كل سنة وحضرتك طيب، فاليوم هو رأس السنة الفرعونية (6253) بالتقويم المصرى.. وكل يوم الصبح أتناول فنجان قهوة برازيلى لعلى أصبح مثل الجوهرة «بيليه» الذى رأيته فى استاد القاهرة وتعلمت منه أن كل لاعب يتحول بعد «الاعتزال» إلى التدريب.. وكل راقصة تتحول بعد «الاعتزال» إلى التمثيل.. وكل مذيع يتحول بعد الثورة إلى معارض.. وكل «ثورة» تتحول بعد «الاختزال» إلى «هوجة».. فالثورة الفرنسية سبقها عصر من التنوير وأعقبها تجميد للحرب مع أوروبا وإجراءات استثنائية ضد الملك والحاشية ثم الشروع فى البناء.. والثورة الروسية سبقها عصر من التنوير وأعقبها تجميد للحرب مع ألمانيا وإجراءات استثنائية ضد القيصر والحاشية ثم الشروع فى البناء.. والثورة المصرية سبقها عصر من الإظلام وحرمة «تزغيط» المرأة لدكر البط وأعقبتها مطالبة البعض بالحرب وعدم اتخاذ أى إجراء استثنائى ضد الرئيس والحاشية وعدم الشروع فى البناء.. كلها شروع فى قتل.. وكل شعب حر فى ثورته،
لكن الغريب أن من قادوا عصر الإظلام هم من يقودون الثورة الآن، وأن الإجراءات الاستثنائية تتخذ ضد الناس العاديين مع تضييق الإعلام وتوسيع الدورى.. وعلمنى حبك يا امرأة ألا أؤمم مصانع عز التى سرقها من الدولة، وألا أصادر أملاك مبارك أو أعزل رجاله لأن «القاعدة» فى أفغانستان ضد الأمريكان و«الاستثناء» فى مصر ضد الغلابة.. بعد انتهاء الحرب يتم تبادل الأسرى، وبعد انتهاء الحب يتم تبادل الخطابات، وبعد انتهاء الثورة يتم تبادل الشتائم ويظل القانون دائماً «سيفاً» على رقاب الصغار و«مداساً» تحت أقدام الكبار..
وأخبرنى «بيليه» فى استاد القاهرة أنه كان يتيماً وكان كلما سأل عن والده أخبروه بأنه فى طابور «الفرن» أو يبحث عن «أنبوبة» أو يتابع المحكمة فى المدرجات وعندما علم الحقيقة قرر أن يعتزل ثم طلب منى أن يسمع خطاب التنحى مرتين، مرة بالبطىء للكبار ومرة فى الوريد للصغار.. اعدلوا هو أقرب للتقوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى