«فاينانشال تايمز»: إهمال سيناء أسوء خطايا مبارك.. والحكومة الحالية تدفع الثمن

ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أن من ضمن التحديات التي تضاعفت أثناء عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي أطاح به المصريون في ثورة 25 يناير، مشكلة سيناء، خاصة بعد أن تم تجاهلها فترة طويلة وأهملت رغم أهميتها الاستراتيجية على الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.
وقالت إن المصريين يتذكرون واحدة من أسوأ خطايا عهد مبارك، وهي فقدان الدولة سيطرتها على البوابة الشرقية للبلاد والتآكل الخطير في الاهتمام بها، فضلاً عن تأزم العلاقة بين أهل سيناء والحكومة المركزية، وهي علاقة تعاني من فقدان ثقة عميق وعداوة متبادلة.
وأشارت إلى أن الأسبوع الماضي، كانت العلاقة بين مصر وإسرائيل متأزمة، خاصة عندما انتقدت إسرائيل فقدان مصر سيطرتها وقبضتها على سيناء، بعد أن نفذت ميليشيات مسلحة هجمات مميتة ضد إسرائيل، فيما قالت السلطات الإسرائيلية إن أفراد العملية دخلوا سيناء عبر الأنفاق قادمين من قطاع غزة.
وقالت الصحيفة، إن السلطات المصرية سارعت إلى تأكيد سيادتها على الحدود، إلا أن المسؤولين اعترفوا بأن هناك فعلا مشكلة في شبه جزيرة سيناء، وهو ما ظهر واضحاً في إرسال عدد من القوات العسكرية والأمنية إليها للتخلص من الجماعات المسلحة والميليشيات الإسلامية المشتبه بها.
ووصفت «فاينانشال تايمز» سيناء بأنها أصبحت «غارقة في الفوضى» منذ تنحي مبارك في فبراير الماضي، بسبب تفرغ القوات الأمنية في المدن الكبرى لمواجهة الاحتجاجات الشعبية، وانسحابها فيما بعد لتخلف ورائها فراغاً
أمنيا في مصر بأكملها، ما أرخى قبضة الدولة، الضعيفة أصلاً، على سيناء، مشيرة إلى تفجير خط تصدير الغاز إلى إسرائيل خمس مرات منذ فبراير الماضي.
وأرجع خبراء في تصريحات للصحيفة، أسباب تلك المشاكل في سيناء إلى فشل الحكومة المصرية منذ أن استعادت سيناء كاملة عام 1982 في معالجة الأمور، فالإهمال وغياب خطط التنمية بالإضافة إلى القيود على امتلاك الأراضي دفعت سكان سيناء الذين لا يملكون الكثير للاتجاه إلى النشاطات غير القانونية.
وعلى الرغم من انتشار المنتجعات السياحية بطول سواحل سيناء واجتذاب ملايين السائحين الأجانب سنوياً، فإن أهل سيناء نادرا ما ينتفعون من صناعة السياحة، ويقولون إن المنتفعين دائما من أطراف خارجية، لا تستثمر في تنمية سيناء في النهاية.
وألقت الصحيفة اللوم أيضاً على وحشية الشرطة في التعامل مع أهل سيناء وشعورهم بالعزلة وابتعادهم عن الحكومة وزيادة الهجمات العنيفة على مراكز الشرطة، مشيرة إلى أن الميليشيات الإسلامية عندما قامت بتفجير منتجعات سياحية منذ سنوات قليلة، قامت الشرطة باعتقال وتعذيب آلاف الشباب دون تحقيق أو محاكمة، كما قاموا بخطف نساء وأمهات الرجال الذين فشلوا في القبض عليهم لابتزازهم وهو ما جعل مشاعر الكراهية والغضب تتزايد في سيناء.
وقال أشرف أيوب، الناشط السياسي من العريش، للصحيفة: إن الحكومة حولت أهل سيناء إلى فلكلور يشاهده السائحون ويتسلون به، كما أن أفعال الشرطة جعلت كثيرا من الشباب السيناويين يتجهون للتطرف الديني أكثر، فقد ألقوا القبض تقريبا على الجميع، وهو م إن ا جعل مشاعر الانتقام تزيد تجاه السلطات.
واختتمت الصحيفة، تقريرها، بالقول « إن الأحداث في السنوات الأخيرة تعد إنذاراً للسلطات من الخطر المحدق بسيناء، ورغم أن تصريحات المسؤولين، تؤكد عملهم على حل المشاكل ووضع الخطط لتنمية سيناء، إلا أن الصراعات التي أورثها عهد مبارك، قد تأخذ سنوات للحل»

مواضيع مشابهة