ثورة الشعب المصري العضيمة بدأت وانتهت سريعاً، كانت الاحداث تتلاحق سريعاً وما أن وصلت الثورة المصرية يومها الثامن عشر حتى تنحى الرئيس مبارك وتغير كل شيء تقريباً ، فبعد الثورة المصرية تغير الاعلام الرسمي وتغيرت المواقف بشكل جذري وتغيرت الروح المعنوية لدى الشعب المصري وتغيرت النظرة المستقبلية وأصبح التفاؤل والأمل يسيطر على العقول .
كان كل يوم في الثورة المصرية يقدم انجازاً وتغييراً وتقدماً
لقد مرت الثورة المصرية المباركة بثلاثة مراحل ومنعطفات هامة نستعرضها في هذا التسلسل المدعوم بالصور
المرحلة الأولى = المواجهة والصدام
الثورة المصرية :اليوم الأول = 25 يناير
خرجت الجموع الغفيرة من مريدي التغيير والحالمين بغدٍ أفضل والطامحين بلحاق ركب الثوارت وتغيير النظام الذي شد يده عليهم طيلة اعوامٍ كثيرة ، خرجوا في مدينة القاهرة والاسنكدرية والدقهلية والعريش وبورسعيد وفي سيناء والبحيرة ، وتجمع الكثير في ميدان التحرير ورددوا هتافات التغيير والحرية والكرامة
لقد سمح لهم الأمن بقليل من التجمهر ضاناً منه أنهم يملكون قليلاً من الحماس وسيفرغ بعد فترة بسيطة ، لكن الجموع الغفيرة اذهلت الأمن ودفعتهم واستطاعت ان تسيطر على ميدان التحرير ودخلت شارع القصر العيني وعدد من الشوارع فحدثت مواجهات واستخدم الأمن القنابل المسيلة للدموع والبوق الصوتي المزعج وخراطيم المياة وسجل الأبطال استبسالهم وجديتهم في الأمر وإصرارهم على الصمود
الثورة المصرية :اليوم الثاني = 26 يناير
لقد ضنوها مضاهرات وشاء الإله أن تكون ثورة مصرية بكل ما تعنية الكلمة ، فاعتقدوا أن الموضوع انتهى في هذا اليوم ، فشددوا الحماية وكثفوا الأمن وأصروا على ردع واعتقال من لازال يحلم بالتغيير
لكن العزيمة كانت كبيرة والاصرار كان شديداً والاستبسال كان عميقاً ، فوقعت صدامات عنيفة في هذا اليوم وحدثت اعتقالات كثيرة وكان الأمن والأمن الخاص يستهدف تفريق الجموع ليستفرد بالأفراد بالضرب والاعتقال ، فكانت أعداد المعتقلين في هذا اليوم أكثر من 500 فرد
الثورة المصرية :اليوم الثالث = 27 يناير
أما هذا اليوم - يوم الخميس - فقد كان الأمن مستأسد ومصمم أن يقتل هذا الحراك وأن لا يبقي له أثراً ، فخفت المظاهرات في القاهرة واتفقوا على الخروج مجددا يوم الجمعة لتكون جمعة الغضب ، لكنها اشتعلت في مدينة السويس فكانت المواجهات حامية الوطيس هنالك وقتل من قتل
الثورة المصرية :اليوم الرابع = جمعة الغضب 28 يناير
لقد كان اليوم الذي سقط فيه النظام فعلياً ، وكان يوم إشراق الثورة المصرية ، وسجلت فيه أعظم الملاحم واقوى المواجهات بالصدور العارية والأيدي الخالية من أي سلاح ، انقطع الانترنت والاتصالات اللاسلكية ، لكن الملايين خرجت بعد صلاة الجمعة وصلاة العصر من كل حدب ومن كل شارع وفي كل زقاق واكتضت الشوارع وامتلأت الميادين وأصبح عناصر الأمن بينهم كالأسماك الصغيرة التي يحيط بها الموج من كل جانب
لقد انذهل الأمن - انذهل الناس - انذهل العالم ، وفي آخر اليوم ، كان الجيش قد نزل ، والأمن قد سحب ، وبدأت الخطة البديلة قيد التنفيذ
المرحلة الثانية = التشويه والضغط الشعبي
بعد أن فشلت طريقة الصد والقمع ، بدأ النظام في اسلوب تشويه هذه المظاهرات بواسطة احراقه لمقرات الشرطة وكذا مقر الحزب الوطني وتعمد استمرار الحريق فيه وفي المبنى المجاور لعدة أيام ليمر الناس من امامه صباح مساء ، وكذلك ترهيب الناس في بيوتهم ليضلوا في منازلهم ولا يخرجوا للتظاهر ، كما عمدت وسائل الاعلام الرسمية إلى تشويه التظاهرات والثوار وتلفيق الأكاذيب عليهم وتشويه صورتهم
الثورة المصرية :اليوم الخامس = 29 يناير
بعد أن قدم الرئيس السابق وعود اصلاحيه وانذر الناس ان البديل سيكون الفوضى والعواقب وخيمة ، سيطر الجيش على الميادين والمناطق الحيوية وبدأ ميدان التحرير عصره الذهبي وأخذ المعتصمون راحتهم فيه ، لكن بعض المواجهات استمرت بالقرب من وزارة الداخلية وقتل هنالك البعض وجرح الكثير ، اما في الليل فقد انتشرت البلطجية المدعومة من النظام السابق لترعب الناس وتخيفهم لكي يشتاق الناس إلى الشرطة مرة اخرى ويضغطوا على الثوار لكي تتوقف حركتهم لكي يعود الأمر كما كان عليه في السابق
الثورة المصرية : اليوم السادس = 30 يناير
الهدوء النسبي عم مدينة القاهرة وبعض المحافظات ، أما ميدان التحرير فقد صار بيتاً للثوار وطالبي الحرية والكرامة ، لكن الكثير من الناس رابطت في منازلها وفي شوارعها بعد ليلة السبت التي لن ينساها المصرييون أبداً
الثورة المصرية :اليوم السابع = 31 يناير
وعلى عكس ما كان يضن النظام ، ان الوضع سيهدأ والناس ستبقى في بيوتها وسينتهي الأمر ، فقد دعى الشباب إلى مسيرة مليونية كبرى في ميدان التحرير يوم غد لتعرض للعالم أن غالبية الشعب يريد اسقاط النظام
الثورة المصرية :اليوم الثامن = 1 فبراير
كانت اول مسيرة مليونية ، وشاهدها العالم عبر وسائل الاعلام وانبهروا بها ، وكانت بمثابة صفعة قوية في وجه النظام ، لذلك ، القى الرئيس السابق خطاباً في اخر ذلك اليوم استثار فيه عواطف الشعب المصري كي تصبح المواجهة بين الشعب نفسه بعد أن كانت بين الشعب والأمن
الثورة المصرية :اليوم التاسع= 2 فبراير
بعد خطاب الرئيس السابق الذي اثار عاطفة جزء من الشعب ، خرجت مظاهرات مؤيدة له في المهندسين ومصر الجديدة ، واستمرت الاعتصامات في ميدان التحرير ، ودفع الكثير من البلطجية صوب ميدان التحرير لترعب الناس وتخرجهم ثم يدخل مؤيدي الرئيس فتنقلب الصورة حينها ويصبح ميدان التحرير مؤيداً للرئيس وتنتهي المسألة ،، وقد كانت خطة ماكرة لولا أن دافع الثوار عن ميدانهم وكشفت القنوات الفضائية ذاك الاعتداء الغاشم
الثورة المصرية :اليوم العاشر= 3 فبراير
استمرت المواجهات طيلة الليل حتى ظهر هذا اليوم ، وكانت مجموعات البلاطجة تتناوب وتأتي دفعات جديدة كل فترة وأخرى ، وشاهد العالم هذه المناظر وكذا الشعب المصري الذي استنكر هذا الفعل ، واصبح من كان يؤيد النظام بالأمس رافضاً له باليوم بعد هذه المشاهد ، ثم بعد الظهر اوقف الجيش هذه المواجهات وعمل على عزل الجهتين وجميع مداخل ميدان التحرير
الثورة المصرية :اليوم الهادي عشر= 4 فبراير
جمعة الرحيل التي صلى بها جموع من الشعب المصري في ميدان التحرير ، في هذه الجمعة حاول الكثير من خطباء المساجد التحذير من الانضمام لميدان التحرير ، لكن الجموع الكثيرة في الميدان فاقت التوقعات ، وفي نهاية هذا اليوم ، ادرك النظام أن الشعب ماضٍ لتحقيق ما يريد ، وبدأ في مرحلة جديدة وهي لعبة عض الأصابع
المرحلة الثالثة= لعبة عض الأصابع
قرر النظام أن يصبر وأن تمشي الحياة بشكل طبيعي حتى يمل المتظاهرين ويقل عددهم تدريجياً فيرضوا بما تم من اصلاحات
الثورة المصرية :اليوم الثاني عشر= 5 فبراير
أبرز الأحداث هو انفجار انبوب الغاز الواصل بين مصر واسرائيل والأردن في سيناء ، أما في القاهرة فإن الوضع على ماهو عليه وكل طرف مصر على ما هو عليه ، والحياة تعود تدريجياً
الثورة المصرية :اليوم الثالث عشر= 6 فبراير
سمي هذا الاسبوع ( اسبوع الصمود ) واعلن الثوار عن اقامة مظاهرات مليونية في الأحد والثلاثاء والخميس ، وميدان التحرير يصبح متنفس الحرية وجاذباً لكل أطياف الشعب ويجذب الميدان اعدادا جديدة وأفواجاً عديدة ، وقد تم اقامة قداس الأحد في ميدان التحرير
الثورة المصرية :اليوم الرابع عشر= 7 فبراير
بعض الاحتجاجات العمالية في بعض المناطق ، واستمرار انضمام نخب المجتمع لصفوف الثورة وتغير ملحوظ في خطاب وسائل الاعلام الرسمية
الثورة المصرية :اليوم الخامس عشر= 8 فبراير
مسيرة مليونية جديدة ، والافراج عن معتقلين منهم الناشط وائل غنيم الموظف في شركة قووقل مصر ، والحياة داخل ميدان التحرير تصبح أكثر احترافاً واستمرار انضمام الناس والنخب والهيئات لصف الثوار ولميدان التحرير
الثورة المصرية :اليوم السادس عشر= 9 فبراير
مزيد من الانضمام والمتظاهرين يملأون الميدان في يوم خارج أيام الصمود المليونية ، والتظاهرات تنتقل إلى عدة مناطق جوار ميدان التحرير وامام مجلس الشعب
الثورة المصرية :اليوم السابع عشر= 10 فبراير
يوم الخميس شهد تظاهرات كثيرة في عدة اماكن وشلل في حركة المرور في القاهرة وتصعيد كبير ، وانتشرت شائعات أن الرئيس قد غادر او انه سيتنحى والكثير من الشائعات ،، لكن الرئيس السابق ظهر ليؤكد بقاؤه وأنه سيولي مهامه إلى النائب عمر سليمان ، عقب الخطاب غضب شعبي وبدأ بعض المتظاهرين بالتحرك إلى القصر الرئاسي في تلك الليلة
الثورة المصرية :اليوم الثامن عشر= 11 فبراير
الرئيس السابق يغادر قصره قبل صلاة الجمعة دون علم احد ، وبعد الصلاة تتجه الجموع في كل الشوارع وميدان التحرير يمتلئ حتى آخره وجموع تتجه إلى القصر الرئاسي ، ثم في المغرب يعلن النائب السابق عمر سليمان عن تنحي مبارك والفرحة تغمر الشارع المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى