شبح بعد جوع بقلم جلال عامر ٦/ ٤/ ٢٠١١ |
أحمدك يا رب وأعفّر وجهى فى التراب سجوداً تحت سمائك، فقد مشيت كثيراً فى الظلام ولم يقابلنى جن أو عفريت أو شبح أو زكريا عزمى، فهذه الأجسام بيننا وبينها ساتر نسمع عنها ولا نراها، فهى مخلوقة من نار يا حبيبى نار، إذا حدّثتها تسمعك وإذا لمستها تلسعك وهى أجسام مخفية مثل الحسنة المخفية التى لا تظهر إلا عند بيع وحدات القطاع العام، والسيد «زكريا عزمى» ليس جناً أو عفريتاً لكنه «شبح» ويقال «شبح بعد جوع» والفرق بين الشبح والعفريت أن العفريت يطلع مكان «المقتول» والشبح يطلع مكان «المخلوع»، وكلاهما وراء حجاب يعفيه من الحساب.. لذلك تجده أحياناً مثل طائر «الهدهد» صديق الفلاح وأصحاب الأراضى وتجده أحياناً مثل طائر «النورس» صديق البحار وأصحاب العبَّارات.. وينتقل كالعصفور بين القصور.. رجل متعدد الأنظمة فقد يمر بجوارك ويقول «صباح الخير يا عرب»، وقد يحضر زفافك وينقّط الرقاصة.. يساند أُمّ المتظاهر ويساعد أُمّ المطاهر، ويؤيد ويعارض، ويشاركك الإفطار ثم يوصل خصمك إلى المطار.. وبسبب كراماته يسميه البسطاء «سيدى أبورُكب»، يعملون له المولد ويغنون له فى الليلة الكبيرة أغنية «أم كلثوم»: (زى القمر وقت ظهوره يحسبوا المواعيد.. زى القمر يبعت نوره من بعيد لبعيد).. وليس صحيحاً أن الفقراء لا يدخلون الجنة والأشباح لا يدخلون السجن، لكن الصحيح أن القانون «يُطبق» ويوضع فى الجيب، لذلك فإن الشبح هو أكثر شخص يتمتع بالحرية التى وفرتها الثورة، فلا تحاكموا الشبح لكن حاكموا محافظ جنوب سيناء بتهمة إيواء متهم.. وحضرتك عارف إنّ كان عندنا فى العمارة تاجر مخدرات وكانت الشرطة للأمانة تحضر كل يوم الفجر تسلم عليه وتشرب عنده الشاى ثم تتركه وتقبض على السكان بتهمة إيواء مجرم، وكان المجرم يتوجه فى الصباح ويضمنهم فى القسم وفى رحلة العودة ينصحهم باحترام القانون حتى لو كان القانون غير محترم.. فهناك قانون للبشر وإنذار على يد مُحْضر وقانون للأشباح.. شيخ محضر يا شيخ محضر اللى عليه عفريت يحضر. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى