ما إن خرجت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى السفاح إيهود باراك حول تأسف إسرائيل عن العملية الإرهابية التى قام بها الجيش الإسرائيلى داخل الحدود المصرية واستشهاد ضباط وجنود مصريين، والتى أدت إلى احتجاج يصل إلى الثورة الشعبية يطالب بطرد السفير الإسرائيلى على الأقل.. وإعادة السفير المصرى من إسرائيل.. والتفكير بشكل جدى فى مراجعة اتفاقية السلام التى وقع ظلم بيّن على مصر فى بنودها والتى تمنع من وجود قوات أمنية حتى لتعزيز الأمن فى سيناء.
يحدث ذلك والتليفزيون المصرى الرسمى يبرز هذا الأسف الإسرائيلى الضعيف والمرفوض بشكل عاجل على أنه اعتذار من إسرائيل على ما فعلته فى الاعتداء على الأراضى المصرية واستشهاد الجنود المصريين على قنواته الأرضية والفضائية والإخبارية، وهو كذب وتضليل.
ليذكرنا مرة أخرى بتليفزيون صفوت الشريف وأنس الفقى.. فكأنه تحول فجأة إلى تليفزيون إسرائيل.
وفى نفس الوقت لم يظهر على أى قناة إسرائيلية أى اعتذار إسرائيلى عما فعلته.
وتستمر العنجهية الإسرائيلية ولا تبدى أى اعتذار.
.. ومع هذا يتخذ التليفزيون المصرى موقفا مضللا ليثير عديدا من التساؤلات.
فهل أصبح أسامة هيكل.. هو أنس الفقى الجديد خصوصا أنه بدأ يسير على طريقة صفوت
الشريف عندما كان وزيرا للإعلام باعتباره المتحدث باسم الحكومة ورئيسها ليخرج علينا بإلقاء البيانات، ومع هذا لم يستطع توضيح حالة الارتباك التى ظهرت عليها الحكومة -التى هو عضو فيها وكذلك لجنة الأزمات الحكومية التى هو عضو فيها- من البيان الذى صدر عقب اجتماع ليلة السبت وهو الذى ألقاه أسامة هيكل نفسه ولم يشر فيه إلى استدعاء السفير المصرى من تل أبيب ليفاجئ الجميع بوضع بيان على الموقع الإلكترونى للحكومة بعد ما يقرب من ساعة من بيان هيكل، وتم توزيعه على الصحفيين الذين يتابعون نشاط مجلس الوزراء على بريدهم الإلكترونى ليعلن بشكل واضح قرار سحب السفير المصرى من تل أبيب إلى حين انتهاء السلطات الإسرائيلية من التحقيقات، وتقديم الاعتذار الرسمى الذى عجّل التليفزيون المصرى بإعلانه رغم أنه لم يحدث، وحق مصر فى استخدام كل الإجراءات الواقية لتعزيز منطقة الحدود من جانبها مع إسرائيل ودعمها بما يلزم من قوات قادرة على ردع ادعاءات تسلل أى نشاط أو عناصر خارجة عن القانون، وكذلك الرد على أى نشاط عسكرى إسرائيلى باتجاه الحددو المصرية.. ليفاجئ الجميع بعد ذلك برفع هذا البيان من موقع الحكومة، والاتصال بالصحفيين بأنه قد أرسل عن طريق الخطأ.
لكن التليفزيون المصرى فى عهد هيكل لم يتصد لشرح هذا الموقف للناس، وترك الناس يتخبطون، هل هناك قرار بسحب السفير.. أم لا؟!
ولنعود مرة أخرى للتضليل وتليفزيون «تامر بتاع غمرة» والتضليل الذى كان يمارس على المواطنين فى بيوتهم أيام الثورة وترويعهم من المتظاهرين فى ميدان التحرير وميادين مصر، والادعاء أن هناك أجانب وإيرانيين يوزعون دولارات ويوروهات بخلاف وجبات «كنتاكى» التى كانت توزع على المتظاهرين فى التحرير.
مرة أخرى فشل عظيم..
فى الوقت الذى قام فيه شباب الثورة بالاعتصام أمام سفارة إسرائيل فى القاهرة ليستطيع الشاب أحمد الشحات الذى كان فى أيام الثورة يقف على أعلى عمود النور الذى فى ميدان التحرير حاملا علم مصر، فعل ذلك يوم 8 يوليو، يوم استعادة الثورة أصحابها، ويتمكن من تسلق العمارة التى يوجد أعلاها مقر السفارة الإسرائيلية.. ونجح فى إنزال العلم الإسرائيلى من أعلى سطح المبنى، ويرفع العلم المصرى فى مشهد نادر، وتاريخى كان له تأثير عاطفى كبير على المعتصمين والمصريين كافة، وتم ذلك فى غياب التليفزيون المصرى.
فقد كان التليفزيون المصرى كل همه إعلان الاعتذار الإسرائيلى الذى لم يحدث!
ألم يكن الأفضل تعريف الناس بما هو الاعتذار المطلوب من إسرائيل والطريقة التى يقدم بها.. وهل قامت إسرائيل بالاعتذار عن جرائمها من قبل؟
فإذا كانت إسرائيل بتستهبل.. فلا يجب علينا وعلى التليفزيون المصرى والقائمين عليه أن يكونوا «عبطا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى