رباعية صلاح جاهين بصوتة وغناء الحجار … لية ياحبيبتى !

"لم يكن صلاح جاهين صوتا بسيطا مفردا، وإنما كان مجمع أصوات، كان صوت مصر وصوت البشرية، صوت الجماعة فى الواقع وفى الحلم معا، صوت جماعة ناهضة حرة متقدمة سعيدة منتمية لحضارة العصر مشاركة فى صنعها. فصلاح جاهين ليس ثمرة تراث قومى مغلق وانما هو ثمرة التراث القومى والتراث الانسانى
استطاع جاهين ببساطته وتلقائيته التعبير عن كل ما يشغل البسطاء بأسلوب يسهل فهمهه واستيعابه، وهو ما جعله فارساً يحلق برسومه وكلماته ويطوف بها بين مختلف طبقات الشعب المصرى،
وبرغم الشهرة الواسعة التى حظى بها صلاح جاهين ورغم إجادته للحديث عن مختلف الموضوعات وكما يقول عنه المقربون منه" لم يُجِد الحديث عن نفسه؛ فأوكل المهمة لأشعاره لتعبر عن مكنونات نفسه"
والد صلاح جاهين:
حياته العملية
بدأ صلاح جاهين حياته العملية فى جريدة بنت النيل، ثم جريدة التحرير. وفى هذه الفترة أصدر أول دواوينه "كلمة سلام" فى عام 1955. وفى منتصف الخمسينيات بدأت شهرته كرسام كاريكاتير فى مجلة روز اليوسف، ثم فى مجلة صباح الخير التى شارك فى تأسيسها عام 1957، واشتهرت شخصياته الكاريكاتورية مثل قيس وليلى، قهوة النشاط، الفهامة، درش وغيرها من الشخصيات وعمل أيضا رساما للكاريكاتير في صحيفة الاهرام حيث كان كاريكاتير صلاح جاهين أقوى من أي مقال صحفى وظل بابا ثابتا حتى اليوم ولم يستطع أحد ملء هذا الفراغ حتى اليوم بنفس مستوى جاهين الذي يتميز بخفة الدم المصرية الخالصة والقدرة الفذة على النقد البناء وبخفة ظل لايختلف عليها اثنان
لقد كانت رسوم صلاح جاهين الكاريكاتورية مؤثرة للغاية، لدرجة أنها تسببت أكثر من مرة فى أزمات سياسية عديدة كان من أبرزها اختلافه مع الشيخ الغزالى بالكاريكاتور عند مناقشة مشروع الميثاق فى عام 1962، فاستباح طلاب الأزهر دمه وتظاهروا وتجمهروا. كما أجرى معه المدعى العام الاشتراكى تحقيقاً بسبب كاريكاتيراً انتقد فيه تقريراً حول نتيجة التحقيق فى شأن تلوث مياه القاهرة. كما كان صلاح جاهين على شفا دخول المعتقل، فقد وُضِع اسمه على رأس قائمة المعتقلين أكثر من مرة - نظراً لما يعرف عنه من ميول يسارية ونقداً للنظام - لولا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً لحذف اسمه خمس مرات من هذه القائمة. وخلال تلك الفترة لم تتوقف أعمال صلاح جاهين الشعرية، فأصدر ديوانه الأول "كلمة سلام" عام 1955، ثم ديوانه الثانى "موال عشان القنال" عام 1957 وفى نفس العام كتب "اليلة الكبيرة" أحد أروع إبداعاته والتى لحنها له سيد مكاوى أحد أقرب أصدقاؤه
ولقد مثلت الفترة الممتدة من 1959 حتى 1967 فترة النضج الشعرى عند صلاح جاهين والتى بلغت قمتها بصدور ديوانه "الرباعيات" عام 1963، ثم عام 1965 حين أصدر ديوانه "قصاقيص ورق"، وخلال تلك الفترة كتب صلاح جاهين أروع أعماله الوطنية التى تغنى بها العديد من المطربين ومنهم عبد الحليم حافظ مثل "صورة"، "بالأحضان"، "والله زمان يا سلاحى" الذى اتُخذ النشيد الوطنى المصرى إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وغيرها من الأعمال الوطنية التى بقت راسخة فى ذاكرة الشعب المصرى. وفى الفترة ذاتها كون صلاح جاهين جماعة "محبى ضوء القمر" عام 1961، كما قدم العديد من المسرحيات مثل "القاهرة فى ألف عام"، وكتب الأغانى والأشعار للعديد من المسرحيات مثل "إيزيس"، و"الحرافيش"، ولم يتوقف إنتاجه عند الأعمال المحلية، بل قام بالترجمة والإعداد مسرحياً لبعض المسرحيات الأجنبية مثل "الإنسان الطيب"، "دائرة الطباشير القوقازية". كما قدم الأغانى والأشعار للعديد من الأعمال الإذاعية مثل أغانى مسلسل "رصاصة فى القلب". وعرفاناً منها بأعماله المتميزة للأطفال - مثل مسرحيات "الفيل النونو الغلباوى"، "الشاطر حسن"، "صحصح لما ينجح"، والعديد من الأغانى والصور الغنائية للأطفال - اختارته وزارة الثقافة - عام 1962- ليكون مسئولاً عن كل ما يتصل بتوجيه الطفل وثقافته. وانضم صلاح جاهين فى مارس 1964 لأسرة جريدة الأهرام ليكمل مسيرته فيها. كما نال صلاح جاهين وسام الفنون فى عيد العلم عام 1965. وعن هذه الفترة يقول صلاح جاهين عندما سُئل عن اجمل فترات العمر: "هى الفترة ما بين عام 1963-1967 ... الفترة دى كانت الذروة فى حياتى".
علاقاته الفنية
ينظر البعض إلى جاهين على أنه متبنى علي الحجار، أحمد زكي و شريف منير. كما أرتبط بعلاقة قوية مع الفنانة سعاد حسني حيث دفعها إلى العمل مع أحمد زكي في مسلسل هو وهي
جاهين وموقفه السياسى
كان حركة الضباط الاحرار و ثورة 23 يوليو 1952 ، مصدر إلهام لجاهين حيث قام بتخليد جمال عبد الناصر فعليا بأعماله، حيث سطر عشرات الاغاني. لكن هزيمة 5 يونيو 1967م، خاصة بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح عشية النكسة، أدت إلى أصابته بكآبة. هذه النكسة كانت الملهم الفعلي لأهم أعماله الرباعيات و التي قدمت طروحات سياسية تحاول كشفت الخلل في مسيرة الضباط الاحرار، و التي يتعبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر
شاعر الثورة
بعض النقاد يطلقون على صلاح جاهين لقب "شاعر الثورة" لان كل ماكتبه كان يتحول الى أغنيات ثورية شعبية بصوت فنان الثورة عبد الحليم حافظ بألحان الموسيقار الفريد كمال الطويل ، وربما مع بعض التردد فى اطلاق لقب شاعر الثورة عليه ، فى ميل للإحتفاظ بلقب شاعر لمن يكتبون بالفصحى، الا أننى لاأجد أى محل للتردد فى وصف جاهين بشاعر الثورة المصرية، فهو وحده من استطاع ان يترجم مشاعر وأحلام وأفراح ملايين المصريين الى كلمات حية متوثبة مليئة بالدفء والزهو والنشوة. فبينما كتب عبد الصبور وحجازى بعض القصائد الفصحى المعبرة عن بعض جوانب تلك الفترة، فإننا لانجد فى قصائدهم تلك حرارة ولهفة وصدق المشاعر اللافحة التى نجدها فى كلمات جاهين، كما وكيفا، ولعل من المفارقة ان القصيدة الوحيدة الدافئة الحس المرهفة الصدق التى كتبها حجازى فى تلك المرحلة بأسرها هى قصيدته العميقة فى رثاء عبد الناصر "مرثية الزمن الجميل" بينما –على العكس- كان رحيل عبد الناصر هو نهاية مرحلة الشعر الثورى لدى جاهين.
فى أشعاره "الثورية" لم يكتب جاهين شعارات باردة جوفاء بل استطاع ان يغوص فى اعماق الانسان المصرى المتطلع الى عالم أفضل ليستخرج منه بكلمات عامية بسيطة وبليغة فى آن واحد، أجمل ما فيه من أغنيات ومزامير راح ينثر بها البهجة والفرح الحقيقى بالفجر البهى القادم على الأفق. لم تكن فى كلماته أية ظلال لافتعال سياسى او تعبوى، بل كانت مشاعر عفوية صادقة ترقص فى قلبه المتفائل المحب للحياة فتتحول عبر شاعريته الأصيلة الى أناشيد للفرح والحب واللهفة المتوثبة. ولأن هذه المشاعر كانت تعبيرا صادقا عن الوجدان المصرى الجارف فى تلك المرحلة، لم يكن صعبا على مبدع مرهف آخر مثل كمال الطويل أن يضع لها ألحانا نابعة من عمق الوجع المصرى الطويل وصاعدة فى نبرات متسرعة لاهثة فرحة متشوقة للغد الأجمل الذى وعدت به القلوب الفائرة الثائرة.
وبهذا الصدق والفرح والتفاؤل كتب جاهين –وغنى عبد الحليم- أناشيد إحنا الشعب وبالأحضان والمسئولية وياأهلا بالمعارك وصورة وناصر وغيرها. وكان من المدهش حقا إستقبال الجماهير لهذه الاناشيد وتجاوبها معها حفظا وغناء وكأنها أغنيات فى الحب والصبا والجمال وليس فى الثورة والحرية والكرامة بل والسياسة الاقتصادية (على راس بستان الاشتراكية/ واقفين بنهدس ع المية/ أمة أبطال/ علما وعمال / ومعانا جمال..)
وقد كان لجاهين شاعر الثورة المصرية وواضع مزاميرها الجماعية المحفزة أثر كبير فى حركة النهضة الفكرية التحررية المواكبة، فقد راح فى رسومه وكلماته وأناشيده وأشعاره يرسم ملامح المجتمع الحر القادم فى عيون شباب وصبايا يعانقون أحلام الحب الجميل والحرية الاجتماعية والتحرر الفكرى البادئ بالذات والممتد نحو الانسان فى كل مكان .
ولكن هنا يطرح السؤال...هل جاهين خان نفسه بالفعل؟
حينما أصيبت الثورة المصرية بجرح هزيمة 67 الغائر، ثم برحيل فارسها عبد الناصر عام 70، شاهد جاهين كل شئ ينهار من حوله، فأصاب شاعر الثورة احباط الانكسار ودخل فى صمت المطعون المكلوم
ولم يجد شاعر الثورة له مخرجا من نفق الاحباط وظلمة الاحساس بالغبن والضياع وربما لوم الذات وانكار الحلم بل ومعاداته سوى الدخول الى دوامة العمل السينمائى السهل فى حركة هى اقرب الى حركات مهرج السيرك الذى يضحك الآخرين بقلب نازف – فكتب لصديقة دربه سعاد حسنى اغنيات فيلمها "خلى بالك من زوزو" الذى حقق نجاحا جماهيريا ساحقا، بين جماهير متغيرة كانت قد تعبت من وطئة احلامها طوال عشرين عاما، وتعبت من الحروب والمعارك والاناشيد، وارادت ان تنسى وترقص وتلهو على انغام تقول لها ان "الدنيا ربيع، والجو بديع، قفلى على كل المواضيع" وهكذا نظر بعض المثقفين فى حزن الى شاعر الثورة وفارسها القديم وقد انكسرت قوادم احلامه (كما تنبأ صلاح عبد الصبور) وتحول مغنى الجماهيرالى مضحكها
وهو دور استنكروه عليه ولكنه لم يستنكره على نفسه فقد كان دائما منحازا الى الجماهير البسيطة يعبر عن أحلامها وآمالها وعن ضحكاتها وأوجاعها . ولم يجد غضاضة فى ان ينحاز اليها فى لهوها ومزاحها وهو المنحاز أبدا للفرحة والبهجة.
وقد أراد له –وتوقع منه- البعض ان ينخرط –وهو شاعر الثورة- فى حركة المعارضة الشعبية والطلابية لنظام السادات قبل حرب العبور كما فعل أحمد فؤاد نجم بأشعاره الجارفة التى لحنها وغناها الشيخ امام والتى دخلا السجون بسببها . ولكن جاهين لم يفعل ولم يكن له ان يسير فى درب غير دربه فعالمه الشعرى ليس عالم احتجاج ومعارضة ضد النظام فقد كان منسجما مع النظام الناصرى الذى كان منسجما مع أحلام الفقراء وآمال المثقفين معا، وجاهين المنحاز للفرح فى الحياة لم يجد فى نفسه طبيعة الصدام والمعارضة والهجوم على الآخرين. بما فى هذه من العنف العاطفى والخشونة الوجدانية الضرورية للتحمل والصمود . نعم هو شاعر الحلم الثورى لكنه ليس شاعر الغضب والتصدى والتعدى، ولذلك كانت لأناشيده الثورية دائما جانب الاعراس المحفوف بالأجراس والمزامير والرقصات الشعبية، فليدع التصدى والمقاومة والغضب الشعبى لغيره من الشعراء. فهل كان فى هذا خائنا لنفسه أم متسقا معها؟
ولعل أجمل مايعبر عن حالة جاهين تلك بعد أنهيار أحلام الثورة التى شارك فى صنعها هى رباعيته التى كتبها عندما أصابه انسداد فى شرايين القلب احتاج الى جراحة فى صيف 1981:
يامشرط الجراح أمانة عليك
وانت فى حشايا تبص من حواليك
فيه نقطة سودة فى قلبى بدأت تبان
شيلها كمان.. والفضل يرجع اليك.
لقد كانت النقطة السوداء قد احتلت قلبه الكبير وراحت تكبر فيه وتنهشه هى نفسها النقطة التى اصابت قلب مصر مع جرح 67 ومع رحيل ناصر وانهيار احلام الجيل الصاعد وتسليم السادات مفاتيح مصر للتيارات الدينية الظلامية التى أطفأت مصابيح مصر واحدا بعد الآخر وحاربت الفن والفكر والابداع والتحرر والمساواة والفرح والبهجة والانطلاق والغناء والرقص والمزامير ، فكانت هى الخاتمة السوداء لاحدى أجمل فترات النهضة المصرية فى تاريخها الحديث.
سيظل جاهين صوتا مميزا مزهوا فى الوجدان المصرى الى الأبد. فالشاعر الاصيل لايعرف موتا ولاصمتا. وهو الذى قال:
دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت
وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
وحاجات كتير بتموت فى ليل الشتا
لكن حاجات أكتر بترفض تموت.
النهاية
راجعين بقوة السلاح راجعين نحرر الحمى
راجعين كما رجع الصباح من بعد ليلة مظلمة
وقد توفى الشاعر العظيم صلاح جاهين 21 ابريل عام 1986 حين ابتلع جرعة زائدة من الحبوب المنومة والتي كان يتناولها للتخلص من مرض الاكتئاب ولكنه اسلم الروح وهو لم يتجاوز السادسة والخمسين من العمر ، مخلفا وراءه ثروة فنية هائلة تمثلت في مئات القصائد ورسوم الكاريكاتير وقد اتهمه كثيرون بالانتحار.
أعماله الفنية فى الرسم والأشعار (الرباعيات) والأغانى والمسرحيات والسينما والتلفزيون
ما قاله الأدباء والكتاب والفنانيين عن الضاحك الباكى الذى أعتبره الكثير فيلسوفا للبسطاء
الفنان/ سيد مكاوى
كان هرماً من الفن، وذلك لأن صلاح جاهين شخصية لا يمكن أن تتكرر فى الشعر، أو الرسم، أو الأغنية
الشاعر/ فاروق جويدة
لقد أحدث انقلاباً فى الأغنية المصرية فخلع عنها الكثير من أناقتها المزيفة، وجعل منها ثوباً واسعاً جميلاً يرتديه كل الناس، على اختلاف مواقعهم، وأفكارهم، ولون جلودهم.
لقد عاش صلاح جاهين للفن .. لمصر فى كل محنها، وانتصاراتها، وأمانيها، فكان صوتاً مصرياً، وطنياً، صانعاً، مليئاً بكل ما حمل نهر النيل من صدق وعطاء
الكاتب/ إحسان عبد القدوس
إن إحساسى بصلاح جاهين يوازى إحساسى بعبد الحلييم حافظ، فالإثنان اشتركا فى اندفاعهما نحو متطلبات فنهما على حساب الاستجابة للمتطلبات الصحية .. لقد ذهب عبد الحليم حافظ وذهب صلاح جاهين، ذهبا، وكأنهما ألقيا بنفسيهما بين براثن الفن، كأنهما قررا الانتحار، وكل منهما لم يكن مجرد شخص، ولكنه كان أكبر أمل فى مستقبل مصر الفنى، وقد فقدنا أملاً أصبحنا نعيشه كماضى، وهو ماضى لن يضيع ، ولن ننساه أبداً، لقد أخذنا كلنا لنعيش الماضى، لا المستقبل
الشاعر/ بهاء جاهين
كان معجوناً بطين البشرية، كان شديد الحب لكل من حوله، سريع التأثر، حينما يعشق .. يعشق حتى النخاع، وحينما يكره لا يمكن أن يعود لسابق عهده
الأديب/ ثروت أباظة
كان صلاح جاهين بالنسبة لى صفحة مفتوحة، لا خبث فيها ولا خداع، يقدم إليك خوالج نفسه فى سماحة ووضوح".
الفنان/ رحمى
صلاح جاهين ماسة فريدة متعددة الأوجه والأسطح .. من كان محظوظاً فينا اقترب منه فى أى وجه أو اثنين، لوقف مبهوراً معجبابها جداً ... فما بالك بالإلمام بكافة جوانبها
الفنانة اللبنانية/ نضال الأشقر
"صلاح جاهين كان رمزاً، فالشخصيات الفنية والسياسية الكبيرة التى أحبها من قلبى تعتبر بالنسبة لى رمزاً، ولذلك تبوأ صلاح جاهين مقعده فى مقدمة هذه الشخصيات".
المحاور/ مفيد فوزى
"جاهين هو - بمعايير العطاء - مصلح اجتماعى يطأ بريشته أو بقلمه مالم تجرؤ عليه ريشة أو قلم، كان جاهين يغمس ريشته فى مداد البصيرة، وينتقى بقلمه من بساتين الفطنة، أجمل الزهور ثم يهديها لنا حتى لو أدمت أصابعه الأشواك.
كان صلاح جاهين، اعتذاراً رقيقاً عن كآبة الحياة وجروحها. ولأننا مازلنا نقرأ ونسمع ونرى جاهين فى كل ما خطته أنامله أقول: ومازال الأرغول يشجينا
الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللي على ورقهم سـال
في قصـر الأمم المتــحدة مسـابقة لرسـوم الأطـفال
إيه رأيك في البقع الحمـرا يا ضمير العالم
يا عزيزي دي لطفـلة مصرية وسمرا كانت من أشـطر تلاميذي
دمها راسم زهرة راسم رايـة ثورة راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جبارة راسم نـار راسم عار
ع الصهيونية والاستعمار والدنيا اللي عليهم صابرة
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتـهى
لموا الكراريس ..
إيه رأى رجـال الفكر الحر
في الفكرادى المنقوشة بالدم
من طفل فقير مولود في المر
لكن كان حلو ضحوك الفـم
دم الطـفل الفـلاح
راسم شمس الصباح
راسم شـجرة تفاح
في جناين الإصلاح
راسم تمساح
بألف جناح
في دنيا مليانة بالأشبـاح
لكنـها قلـبها مرتــاح
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتـهى
لموا الكراريس …
إيه رأيك يا شعب يا عربي
إيه رأيك يا شعب الأحـرار
دم الأطـفال جايلك يحـبى
يقول انتـقموا من الأشـرار
ويسيل ع الأوراق
يتهجى الأسـماء
ويطـالب الآبـاء
بالثـأر للأبـناء
ويرسم سيف
يهد الزيـف
ويلمع لمعة شمـس الصيف
في دنيا فيها النور بقى طيف
وساكتة على فعل الأباليـس
الدرس انتهى لموا الكراريس
محمد أحمد
سارة علي
يوسف محمود
ليلى حسن
مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →