مجلس الوزراء.. خمسة أيام من القتل
فى شارع جانبى أمام مبنى مجلس الوزراء، متفرع من شارع القصر العينى بدأ عدد لا يتجاوز المائة فرد اعتصاما، عقب انتهاء أحداث محمد محمود وإقالة حكومة عصام شرف، واعتراضا على تعيين كمال الجنزورى، رئيسا للوزراء.
شرارة الأحداث
كان عبودى إبراهيم عبودى طالب الثانوى هو شرارة الأحداث، فعقب إلقاء القبض عليه مساء الخميس 15 ديسمبر 2012، من قبل الشرطة العسكرية انهالوا عليه بالضرب داخل مقر المجلس، ما أفقده الوعي، ثم ألقوه خارج المبنى.
وفى الثالثة فجرا بدأت مناوشات بإشارات منافية للآداب باليد من قبل جنود تابعين للقوات المسلحة، استفزت المعتصمين فهتفوا ضدهم، لتتحول هذه الهتافات والإشارات إلى اشتباكات بالحجارة، وإحراق خيام المعتصمين.
معركة الحجارة
صباح الجمعة 16 ديسمبر 2011، اعتلى بعض جنود القوات المسلحة مبنى مجلس الشورى، وألقوا الحجارة وقطع الرخام على المعتصمين.
وفى الحادية عشرة صباحا بدأ هجوم قوات الجيش على المعتصمين، بسحل الفتيات وضربهن.
ألقى القبض على عدد كبير من المعتصمين من بينهم فتيات وأطفال، وتراجع المعتصمون إلى أول شارع القصر العينى بعد تقدم قوات الجيش وإطلاق الرصاص الحي، سقط على إثرهذا الهجوم 10 قتلى.
حرق المجمع
شهد صباح السبت 17 ديسمبر هجمة أخرى من قبل قوات الجيش على المعتصمين فى ميدان عبد المنعم رياض، وكوبرى قصر النيل، وسط اعتقالات مستمرة، تراجع عقبها الجيش إلى ما قبل المجمع العلمي، ظهر عقبها عساكر مرة أخرى على سطح المجمع العلمى يقذفون بالطوب والحجارة، واستمرت المناوشات لمدة 3 ساعات.
اشتعلت النيران عقب هذه المناوشات تحديدا فى الطابق الثانى من المجمع، ولم تصل عربات الإطفاء، حتى بدأت هجمة أخرى سقط فيها عدد من المتظاهرين وصل إلى سبعة قتلى عقب استخدام الرصاص الحى من قبل قوات الجيش.
استمرت عمليات الكر والفر، ليعود الجيش مرة أخرى إلى نفس النقطة قبل المجمع العلمى الذى احترق بالكامل، واستمر إلقاء الطوب والملوتوف.
هجمات ليلية
كان مساء السبت بداية الهجمات الليلة من قبل قوات الجيش عقب منتصف الليل وسط بقاء عدد صغير من المتظاهرين، لتهدأ الأمور مرة أخرى مع قدوم الفجر.
حواجز أسمنتية
فى صباح الأحد 18 ديسمبر أقيم أول حاجز أسمنتى فى الأحداث لإغلاق شارع القصر العيني، وظلت الأوضاع هادئة حتى مساء الأحد، ليبدأ جنود الشرطة العسكرية بإلقاء الحجارة من خلف الساتر الأسمنتى ومن أعلى مبنى هيئة الطرق والكبارى المجاور للمجمع العلمى واستمر التراشق بالحجارة حتى منتصف الليل.
ومع قلة أعداد المتظاهرين بدأت الهجمة الليلة مرة أخرى من شارع عمر مكرم، ألقى القبض على عدد من الأطباء والمصابين، وبحسب جمعية أطباء التحرير فإن المسعف أحمد رجب قد أصيب بطلق نارى نافذ من البطن إلى الظهر، ونقل فى حالة خطرة إلى مستشفى الهلال برمسيس.
عقب اقتحام مسجد عمر مكرم، استمرت عمليات الكر والفر، لتصل ميدان طلعت حرب، أغلق عقبها شارع الشيخ ريحان بحاجز أسمنتى آخر، لتظهر قوات الأمن المركزى بجانب الشرطة العسكرية، ويسقط شهيد واحد.
ارتفاع عدد القتلى
فى مساء الاثنين 19 ديسمبر بدأ التراشق بالحجارة من خلف الجدار الأسمنتى فى شارع الشيخ ريحان، ورش المياه على المتظاهرين من خلف المجمع العلمي، حتى منتصف الليل، لتعود معها الهجمة الليلية، لكنها هذا اليوم كانت من أكثر من جانب ليسقط على إثرها أربعة شهداء.
إسقاط الحاجز
أما فى مساء يوم الثلاثاء 20 ديسمبر حاول المتظاهرون هدم الحاجز الأسمنتى بشارع ريحان ليتبقى صف واحد من الحجارة، لتعاود الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وفى الثانية عقب منتصف الليل لم يزد عدد المتظاهرين عن خمسمائة متظاهر، تم إطفاء أنوار الميدان بالكامل، وبدأ الهجوم من قبل الشرطة العسكرية والأمن المركزي، ليصل الكر والفر إلى ميدان طلعت حرب والشوارع الجانبية، التى تمركزت فيها عربات تابعة للشرطة، والتى قبضت على المتظاهرين، وسط مساعدات من مدنيين، وسقط فى هذا اليوم اثنان قتلى.
خط الدم
فى صباح الأربعاء أحاط المتظاهرون خط الدماء الذى يصل بين القصر العينى وميدان التحرير وعمر مكرم بالحجارة، ويشهد الميدان مليونية هذا اليوم 21 ديسمبر، وتمر ليلة الأربعاء هادئة وسط توقف العنف والهجمات فجأة.