ياسمين محفوظ
نوفمبر 05, 2018
إظهار الرسائل ذات التسميات ياسمين محفوظ. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات ياسمين محفوظ. إظهار كافة الرسائل
05/11/2018
20/01/2018
ياسمين محفوظ
يناير 20, 2018
ياسمين محفوظ .. سامى عنان ,,,, احبوووووووش
احبوووووش
03/11/2016
04/10/2012
ياسمين محفوظ
أكتوبر 04, 2012
ياسمين محفوظ تكتب : العجل أبيس
منذ أن قتل قمبيز العجل أبيس فقدت الشخصية المصرية ثقتها بنفسها.. فأبيس هو روح الإله بتاح على الأرض، إله الصناعة والفنون والابتكار، وفقاً للمعتقدات الفرعونية القديمة.. حيث كان يتميز بصفات خاصة فهو عبارة عن عجل صغير ولا تحمل أمه غيره ويقال إنه كان ينزل برق من السماء فتحمل به، ويمتلك أبيس بعض العلامات المميزة فشعره أسود وعلى ظهره نسر وتحت لسانه صورة عجل وعلى جبهته بقعة مثلثة وشعر ذيله كثيف.. العجل أبيس كان له مكانة كبيرة فى نفوس المصريين القدماء حيث ارتبط ظهوره بنمو النضج الفكرى والإبداعى لديهم والتقدم فى مجالات شتى، بالاضافة إلى رمزيته بالخصوبة والنماء.. وعندما ظهر العجل أبيس مجدداً فى عهد الاحتلال الفارسى فرح المصريون فرحاً شديداً وأقاموا الاحتفالات، وهنا ظن قمبيز الفارسى الحاكم الديكتاتور أنهم يحتفلون شماتة فيه لفشله الذريع فى حملاته الثلاث التى كانت موجهة إلى قرطاجة ونبتة وسيوة، فقرر أن يقتل العجل أبيس وصوب سهمه نحوه ليشق بطنه، لكن استقر السهم فى فخذه ثم مات وغضب المصريون غضباً شديداً، حيث كان أول عجل يقتل فى تاريخهم، ومن المثير للسخرية أنه عندما كان قمبيز يمتطى جواده أصابه نصل سيفه فى فخذه ومات بنفس طريقة موت أبيس.. ومنذ مقتل أبيس أصبح المصريون أسرى للإحباط والتشاؤم لدرجة جعلتهم يستسلمون للاحتلال الفارسى، وعندما فكروا فى التخلص من الفرس قرروا الاستعانة بالإغريق بقيادة الإسكندر الأكبر، ولما أرادوا التخلص من الحكم الرومانى رحبوا بالفتح الإسلامى، وظلت حياة المصريين هكذا كلما أرادوا التخلص من احتلال استبدلوا به آخر، حتى إنهم لما تخلصوا من الاحتلال الفرنسى كان فى إمكانهم اختيار مصرى يحكمهم ولكنهم اختاروا محمد على الألبانى، رغم أنه كان هناك وقتها من يستطيع حكم مصر من المصريين، وهذا يؤكد فقدانهم الثقة فى أنفسهم، وظلت مصر تحت حكم الغرباء، وفى نفس الوقت كانوا يبحثون عن روح أبيس جديد، حتى ظهر الرئيس جمال عبدالناصر كأول حاكم مصرى الأبوين يحكم مصر، فالتف حوله عامة الشعب، وبرغم أن لحكمه سلبيات وإيجابيات إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أنه كان مصدر إلهام للمصريين؛ حيث أحدث نهضة صناعية وتعليمية وتقدماً فى مجالات عدة، وأيقظ الشخصية المصرية من غفوتها ودب روح الأمل والتفاؤل وحب العمل فى نفوس المصريين، ثم مات عبدالناصر وسط حزن وبكاء المصريين وأقاموا له جنازة شعبية مهيبة لم يشهد التاريخ مثلها.. ومنذ ذلك الحين لا يزال المصريون يبحثون عن روح أبيس آخر وأكاد أجزم أنه لم يظهر حتى الآن.
نشر فى الوطن
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-