آخر المواضيع

آخر الأخبار

05‏/08‏/2011

ملف احمد عز: البداية كيف كانت

167
لا أحد في مصر إلا ويجهر بالدعاء على أحمد عز.. في الواقع هذا ليس كلامنا ولكنه خلاصة ما تطالعنا به أحوال سوق الحديد في مصر والتي تكتوي بها جميع الفئات ـ محدودة الرزق بالأساس ـ لأنها تشعل أسعار أهم شيء في مصر وهي أزمة الإسكان ، حتى أن صحيفة الجمهورية ـ غير المعارضة بالمرة ـ لم تستطع تمالك أعصابها التعبيرية وقالت في عددها المنشور بتاريخ 1 / 1 / 2008 في صدر صفحتها الأولى أن "الحديد فاق الحدود" بعد أن تجاوزت أسعاره حاجز الـ 4000 جنيه وهي الزيادة الرابعة في غضون عام واحد .
وفي خلال عدة سنوات بات احمد عز يتحكم في سوق البناء ويحدد أسعار الأراضي والعقارات وفق رغباته في الثراء التي لا يحدها شيء ، وأصبح عز ظاهرة مثيرة للجدل، يقول عنها الكاتب الصحفي مصطفى بكري ـ رئيس تحرير جريدة الأسبوع القاهرية ـ : "كان أحمد عز يستعد علي طريقته منذ زمن طويل والآن جاء الحلم ليتحقق.. لا نعرف كيف جاء؟ وكيف صعد؟ فجأة وجدناه أمامنا، يحكم ويتحكم، يستولي بطريقة فيها كثير من علامات الاستفهام علي أخطر قطاعات البناء وهو الحديد ويزحف للاستيلاء علي قطاعات أخري عديدة ناهيك عن الحزب والبرلمان .

البداية كيف كانت
أحمد عز الذي ولد في يناير 1959 ودخل جامعة القاهرة وحصل على بكالوريوس هندسة واشتهر بأنه كان شاب رومانسية يحب الموسيقى الغربية ويحترف العزف على الدرامز (طبلة متطورة شوية) بدأ حياته عازفا ضمن فرقة موسيقية بأحد فنادق القاهرة الشهيرة عام 1987 كما روي رجل الأعمال رامي لكح في دراسة أعدها "معهد كارنيجي" الأمريكي عن المقربون من جمال مبارك وإذا كان أحمد عز قد حاول كثيرا أن يقنع الرأي العام بأنه سليل عائلة غنية منحته ورثا كبيرا استطاع أن يكبر به ويطوره فإن المتداول عنه – طبقا لرواية النائب طلعت السادات – انه كان من أسرة مستورة وضعها المالي كان طبيعيا وكانت تمتلك ورشا للحدادة تطورت لتصبح محلا لبيع الحديد وتلك التجارة لم تكن لتصبح بداية تحقق له ثروة تقدر الآن بحوالي 40 مليار جنيه وربما كان أحمد عز قد عانى نفسيا كثيرا حينما وجه له طلعت السادات في المجلس العام الماضي كلاما بمعنى أنه ينتمي لأسرة متواضعة مما دفع عز للرد عليه بأن جدوده معرفون بنفوذهم وثروتهم وهو الرد الذي عبر عن أزمة نفسية لدى أحمد عز أكثر مما عبر عن الحقيقة التي تقول إن عز كان فعلا ينتمي لأسرة لم يعرف عنها امتلاك ثورة هائلة كما لم يعرف عنها وجود أشخاص أصحاب نفوذ سوى سيد زكي وكيل مجلس الشعب السابق ورئيس اتحاد التعاونيات في فترة الثمانينيات والذي قيل إنه يرتبط بصلة قرابة مع أحمد عز.

في بداية التسعينات بدأ أحمد عز نشاطه الاقتصادي حينما تقدم للمهندس حسب الله الكفراوي وزير التعمير الأسبق بطلب الحصول على قطعة أرض في مدينة السادات لإقامة مصنع لدرفلة الحديد ولم تكن قيمته تتجاوز 200 ألف جنيه وحتى عام 1995 لم يكن هناك على الساحة شخص يدعي أحمد عز – مع بداية هذا العام بدأت استثمارات عز مع مشروع سيراميك الجوهرة وبدأت صور أحمد عز تظهر للمرة الأولى على صفحات جريدة الأهرام المتخصصة في الاقتصاد والإنتاج ونحن نعرف سمعة تلك الصفحات التي يدفع لها رجال الأعمال من أجل البحث عن مزيد من النجومية التي تفيد في السوق وتساعد كثيرا في أنظمة التحايل ... هكذا كانت بداية الظهور ظهور برشوة.
أصبح ظهور عن طبيعيا بعد المساحات الكبيرة التي نشرت في هذه الصفحات لتتحدث عن استثماراته، وكان عز وقتها يبحث عن مظلة تحميه وجدها في شخص نجل الرئيس، حتى شهد مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 1996 والظهور الأول للثنائي الذي لن يفترق بعد ذلك وشاهد الناس كلها أحمد عز وهو يجلس باسما بجوار جمال مبارك .. وهو يبحث عن عيون الكاميرات التي ترضي غروره وتمنحه صورة الانطلاق بجوار ابن الرئيس الدفع الفوري له أهمية كبرى في حياة أحمد عز ومثلما دفع للصفحات المتخصصة بالأهرام،

دفع أيضا لجمال مبارك ولكن بطريق غير مباشر، فقد أدرك عن أن صورته التي ظهر فيها بجوار نجل الرئيس ثمنها غال فبادر بالحفاظ على علاقته بجمال وكان أول المساهمين في جمعية جيل المستقبل التي بدأ بها جمال مبارك رحلة صعوده وكان هذا عام 1998 ، من 1998 حتى 2000 كان أحمد عز يجني ثمار توطيد علاقته مع جمال مبارك فقد شهدت تلك الفترة نموا هائلا في استثمارات رجل لا يعرفه أحد، بدأ يحتكر صناعة السيراميك مع أبو العينين وزاد نشاط مصنع الحديد وأنشأ شركة للتجارة الخارجية وامتلك مثله مثل مجموعة من رجال الأعمال المقربين من السلطة مساحات من الأراضي في السويس وتوشكى وأصبح وكيلا لاتحاد الصناعات ولكن اللعبة الكبرى كانت عام 1999 حيث استغل عز أزمة السيولة التي تعرضت لها شركة الإسكندرية الوطنية للحديد والصلب الدخيلة بسبب سياسات الإغراق التي سمحت بها الحكومة للحديد القادم من أوكرانيا ودول الكتلة الشرقية فتقدم بعرض للمساهمة في رأس المال،

وبالفعل تم نقل 500ر543 سهم من اتحاد العاملين المساهمين بشركة الدخيلة لصالح شركة عز لصناعة حديد التسليح وبعد شهر واحد تم إصدار ثلاثة ملايين سهم لصالح العز بقيمة 456 مليون جنيه وبعد ذلك وفي شهر ديسمبر من فنس السنة أصبح عز رئيسا لمجلس إدارة الدخيلة ومحتكر لإنتاج البيليت الخاص بحديد التسليح وهذا التعيين جاء مريبا لأنه تم على أساس أن عز يمتلك 27% من أسهم الدخيلة رغم أنه لم يقم بسداد ثمن الأسهم التي اشتراها.

عز ثمار ما دفعه كمساهمة في جمعية جمال مبارك في سنتين فقط على المستوى المادي بعدها بدأ ي جني الثمار على المستوى السياسي فبدون أي مقدمات وجد أحمد عز نفسه في فبراير 2002 عضوا في الأمانة العامة للحزب الوطني ضمن الهوجة الأولى لدخول رجال الأعمال مجال العمل السياسي على يد السيد جمال مبارك، وكان دخول عز متوازيا مع جمال مبارك وهو التوازي الذي سيستمر كثيرا غير أن أحمد عز سبق جمال مبارك ورشح نفسه في انتخابات 2000 وتم تفصيل دائرة منوف على مقاسه على اعتبار أن مصانعه موجودة بمدينة السادات وأصوات العمال وحدها كفيلة بنجاحه وهو ما كان وفجأة أصبح أحمد عز وبدون أي مقدمات كذلك رئيسا للجنة التخطيط والموازنة في مجلس الشعب وفي الوقت نفسه أصبح أحمد عز زميلا لجمال مبارك ضمن لجنة الإصلاح التي تشكلت في الحزب الوطني بعد الأداء الضعيف للحزب في الانتخابات وفي سبتمبر 2002 كان المؤتمر العام للحزب وكان أحمد عز على موعد مع لعبته القديمة التي تفتح أمامه الأبواب المغلقة إنها لعبة الدفع الفوري أنفق عز بسخاء على المؤتمر وكالعادة حصد ما دفعه وأصبح عضوا في أمانة السياسات ولم يكن مجرد عضو عادي بل كان من المسيطرين والمحركين الأساسيين كما قال الدكتور أسامة الغزالي حرب بعد خروجه من الحزب وأصبح واضحا للكل أن عز قد أصبح رجل جمال مبارك الذي أسند له وبدون مقدمات أيضا رئاسة لجنة الحفاظ على الأراضي الزراعية وفي عام 2003 كان هناك تدشين رسمي لتلك العلاقة حينما كان أحمد عز رفيقا لجمال مبارك أثناء سفره إلى الولايات المتحدة.

وكان عز يأبى أن تمر عليه السنة دون أن يحصل على قوة ونفوذ أكبر، جاء عام 2004 ليحصل على منصب أمين العضوية وهو المنصب الخطير داخل الحزب الوطني ولكي تعرف مدى أهميته يكفي أن تعرف أنه كان منصب كمال الشاذلي في وقت ما وبالتزامن بدأت فائدة الغطاء السياسي الذي اشتراه عز بفلوسه تظهر تعامل مجلس الشعب مع استجواب النائب أبو العز الحريري ضد أحمد عز بالمزيد من البيروقراطية حتى تم تعطيله .

وفي عام 2005 عاد أحمد عز للعبته القديمة الدفع الفوري وقام بتمويل حملة الرئيس الانتخابية وكالعادة لم يخرج من المولد بلا حمص بل حصل على أهم منصب في الحزب وهو أمين التنظيم وللصدفة كان أيضا منصب كمال الشاذلي، لأن عز لا يحصل على مكاسبه بالقطعة فقد حصل بالتزامن على مكاسب طائلة نتيجة احتكاره الحديد وارتفاع سعر الطن والمضاربة في البورصة تحت غطاء حماية سياسية سمح له بالتلاعب الذي جعله يربح 1200 مليون جنيه فيما لا يقل عن ثلاث ثواني بعدما هبط سعر حديد الدخيلة بدون مبرر وبدون سبب من 1300 جنيه إلى 1030 وهي اللحظة التي اشترى فيها عز حوالي 4 ملايين سهم.

هذه الحياة التي بدأها أحمد عز في أوائل التسعينات وانتهى بها وهو يحمل ثروة تقدر بحوالي 40 مليار جنيه دون أن تقوم الدولة بمساءلته من أين لك هذا؟ بل وقامت بحمايته من استجوابات نواب الشعب ووفرت له الغطاء القانوني والسياسي في الكثير من الأحيان من أجل تحقيق تلك المكاسب التي لا سند لها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى