الشعور الذى انتاب المصريين، أمس، هو نفس شعور برامج المقالب والكاميرا الخفية التى انتشرت طوال شهر رمضان على الفضائيات، فالعيد الذى فاجأهم بأن جاء مبكرا يوما، فأفطروا الثلاثاء، خرج البعض ليؤكد أنه الأربعاء، وأنهم أفطروا آخر أيام رمضان، وأن دار الإفتاء رأت كوكب «زحل»، بدلا من القمر، ولم يتبق سوى أن يخرج مذيع البرنامج ليقول «اللى حصل اتصور.. لو عاوز تذيع قول ذيع».
السعودية أيضا أعلنتها مساء الإثنين «الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر»، غير أن الجمعية الفلكية فى جدة خرجت ببيان أول من أمس لتشكك فى طريقة رؤية هلال شوال، مؤكدة أن ما تم رصده ليلة تحرى هلال عيد الفطر المبارك من المرجح أن يكون كوكب زحل، نظرا إلى أنه، عقب غروب الشمس، ظهر جنوب الشمس، وأن ما يحدث يذكّرنا بما حدث منذ عدة سنوات بنفس السيناريو مع كوكب عطارد.
حالة الخوف والشعور بالذنب لدى جميع المصريين، بأنهم أفطروا يوما من رمضان، يرد
عليها مفتى الجمهورية الأسبق، نصر فريد واصل، بصحة الصيام، وعدم وجوب الكفارة، نافيا ما تردد من عدم صحة رؤية القمر، مضيفا أن إجراءات دار الإفتاء علمية، وتتفق مع الضوابط الشرعية، ولا تعتمد فقط على العين المجردة، ولكن على 7 لجان موزعة فى أنحاء الجمهورية، وإذا اجتمعت تلك اللجان أو غالبيتها على رؤية الهلال تم إقرار ذلك، أما إذا اجتمعت على عدم رؤيته، فالقرار وفق ما رأت، وبالتالى فقرارها صحيح، موضحا أن ما يتردد من عدم صحة الرؤية يراد به باطل، ويستهدف إحداث فرقة بين المسلمين.
واصل نفى أن تكون مصر تنسق مع السعودية فى هذا الشأن أو تتبعها فى رؤيتها، لكن السعودية نجحت منذ العام الماضى فى تشكيل لجان للرؤية على غرار مصر، ولا تعتمد على الرؤية المجردة، موضحا أن الحل فى هذا الأمر هو توحيد الأشهر القمرية من خلال مشروع القمر الصناعى الذى طرحته رابطة العالم الإسلامى قبل عشر سنوات.
لكن أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربى لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور مسلم شلتوت، يختلف مع ما طرحه واصل، حيث يقول إن هلال شوال لم يظهر فى السعودية ولا مصر مساء الإثنين الماضى، وأن ما ظهر فى السعودية كان هلال زحل، تأكيدا لما كشفه خبراء الفلك فى السعودية، محذرا من الاعتماد على البدو وغير المتخصصين فى رؤية الهلال.
شلتوت نبه إلى أن الأربعاء هو أول يوم عيد الفطر فلكيا، إلا أن دار الإفتاء المصرية اعتمدت على ظهور الهلال فى بعض الدول العربية والإسلامية، تماشيا مع الشريعة الإسلامية التى تقضى بأنه إذا ظهر الهلال فى بلد عربى أو إسلامى، يشترك فى جزء من الليل والنهار مع البلاد الأخرى، فإنه يجب أن تتبعه هذه الدول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى