رأيت وجوه نجاة وسيد وهناء تقفز من بين سطور الرسالة 69 للمجلس العسكرى على صفحته على فيس بوك.. وكأن الذى صاغ هذه الرسالة المتسرعة الغاضبة كان يشاهد تلك الحلقة البائسة على قناة المحور فى بواكير ثورة 25 يناير.
لقد كنت أتمنى أن يتروى كاتب الرسالة قليلا، ليستطلع الأمر قبل أن يسارع إلى اتهام فصيل أساسى من فصائل الثورة المصرية ــ التى يصر المجلس الأعلى على أنه شريك فيها ــ بتنفيذ مخطط مشبوه للوقيعة بين الجيش والشعب.
كنت أتمنى أن يأتى بيان المجلس الأعلى على فيس بوك متناغما مع الخطاب الهادئ لرئيسه المشير طنطاوى فى كلمته بمناسبة الاحتفال بثورة يوليو، عندما أشاد بشباب ثورة 25 يناير واعتبر أنهم «نبت طيب من أرض مصر انطلقوا وفق مبادئ سامية ونبيلة لصنع مستقبل أفضل للوطن».
ولا يستطيع أحد سواء كان المجلس العسكرى أو جلساؤه ــ الطيبون والأشرار على السواء ــ أن ينكر أن شباب 6 أبريل كانوا فى طليعة ذلك «النبت الطيب» الذى فجر ثورة 25 يناير وبذل الكثير من التضحيات لكى تنجح فى الإطاحة بمبارك ورموز نظامه.. ومن ثم فإن الطعن والتشكيك فى وطنية فصيل يعنى الطعن فى كل الفصائل المشاركة فى هذه الثورة، ولذا لم يكن غريبا أن يتلخص رد فعل قوى وائتلافات الثورة على بيان المجلس العسكرى فى عبارة «كلنا 6 أبريل».
إن سطور الرسالة بدت وأنها آتية من قاموس ما قبل 11 فبراير، حيث عادت بنا إلى أجواء التخوين السياسى للمخالفين، والطعن فى وطنية المعارضين، ومن المهم هنا أن نذكر أن المجلس العسكرى نفسه كان قد دعا شباب 6 أبريل للالتقاء به والحوار معه ضمن من دعا إلى الحوارات المتعددة، فكيف تدعو (المجلس العسكرى) من تشكك فى وطنيتهم وتتهمهم بتبنى مخططات مشبوهة للتحاور معهم؟
لقد كنت فى ميدان التحرير بعد منتصف ليل أمس، مع مجموعة من الشباب المعتصمين والمضربين عن الطعام، وكان من بينهم بعض شباب 6 أبريل، وفوجئوا كما فوجئت بمن يقول إن آلاف الأشخاص محاصرون بالمدرعات فى ميدان العباسية الآن، حيث خرجوا فى مسيرة متجهة إلى مقر المجلس العسكرى.
ولو كانت هذه المسيرة قد تحركت من ميدان التحرير لعرف الموجودون فى الميدان بها، فضلا عن الأعداد التى وجدت بالعباسية كانت أكثر من الباقين فى التحرير فى تلك اللحظة، فمن أين جاء هؤلاء، وكيف قطعوا المسافة بين الميدانين دون أن يشعر بهم أو يوقفهم أحد؟
وأخشى أن أقول إن هذا المشهد «المصنوع» يأتى امتدادا لمحاولات تشويه الثوار والميدان بالطريقة ذاتها التى «اصطنعوا» فيها من يهدد بإغلاق قناة السويس وقطع الطرق، بحيث تصبح الثورة خطرا على الاقتصاد والاستقرار وعجلة الإنتاج.. إلى آخر هذا القاموس المضحك.
لقد أخطأوا عندما اخترعوا ميدان روكسى واجتهدوا فى تنشيطه وتسمينه ليسكتوا به ميدان التحرير الممتد من شمال البلاد إلى جنوبها.
غير أنهم نسوا أن المسافة بين «روكسى» و«التحرير» هى المسافة ذاتها بين توفيق عكاشة وأحمد عكاشة.
24/07/2011
وائل قنديل :الفرق بين توفيق عكاشة وأحمد عكاشة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى