لميس الحديدى
يونيو 20, 2012
كيف كانت صدمة إعلام الفلول من فوز مرسي
بمجرد أن أوشك فرز صناديق الاقتراع على الانتهاء، وبدأ الإعلاميون يستقبلون أخبار الأرقام شبه النهائية على شاشات برامج التوك شو؛ حتى انتابت أصحاب برامج الفلول وقنوات النظام السابق أعراض الصدمة العصبية، ليتكرر فى الصبح عنوان واحد على المواقع الإخبارية "شاهد صدمة (فلان) من خبر تقدم مرسى"، وقد يصيغه موقع آخر "شاهد انفعال ... بعد خبر تقدم مرسى" أو "فلانة تنهار بعد تقدم مرسى فى مؤشرات الفرز".
هالة سرحان
فعلى شاشة برنامجها بقناة "روتانا" تلقت الإعلامية هالة سرحان على الهواء مباشرة من معدى البرنامج خبرا بنتائج الفرز الأولية يدل على تقدم الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة على منافسه الفريق أحمد شفيق، ومن تعبيرات وجه المعد استنتجت هالة أن الأمر مهم وخطير، وبعد أن نظرت إلى الورقة فى يدها حركت شفتيها يمنة ويسرة فى حركة شهيرة تدل على الامتعاض قبل أن تقرأ الخبر.
توفيق عكاشة
بدأ حلقته بغطرسته المعهودة وكل كلامه كان يقطر ثقة فى أن شفيق سيكتسح منافسه مرسى بلا رحمة، وحينما اشتدت عمليات الفرز فى كل اللجان وأصبحت المؤشرات النهائية تؤكد تفوق مرسى صرخ على الهواء مباشرة قائلا: والله العظيم ما هيكسب ده مستحيل والله على ضمانتى.. أنا عارف بقول لكم إيه"، وبعد قليل بدأت كل الفضائيات الإخبارية تؤكد تفوق مرسى فى الوقت الذى أعلن فيه عكاشة نتيجة وهمية مثيرة للسخرية حيث قال: "بصوا هو الفرق بينهم مش كبير أوى يعنى أحمد شفيق 50.4% ومرسى 50% فقط".
قالها عكاشة بوجه شاحب وصوت مخنوق وخاطب بعدها المذيعة حياة الدرديرى قائلا: "طلعينا يا مدام حياة نشرب شاى نبل ريقنا"!
لميس الحديدى
مذيعة برنامج "هنا العاصمة" على قناة سى بى سى فانتابتها حالة توتر شديدة كانت تزداد كلما ازداد اقتراب مرسى من الفوز، ولا يخفى على أحد انفعالها على أحد مندوبى الدكتور مرسى الذى قال لها على الهواء مباشرة: إنها تذيع أرقاما مغلوطة وكاذبة عن مؤشرات الفرز، فانفعلت عليه قائلة: "والنبى خلى الإخوان يهدوا علينا شوية"، وبدت على ملامح المذيعة شديدة الصلة بنظام مبارك كل علامات الضيق حينما كانت تتلقى على الهواء مباشرة اتصالات مراسلى برنامجها فتفاجأ بفوز مرسى وتقدمه مع كل دقيقة تمر.
عمرو أديب
لم يختلف موقف زوجها الإعلامى عمرو أديب كثيرا عن موقفها، وتداول النشطاء على يوتيوب مقطع فيديو شهيرا له يقول فيه "بالصلاة على النبى محدش يقولى مرسى هيعدل البلد ويظبط كل حاجة، أنا عايزه يقولى هيعمل إيه فى الإعلام والدستور والبلد هيبقى شكلها إيه فى عهده، وبعدين إزاى يطلع يقول إنه رئيس لكل المصريين وهو تبع الحرية والعدالة"!!.
الغريب أنه بعد إعلان حملة مرسى للنتيجة شبه النهائية بفوز مرشح الثورة، انتابت قناة (on tv) المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس حالة من الغضب، وسيطر على استوديو الهواء توتر واضح، إلى أن أعلنت القناة النتائج النهائية (وفقا لمصادرها) بفوز شفيق بنسبة 50.4%، مقابل 49.6% لمرسى!
الأسواني ..باختصار
كل هذه الأمور عبر عنها الدكتور علاء الأسوانى ببلاغة حينما قال: "نظام مبارك المذهول من فوز مرسى يحاول التشويش على النتيجة".
تعلق د. نجوى كامل –أستاذة الصحافة بجامعة القاهرة– قائلة: "للأسف وقعت القنوات الخاصة فى فخ الفرز المعلن بالصناديق؛ فبدلا من أن يتم الإعلان عن نتائج كل محافظة على حدة يتم إعلان النتيجة من داخل صندوق صندوق حتى لو كان فى اللجنة 3 أصوات فقط، وهو ما أحدث بلبلة قوية بين الإعلاميين وتلقاها المشاهد فى المقابل، وهذا الخطأ وقعت فيه حتى القناة الأولى المصرية التى يفترض أنها وسيلة إعلامية تتحدث بلسان الدولة، ورغم أن النتيجة يمكن أن تنقلب فى لحظة من محافظة لأخرى فقد عكس تعامل هذا الإعلام مع نتائج الانتخابات حالة الفوضى الإعلامية التى تعانى منها القنوات الفضائية".
حملة شرسة
وتفسر د. نيرمين عبد السلام -مدرس الصحافة بإعلام القاهرة- التناول المضلل لنتائج انتخابات الرئاسة على بعض القنوات وشاشات بعض البرامج بقولها: لا يمكن أن نفصل هذا التناول عن الحملة الإعلامية الشرسة التى قادتها هذه القنوات وبرامجها طوال الفترة الماضية التى سبقت الانتخابات واستهدفت فيها جماعة الإخوان المسلمين ومرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى بالتشويه والإشاعات المغرضة.
وتوضح الدكتورة نيرمين أن هذه الحملات استمرت فى صورة التركيز على نتيجة مرشح واحد فقط على حساب المرشح الآخر فى تضليل واضح للمشاهد، وحين بدأت النتائج الحقيقية تنكشف عبر قنوات أخرى التزمت الحياد والمهنية سعى أصحاب البرامج المضللة إلى استنطاق القائمين على حملة المرشح الفريق أحمد شفيق للوصول إلى أية معلومة تؤيد ما أذاعوه، لذا كان من الطبيعى أن يقابلوا النتيجة الحقيقية بالرفض وعدم الاقتناع والتصديق، فتظهر الدهشة على أحدهم أو يخرج الآخر عن هدوئه.
وهو الأمر نفسه الذى ظهر فى محاولة بعض البرامج تجاهل الإعلان الدستورى المكمل الذى صدر قبل يومين من النتيجة يلغى معظم صلاحيات الرئيس القادم، وهو ما يعنى إهمالها لمدى تأثير الأمر على الرئيس المنتخب الذى لم يأت على هواهم.
واستمر مسلسل صناعة الكذب كما تسميه د. نرمين فى ترويجها لما أشاعته حملة الفريق أحمد شفيق فى مؤتمرها من تزوير للصناديق وخطأ الأرقام المعلنة، وهو ما يؤثر بالسلب فى المشاهد ويصيبه بالتشويش والبلبلة، وأدى إلى سقوط أقنعة كثيرة من على وجوه أصحابها.