آخر المواضيع

آخر الأخبار

23‏/09‏/2011

جمال عيد : علمانى.. متفائل

152

هل تصدق أن المجلس العسكرى سيترك الحكم؟ إنت لسه عندك أمل فى الداخلية؟ ما رأيك فى التحالف بين العسكر والإسلاميين؟

حينما يوجه لى أحدهم أسئلة كهذه، أو قريبة منها، أعلم تماما أننى إزاء شخص محبط أو مواطن كاد يفقد الأمل، وغالبا، يصطف فى خندق العلمانيين!

ورغم أننى كثيرا ما أكون موقنا بأن إجابتى عن هذه الأسئلة لن تقدم أو تؤخر فى قناعات من يسألون هذه الأسئلة، فإننى أجدها فرصة للتفكير مليًّا فى ما يحدث على أرض مصر الآن، أو فى ما حدث خلال الأشهر القليلة الماضية، وعقد مقارنة سريعة بين هذا اليوم من صيف 2011، ومثله من العام الماضى، بما فيها التفكير فى نوع الأسئلة التى تطرح الآن والتى كانت مطروحة فى نفس التوقيت من العام الماضى.

هؤلاء الذين فقدوا الأمل فى أى إصلاح أو تغيير، قد يُحكِّمون عقولهم ويُعمِلون المنطق فى ما يحدث.

فى مثل هذه الأيام من العام الماضى، كان السؤال الأهم، هل سيستمر مبارك فى الحكم أم يأتى عمر سليمان؟ أم يُورَّث جمال مبارك وتتحول مصر إلى إحدى الإمارات أو المَلَكيات المستبدة التى يتم توريثها بشكل لا يثير سوى القليل من الأسئلة التى تدور همسا؟

فى مثل هذا اليوم لم يكن لمعسكر الإسلاميين من وجود سوى لجماعة الإخوان المسلمين التى أطلق عليها زبانية الإعلام المصرى لفظ «الجماعة المحظورة» فى حين لم تكن تسمع عن السلفيين أو الجماعات الجهادية سوى أخبارهم فى السجون، أو نفاق بعضهم نظام مبارك ليضمنوا بقاءهم خارج الأسوار.

إذن.. فالأسئلة تغيرت فى ظرف عام واحد، ولكن هل تغيرت الأوضاع هذه الأيام عن نفس الفترة من العام السابق؟

نعم تغيرت، وتغيرت كثيرا.

لم تعد الأسئلة تدور همسا، بل تطرح الأسئلة والانتقادات فى الميادين العامة والشوارع والمصانع، وليس فقط من بعض القوى والجماعات السياسية، بل من أغلب مواطنى مصر.

لم تعد هتافات المصريين تتعلق بالأسئلة فقط، بل بالمطالب والأوامر التى يصدرونها، حتى إن الأمر وصل إلى قرارات اتخذها المصريون ونفذوها، وأعلنوها بقوة فى مواجهة المرتعشين وفى مواجهة السلطة!

قرر المصريون أنه لا خوف بعد اليوم، وخرجوا إلى الشوارع وأطاحوا بجيش الداخلية وقيادات أمن الدولة.

قرر المصريون أن اتحاد عمال مبارك لا يعبر عنهم، وأن من حقهم التعدد النقابى، وفعلوها وأنشأوا نقاباتهم المستقلة.

لا توريث للحكم، ولا استمرار لمبارك، ولا قبول بعمر سليمان، وتم لهم ما أرادوا.

أعلن المصريون أن الإسلاميين جزء منهم، سواء قبلوا أو اختلفوا معه، فخرج الإسلاميون من السجون والزوايا إلى الأحزاب ووسائل الإعلام والمقرات العلنية.

لم تعد هناك خطوط حمراء أو قوى أو أشخاص خارج النقد، بدءا من الغفير إلى المشير، فهى دولة سيادة القانون، بدأت أو فى طريقها للبدء.

نحن نتحدث عن بضعة أشهر، تزيد قليلا على نصف عام.

نعم المفاجأة أربكت العديدين، إن لم يكن الجميع.

الديمقراطية والحرية أمر لم يعتده المصريون رغم أنهم يستحقونه، لذلك كانت نتائج الارتباك والتردد وما نتج عنهما من آثار، مفيدة لمن يخافونها فى تقديم تحليلاتهم السطحية وضيقة الأفق، والتى تعلن فى ختامها أن الثورة التى شاركوا فى صنعها قد انتهت.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل راحوا يبذلون جهدا، لو بذلوا جزءا منه فى محاولة تصحيح مسار هذه الثورة، لتبدلت الأحوال كثيرا عما يرونه.

لكن تبديل الأحوال ليس غايتهم، بل إقناعك بأن الثورة فشلت أو كادت! إذن وماذا بعد اقتناعى؟ لا شىء وليس هناك شىء آخر، قد تكون النتيجة الوحيدة أن المحبطين ازدادوا واحدا.

الآن جاء دورى فى السؤال إذن، أطحنا بمبارك وأغلب رموز حكمه، نحاكم مبارك وأدخلناه القفص، أصبح لدينا أحزاب سياسية تضم كل التيارات السياسية، يمينا ويسارا، لدينا نقابات مستقلة، فضحنا التعذيب على يد الشرطة العسكرية، كشفنا حقيقة المحاكمات العسكرية الجائرة وقمنا بالحد منهما، كسرنا مقولة إن البعض قد يكون فوق النقد، وحولنا الداخلية من جهاز قمعى إلى جهاز متهم حتى تثبت براءته.. هل لدينا نموذج واحد لثورة قضت على نظام ديكتاتورى فى 18يوما؟ هل هناك فترة انتقالية خطت خطوات واسعة فى سبعة أشهر مثلما نتحرك؟ لماذا يظن بعض العلمانيين أن إصرار الإسلاميين على طرح أفكارهم ورؤاهم لشكل المجتمع، سواء اتفقنا او اختلفنا، هو خطر على الديمقراطية؟ هل نؤاخذ الإسلاميين على أقوال بعضهم أمثال حازم شومان أو صبحى صالح؟ ولماذا لا نؤاخذ العلمانيين إذن على أقوال رفعت السعيد؟

يا أصدقائى المحبطين، الشارع يفتح ذراعيه، وعويلكم على ديمقراطية أو مدنية ضائعة هو هدر للوقت والمجهود، فالديمقراطية لا تعنى استثناء المختلف، وإلا لاستثنت الديمقراطية الفرنسية مارى لوبان اليمينى المتشدد.

يا أصدقائى العلمانيين المحبطين، قدموا لنا بديلا، واعملوا على إقناع الناس بمنهج أو سبيل للتقدم واختصار المرحلة الانتقالية، وإذا لم يكن لديكم سوى العويل والنواح، فارحلوا غير مأسوف عليكم، أعداء لنا، ولكل من لم يفقد الأمل، لكل من يرى أنه حتى وإن صدقت ظنونكم، فهناك عنصر هام فى المعادلة لم تضعونه فى حساباتكم.. إنه المواطن المصرى.

وأنتم لستم العلمانيين، بل أنتم المحبطون المهزوزون المرتعشون.

أما نحن، فنحن العلمانيون المتفائلون بالغد، نحن العلمانيون الذين دافعنا عن الإسلاميين والمتشددين، ليس دفاعا عن أفكارهم، بل دفاع عن مبادئنا، ورفضنا للظلم و القمع.

لن نتوقف يوما عن العمل من أجل دولة المساواة والقانون وحرية التعبير، نحن الحالمين بمصر مدنية ديمقراطية تتسع للجميع.

اذهبوا غير مأسوف عليكم، ودعونا نحقق أو نسعى على الأقل إلى تحقيق حلمنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى