فاجأ الكاتب الصحفى الكبير إبراهيم عيسى الجميع بالكشف عن تفاصيل خارطة الطريق التي وضعها الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء للخروج من الأزمة الحالية .
وأوضح عيسى في برنامجه "في الميدان" على قناة "التحرير" يوم الأحد الموافق 10 يوليو أن شرف توصل إلى خارطة الطريق بعد سلسلة من الاجتماعات الطويلة والمكثفة والمتواصلة مع حوالى 20 من شباب الثورة من مختلف الاتجاهات السياسية .
وتابع أن خارطة الطريق توزعت على أربع خطوات هامة هي : أولا ، تطهير وزارة الداخلية بحلول يوم الجمعة الموافق 15 يوليو عبر إحالة واقالة 1400 ضابط شرطة، من بينهم لواءات وعمداء ومن بينهم أيضا المتورطين في قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير ، ثانيا ، إعلان تعديل وزاري يوم 17 يوليو والتعديل المقترح يشمل ثلث الوزارة الحالية وليس من بينه الداخلية أو الخارجية ،
ثالثا : الإعلان في 30 يوليو عن تطهير الإعلام الحكومي سواء الصحف أو الإذاعة والتليفزيون واختيار قيادات لا تنتمي إلى النظام السابق ، رابعا ، الإعلان في 31 يوليو عن حركة محافظين جديدة تبدأ العمل مع بداية شهر رمضان المقبل.
وبالنظر إلى أن البيان الذي ألقاه شرف في 9 يوليو كان قوبل بانتقادات من قبل المعتصمين في ميدان التحرير منذ جمعة " الثورة أولا " أو "إنقاذ الثورة " في 8 يوليو ، فإن الكشف عن خارطة الطريق بدا وكأنه جاء في توقيت مناسب جدا لضمان عدم تفاقم الوضع ، خاصة وأنه تضمن تواريخ محددة لتحقيق بعض أهداف الثورة .
ويبدو أن تصريحات مستشار رئيس الوزراء للشئون الخارجية السفير محمد حجازي تدعم أيضا التفاؤل في هذا الصدد بل وتؤكد أيضا صحة ما ذهب إليه إبراهيم عيسى ، فهو شدد على أن الدكتور عصام شرف أجرى مشاورات جادة للإعلان عن تعديل وزاري خلال أيام ، مشيراً إلى أنه يتم التعاون في هذا الشأن مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
وجدد حجازي في مداخلة تليفونية مع برنامج "الحياة اليوم" الذي أذيع مساء الأحد الموافق 10 يوليو تأكيداته بأن الدكتور عصام شرف لا يزال فى موقعه وأنه لم يتقدم باستقالته ، مضيفا أن مجلس الوزراء يدرس إمكانية علانية المحاكمات وأنه يتواصل مع كافة القوى السياسية لعودة الاستقرار للشارع المصرى وفض الاعتصام بميدان التحرير.
وبجانب ما سبق ، فإن ما يدعم التفاؤل أكثر وأكثر ، أن عصام شرف تجاوب سريعا مع انتقادات المعتصمين في ميدان التحرير للبيان الذي أصدره في 9 يوليو وأعلن فيه استبعاد الضباط المتهمين بقتل الثوار من الخدمة واستبعاد جميع الذين يحاكمون أمام القضاء المصري وثبت تورطهم في وقائع الاعتداء على المتظاهرين وقمعهم أثناء الثورة.
وكان المعتصمون انتقدوا البيان السابق بشدة لعدم تطرقه لمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه وأركان نظامه واعتبروا الخطوات التي تضمنها البيان ثانوية ولا تمس المطالب الثورية وأن هدفها تفريغ الغضب الشعبي ، حسب قولهم.
وسرعان ما التقى شرف عددا من شباب الثورة المعتصمين منذ ثلاثة أيام في ميدان التحرير وتعهد بالاستجابة لكل المطالب التي قدموها .
ولم يقتصر الأمر على ما سبق ، فقد نشر مكتب النائب العام أيضا في 10 يوليو بيانا بالإجراءات التي اتخذها في قضايا الاعتداء على المتظاهرين بما في ذلك تواريخ نظرها أمام المحاكم في محاولة لتهدئة المعتصمين ، كما قررت محكمة استئناف القاهرة تخصيص دوائر قضائية تكون مهمتها فقط النظر في قضايا قتل المتظاهرين ومحاكمة الفاسدين بما يكفل سرعة المحاكمات.
.
وبصفة عامة ، فإن حكومة شرف تسابق الزمن لنزع فتيل الاحتجاجات المتواصلة في ميدان التحرير منذ جمعة "الثورة أولا" وفي السويس منذ 5 يوليو اعتراضا على الإفراج بكفالة عن سبعة ضباط يواجهون تهم القتل والقتل العمد للثوار.
وكان عشرات المعتصمين صعدوا في 10 يوليو احتجاجاتهم بإغلاق مكاتب حكومية في القاهرة وقطع الطريق الرئيسي بالسويس.
ففي ميدان التحرير ، أغلق عدد من المعتصمين مجمع المصالح الموجود في الطرف الجنوبي من الميدان والذي يضم مئات المكاتب الحكومية.
ورفع المشاركون في الاعتصام المفتوح لافتتين على باب المجمع المغلق كتب على إحداها "إعلان ثوري: المجمع مغلق عصيان مدني"، وعلى الأخرى "عفوا ممنوع الدخول، مغلق للتطهير".
وقالت صفحات للنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت إن موظفين يعملون في المجمع انضموا إلى المعتصمين .
وفي مدينة السويس، توجه مئات من المعتصمين في ميدان الأربعين إلى طريق السويس السخنة وهو طريق سريع وقطعوه بوضع أنابيب للصرف الصحي، مما أدى إلى قطع الطريق المؤدية إلى ميناء السخنة ومنطقة صناعية قريبة ومحافظة البحر الأحمر المجاورة.
كما كتبت مجموعة "ثورة الغضب الثانية" على صفحتها على موقع فيسبوك "قررنا منح مديري شئون البلاد فرصة حتى 10 يوليو للإعلان عن محاكمات علنية حقيقية وعاجلة لرموز النظام البائد والاستجابة لمطالب الثورة دفعة واحدة وألا سيتم اتخاذ إجراءات تصعيدية على رأسها الانضمام لأهلنا في السويس والدعوة للدخول في عصيان مدني".
وفي سياق متصل، أعلن منسق حركة شباب 6 إبريل بالإسكندرية إسلام الحضري دخوله إضرابا مفتوحا عن الطعام بميدان القائد إبراهيم ، في حين هدد عدد من النشطاء في القاهرة والإسكندرية بالدخول في إضراب مماثل ما لم تتم الاستجابة لباقي مطالب الثورة.
وفيما عزا محللون التطورات السابقة إلى بطء محاكمات رموز النظام السابق وعدم حدوث تغيير واضح في الحياة اليومية للفقراء والعاطلين عن العمل ، فإن خارطة الطريق التي وضعها عصام شرف وكشف عنها إبراهيم عيسى بدت وكأنها طوق النجاة لامتصاص غضب المعتصمين ومنع انزلاق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى