آخر المواضيع

آخر الأخبار

10‏/07‏/2011

وائل قنديل : تعددت المنصات والتحرير واحد

121

ساورنى بعض القلق عندما وجدت خطبتين للجمعة عبر منصتين مختلفتين فى ميدان التحرير أمس، وتمنيت لو أن الخطيب واحد والكلام واحد والدعاء واحد، غير ان القلق تبدد مع توحيد الإمام فى الصلاة، وما زأرت به الجموع فور انتهاء الصلاة بشعار «إيد واحدة».


وكان رائعا أن الهدف بدا واحدا فى مليونية الأمس على الرغم من تعدد المنصات وتفاوت الشعارات واللافتات، ومع أن بعضها استبد به الشطط أحيانا، إلا أن المشهد فى مجمله كان جميلا وفاتنا، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه هى المليونية الأولى بعد أسابيع عدة لم تتوحد فيها الجماهير تأثرا بفتنة الدستور أم الانتخابات أولا.


والحقيقة أن الانقسام أريد له أن يكون حاضرا مع الإصرار على فتنة التعديلات الدستورية التى شطرت جماهير الثورة نصفين، ولذا تصبح مليونية الأمس واحدة من اللحظات الفارقة فى مسيرة ثورة المصريين، إذ استعاد الميدان كثيرا من ألق وبهاء بواكير الثورة، وتراصت الصفوف والتحمت الإرادات وتعانقت الأحلام مجددا فى محاولة استنقاد ثورة استبدت بها رياح التباطؤ والتواطؤ والتلعثم وانعدام الرؤية واختفاء القدرة على المبادأة والمبادرة.


إن الجماهير التى ثارت من أجل التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، منحت ثقتها للمجلس العسكرى ولحكومة عصام شرف وتحملت حالة الانفلات الأمنى المتعمدة، وأودعت طموحاتها وأحلامها لدى من يديرون البلد ويحكمونها على مدار خمسة أشهر، وحين تبين أن الأداء لم يكن على قدر الأحلام والتطلعات، وأن المردود لم يكن بمستوى الثمن المدفوع فى إنجاح هذه الثورة (نحو ألف شهيد وآلاف الجرحى والمصابين) كان لابد أن تنعقد الجمعية العمومية للشعب المصرى لكى تضع الذين منحتهم ثقتها أمام مسئولياتهم، بعد أن كشفت الأيام والشهور أن أكثر الرابحين من حالة التواطؤ والارتباك هم فلول القوى المضادة للثورة الذين استفادوا من حالة الرخاوة والاسترخاء فى تنظيم صفوفهم و«تستيف أوراقهم» حتى بدت الثورة برمتها مهددة بأخطار جسام.


ومن ثم كان من الطبيعى أن يعتصم الشعب بميدانه ووحدته واصطفافه مرة أخرى ضد عبث المحاكمات ومهرجان البراءات لمن فسدوا وأفسدوا على مدار سنوات، والأهم من كل ذلك حالة الاستخفاف القاتلة بقضية الشهداء والمصابين ما جعل قطاعات كثيرة من الجماهير تستشعر نوعا من الاستهانة بمشاعرها والاستفزاز لكل عناصر القلق والخوف بداخلها.


ولعل ما جرى بالأمس يكون فرصة لإعادة ضبط المصطلحات وتعريف الأشياء بمعانيها الحقيقية، وإعادة الاعتبار لكلمة «ثورة» بما تشتمل عليه من معانى التطهير والتغيير الكامل، بما يستجيب لمطالب الملايين التى خرجت فى يناير وفبراير حاملة أرواحها على أكفها من أجل الحلم الجمعى بمصر جديدة ونظيفة وعادلة.
وعلى الجميع أن يعى من الآن فصاعدا أن الشعب المصرى هو الجهة السيادية الأولى فى هذا البلد، مع كل الاحترام لكل «السياديين» الآخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى