العقل السليم فى الجسم السليم، لذلك يتجه معظمنا إلى «الجيم» ويهمل «المكتبات»، ولا يشعر بقيمة الدستور إلا الصائم دون سحور، وعند الغروب يدوى صوت المدفع فينطلق الدخان من فمى.. ومنذ حرب رمضان تشجينى أصوات المدافع وتزعجنى صفارات الإنذار، وظهور الأساطيل الأجنبية على سواحل البحر الأبيض المتوسط لا يؤرقنى لكن يقلقنى ظهور اللواء «نبيل بباوى» مرة أخرى على شاشات التليفزيون، فأنا رغم أى شىء أتفاءل باللواء «ذو الأصبع» وأتشاءم من اللواء «ذو الحصانة».. وكثيرون يضطرون إلى تغيير مواقفهم وهذا ليس عيباً، وانظر حضرتك إلى الإعلامى المحترم «معتز الدمرداش» الآن وهو يطل من شاشة «دريم» ولسان حاله يقول فى نهاية فقرته (خليكم معانا اوعوا تروحوا «المحور»).. ففى السياسة كما فى الإعلام ليست هناك مبادئ سامية، لكن هناك مصالح حكومية.. وقد خرج «مبارك» من القصر بمليونية ودخل إلى القفص بمليونية، لذلك من الطبيعى أن تُدفع الملايين للدفاع عنه داخل وخارج المحكمة.. وتقول رسالة يوحنا: (وأنت صغير تنتقل إلى حيث تريد، وأنت كبير يحملونك على محفة إلى حيث لا تريد) فالموضوع المقرر الآن على كتاب الصحف وبرامج التليفزيون هو السيد محمد حسنى السيد ونجلاه، حتى أصبحنا نحن، لا هو، داخل القفص، وتركنا بناء الدولة، ونسينا أن «مبارك» الذى أفسد مصر ليس هو المسيح الذى يصلب فداء لمليون فاسد جرفوا الأراضى الزراعية وعلوا العمارات واحتلوا الميادين، ويجب أن نخرج نحن من القفص ليدخلوا هم فيه.. فالذيول أحياناً أخطر من الرؤوس.. ونفسى فى إجازة سنة أشتغل فيها «بلطجى» وأكون نفسى قبل انتهاء الفترة الانتقالية المخصصة بكاملها لمحاكمة «مبارك» فقط.. «مبارك» على محفة مثل مصر يحملها الآخرون إلى حيث لا تريد، لذلك يقلقنى التركيز على صورته وإهمال صورة «بباوى» على التليفزيون وصورة «بن لادن» فى الميادين.. وبين القصر والقفص سبعة كيلومترات، قطعناها فى سبعة شهور واحتجنا إلى ألف عام للانتقال من «كافور» الإخشيدى الأسود إلى «كارفور» الفرنسى الأبيض.. فكم عاماً نحتاج لنودع قفص التخلف ونلحق بأوروبا على سواحل البحر الأبيض بعيداً عن صور التليفزيون.
06/08/2011
جلال عامر : الهروب من قفص مبارك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى