آلاف الأميال تفصل بين لندن وسانتياجو، إلا أن المشهد لم يختلف كثيرا، حيث انتشرت السيارات المحترقة ونهبت المتاجر بعد اندلاع أعمال الشغب والعنف فى شوارع العاصمة التشيلية، وغيرها من المدن، إثر خروج عشرات الآلاف من الطلاب مجددا فى احتجاجات، لمطالبة الحكومة بزيادة الإنفاق على التعليم، وتوفير فرص «حرة ومتساوية» للتعليم العام. كما حدث فى التظاهرات السابقة، رقص وغنى المتظاهرون «التلامذة» الذين انضم إليها كثيرون من فئات الشعب المختلفة، لكن مجموعات من الملثمين انشقت عن الصفوف، وحاولت اقتحام حواجز الشرطة التى تسد الطريق إلى القصر الرئاسى.
الملثمون أحرقوا السيارات والحواجز التى أقامتها الشرطة، ونهبوا المتاجر ورشقوا الشرطة المدعومة بالمدرعات بالأثاث والحجارة، والطلاء، وهاجم بعضهم المبانى السكنية، وحطموا نوافذها الزجاجية، مما اضطر شرطة مكافحة الشغب إلى استخدام الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريقهم، لكن محاولاتها فشلت حتى الآن.
وزير الداخلية، رودريجو هينزبيتر، علق قائلا «إن العنف يظهر أن زعماء الطلاب لا يستطيعون السيطرة على المتظاهرين، الذين قدر عددهم بين 70 و80 ألفا فى سانتياجو وحدها»، فيما أعلن نائبه رودريجو أوبيلا أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 273 متظاهرا، وجرح 23 من ضباط الشرطة.
كاميلا فاليخوس، رئيس اتحاد طلاب جامعة تشيلى، قالت إن 150 ألف طالب ساروا فى الشوارع الجانبية للعاصمة، لأن الحكومة رفضت منحهم الإذن لتنظيم مسيرات فى الشوارع الرئيسية، مشيرة إلى أن تلك الحشود الضخمة «تؤكد من جديد مستوى التأييد والدعم الشعبى الذى يلقاه الطلاب فى مواجهة حكومة غير قادرة على التنازل».
خايمى جاجاردو، رئيس اتحاد المعلمين، كرر دعوة الطلاب إلى إجراء استفتاء وطنى على مطالبهم، مشيرا كذلك إلى أنه رغم أن تشيلى أكبر نسبة دخل بأمريكا الجنوبية، فإن هناك تفاوتا ملحوظا فى الأجور.
القيادات الطلابية نشرت كلمة على الشبكات الاجتماعية، تدعو مؤيديها إلى الانخراط فى أسلوب الاحتجاج بالطرق على الأوانى المعروف باسم «كاسيرولازو»، وهو الأسلوب الذى تكرر لإسقاط الحكم الديكتاتورى للجنرال أوجستو بينوشيه (1973-1990)، وهو ما يشبه حفلات «الزار» فى مصر. الرئيس التشيلى، سباستيان بينيرا، يبدو غائبا عن الوعى والواقع، فرغم كل هذا الزخم السياسى، فإنه خرج أمس الخميس، لا ليعلن حلا للأزمة، وإنما ليقترح قانونا للزواج المدنى يسمح بزواج الشواذ، وهو ما قد يثير الغضب أكثر داخل الشعب الذى يوصف بـ«المحافظ» دينيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى