07/01/2016
05/10/2014
سليمان خاطر «البطل».. مجرم في عيون مبارك
سليمان خاطر
في مثل هذا اليوم، أطلق الشهيد سليمان خاطر، النار علي مجموعة من الجنود الإسرائيليين، تخطوا الحدود المصرية، دون الاهتمام بطقات «خاطر» التحذيرية، مما دفعه لإطلاق النار ليسقط سبعة منهم، لتكون هذه الحادثة بداية نهايته.
مولده
في 1961، وفي قرية أكياد بمحافظة الشرقية، ولد (سليمان محمد عبدالحميد خاطر)، الذي نعرفه اختصارًا باسم (سليمان خاطر) وهو الأخير من 5 أبناء لأسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان.
وعاصر في طفولته قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في 8 إبريل سنة 1970 بطائرات الفانتوم الأمريكية الصنع، حيث استشهد 30 طفلًا، وكان عمر سليمان خاطر وقتها 9 سنوات.
دراسته
أكمل سليمان، دراسته الإبتدائية والإعدادية والثانوية، وحصل على شهادة الثانوية العامة، وانتسب بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، والتحق كغيره بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجندا في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي.
الحادثة الشهيرة
قتل 7 إسرائيليين في 5 أكتوبر 1985 ( مثل هذا اليوم) أثناء نوبة حراسته في رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء، حين فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيلين يحاولون تيسلق الهضبة، التي تقع عليها نقطة حراسته، فحاول منعهم وأخبرهم بالإنجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها قائلَا: «stop no passing» لهم إلا أنهم لم يكترثوا بندائه بل سخروا منه، وواصلوا سيرهم إلى جوار نقطة الحراسة فأطلق عليهم الرصاص.
وكانت المجموعة الإسرائيلية تضم 12 شخصًا، وسلم سليمان خاطر بعد الحادث نفسه.
محاكمته
صدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويله لمحاكمة عسكرية، وطعن حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح الرئاسي الأسبق، ومحاميه آنذاك، في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي.
وتم رفض الطعن، وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلًا من المحكمة العسكرية، واستخدم حسني مبارك سلطاته كحاكم عسكري، وأمر بمحاكمة سليمان خاطر عسكريا ً أمام دائرة يرأسها اللواء مصطفى دويدار، وصدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985م بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاما، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بالقاهرة لتنفيذ الحكم.
إقبال على الحياة
استقبل سليمان خاطر الحكم بصدر رحب واستعد للاستفادة من فترة السجن في استكمال دراسته بكلية الحقوق التي كان قد انتسب إليها خلال فترة تجنيده، فطلب من أسرته - التي قامت بزيارته عقب تنفيذ الحكم - كتب السنة الثالثة لكلية الحقوق، وكان يتطلع إلى ما هو أبعد من الحصول على درجة الليسانس، وكان يحدوه الأمل في استكمال الدراسات العليا حتى يحصل على درجة الدكتوراه .
وتقدم بطلب إلى إدارة السجن لعلاجه من مرض البلهارسيا، كما طلب اتخاذ إجراءات قانونية لتوكيل شقيقه لإدارة أرضه وأملاكه، في حالة استمراره كسجين عسكري أو في حالة إعادة محاكمته أمام القضاء المدني، أي أنه في كل الأحوال، استعد نفسيا لسنوات طويلة وراء الأسوار.
وبدا من حواره الذي أجراه معه الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، قبل أيام من قتله أنه في حالة نفسية وعقلية جيدة.. فهل يمكن لمن يستعد لحياة طويلة داخل السجن أن يقرر الانتحار فجأة بلا سبب وبلا مبرر !!
الإجابة يمكن أن نجدها خارج الأسوار عند الجانبين المصري والإسرائيلي.. في الجانب الإسرائيلي: لم يلق الحكم قبولاً من إسرائيل وجرت اتصالات بين الحكومتين الإسرائيلية والمصرية، حول الحكم وعدم مناسبة العقوبة للوقائع التي أسفرت عن مقتل سبعة إسرائيليين، وطلبت الحكومة الإسرائيلية إتخاذ أي إجراء رادع يمنع تكرار مثل هذا الحادث!!
وأبدى الجانب الإسرائيلي تخوفه من صدور حكم من محكمة القضاء الإداري المصرية يقضي ببطلان قرار إحالة سليمان خاطر للمحكمة العسكرية، وكان هذا سيؤدي بالتبعية لبطلان حكم المحكمة العسكرية، وإعادة محاكمة خاطر أمام محكمة مدنية، مما يعني استمرار تداول أخبار القضية وتداول اسم سليمان خاطر في فترات زمنية أطول بعد أن تحول إلى بطل شعبي عربي !!
مقتله
بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي، ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وفي7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة، ولم يتم التحقيق في الواقعة.
07/01/2013
بالصور.. في الذكرى 27 لوفاته.. سليمان خاطر مقاتل مصري دفع حياته ثمنا لكرامة وأمن بلده
سليمان خاطر
سليمان خاطر، واسمه بالكامل سليمان محمد عبد الحميد خاطر، ولد عام 1966م، في قرية أكياد البحرية، التابعة لمركز فاقوس، بالشرقية، لأسرة بسيطة متدينة، وكان أصغر أخوته الأربعة، ويرجع ذكر خاطر إلى حادثة شهيرة وقعت في الخامس من أكتوبر عام 1985م، أسفرت عن مصرع 7 إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين، وانتهت بإعلان "انتحار" خاطر في محبسه عقب الحكم عليه بالسجن المؤبد. ونتتبع خلال السطور التالية قصة الشاب سليمان خاطر الذي رحل عن 19 عاما.
تفتح وعي الطفل سليمان خاطر وإداركه وجزء عزيز من أرض مصر مع أجزاء أخرى من الأرض العربية خاضعة للاحتلال الإسرائيلي الذي وقع ولم يتعد عمر خاطر عاما واحدا، وفي العام 1970م، عاصر الطفل سليمان خاطر وهو ابن 9 سنين حادثة قصف إسرائيل الإجرامي لمدرسة بحر البقر الابتدائية في محافظته "الشرقية"، وهو القصف الذي أسفر عن استشهاد 30 طفلا في عمر خاطر نفسه.
أكمل خاطر دراسته الإبتدائية والإعدادية والثانوية، وحصل على شهادة الثانوية العامة، والتحق خاطر بالخدمة العسكرية الإلزامية، ليصبح مجندا في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي، وخلالها انتسب لكلية الحقوق بجامعة الزقازيق.
وخلال فترة خدمته العسكرية، وتحديدا في يوم 5 أكتوبر 1985م، وفي نقطة المراقبة رقم 46 على الحدود الشرقية لمصر، وتضمن مراقبة منطقة صخرية وعرة من الحدود، وفي نوبة حراسته، وكان عمره آنذاك 19عاما فقط، يروي خاطر ما حدث كما جاء في محضر تحقيقات النيابة العسكرية معه فيما بعد:" كنت علي نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعي السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال وتقريبا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عرى. فقلت لهم "توقفوا ممنوع المرور" بالإنجليزية. ماوقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي. دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها، وأضاف خاطر:" أمال أنتم قلتم ممنوع ليه..قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم".
وجاء في محضر التحقيق كذلك، أن المحقق سأل خاطر: "لماذا يا سليمان تصر علي تعمير سلاحك؟"، فأجاب خاطر: "لأن اللي يحب سلاحه يحب وطنه ودي حاجة معروفة واللي يهمل سلاحه يهمل وطنه"، ويعود المحقق ليسأل خاطر مجددا: "بماذا تبرر حفظ رقم سلاحك؟"، ويجيب خاطر: "لأني بحبه زى كلمة مصر تمام".
لم يستجب الإسرائيليون لنداء خاطر، فكان أن فتح عليهم نيران سلاحه ليقتل 7 منهم ويصيب اثنين آخرين، ثم يسلم نفسه لقيادة وحدته، ليتم تحويله لمحاكمة عسكرية بقرار جمهوري، رغم أنه مدني، وكان في أثناء خدمته تابعا للأمن المركزي التابع بدوره لوزارة الداخلية، وكان يقضي فترة تجنيده، وقد قام دفاع خاطر بالطعن في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام محكمة مدنية، وبالطبع تم رفض الطعن.
وقال التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أنه "مختل نوعا ما"، والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلي أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش فيفزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه".
وعلى الرغم من ذلك، أصدرت المحكمة العسكرية العليا في السويس والتي تشكلت من اللواء مصطفى دويدار "رئيساً"، واللواء محمد خورشيد والعميد محمود عبد العال، عضوين، والمقدم يحيى قاسم حسن ممثلاً للادعاء، في 22/12/1985م، حكمها بالقضية رقم 142 لعام 1985 جنايات عسكرية السويس، بالسجن المؤبد على سليمان خاطر مع الأشغال الشاقة.
وما أن سمع خاطر الحكم حتى صاح قائلا:"هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه"، ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلا: "روحوا واحرسوا سينا، سليمان مش عايز حراسة، سليمان مات".
ونقل عن سليمان قوله:"أنا لا أخشي الموت ولا أرهبه.. فهو قضاء الله وقدره، لكنني أخشي أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة علي زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم".
عقب صدور الحكم على خاطر تم ترحيله إلي السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه وتحديدا في 7 يناير 1986م، وفي داخل زنـزانته الإنفرادية في السجن الحربي، أعلن عن انتحار سليمان خاطر الذي لقب ببطل سيناء.
وقد أثار النبأ غضب الآلاف من المصريين والعرب، وخرجت مسيرات تطالب بالثأر والقصاص، وتؤكد أن خاطر تم اغتياله، ولم ينتحر، وقد جاء خبر "انتحار" في أسفل الصفحة الأولى لعدد الأهرام الصادر في 8 يناير 1986م، وجاء تقرير أعده "القسم العلمي" بالأهرام ناقش خلاله ما وصفه بـ"4 احتمالات لعملية الانتحار"، وذلك وفق آراء عدد من أطباء النفس.
وعلى الرغم من مرور 27 عاما على الحادثة يبقى المرجع لدى معظم المصريين أن سليمان تم اغتياله، ولم ينتحر، وأنه جسد ثورة المصري لكرامته، ويعود المصريون ليقارنوا من آن لآخر ما بين رد فعل إسرائيل على سقوط قتلاها، ورد "مصر" على سقوط شهدائها على الحدود منذ توقيع اتفاقية السلام وحتى اليوم.