23/02/2023
06/10/2022
نص خطاب السادات التاريخى بمجلس الشعب بعد انتصار أكتوبر
كلمة الرئيس السادات بعد حرب أكتوبر
وفيما يلى ننشر فيديو كلمة الرئيس السادات بعد حرب أكتوبر، وكذلك نص الخطاب الذى ألقاه في افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس الشعب بعد الحرب.
"بسم الله، أيها الإخوة والأخوات، كان بودى أن أجيء إليكم قبل الآن، ألتقى بكم وبجماهير شعبنا وأمتنا، لكن مشاغلى كانت كما تعلمون وكما تدرون، وأثق أنكم تقدرون، ومهما يكن فلقد أحس بكم وبشعبنا وأمتنا معا فيما أخذت على مسؤوليتى تعبيرا عن إرادة أمة، وتعبيرا عن مصير شعب، مناسبا أن أجيء إليكم اليوم أتحدث معكم ومع جماهير شعبنا ومع شعوب أمتنا العربية وأمام عالم يهمه ما يجرى على أرضنا لأنه وثيق الصلة بأخطر القضايا الإنسانية، وهى قضية الحرب والسلام، ذلك لأننا لا نعتبر نضالنا الوطنى والقومى ظاهرة محلية أو إقليمية لأن المنطقة التى نعيش فيها بدورها الاستراتيجي والحضارى فى القلب من العالم وفى الصميم من حركته ولأن الحوادث كبيرة ولأن التطورات متلاحقة ولأن القرارات مصيرية فإننى أريد أن أدخل مباشرة فيها أريد أن أتحدث معكم وسوف أركز على نقطتين: الحرب والسلام.
أولا: الحرب لست أظنكم تتوقعون منى أن أقف أمامكم لكى نتفاخر معا ونتباهى بما حققناه فى أحد عشر يوما من أهم وأخطر بل وأعظم وأمجد أيام تاريخنا، وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء، ذلك كله سوف يجيء وقته وأظنكم توافقوننى على أن لدينا من المشاغل والمهام ما يستحق أن نكرس له وقتنا وجهدنا، وإذا جاز لى أن أتوقف قليلا وأنا أعلم أننى أتوق شوقا إلى سماع الكثير فإننى أقول ما يلي: أولاً : فيما يتعلق بنفسى فقد حاولت أن أفى بما عاهدت الله وما عاهدتكم عليه.
حاولت أن أفى بما عاهدت الله وما عاهدتكم عليه قبل ثلاث سنوات بالضبط من هذا اليوم، عاهدت الله وعاهدتكم أن قضية تحرير التراب الوطنى والقومى هى التكليف الأول الذى حملته ولاء لشعبنا وللأمة، عاهدت الله وعاهدتكم على أن لن أدخر جهدا ولن أتردد دون تضحية مهما كلفنى فى سبيل أن تصل الأمة إلى وضع تكون فيه قادرة على دفع إرادتها إلى مستوى أمانيها، ذلك أن اعتقادنا دائما كان ولا يزال أن التمنى بلا إرادة نوع من أحلام اليقظة يرفض حبى وولائى لهذا الوطن أن تقع فى سرابه أو فى ضبابه.
عاهدت الله وعاهدتكم على أن نثبت للعالم أن نكسة 1967 كانت استثناء فى تاريخنا وليست قاعدة وقد كنت فى هذا أصُر عن إيمان بأن التاريخ يستوعب (7000) سنة من الحضارة ويستشرف آفاقاً أعلم علم اليقين بأن نضال شعبنا وأمتنا لايعلو عنها وللوصول إليها وتأكيد قيمها وأحلامها العظمى، عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجيء بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها عزيزة صواريها قد تكون مخضبة بالدماء، لكننا ظللنا نحتفظ برؤوسنا عالية فى السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة. عاهدت الله وعاهدتكم على ألا أتأخر عن لحظة أجدها ملائمة ولا أتقدم عنها لا أغامر ولا أتلكأ، وكانت الحسابات مضنية والمسؤولية فادحة، لكننى أدركت كما قلت لكم وللأمة مرارا وتكرارا أن ذلك قدري، وأنى حملته على كتفي، عاهدت الله وعاهدتكم وحاولت مخلصا أن أفى بالوعد ملتمسا عون الله وطالبا ثقتكم وثقة الأمة، وإنى لأحمد الله.
ثانيا: لقد كان كل شيئا منوطا بإرادة هذه الأمة، حجم هذه الإرادة وعمق هذه الإرادة، وما كنا نستطيع شيئا، وما كان أحد ليستطيع شيئا لو لم يكن هذا الشعب، ولو لم تكن هذه الأمة، لقد كان الليل طويلا وثقيلا ولكن الأمة لم تفقد إيمانها أبدا بطلوع الفجر وإنى لأقول بغير ادعاء إن التاريخ سوف يسجل لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطا، وإنما كانت كبوة عارضة وأن حركتها لم تكن فورانا وإنما كانت ارتفاعا شاهقا لقد أعطى شعبنا جهدا غير محدود وقدم شعبنا تضحيات غير محددة وأظهر شعبنا وعيا غير محدود وأهم من ذلك كله أهم من الجهد والتضحيات والوعي، فإن الشعب احتفظ بإيمان غير محدود، وكان ذلك هو الخط الفاصل بين النكسة والهزيمة، ولقد كنت أحس بذلك من أول يوم تحملت فيه مسؤوليتي وقبلت راضيا بما شاء الله أن يضعه على كاهلي، كنت أعرف أن إيمان الشعب هو القاعدة، وإذا كانت القاعدة، سليمة فإن كل ما ضاع يمكن تعويضه، وكل ما تراجعنا عنه نستطيع الانطلاق إليه مرة أخرى.
وبرغم ظواهر عديدة بعضها طبيعى وبعضها مصطنع من تأثير حرب نفسية وجهت إلينا، فقد كان سؤالى لنفسى ولغيرى فى كل يوم يمر: هل القاعدة سليمة؟ وكنت واثقاً أنه ليس فى قدرة أية حرب نفسية مهما كانت ضراوتها أن تمس صلابة هذه القاعدة، ومادامت القاعدة بخير فإن كل شيء بخير، وغير ذلك لن يكون إلا زوبعة فى فنجان كما يقولون. لست أنكر إننا وُجهنا بمصاعب جمة، مصاعب حقيقية مصاعب فى الخدمات، مصاعب فى التموين مصاعب فى الإنتاج، مصاعب فى العمل السياسى أيضا. وكنت أعرف الحقيقة، ولكننى لم أكن فى موقف يسمح لى بشرحها كنت أعرف إننا نحاول نجعل الحياة مقبولة للناس وفى نفس الوقت فإن علينا أن نحتاط لما هو منتظر وكنت واثقا إنه سوف يجيء يوم تظهر فيه الحقيقة لغيرى كما كانت ظاهرة لي، وحين تظهر الحقيقة فإن الناس سوف يعرفون وسوف يقدرون وأحمد الله.
ثالثا: لقد كانت هناك إشارة واضحة إلى وجود تمزق فى ضمير الأمة العربية كلها، وكنت أرى ذلك طبيعيا لأسباب اجتماعية وفكرية وزادت عليها مرارة النكسة، كان هناك من يسألوننى ويسألون أنفسهم هل تستطيع الأمة أن تواجه امتحانها الرهيب وهى على هذه الحالة من التمزق فى ضميرها. كنت أقول أن هذا التمزق فضلا عن أسبابه الطبيعية يعكس تناقضا بين الواقع والأمل وليس فى ذلك ما يخيف بل كنت أعتقد أنه ليس هناك شفاء لضمير الأمة ولا راحة له إلا عندما تواجه الأمة لحظة التحدى ولم أكن فى نفس الأوقات على استعداد للدخول فى مناقشات عقيمة، هل نعالج التمزق قبل مواجهة التحدي؟
وكان رأيى أن الأمم لا تستطيع أن تكشف نفسها أو جوهرها إلا من خلال ممارسة الصراع وبمقدار ما يكون التحدى كبيرا بمقدار ما تكون يقظة الأمة واكتشافها لقدراتها كبيرة، لست أنكر وجود خلافات اجتماعية وفكرية فذلك مسار حركة التاريخ، لكننى فى نفس الوقت كنت أعرف أن الأمم العظيمة عندما تواجه تحدياتها الكبرى فإنها قادرة على أن تحدد لنفسها أولوياتها بوضوح لا يقبل الشك، كنت مؤمنا بسلامة وصلابة دعوة القومية العربية وكنت مدركا للتفاعلات المختلفة التى تحرك مسيرة أمة واحدة.
لكننى كنت واثقا أن وحدة العمل سوف تفرض نفسها على كل القوى وعلى كل الأطراف وعلى كل التيارات، لأننا جميعا سوف نعى أن هذا الظرف ليس مساواة بين الاجتهادات وإنما هو الصراع بين الفناء والبقاء لأمة بأسرها وأحمد الله. رابعا: ولقد كنت أعرف قواتنا المسلحة ولم يكن حديثى عنها رجما بالغيب ولا تكهنا، لقد خرجت من صفوف هذه القوات المسلحة وعشت بنفسى تقاليدها وتشرفت بالخدمة فى صفوفها وكنت فى ألويتها.
إن سجل هذه القوات كان باهرا، لكن أعداءنا الاستعمار القديم والجديد والصهيونية العالمية، ركزت ضد هذا السجل تركيزا مخيفا لأنها أرادت أن تشكك الأمة فى درعها وفى سيفها، ولم يكن يخامرنا الشك فى أن هذه القوات المسلحة، كانت من ضحايا نكسة سنة 1967 ولم تكن أبدا من أسبابها. كان فى استطاعة هذه القوات سنة 1967 أن تحارب بنفس البسالة والصلابة التى تحارب بها اليوم لو أن قيادتها العسكرية فى ذلك الوقت لم تفقد أعصابها بعد ضربة الطيران التى حذر منها عبد الناصر أو لو أن تلك القيادة لم تصدر قرارا بالانسحاب العام من سيناء بدون علم عبد الناصر.
إن قواتنا لم تعط الفرصة لتقاتل عام 1967 أن هذه القوات لم تعط الفرصة لتحارب دفاعا عن الوطن وعن شرفه وعن ترابه، لم يهزمها عدوها ولكن أرهقتها الظروف التى لم تعطها الفرصة لتقاتل. إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أعلى مقياس عسكري، ولقد شاركت مع جمال عبد الناصر فى عملية إعادة بناء القوات المسلحة ثم شاءت الأقدار أن أتحمل مسؤولية استكمال البناء ومسؤولية القيادة العليا لها أن القوات المسلحة قامت بمعجزة على أعلى مقياس عسكرى استوعبت العصر كله تدريبا وسلاحا بل وعلما واقتدارا حين أصدرت لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو وان تكبح جماح غروره فإنها أثبتت نفسها أن هذه القوات أخذت فى يدها بعد صدور الأمر لها زمام المبادرة وحققت مفاجأة العدو وأفقدته توازنه بحركاتها السريعة إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً أمام عملية يوم 6 أكتوبر 1973.
ولست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر 73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه لقد كانت المخاطرة كبيرة والتضحيات عظيمة لمعركة 6 أكتوبر خلال الساعات الست الأولى من حربنا كانت هائلة فقد العدو توازنه إلى هذه اللحظة وإذا كنا نقول ذلك اعتزازاً وبعض الاعتزاز إيمان فان الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وبإسم هذا الشعب وبإسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة فى قواتنا المسلحة ثقتنا فى قياداتها التى خططت وثقتنا فى شبابها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم .
ثقتنا فى إيمان هذه القوات المسلحة فى قدرتها على استيعاب هذا السلاح أقول باختصار أن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف إنه قد أصبح درع وسيف أريد من هنا أن أشد انتباه حضراتكم معى إلى الجبهة الشمالية حيث يحارب الجيش السورى العظيم معركة من أمجد معارك الأمة العربية تحت القيادة المخلصة والحازمة للأخ الرئيس حافظ الأسد وأريد أن أقول لإخوتنا فى الجبهة الشمالية إنكم عاهدتكم وكنتم الأوفياء للعهد وصادقتكم وكنتم أشرف الأصدقاء وقاتلتم وكنتم أشجع المقاتلين.
إنكم حاربتم حرب رجال وصمدتم صمود الأبطال ولم يكن فى مقدورنا أن نجد رفقة سلاح أكثر مدعاة للطمأنينة والفخر من هذه الرفقة التى تشرفنا بالقتال فيها معكم ضد عدو واحد لنا هو عدو أمتنا العربية كلها ، لقد كنا من طلائع المعركة ، تحملنا ضراوتها ودفعنا معاً أفدح تكاليفها من دمائنا ومن مواردنا، ولسوف نواصل القتال، ولسوف نتحدى الخطر، ولسوف نواصل مع إخوة لنا ، تنادوا إلى الساحة صادقين مخلصين سوف نواصل جميعاً دفع ضريبة العرق والدم حتى نصل إلى هدف نرضاه لأنفسنا وترضاه أمتنا لنضالها فى هذه المرحلة الخطيرة من مراحله المتصلة المستمرة أيها الإخوة والأخوات كل ذلك عن الحرب والآن ماذا عن السلام ؟
عندما نتحدث عن السلام فلابد لنا أن نتذكر ولا ننسى كما لابد لغيرنا ألا يتناسى حقيقية الأسباب التى من أجلها كانت حربنا وقد تأذنون لى أن أضع بعض هذه الأسباب محددة قاطعة أمام حضراتكم.
أولاً : إننا حاربنا من أجل السلام ٠٠ حاربنا من أجل السلام الوحيد الذى يستحق وصف السلام ، وهو السلام القائم على العدل ، إن عدونا يتحدث أحيانا عن السلام ولكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل ، إن دافيد بن جوريون هو الذى صاغ لإسرائيل نظرية فرض السلام والسلام لا يفرض والحديث عن فرض السلام معناه التهديد بشن الحرب أو شنها فعلاً والخطأ الكبير الذى وقع فى عدونا إنه تصور أن قوة الإرهاب تستطيع ضمان الأمن ولقد أثبت عملياً اليوم وفى ميدان القتال عقم هذه النظرية السلام لا يفرض وسلام الأمر الواقع لا يقوم ولا يدوم ، السلام بالعدل وحده ، والسلام ليس بالإرهاب مهما أمعن فى الطغيان ومهما زين له غرور القوة أو حماقة القوة ذلك الغرور وتلك الحماقة اللتين تمادى فيها عدونا ليس فقط خلال السنوات الست الأخيرة بل خلال السنوات الخمس والعشرين ، أى منذ قامت الدولة الصهيونية باغتصاب فلسطين .
ولقد نسأل قادة إسرائيل اليوم : أين ذهبت نظرية الأمن الإسرائيلى التى حاولوا إقامتها بالعنف تارة وبالجبروت تارة أخرى ، طوال خمس وعشرين سنة ؟ لقد انكسرت وتحطمت ، قوتنا العسكرية تتحدى اليوم قوتهم العسكرية وها هم فى حرب طويلة ممتدة وهم أمام استنزاف نستطيع نحن أن نتحمله بأكثر وأوفر مما يستطيعون وها هم عمقهم معرض إذا تصوروا أن فى استطاعتهم تخويفنا بتهديد العمق العربى وربما أضيف كى يسمعوا فى إسرائيل أننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون أن صواريخنا المصرية العربية عابرة سيناء من طراز ظافر موجودة الآن على قواعدها ، مستعدة للانطلاق بإشارة واحدة إلى الأعماق فى إسرائيل ولقد كان فى وسعنا منذ الدقيقة الأولى للمعركة أن نعطى الإشارة ونصدر الأمر خصوصاً وأن الخيلاء والكبرياء الفارغة أوهمتهم بأكثر مما يقدرون على تحمل تبعاته لكننا ندرك مسئولية استعمال أنواع معينة من السلاح ونرد أنفسنا بأنفسنا عنها ، وإن كان عليهم أن يتذكروا ما قلته يوما ومازلت أقوله العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق.
ثانياً : إننا لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا وإنما حاربنا ونحارب وسوف نواصل الحرب لهدفين اثنين الأول : استعادة أراضينا المحتلة بعد سنة 1967 الثانى : إيجاد السبل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين ، هذه هى أهدافنا من قبول مخاطر القتال ولقد قبلناها رداً على استفزازات لا تحتمل ولا تطاق ولم نكن البادئين إنما كنا فيها ندافع عن أنفسنا وعن حرياتنا وعن حقنا فى الحرية والحياة إن حربنا لم تكن من أجل العدوان ولكن ضد العدوان ولم نكن فى حربنا خارجين على القيم ولا القوانين التى ارتضاها مجتمع الدول لنفسه وسجلها فى ميثاق الأمم المتحدة الذى كتبته الشعوب الحرة بدمائها بعد انتصارها على الفاشية والنازية بل لعلنا نقول إن حربنا هى استمرار للحرب الإنسانية ضد الفاشية والنازية ، ذلك لأن الصهيونية بدعواها العنصرية وبمنطق التوسع بالبطش ليس إلا تكراراً هزيلاً للفاشية والنازية يثير الازدراء ولا يثير الخوف ويبعث على الاحتقار أكثر مما يبعث على الكراهية إننا فى حربنا كنا نتصرف وفق نص روح وميثاق الأمم المتحدة وليس مجافاة للروح ولا للنص وإلى جانب الميثاق نفسه فقد كنا نتصرف تقديراً واحتراماً لقرارات المنظمة الدولية سواء على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة أو على مستوى مجلس الأمن .
أيها الإخوة والأخوات لقد شهد العالم كله لنا بالحق وأشاد بشجاعتنا دفاعاً عن هذا الحق أدرك العالم إننا لسنا البادئين بالعدوان ولكننا المبادرون بواجب الدفاع عن النفس، لسنا ضد قيم وقوانين مجتمع الدول ولكننا مع قيم وقوانين مجتمع الدول لسنا مغامرى حرب وإنما نحن طلاب سلام أدرك العالم ذلك كله وكان يتعاطف من قبل ذلك مع قضيتنا واليوم زاد على تعاطفه معنا إحترامه لتصميمنا على الدفاع عن هذه القضية ولقد كنا نطمئن بعطف العالم ونحن الآن نعتز باحترامه.
وأقول لكم بصدق وأمانة إننى أفضل احترام العالم ولو بغير عطف على عطف العالم إذا كان بغير احترام وأحمد الله أيها الإخوة والأخوات إن دولة واحدة اختلفت مع العالم كله ولم تختلف معنا فقط إنما مع العالم كله كما قلت ، وهذه الدولة هى الولايات المتحدة لقد فوجئت كما تدعى بأننا حاولنا رد العدوان ولسنا نفهم كيف ولماذا فوجئت هذه الدولة ، لم تكتف كما تقول بأنها فوجئت وإنما أفاقت من المفاجأة دون أن تعود إلى الصواب ، ومن المؤسف والمحزن أن يكون هذا موقف واحدة من القوى الأعظم فى هذا العصر لقد كنا نتوقع أو ربما نتمنى ضد الشواهد والتجارب كلها أن تفيق الولايات المتحدة الأمريكية من المفاجأة إلى الصواب لكن ذلك لم يحدث ورأينا الولايات المتحدة تخرج من المفاجأة إلى المناورة والعودة إلى خطوط ما قبل 6 أكتوبر وكان يمكن أن نغضب من هذا المنطق المعكوس ولكننا لم نغضب لأننا نثق فى أنفسنا من ناحية .
ومن ناحية أخرى لأننا بالفعل نريد أن نساهم فى سلام العالم إن العالم يدخل فى عصر من الوفاق بين القوتين الأعظم ونحن لا نعارض سياسة الوفاق ، كان لنا تحفظ واحد عليها ومازال تحفظناً قائماً ، إذا كنا نريد أن يدخل العالم بعد استحالة الحرب العالمية إلى عصر من السلام فإن السلام ليس معنى مجرداً أو مطلقاً السلام له معنى واحد هو أن تشعر كل شعوب الأرض إنه سلام لها وليس سلاماً مفروضاً عليها وانى لأقول أمام حضراتكم وعلى مسمع من العالم : نحن نريد أن تنجح وأن تتدعم سياسة الوفاق ونحن على استعداد للمساهمة فى إنجاحها وتدعيمها إن أى نسيان لهذه الحقيقة البديهية ليس تجاهلاً فحسب وإنما هو إهانة لا نرتضيها لأنفسنا ولا للعالم الذى يعرف أهمية وقيمة المنطقة التى نعيش فيها وعليه أن يعرف الآن أن هذه المنطقة قادرة على أن تمنح وأن تمنع .
أيها الإخوة والأخوات إن الولايات المتحدة بعد المناورة التى رفضنا مجرد مناقشتها خصوصاً بعد أن فتحنا طريق الحق بقوة السلاح اندفعت إلى سياسة لا نستطيع أن نسكت عليها ٠٠ لا نستطيع أن نسكت عليها أو تسكت عليها أمتنا العربية ٠٠ ذلك إنها أقامت جسراً سريعاً تنقل به المعونات والمساعدات العسكرية لإسرائيل لم يكف الولايات المتحدة أن سلاحها هو الذى مكن إسرائيل من تعطيل كل محاولات الحل السلمى لأزمة الشرق الأوسط فإذا هى الآن تتورط فيما هو أفدح ، فيما هو اخطر فى عواقبه بينما نحن نقاتل العدوان وبينما نحاول إزاحة كابوسه عن أراضينا المحتلة إذ هى تسارع إلى العدوان تعوضه عما خسره وتزوده بما لم يكن لديه إن الولايات المتحدة تقيم جسراً بحرياً وجوياً تتدفق منه على إسرائيل دبابات جديدة وطائرات جديدة ومدافع جديدة وصواريخ جديدة واليكترونيات جديدة ونحن نقول لهم إن هذا لن يخيفنا ولكن عليكم وعلينا قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللا عودة أن نفهم إلى أين وإلى متى وأين ونحن خريطة الشرق الأوسط وليست إسرائيل ، إلى أين ومصالحكم كلها عندنا وليست فى إسرائيل ؟ إلى اين والى متى ؟ .
أيها الإخوة والأخوات لقد فكرت فى أن أبعث إلى الرئيس ريتشارد نيكسون بخطاب أحدد فيه موقفنا بوضوح ولكننى ترددت خشية إساءة التفسير ولذلك قررت أن استعيض عن ذلك بتوحيد رسالة مفتوحة إليه من هنا ، رسالة لا يمليها القول ولكن تمليها الثقة ، رسالة لا تصدر عن ضعف ولكن تصدر عن رغبة حقيقية فى صون السلام ودعم الوفاق ، أريد أن أقول إنه بوضوح إن مطلبنا فى الحرب معروف لا حاجة بنا لإعادة شرحه ، وإذا كنتم تريدون معارضة مطلبنا فى السلام فإليكم مشروعنا للسلام .
أولا : إننا قاتلنا وسوف نقاتل لتحرير أرضنا التى أمسك بها الاحتلال الإسرائيلى سنة 67 ولإيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين ، ونحن فى هذا نقبل التزامنا بقرارات الأمم المتحدة فى الجمعية العامة ومجلس الأمن .
ثانياً : إننا على استعداد لقبول وقف إطلاق النار على أساس انسحاب القوات الإسرائيلية عن كل الأراضى المحتلة فوراً وتحت إشراف دولى إلى خطوط ما قبل 5 يونيو 1967.
ثالثاً : إننا على استعداد فور إتمام الانسحاب من كل هذه الأراضى أن نحضر مؤتمر سلام دولى فى الأمم المتحدة سوف أحاول جهدى أن اقنع به رفاقى من القادة العرب المسئولين مباشرة عن إدارة الصراع مع العدو كما إننى سوف أحاول جهدى أن أقنع به ممثلى الشعب الفلسطينى وذلك لكى يشارك معنا ومع مجتمع الدول فى وضع قواعد وضوابط السلام فى المنطقة يقوم على احترام الحقوق المشروعة لكل شعوب المنطقة .
رابعاً : إننا على استعداد فى هذه الساعة من هذه الدقيقة أن نبدأ فى تطهير قناة السويس وفتحها أمام الملاحة الدولية لكى تعود أداء دورها فى رخاء العالم وازدهاره ولقد أصدرت الأمر بالفعل إلى رئيس هيئة قناة السويس بالبدء فى هذه العملية غداة إتمام تحرير الضفة الشرقية للقناة وقد بدأت بالفعل مقدمات للاستعداد لهذه المهمة .
خامساً : إننا لسنا على استعداد فى هذا كله لقبول وعود بمهمة أو بمبادرات مضللة تقبل كل تفسير وكل تأويل وتستنزف الوقت مما لا جدوى منه وتعيد قضيتنا إلى جمودها لم نعد نقبل به مهما كانت الأسباب لدى الغير أو تضحيات بالنسبة لنا ، ما نريده الآن هو الوضوح ، الوضوح فى الغايات والوضوح فى الوسائل .
أيها الإخوة والأخوات لقد قلنا كلمتنا وأدعو الله مخلصاً أن يفهمها الجميع فى إطارها الصحيح وأن يضعوها على الخط المستقيم وأن يحسنوا تقدير الأمور إن هذه المسألة تتطلب شجاعة الرجال وعقل الرجال ومن جانبنا فإننا نواجه هذه الساعات بخضوع الصادقين مع الله ومع أنفسهم ومع أمتهم ومع إنسانيتهم هذه ساعات تدور فيها معارك أكبر مما دار من أسلحة تقليدية حتى فى حروب العمالقة، هذه ساحات تتقرر فيها مصائر وتتحدد فيها علاقات سوف تفرض نفسها على المستقبل وهى تؤكد نفسها فى الحاضر هذه ساعات يتقدم فيها أبطال ، وهذه ساعات يسقط بل يرتفع فيها شهداء هذه ساعات حافلة بمشاعر متباينة تمتزج فيها صيحة الفرح بمشاعر عميقة أخرى ذلك إننا كنا ولازلنا نريد الحق ولا نريد الحرب لكننا كنا ولا نزال نريد الحق حتى إذا فرضت علينا الحرب وحين كانت نشوة الانتصار تملأ كل القلوب فإننى كنت فيما بينى وبين ربى أعرف مدى العناء الإنسانى الذى ندفعه فى سبيل النصر ولقد كنت أتتبع أنباء انتصارنا فى خشوع لأننى أعرف الحرب .
ولقد كان أعز القائلين هو الذى علمنا "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، أيها الإخوة والأخوات هذه ساعات نعرف فيها أنفسنا ونعرف فيها الأصدقاء ونعرف فيها الأعداء ، ولقد عرفنا أنفسنا ولقد عرفنا أصدقائنا وكانوا بأصدق وأخلص ما نطلب من الأصدقاء ولقد كنا نعرف عدونا دائماً ولسنا نريد أن نزيد من أعداءنا بل إننا لنوجه الكلمة بعد الكلم والتنبيه بعد التنبيه ، والتحذير بعد التحذير لكى نعطى للجميع فرصة يراجعون ولعلهم يتراجعون لكننا بعون الله قادرون بعد الكلمة وبعد التنبيه وبعد التحذير أن نوجه الضربة بعد الضربة ولسوف نعرف متى وأين وكيف إذا أرادوا التصاعد فيما يفعلون ، الأمة العربية كلها وأسمح لنفسى أن أعبر عنها ، لن ننسى مواقف هذه الساعات أن الأمة العربية لم تنس أصدقاءها هذه الساعات الذين يقفون معها ولن ننسى أعداء هذه الساعات الذين يقفون مع عدونا " ربنا كن لن عونا وهدى .. ربنا وبارك لنا فى شعبنا وأمتنا ربنا انك وعدت ووعدك الحق " أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
19/11/2021
24/07/2021
06/09/2019
29/08/2019
صوره نادرة للرئيس #السادات مع #والدته سنه ( ١٩٤٩)
29/07/2019
14/05/2019
19/03/2018
15/02/2018
22/12/2017
"سري للغاية".. وثائق بريطانية مسربة تكشف كواليس حكم مبارك واغتيال السادات
تستر الغموض على العديد من الوقائع الفارقة في تاريخ الأمة المصرية، ومن هذه الوقائع فصل في الكتاب المصري تحت عنوان حكم مبارك واغتيال السادات، حيث تضاربت الروايات عن قبول الرئيس الأسبق مبارك للحكم من أول وهلة أو كان هناك ما هو خفي، وكذا اغتيال الرئيس السادات.
فقد كشفت وثائق سرية بريطانية، أن البريطانيين سعوا جاهدين للحفاظ على مكانة حسني مبارك كنائب للرئيس المصري حتى يتمكن من خلافة الرئيس أنور السادات "أملا في مساعدتهم على إبرام صفقات سلاح".
وحسب الوثائق التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، فإن التقييم البريطاني للرئيس السابق عندما تولى الرئاسة هو أنه "كان مستقيما ولم يكن قابلا للإفساد في المنصب"، وأنه "تولى الرئاسة على مضض".
وتشير الوثائق، التي حصلت عليها بي بي سي العربية بمقتضى قانون حرية المعلومات، إلى أن بريطانيا كثفت اهتمامها بمبارك، عقب توليه منصب نائب الرئيس في 16 أبريل 1975.
وفي آخر زيارة لمبارك، كنائب للرئيس، إلى لندن في شهر سبتمبر1980، تقرر "عدم المبالغة" في الاهتمام به كي لا يوغر صدر السادات عليه.
وحذرت السفارة البريطانية من تبعات إبداء اهتمام لافت للأنظار بالزيارة حرصا، كما كان واضحا، على مصلحة ومكانة مبارك.
وقالت السفارة، في برقية "سرية وشخصية"، إلى إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية إن "أحد أسباب محاولتنا إثارة ضجيج بشأن مبارك، نائب الرئيس، عندما يزور بريطانيا الشهر المقبل هو، كما تعلمون، أنه الخليفة الأكثر احتمالا للرئيس السادات في حالة حدوث أي شيء للأخير".
ونبهت إلى ضرورة لفت انتباه المتحدثين الإعلاميين البريطانيين "كي لا يتحدثوا لوسائل الإعلام بحماس عن زيارة مبارك المرتقبة".
وقالت البرقية التي أرسلها السفير سير مايكل وير "سوف أترك لكم تقدير الخطر (الذي ينطوي عليه مثل هذا الاهتمام)، غير أن الرئيس (السادات) قد يفهم الأمور خطأ بشكل كبير لو حدث هذا الشيء (الضجيج) وإن كان بريئا".
وخلصت إلى أن "قوة موقع مبارك تكمن حتى الآن في قدرته على مساندة الرئيس في كل المناسبات من دون أن يبدو بأي حال أنه تهديد. ولو شعر الرئيس بأنه (مبارك) يكتسب قاعدة قوة مستقلة، فربما يقرر تحجيمه".
وجاءت توصية السفير البريطاني رغم إصرار نظيره المصري في لندن حسن أبو سعدة (وهو فريق سابق في الجيش المصري) على أن يُستقبل مبارك استقبالا رفيع المستوى.
واجتمع أبو سعدة مع مسؤولين في وزارة الخارجية بعثوا لاحقا ببرقية إلى رئاسة الوزراء تقول: "السفير حريص على جعل الزيارة مهيبة. وأكد أن مبارك يتوقع أرفع معاملة".
لكن إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وجدت صعوبة في الاستجابة لطلب السفير، وقالت في برقية سرية "نحن نخشى أنه ربما يرفع السفير توقعات مبارك بقدر أعلى من الممكن".
وبحكم تاريخه العسكري، كان مبارك حريصا، عندما كان نائبا للرئيس، على زيارة معرض فارانبره البريطاني لصناعات الطيران الحربي ذي الشهرة العالمية، وقد زار المعرض في عامي 1974 و1976، وفي الزيارة الثانية "كان متسترا (أي لم تكن الزيارة رسمية ولم يعلم بها أحد من البريطانيين)"، كما قال السفير البريطاني في برقية إلى الخارجية.
واقترح وير، بإصرار، توجيه دعوة رسمية لمبارك كضيف على الحكومة البريطانية لزيارة المعرض في شهر سبتمبر 1980.
وقال، ناصحا حكومته في برقية سرية، إنه "من المثالي أن آمل أنه سيكون من الممكن توجيه الدعوة لمبارك للقيام بزيارة رسمية لبريطانيا في فترة إقامة معرض فارانبره الجوي سواء من جانب رئيسة الوزراء أو وزير الدفاع مع ترتيب لقاءات مع وزير الخارجية ورئيسة الوزراء ووزير الدفاع".
وبرر سير مايكل إصراره بالقول "على المدى الأبعد، يزداد موقعه- مبارك- كخلف محتمل للرئيس السادات قوة باستمرار".
وحذر السفير من تجاهل نصيحته خدمة لمصلحة بريطانيا، وقال: "قد يبدو هذا تدليلا مبالغا فيه ( لمبارك)، غير أنني أجزم بأن الأمر ليس كذلك. وبالتعبيرات المصرية، مبارك يميل كثيرا إلى بريطانيا".
أما لماذا حرص السفير على ضرورة حضور مبارك المعرض العسكري الشهير هذه المرة بشكل رسمي، فتجيب البرقية: "رغم أنه ليس معنيا مباشرة بسياسة مشتريات سلاح الجو المصري، فإن له تأثيرا هائلا على السلاح الجوي المصري ويحتفظ بصلات بزملائه السابقين في الخدمة (الذين مازالوا في أماكنهم)".
ونبهت البرقية إلى احتمال أن يخطف الفرنسيون اهتمام مبارك ويستحوذون عليه. فقالت منبهة متخذي القرار في لندن إلى إنه "يزور معرض باريس الجوي بانتظام".
وتؤكد برقية أخرى أن علاقة مبارك بالجيش المصري باعتباره قائدا سابقا للقوات الجوية في حرب أكتوبر 1973 كانت سببا رئيسيا في الاهتمام بمبارك النائب.
وفي هذه الوثيقة طُرحت أسباب دعوة الحكومة البريطانية مبارك رسميا ليكون ضيفا عليها خلال زيارته لبريطانيا بهدف حضور معرض فارانبره.
تقول البرقية التي كتبتها وزارة الخارجية "غرض الزيارة مزدوج: الأول تمكين مبارك، وهو قائد سابق للسلاح الجوي المصري، من زيارة معرض فارانبره الجوي، والثاني تهيئة فرصة لنا للتقرب من أكثر المصريين نفوذا بعد الرئيس السادات. فيشاع بقوة أن السيد مبارك سيكون خليفة الرئيس السادات ومن المهم أنه يجب علينا أن نظهر له كل اهتمام ".
ولم يكن يقصد البريطانيون، كما توحي الوثائق، أنه يمكن اقناع مبارك بالقيام بدور في إبرام صفقات سلاح مقابل استفادة مالية.
شاع عن مبارك حبه لرياضة الاسكواش، غير أن الوثائق البريطانية تكشف أن شغفه بالأفلام السينمائية التي تتناول الحروب كان أكبر، وتقول وثيقة لإدارة الشرق الأدني وشمال أفريقيا إن صحيفة الجارديان أجرت مقابلة مع مبارك في شهر يناير عام 1983.
وبعد انتهاء المقابلة، سأل المراسل (ماكموناس) مبارك عن الطرق التي يرفه بها عن نفسه ويسترخي ويستجم، وحسب المراسل، فإن مبارك "أجاب بلا تردد : أفلام الحرب. أشاهد أفلام الحرب البريطانية والأمريكية".
وتشير البرقية، التي كان موضوعها "كيف يسترخي الرئيس"، إلى أنه عندما ترك المراسل الرئيس بعد إجراء المقابلة، سأل أحد معاونيه عن هذا الأمر، وأكد له أن تلك هي هواية الرئيس.
وأضاف معاون الرئيس أن "السفارة المصرية في لندن تنفق قدرا هائلا من وقتها كي ترسل للرئيس شرائط كاسيت ( فيديو) لأفلام الحرب الملائمة".
وقال كاتب البرقية وهو إس إل كوبر-كوليس، من السفارة البريطانية في القاهرة، إن مراسل الغارديان هو الذي أبلغه بهذه المعلومة، فقد اعتقد البريطانيون، في ذلك الوقت، بأنه لا يمكن التعامل مع مبارك بهذا الأسلوب.
ففي سيرة ذاتية لمبارك أعدت عندما تولى الرئاسة، استبعدت أجهزة جمع المعلومات البريطانية ميل مبارك للفساد. وقالت السيرة التي أعدت بناء على طلب رئاسة الحكومة "الترقية غير المتوقعة (لمبارك) إلى منصب نائب الرئيس في أبريل 1975 جاءت مفاجأة كبيرة رغم أن أسلوبه العسكري المنضبط وكفاءته الإدارية، جعل، بسرعة، الوظيفة وكأنها خلقت له، ثم إن سمعته الآن أنه واحد من الذين لا يمكن أن يفسدوا في المنصب".
وبعد أربعة شهور فقط من توليه المنصب، زار مبارك، الرئيس، بريطانيا في شهر فبراير 1982، وطلبت، مرغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية حينئذ، معلومات إضافية عنه قبل مثولها أمام البرلمان للرد على أسئلة النواب.
وفي التقرير المعلوماتي، قالت السفارة البريطانية في القاهرة إن "اغتيال الرئيس السادات في أكتوبر 1981، جاء به ( مبارك) إلى السلطة على مضض منه".
وأضافت أنه "رغم أن كونه الخيار الواضح للوظيفة، في الوقت المناسب، فإنه لم تكن لديه فيما يبدو رغبة في توليها بهذه السرعة".
ووصفت الوثيقة مبارك حينها بأنه "ليس عميق التفكير"، غير أنها قالت إن طريقته في الحكم "هي بحث كل النقاط وأخذ آراء الأغلبية".
وقالت تقارير أجهزة جمع وتقييم المعلومات البريطانية عن مبارك إنه "أصاب في تحديد إحباطات المصريين البسطاء، ووعود السادات التي لم ينفذها، واللا مساواة المتنامية بين الأغنياء والفقراء، والفساد في المواقع العليا، وظروف المعيشة المروعة في العشوائيات الحضرية (في المدن).
وتشير البرقية إلى أن ثاتشر "شددت لمبارك على أن هناك حزمة مالية محسنة (ائتمان مالي في شكل قرض لتمكين مصر من قبول العرض) متاحة الآن"، وتضيف البرقية "قال الرئيس مبارك، الذي بدا وكأنه لم يُطلع على المسألة، إن مصر تحتاج إلى وقت لبحث العرض".
19/11/2017
الصورة الكاملة ..الذكرى الــ 40 لزيارة السادات الى اسرائيل ( 25 صورة )
الذكرى 40 لزيارة السادات الى اسرائيل
الذكرى 40 لزيارة السادات الى اسرائيل
حسني مبارك، مناحم بيغن وأنور السادات
جيهان السادات فى اسرائيل برفقة أليزا بيغن
رئيس الوزراء مناحيم بيغن في حفل استقبال لأنور السادات من اليسار موشي دايان
السادات يهبط فى مطار بن غوريون
انور السادات يرتدى كرفته عليها شعار النازيه وهو بإسرائيل مع موشي دايان
ذكرى زيارة السادات الى اسرائيل -=- السادات يصافح أريل شارون
السادات يداعب جولدا مائير
14/09/2017
06/10/2016
06/05/2016
28/01/2016
06/10/2011
بالوثائق : الرسائل السرية بين "السادات" و"الأسد" في أكتوبر ..
بعد 48 ساعة من المعركة الرئيس المصري يعاتب الرئيس السوري بسبب طلبه من موسكو التدخل لوقف إطلاق النار!
< و«الأسد» غضب من «السادات» بسبب خطابه في مجلس الشعب يوم 6 أكتوبر وقال «لا أريد أن أكون مثل القذافي»!
< رسائل السادات بلا مقدمات.. والأسد يبدأ رسائله بكلمة «تحياتي» ويختتمها بعبارة أخوكم حافظ 38 عاما مرت علي معركة أكتوبر.. ورغم هذه السنوات فمازال الغموض والسرية تحيط بجوانب عديدة من تلك الحرب، وعلي رأس أسرار نصر أكتوبر تأتي الرسائل المتبادلة بين الرئيس السادات والرئيس السوري حافظ الأسد خلال أيام الحرب..
حصلنا علي 8 رسائل متبادلة بين الرئيسين المصري والسوري «4» رسائل منها ارسلها «السادات» إلي «الأسد»، والأربعة الأخري أرسلها «الأسد» إلي السادات وجميعها تحمل شعار «سري للغاية».
الرسالة الأولي بعث بها الرئيس السادات إلي الرئيس حافظ الأسد يوم 8 أكتوبر أي بعد 48 ساعة فقط من بدء المعركة ويقول نصها: من الرئيس أنور السادات إلي الرئيس حافظ الأسد..
تحياتي..
أبلغني السفير السوفيتي اليوم بأنكم طلبتم من السوفيت التدخل لوقف إطلاق النار في اجتماع مجلس الأمناء لأسباب تتعلق بسير المعركة في سوريا.. وأريد أن أضع أمامك في هذه اللحظات المصيرية عدة اعتبارات:
1- ان وقف اطلاق النار مع احتفاظنا بمواقعنا الآن سيعيدنا إلي وضع أسوأ مما كان فيه وستزداد شراسة اسرائيل واستعداداتها وثقلها بأكثر مما كانت ولن تحل القضية إلا بشروطها وفي الوقت الذي تراه.
2- لقد أكد لي السفير السوفيتي أن الاتحاد السوفيتي قرر تعويضكم بالكامل من كل ما فقد فورا من العراق.
3- ان وقف اطلاق النار سيحرمنا من استنزاف العدو وهو الهدف الأساسي الذي يجب أن نحرص عليه، وهو ما لا تحتمله اسرائيل مما لابد وأن يثير من الوقت فقط مطلوب منا الصمود.
4- أرجو ألا يكون الهدف في هذه المرحلة هو الأرض.. والهدف هو كسر وقف اطلاق النار واستنزاف العدو وعلينا أن نحمل الخسائر الخارجية علي ذلك.
5- لهذه الاعتبارات مجتمعة فإنني كما عودتك أقول لك إنني لا أصدق معك في الرأي علي وقف اطلاق النار في المرحلة الحالية، وبعد مراجعة القائد العام الذي أفاد أن الضباط والجنود السوريين علي درجة عالية من الكفاءة والروح العالية..
وعلي الفور رد «حافظ الأسد» علي رسالة «السادات» برسالة وقعها الأسد بتاريخ 8 أكتوبر 1973 ولكنها ارسلت من دمشق إلي القاهرة يوم 9 أكتوبر مما يوحي بأن «الأسد» كتبها في ساعة متأخرة من ليل 8 أكتوبر .
وتقول نص الرسالة:
من الرئيس حافظ الأسد إلي السيد الرئيس السادات..
تحياتي
1- لم أطلب من السوفيت التدخل لوقف اطلاق النار وغريب أن يتحدث السفير بهذا الشكل وقد كان «الذي قلته لهم»: إن وقف اطلاق النار مرتبط بتحرير الأرض.
2- ليست هناك أي أسباب في المعركة تدعو لوقف اطلاق النار، فالمعركة تسير بشكل جيد، ونلحق بالقوات الإسرائيلية أكبر الخسائر بالرجال والعتاد وقد تم حتي الآن تحرير أكثر من نصف مرتفعات الجولان.
3- خسائرنا في الحدود الطبيعية ويجري بشكل منتظم استعواض خسائرنا.
4- ليس للعراق علاقة باستعراض خسائرنا فليس في العراق فائض مما نحتاج إليه.
5- موضوع كموضوع وقف اطلاق النار لأيام إلا بالاتفاق بيننا ولا أعتقد أن هناك حالة الآن لنبحث هذا الموضوع.
وختاماً أتمني لكم النصر المبين.
أخوكم حافظ الأسد
وفي 19 أكتوبر بعث الرئيس حافظ الأسد برسالة إلي الرئيس السادات يعاتبه فيها علي إعلانه في مجلس الشعب عن استعداده لقبول وقف إطلاق النار إذا انسحبت اسرائيل لحدود 5 يونيو 1967 وقبوله أيضا حضور مؤتمر سلام دولي في الأمم المتحدة متعهدا بأن يبذل جهده لإقناع القادة العرب المشاركين في إدارة الصراع مع إسرائيل «يقصد حافظ الأسد في الأساس» بحضور المؤتمر.
وكان «السادات» قد قال ذلك خلال خطابه في افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الأمة- آنذاك« يوم 6 أكتوبر فارسل إليه «الأسد» خطابا يعاتبه فيه وقال الأسد في خطابه:
كنت أتمني ونحن في خضم المعركة أن أطلع علي المشروع الوارد في خطابكم الأخير أمام مجلس الشعب قبل إعلانه علي الناس، لا لأنني أرغب أن أكون العقيد القذافي مع المشروع أو ضده ولكن لأن من حق كل منا أن يطلع الآخر علي آرائه وتصوراته قبل أن يسمعها من الإذاعة، ولم أكن أود أن أكتب هذه الكلمات ولكن فضلت وبعد مضي يومين علي الخطاب ألا أخفي عنك رأيي ومشاعري لا سيما ونحن نخوض معركة «الحياة والموت».
ولأن كلام «الأسد» كان لا يحتمل التأجيل سارع «السادات» بالرد علي برقية الأسد بكتابة الرد بخط يده علي ذات الورقة التي تحمل برقية الرئيس السوري.. وقال: الأخ الرئيس حافظ
«المشروع قائم علي الأساس والذي ليس فيه جديد يدعو لنا التشاور عليه وهو الانسحاب وحقوق الشعب وما دعاني إلي المبادرة به هو ضرورة أن ندفع بالمعركة السياسية مع المعركة العسكرية وداخل المبادئ الأساسية التي بدأنا عليها معركتنا، اعتقد اننا نستطيع أن نتحرك وان نناور أما إذا كان هناك تغيير فربما يتحتم التشاور قبل عمل أي شئ، وأشكرك لأنك لم تخف هذا الموضوع حتي لا يحدث بيننا في المستقبل أي سوء فهم مع أطيب تمنياتي.
وفي 20 أكتوبر ارسل الرئيس السادات برقية تحمل رقم 20.. ويقول نصها:
السيد الرئيس حافظ الأسد
لقد حاربنا إسرائيل إلي اليوم الخامس عشر. وفي الأربعة أيام الأولي كانت إسرائيل وحدها فكشفنا موقعها في الجبهة المصرية والسورية وسقط لهم باعترافهم 800 دبابة علي الجبهتين وأكثر من مئتي طائرة.
أما في العشرة أيام الأخيرة فإنني علي الجبهة المصرية أحارب أمريكا بأحدث ما لديها من أسلحة. إنني ببساطة لا أستطيع أن أحارب أمريكا أو أن أتحمل المسئولية التاريخية لتدمير قواتنا المسلحة مرة أخري.
لذلك فإنني أخطرت الاتحاد السوفيتي بأنني أقبل وقف إطلاق النار علي الخطوط الحالية بالشروط التالية:
1- ضمان الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة لانسحاب إسرائيل كما عرض الاتحاد السوفيتي.
2- بدء مؤتمر سلام في الأمم المتحدة للاتفاق علي تسوية شاملة كما عرض الاتحاد السوفيتي.
ان قلبي ليفطر دما وانا أخطرك بهذا ولكنني أحس أن مسئوليتي تحتم علي اتخاذ هذا القرار. ولسوف أواجه شعبنا وأمتنا في الوقت المناسب لكي يحاسبني الشعب.
مع أطيب تمنياتي
ورد الأسد ببرقية تحمل رقم 21 بتاريخ 21/10/1973
ويقول نصها:
من الرئيس حافظ الأسد
إلي الرئيس السادات
تلقيت رسالتكم أمس ببالغ التأثر.. أخي بعد وصول البرقية «أود» أن أعيد النظر مرة أخري في الموقف العسكري علي الجبهة الشمالية وعلي ضفتي القناة وخرجت باستنتاج وهو أن الوضع لا يدعو إلي التشاؤم وانه بالإمكان أن يستمر الصراع مع القوات المعادية سواء منها تلك التي اجتازت القناة إلي الضفة الغربية. أما تلك الموجودة أمام قواتنا في الضفة الشرقية. يمكن أن يؤدي استمرار القتال وتطويره إلي تدمير القوات المعادية التي عبرت القنال.
أخي السادات
قد يكون من الضروري رفع معنويات اخواننا العسكريين فبمجرد خرق العدو للجبهة لا يعني أن النصر أصبح في جانبه. فقد خسرت الجبهة الشمالية منذ أيام ولكن الصمود المستمر والقتال العنيف في الخطوط والمواقع المختلفة يدفعنا إلي المزيد من التفاؤل يوماً بعد يوم. فقد أوقفنا الخرق عند مواقع معينة وأنني واثق اننا سنستعيد منطقة الخرق في الأيام القليلة المقبلة. في تقديري ان المهم بالنسبة إلينا جميعا ان تصمد جيوشنا بمعنويات عالية.
وفي 28 أكتوبر بعث السادات ببرقية جديدة إلي الأسد قال فيها:
أخي الرئيس حافظ الأسد.. تحياتي
اتفقت أمريكا معنا علي زيارة يقوم بها كيسنجر لمصر يوم 6 نوفمبر وسيعلن يوم 31 أكتوبر في البلدين بيان بهذا الشأن.
أريدك أن تعرف أنني سأستمع وأن أية مباحثات سأتناولها لن تكون للجبهة المصرية فقط وإنما لجبهتنا السورية المصرية تحت المبدأين اللذين بدأنا عليهما معركتنا وهما: لا تفريط في شبر من الأرض ولا مساومة علي حقوق شعب فلسطين.
وكما اتفقنا دائما فان أي شئ يخص سوريا سيكون مرجعه لكم وسأعلن كيسنجر بذلك.
وأرجو ألا يذاع عن هذه الزيارة شئ قبل صدور البيانات الرسمية.
ورد الرئيس الأسد ببرقية قال فيها:
من.. السيد الرئيس حافظ الأسد
إلي السيد الرئيس السادات
الأخ السيد الرئيس السادات إنني لا أري في الأمر ما يبعث علي التفاؤل في ذهابنا إلي مؤتمر السلام من حيث انه سيحقق تطلعاتنا العادلة ويبدو لي من خلال موقف بعض الدول الكبري ومن خلال تصرفات وتصريحات المسئولين في إسرائيل والتي مازال طابعها الصلف والتكبر الفارغين ليس من حقنا أن نخلق آمالاً كبيرة علي هذا المؤتمر وقد يكون علينا أن نحدد النظرة لموقفنا منه ولا أعني أن نرفض المؤتمر مباشرة طالما أننا قبلنا بالقرار رقم 338 بل نتمسك بتنفيذ القرار ككل، فالقرار نص في مادته الثانية علي التنفيذ الفوري للقرار رقم 242 القاضي بالانسحاب ونص أيضا في مادته الثالثة علي البدء فورا باتصال لتعاجل عقد مؤتمر السلام.
فلماذا نعمل من أجل المادة الثالثة ونتجاوز المادة الثانية فأري ألا نذهب إلي مؤتمر السلام قبل البدء في تنفيذ الانسحاب طبقا للمادة الثانية وهذا الموقف لن يكون «مرفوضا» من قبل العالم. انه عادل ومتطابق مع قرارات الأمم المتحدة ومع القرار رقم 338 بالذات.
وتقبلوا فائق تحياتي
السيد الرئيس حافظ الأسد