"انا بحب ضرب الجزمة .. انا عايز اللى يضربنى بالجزمة" مقولة للفنان الكوميدى الراحل حسن عابدين فى فيلم "درب الهوى" تذكرتها وانا أرى رد فعل العديد من مؤيدى تمديد قانون الطوارىء بالصورة التى تخيلت معها أن قانون الطوارىء كان مطلبا جماهيريا قامت الثورة من أجله حتى أن عددا من الصحفيين وجه
التحية لتمديده!!َ!.
عندما قامت الثورة كان من أهم مطالبها إن لم يكن الاهم على الاطلاق هو الغاء قانون الطوارىء بعد أن عشنا فى طوارىء لثلاثين عاما متواصلة عانى منها أغلب الشعب المصرى سواء بصورة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بالتخوف من تطبيقه عليه.
وكان الاعلان عن تمديد العمل بقانون الطوارىء بعد أكثر من ستة أشهر على قيام ثورة 25 يناير بمثابة صدمة للشعب المصرى بأكمله ، وكانت الحجج التى تم سياقها فى إطار أعمال التمديد هى ذاتها الحجج التى سمعناها خلال الثلاثين عاما الماضية ، بل وكان الدفاع عن الطوارىء هو ذاته والهجوم على القانون كما هو ... أى أنه لم يكن هناك ثورة.
ويجب أن يعلم كل من يدعو أو يؤيد تجديد قانون الطوارىء إن القانون الطبيعى الذى يتم تدريسه لطلبة كلية الحقوق فى الجامعات المصرية بل وأيضا ذات المناهج التى يتم تدريسها لضباط الشرطة الذين يطبقون الطوراىء ، بشهادة الجميع تكفى تماما لحماية الشعب حتى من أعمال البلطجة وتهريب المخدرات والسلاح وغيرها من الجرائم التى تم ذكرها فى إطار الاعلان عن قانون الطوراىء.
ولكن القانون الطبيعى لم يدرج فيه قمع المعارضة والصحافة وغيرهم من النشطاء السياسيين ، ولكن الخبثاء أكدوا أنه تم تمديده بتوجيهات من المجلس العسكرى من أجل السيطرة على الشارع المصرى بدلا من اعلان الاحكام العرفية وهو ما سيعطى انطباعا سيئا عن المجلس وينقلب الشارع عليه.
ورغم التظاهرات التى قامت ضد التمديد لقانون الطوارىء والانتقادات التى تم توجيهها والتى لم يكن بها جديد ، كان الجديد والصادم فعلا هو رد فعل التيارات الاسلامية التى لم يكن رفضها للطوارىء بحجم معاناتها هى ذاتها من قانون الطوارىء والتى كانت المعاناة الاكبر بين كافة التيارات السياسية ولكن فجأة وبدون مقدمات أصبحت معارضتها هادئة وحتى جماعة الاخوان التى يبدو إنها أصبحت مهادنة وخاصة مع المجلس العسكرى باعتبار إن المجلس أصبح يمثل السلطة الان وهم يريدون مهادنته حتى انتهاء الانتخابات التشريعية التى يعتقدون أنهم سيحصلون فيها على الاغلبية وبعدها يبدأ الاخوان فى المعارضة أو تسيير الامور كما يترأى لهم.
ألا يمكن أن نحقق الان أحد مطالب الثورة والتى راح ضحيتها المئات من أجل مطالب عادلة لشعب يريد أن يعيش بحرية وبعدالة اجتماعية ومن دون فساد أو طوارىء ، هل مطلوب منا أن نناشد المجلس العسكرى لالغاء الطوارىء ؟ أم يجب الا نرهق أنفسنا ونعتبر أنفسنا خرجنا من ثلاثين عاما إلى أعوام لايعلم الا الله كم عددها
فى ظل الطوارىء.
وعلى الداعين للطوارىء والمؤيدين لها أن يجيبوا عن اسئلة هامة فى مقدمتها ، هل هناك ضمانة لهم خلاف النفاق للسلطة فى عدم تطبيق الطوارىء عليهم ؟ ، وهل يمكن لهم أن يتحولوا إلى الدعوة لإعادة جهاز أمن الدولة من جديد والتى بدأت تساق الدعوات من أجل إعادة الجهاز للعمل من جديد ، بل وهناك العديد من
الاصوات التى تعالت حول أهمية دوره الذى كان يلعبه فى حماية مصر من الارهاب !!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى