الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين أجميعن، وبعد:
تحية وفاء وتقدير لشهداء ثورة مصر، وأسرهم وذويهم.
تحية إجلال وإكبار للمصابين من أبناء ثورة مصر.
تحية إعزاز وافتخار لشباب الثورة المصرية في كافة ميادين مصر وشوارعها، ويعلم الله أنني لولا ما ألم بي من مرض لكنت بينهم أقف في الصفوف ملتحما مع أبناء هذا الشعب الأبي الكريم.
تحية مفعمة بالحب لشعب مصر الأبي الذي وقف خلف ثورته، وصابر على تحمل تبعاتها، أملا في حاضر مضيء، ومستقبل مشرق.
تحية وتقدير للقوات المسلحة المصرية على دورها في حماية الثورة، مهيبين بمجلسها الأعلى العمل على تحقيق مطالب الثورة.
في ظل ما تمر به حياتنا السياسية في مصرنا الحبيبة من تقلبات وتطورات أوجه هذه الرسائل، إلى أبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي من أبناء مصر، الذين قدموا الكثير وحق لهم أن يجنوا ثمرة ما غرسوا، وأرى من الواجب علي: أن أضم صوتي إليكم، مطالبا بما يلي:
- مطالبة المجلس العسكري بتحقيق الأهداف الأساسية للثورة، وفق جدول زمني واضح، وألا يحيد عنها تحت أية ضغوط خارجية إقليمية كانت أو عالمية، وأن يظل منحازا للثورة، وحاميا وراعيا لها، وألا يصبح خصما لها، أو لأحد أطرافها.
- صرف مستحقات أسر الشهداء بصورة فورية وكريمة تليق بالشهداء، داعيا الله أن يتقبلهم، وأن يخلفهم في أهليهم وذراريهم بخير ما يخلف به عباده الصالحين، كما أوكد على ضرورة الإسراع في محاكمة المتهمين بالقتل، وملاحقة المفسدين.
- توفير علاج كامل على نفقة الدولة لكل مصابي وجرحى الثورة، وأن تخصص لهم مستشفيات على مستوى الجمهورية تقوم بتقديم الرعاية الصحية الكاملة بما يليق بجرحى ثورة علمت الدنيا كلها. ودعاؤنا إلى الله أن يمن عليهم بالشفاء العاجل، والعافية في دينهم ودنياهم.
- أطالب قوى الثورة كافة بأن يكونوا يدا واحدة، وصفا واحدا، كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وألا يسمعوا للوساوس والهواجس التي تحاول أن تفرق بينهم { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }(الأنفال: 46).
- أطالب الحكومة بالنزول عند إرادة الشعب، والانحياز إليه، وأن تكون معبرا عنه بطموحه وآماله، لتحقيق أهداف الثورة، التي نادت بالحرية والمساواة، والكرامة، والعدالة الاجتماعية، والعمل على تحقيق الأمن والأمان بشكل فوري للمجتمع، وأثمن ما اتخذته من إجراءات خلال هذا الأسبوع.
- أطالب الشعب المصري العظيم بكل أطيافه أن يؤدي كل واحد منهم دوره المنوط به، سدا للثغرة التي يقف عليها، وأن يكون عامل بناء ورقي وتقدم حضاري لمصر الحضارة والتقدم.
- أطالب شباب الثورة أن يحافظوا على روح ميدان التحرير وأخلاقه، التي وقف العالم كله مبهورا بها، متعلما منها، وألا يسمحوا بتشويهها، أو إثارة الغبش عليها.
- البعد عن التخوين أو التكفير أو الإقصاء لأي فصيل وطني، فالدين والوطن ليسا حكرا على فصيل دون غيره.
- استقلال الإرادة المصرية عن أية ضغوط أو إملاءات خارجية.
- أطالب كل القوى السياسية بكافة أطيافها وتوجهاتها أن يستحضروا أمامهم دوما المصلحة الوطنية، قبل أي مصالح فردية، أو حزبية، أو فئوية، وأن تظل هذه المصلحة حاضرة في أذهانهم.
أؤكد على دور الأزهر وعلمائه وكافة علماء الأمة بالوقوف مع الثورات العربية، في سوريا، وليبيا، واليمن، وأن يشدوا أزرهم في حركتهم، والتأكيد على منهج الوسطية والاعتدال.
ولا يفوتني أن أهنيء الأمة الإسلامية بشهر رمضان المبارك الذي تطل علينا تباشيره، وهو ربيع الحياة الإسلامية، فعلينا أن نحسن فيه الصيام والقيام وفعل الخيرات، والتقرب إلى الله وتحقيق الأخوة الحقيقية، فيما بين أبناء الوطن الواحد، والأمة جمعاء. فلا مجال للفرقة والاختلاف والتفرق والتشرذم فأهدافنا واحدة، وبناؤنا واحد، لا نريد أن نشمت بنا عدوا، أو نسوء صديقا، وأن نقف كلنا صفا واحدا في سبيل الوطن، كالبنيان المرصوص يشد بعضنا بعضا.
حفظ الله مصرنا الغالية، ووقاها من كل سوء وغدر، وحفظ معها أمتنا الكبرى، من المحيط إلى المحيط. { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (التوبة: 105)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى