء.. ينزلوا ليه؟ ينزلوا عشان يدُّونى تفويض وأمر بأنى أواجه العنف والإرهاب المحتمل”.. بهذه الكلمات خطب الفريق أول عبد الفتاح السيسي قبل عامين؛ للحصول على تفويض لمواجهة الإرهاب الذي كان “محتملاً” في ذلك التوقيت.
ولكن بعد عامين من هذه الخطاب، وبعد حصول الفريق أول عبد الفتاح السيسي على ترقية إلى رتبة مشير، وبعد أن نصب رئيسًا للجمهورية، أصبح الإرهاب هو الآخر يزداد ويترقى من محتمل إلى موجود بالفعل، ويهدد أمن كل مواطن، بعد وصوله إلى قلب العاصمة، واغتيال المستشار هشام بركات النائب العام، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم الفاشلة.
سلسلة طويلة من التفجيرات نفذت في أكبر شوارع القاهرة، وكان آخرها تفجير مقر القنصلية الإيطالية بمنطقة وسط البلد، بالإضافة إلى مئات العمليات الإرهابية التي وقعت في سيناء، وأدت لاستشهاد المئات من أبناء الجيش والشرطة.
وخلال هذه الفترة أصدرت الدولة المئات من القرارات والقوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب؛ في محاولة للتصدي للإرهاب الذي أصبح يصعب السيطرة عليه في ظل اعتماد الدولة على الحل الأمني فقط، دون العمل على إيجاد حلول أخرى، كالتنمية ومحاربة الجهل والفقر والمرض حسبما يرى المختصون.
يقول العميد حسين حمودة الخبير الأمني إن فكرة استمرار وقوع عمليات إرهابية تعني وجد خطأ في تعامل الدولة مع ملف الإرهاب في ظل الاعتماد فقط على المواجهة الأمنية، دون البدء في تنمية الأماكن التي تعد أرضًا خصبة للجماعات المسلحة، كالحدود وسيناء.
وأضاف حمودة أن غياب التطوير واستخدام أنظمة متطورة فكرية وإلكترونية في موجهة الإرهاب يظهر الفرق بين فرد الأمن المصري وعناصر الجماعات المسلحة التي تستخدم أحدث وسائل التدريب والأجهزة الحديثة يقابلها تدريب نمطي للأجهزة الأمنية المصرية.
وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية إن الإرهاب خطر يهدد العالم كله وليست مصر فقط، ولا يوجد ما يسمى بـ “القضاء على الإرهاب”، ولكن يوجد محاولة حصاره وتجفيف منابع تمويل هذه الجماعات والعمل على وجود تنمية ونشر الثقافة والتوعية بمخاطر هذه الجماعات وما تسببه من تدمير للدول والشعب، وهناك عشرات الأمثلة كليبيا والعراق وغيرهما من الدول العربية القريبة.
وأكد نافعة أن الدولة حتى الآن لم تمضِ في الطريق الصحيح، في ظل حالة التخبط وفوضى التشريعات التي تصدر في ظل غياب مجلس النواب.
وفي سيقا متصل أكد شريف الروبي القيادي بحركة 6 إبريل أن سياسية الدولة هي التي تعطي الإرهاب فرصة من ذهب، في ظل عودة السياسات القديمة وتفشي انتهاكات الداخلية، بالإضافة إلى محاولات عزل القوى السياسية والشباب من المشهد وتهميش دورهم.