بدأ فى عصر السادات.. وامتدت أعماله إلى عصر مبارك
■ رشدى صبحى
أحد أكبر تجار السلاح فى الشرق الأوسط
■ بدأ موظفاً فى الحكومة فى عهد السادات
■ صاحب مشروع هضبة الهرم وامتياز أرض المقطم وصاحب شركة «هبى تورز»
كان الابن يهوى ركوب الخيل والعربات المسرعة.. ركب طائرته الخاصة مع أصدقائه لعمل مغامرة فى الهند، لكن الطائرة تحطمت وتحطم قلب الأب.. الشاب كان «كريم» أما الأب فكان «رشدى صبحي» أكبر تاجر سلاح عرفته منطقة الشرق الأوسط.. وكان قريبا جدا من كل دوائر السلطة فى مصر.
كل نظام فى العالم لديه رجال يعملون لمصلحته فى الخفاء، وهؤلاء غالبا ما يعملون فى تجارة السلاح أو يقومون بتهريب الأموال.. كان رشدى لطيفاً ومتواضعاً ولديه قدرة على أن يكون شخصاً اجتماعياً.. يعرف كيف يجمع الناس حوله ويكسب ودهم.. مثله فى ذلك مثل أى تاجر يعمل فى تجارة ممنوعة أو فى تجارة الموت.. دائما ما تجده يعمل خدمات لأهل دائرته.. لأنه يكون محتاجا لدعمهم وحمايتهم.
بدأ رشدى صبحى حياته موظفا بسيطا لكنه رفض العمل الميري.. واحترف تجارة السلاح بعد أن دخل فى مجموعة من التجارات الأخرى.. كبر اسمه ونما فى عهد السادات.. وقد أهدى السادات مجموعة من السيارات المرسيدس المصفحة.. وكانت رئاسة الجمهورية وقتها فقيرة لا تحصل على مصاريف سرية ولا مخصصات ولا تأخذ من دخل قناة السويس ولا تقبل هدايا أو عطايا من الملوك والأمراء العرب.
المدهش أنه بعد مظاهرات الطعام التى حدثت فى 18 و19 يناير 1977 تعرضت مصر لأزمة اقتصادية فعرض البنك الدولى قروضاً على مصر.. لكنه اشترط أن يكون هناك شخص ضامن للحكومة المصرية، وطلبوا من رشدى صبحى أن يكون الضامن.. فقبل وأصبح ضامنا لحكومة السادات لدى الغرب.
منحه السادات بسبب موقفه هذا مشروعين.. الأول هو مشروع هضبة الأهرامات فى منطقة حرم الآثار عند أجمل وأخطر منطقة لعمل منتجعات أثرية، وغضب المثقفون وقادت غضبهم الكاتبة نعمات أحمد فؤاد.. فعوضه السادات ومنحه امتياز أرض المقطم وأخذ حق عمل أول كازينوهات للقمار فى مصر، وبدأ رشدى يقسم الأرض التى حصل عليها ويجنى الأرباح.
وأهم ما يمكن أن يقال عن رشدى صبحى أن كل رجال الأعمال الذين نراهم ارتبطوا به بشكل أو بآخر.. ففى الخمسينيات أنشأ شركة «هابى تورز» وكان شركاؤه فى الشركة كل من: سامى سعد.. أمين فخرى عبد النور.. مكرم كمال عثمان.. محمد نصير التلميذ النجيب له.. وهو الذى ساعده حتى يؤسس شركات تتاجر فى السلاح.. وكانت أول شركة كونها نصير هى «جيزا سيستم» للتكنولوجيا.. ثم بعد ذلك كون شركة «ألكان» لتوكيلات السلاح.
من بين شركاء رشدى صبحى فى هابى تورز كان كمال عتمان، وقد ساعده رشدى فى أن يحصل على أول مقاولة عمومية لمترو أنفاق مصر.. ولم يكن رشدى يتوقف عن الحديث عن شريكه سامى سعد، لأنه كان لا ينام فى أى عملية مقاولات يقوم بها حتى أصبح عنده توكيل مرسيدس.
المضحك أن أصدقاء رشدى صالح عندما كانوا يجلسون معه، ويتحدثون عن صفقة المرسيدس الشهيرة التى ارتبطت بما عرف إعلاميا برشوة مرسيدس ولم يكن أحد يعرف من الذى حصل على هذه الرشوة.. كان صبحى يضحك لأنه كان يعرف السر.. من بين أصدقاء رشدى صبحى أيضا كان صبحى غالى وهو رجل الأعمال الوحيد الذى كان يملك سيارة رولزرويس ملاكى اسكندرية رقم 700 أيام جمال عبد الناصر.. وفى بدايته أنشأ عددا من الشركات وتعثر بسبب دخول بعض التوكيلات الأجنبية.. وتدخل رشدى صبحى واشترى منه بعض الشركات باسم ابنه فى محاولة منه لإنقاذه أو تعويمه.
عندما تزوجت دينا ابنته من عادل نصيف فى لندن.. حرص أبوها أن يكون حفل الزفاف فى فيللته بلندن وأن يكون الحفل بسيطاً.. وقد شاهد المصريون جميعا هذه الفيللا فقد تم تصوير إعلان سر شويبس فيها.. وهو الإعلان الذى كان ينفذه طارق نور لصالح سامى سعد.. وقدم الإعلان الممثل الراحل حسن عابدين.
على باب الفيللا وقف أصحاب الفرح ليستقبلوا الضيوف.. وكان من بينهم أشرف مروان وكمال أدهم.. وكانت الهدايا بسيطة جدا بالنسبة لهم.. ظرف فيه شيك بـ 250 ألفاً أو 500 ألف دولار.
أسس رشدى صبحى لزوج ابنته بنكا لكنه تسبب فى إفلاسه.. كان هدف رشدى من تأسيس البنك أن يأخذ منه غطاء لهابى تورز.. وللسفريات التى يقوم بها رشدى ولأسراره.. لكن عادل نصيف دخل فى صفقات سكر وأشياء أخري.. وخسر خسائر بمئات الآلاف من الدولارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى