04/09/2024
13/06/2023
28/08/2022
إبراهيم عيسى: البرادعي كان يناقشني في صياغة بعض «تغريداته»
قال إبراهيم عيسى، الكاتب الصحفي، إن «الدكتور محمد البرادعي من مفجري ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وهو ليس رجل سياسة ولكن دولي».
وأضاف «عيسى»، في لقائه ببرنامج «ممكن» على قناة «سي بي سي»، مساء الجمعة: «البرادعى لم يهرب لكنه تعفف عما سيثار، واختلفت معه في استمهال قرار فض رابعة، والتقاعد كان حلمه ولم يشغله حلم المنصب، ودائما هو مدفوع من محبيه».
وتابع: «البرادعي أحيانا كان يناقشني في صياغة بعض تغريداته عل تويتر قبل طرحها»، واصفًا اتهام نائب رئيس الجمهورية السابق بالتأمر والعمالة بـ«مضحك»، وأنه لا يمكن أخذه على محمل الجد».
وشدد على أن «ثورة 25 يناير ثورة حقيقية تم التأمر عليها، ولا علاقة للشباب بخونة قاموا باقتحام السجون، وبدأت أصدق بضلوع حماس في الاقتحام عقب رحيل مبارك بيوم واحد».
27/04/2022
31/12/2021
البرادعى و مواقف متناقضة من ثورة 25 يناير و مشاهد محير
البداية من مشهد ابتدائي فى 28 يناير/كانون ثاني2011، حيث ظهور الدكتور محمد البرادعي في ميدان التحرير، للمشاركة فى جمعة الغضب، يصلي الرجل الجمعة في مسجد الاستقامة في الجيزة، ثم يلبث قليلاً وسط جموع المتظاهرين، من دون أن يصرح بأي تصريح. ينصرف الرجل بعد ساعات. ولكن، ليس إلى بيته كما يظن بعضهم، بل إلى الخارج حيث أتى، ثم يعود مرة أخرى، في أعقاب سقوط حسني مبارك.
المشهد الثاني: 28 فبراير/شباط 2011 (بعد الثورة بأسبوعين تقريباً)، يصرح البرادعي بضرورة مد الفترة الانتقالية عامين، بعد أن أعلن المجلس العسكري فترة انتقالية ستة أشهر، قائلاً “أقدر المجلس العسكري، لكن علينا ألا نستعجل الفترة الانتقالية، بعد عقود من نظام قمعي، فالشباب غير جاهز لخوض الانتخابات، والإسلاميون وحدهم الجاهزون، ولا بد أن نحقق توازناً“.
المشهد الثالث: 17 إبريل/نيسان 2011، يصرح البرداعي برأيه في دولة ما بعد الثورة في حوار مع جريدة الأهرام، قائلاً “يجب وضع مادة في الدستور، تنص على حماية الجيش الدولة المدنية”، مبرراً ذلك بالخوف من تحول مصر إلى دولة دينية، فى حالة صعود الإسلاميين إلى السلطة. ومن الأهمية بمكان التذكير بأن هذا الطلب الفج صرح به البرادعي مرات في الفترة الانتقالية الأولى، منها ما صرح به مع الإعلامية منى الشاذلي، فيما بعد.
المشهد الرابع: في 26 يونيو/حزيران 2011، يطالب البرادعي بوضع وثيقة “المبادئ فوق دستورية”، أو “وثيقة المبادئ والحقوق الأساسية”، وتتضمن مواد خاصة بمدنية الدولة، كما تراها القوى المدنية، على أن تكون ملزمة للجنة التي ستشكل لإعداد الدستور. ولم تتطرق وثيقة البرادعي لوضع المؤسسة العسكرية، لكن قوى مدنية أخرى طرحت وثائق أخرى، لتطوير وثيقة البرادعي منها (وثيقة المجلس الوطني ووثيقة البسطويسي) التي نصت بعض موادهما صراحة على ضرورة تدخل المؤسسة العسكرية لحماية النظام المدني الديموقراطي من أي تشريع يمكن أن يصدر عن البرلمان، يهدد مدنية الدولة، وصولاً إلى ما أطلق عليه “وثيقة السلمي” التي فجرت الموقف، وتم العدول عنها، بعد رفض الإسلاميين.
المشهد الخامس: 22 نوفمبر/تشرين ثاني 2011، حيث مظاهرات محمد محمود الضخمة يوم الثلاثاء، بعد يومين من قتل قوات الشرطة عدداً من الشباب، إثر فضها اعتصامهم في محيط ميدان التحرير. ينزل الشباب غاضباً ويمتلئ الميدان عن آخره، في مشهد ثوري مهيب، مطالبين برحيل العسكر وتسليم السلطة إلى مجلس رئاسي مدني، تلك الفكرة التى ما برح محمد البرادعي يقترحها، من حين إلى آخر، وها هي الفرصة سانحة لتنفيذها، توزع منشورات فى التحرير بفكرة المجلس الرئاسي مكوناً من الثلاثي الشهير، البرادعي وحمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح، ويعلن عن مؤتمر صحافي لهم في التاسعة مساء. وفجأة يعتذر البرادعي عن الحضور، فيحاول معه بعض المقربين، فيفشلون في إقناعه بالحضور، ثم يذهب، في اليوم التالي، إلى اجتماع غير معلن مع المجلس العسكري.
المشهد السادس: 14 يناير/كانون ثاني 2012، يصدم الرجل أنصاره من الشباب، بقرار عدم خوض السباق الرئاسي، قائلاً: “ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة، أو أي منصب رسمي آخر، إلا في إطار نظام ديمقراطي حقيقي، يأخذ من الديمقراطية جوهرها، وليس فقط شكلها”. فماذا عن مشاركته في بدايات منظومة الانقلاب.
المشهد السابع: 3 يناير/كانون ثاني 2013، يطالب البرادعي الرئيس محمد مرسي، في فيديو مصور، بوقف الاستفتاء على الدستور الذي وصفه “بالباطل”، داعياً إلى تشكيل جميعة تأسيسية جديدة، تعد دستوراً مؤقتاً يحوي تعديلات على دستور 1971، يعمل به سنة أو اثنتين، وهو الاقتراح الذي سبق ورفضه بعد الثورة مباشرة، حينما طرحت فكرة تعديله والعمل به مؤقتاً. ثم أردف: “أياً كانت نتيجة الاستفتاء، وعشان أكون واضح، الاستفتاء باطل، ومشروع الدستور باطل“.
المشهد الثامن: 12 ديسمبر/كانون أول 2013، في موقف غير مألوف، تدعو المؤسسة العسكرية القوى المعارضة لحوار وطني في ذلك اليوم، لتقريب وجهات النظر بينها وبين الرئيس وتحت رعايتها. وعلى الفور (خلال دقائق من انتشار خبر الدعوة)، تعلن جبهة الإنقاذ موافقتها، ويستقل محمد البرادعي سيارته نحو مقر الدعوة في إحدى دور القوات المسلحة، ما سبب حرجاً للرئيس محمد مرسي، حيث رفضت هذه القوى، مراراً وتكراراً، دعواته للحوار، فطالب القوات المسلحة بإلغاء اللقاء، وبالفعل ألغي اللقاء. وعاد البرادعي من منتصف الطريق، كما قال مقربون منه. وكانت أهم دلالة لذلك الحدث أن ثمة علاقة ما أو اتصالاً مباشراً أو غير مباشر بين هذه القوى والجيش، وهو ما تأكد بعد الانقلاب، في تصريحات المتصلين أنفسهم (تصريحات منى مكرم عبيد وحسب الله الكفراوي وعلي السلمي شواهد على ذلك).
المشهد التاسع: 3 يوليو/تموز 2013، يقف الدكتور محمد البرادعي، الرمز المدني الليبرالي الشهير، بجوار العسكر ورجال الدين، في مشهد من مشاهد العصور الوسطى الكهنوتية التى اتهم الاسلاميون بمحاولة استعادته مراراً وتكراراً. يقف الرجل بجوار الجنرالات، ليعلن الانقلاب على التجربة الديموقراطية الوليدة لثورة 25 يناير، وعزل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر المعاصر، وتعطيل الدستور والمجلس النيابي.
المشهد العاشر: 12 يوليو/تموز 2013، نشرت صحيفة وال ستريت جورنال تحقيقاً صحفياً بعنوان “الدولة العميقة تشرق من جديد في مصر”، كشفت فيه أن ترتيبات ولقاءات سرية عقدت بانتظام بين جنرالات الجيش وقادة المعارضة، وفي مقدمتهم محمد البرادعي قبل 3 يوليو بشهور، في نادي ضباط القوات البحرية. وكانت رسالة المعارضة للجيش “هل ستكون معنا هذه المرة أم لا”، فرد الجنرالات “إذا استطعتم حشد عدد كافٍ من المتظاهرين في الشوارع، سنتدخل على الفور، ونعزل مرسي بالقوة”. وعددت الصحيفة، في تقريرها المطول، أسماء حاضري هذه الاجتماعات من القوى المعارضة، كان منهم البرادعي، مؤسس حزب الدستور، وعمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، وحمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي.
المشهد الحادي عشر: مايو/أيار 2015، أعلن محمد البرادعي تصريحات مهمة ومثيرة، أهمها ما ذكره من تأكيد على محاولاته الحثيثة لإقناع الغرب، في فترة الرئيس مرسي، بضرورة إزاحته وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال “دعمت إقامة انتخابات رئاسية مبكرة بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وقطر والإمارات…”. وفى تصريح آخر “عملت جاهداً على إقناع الغرب…”. وفي تصريح ثالث “وقعت على خطة صديقي برنارد ليون التي تقضي بانتخابات رئاسية مبكرة، وخروج مشرف للسيد مرسي”. ثم صرح الرجل بتصريحات أخرى أشبه بالاعتذار من قبيل “استخدمت كستار”، “كانت هناك نيات طيبة للحل، والجيش تلاعب بالموقف وأطلق الرصاص”..إلخ.
أحد عشر مشهداً للرمز الليبرالي المدني الشهير، الدكتور محمد البرادعي. يحتار المرء في التعليق عليها، خصوصاً وأنها ليست بحاجة للتعليق. مشاهد متناقضة ومواقف محيرة، وشهادة لها أهميتها من صدورها عن البرادعي، فهل لديك تفسير، يا سعادة الدكتور، لبعض أو كل ما أشرنا إليه، فأين ليبراليتك، وأين منطقيتك؟ أليس لهذا الشعب حق عليك، وعلى غيرك، أن توضح له مواقفك وفعلك؟