آخر المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات كل رجال الرئيس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كل رجال الرئيس. إظهار كافة الرسائل

13‏/09‏/2011

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : رشدى صبحى تاجر السلاح الذى كان يعمل لمصلحة النظام فى الخفاء

71

بدأ فى عصر السادات.. وامتدت أعماله إلى عصر مبارك

■ رشدى صبحى

أحد أكبر تجار السلاح فى الشرق الأوسط

■ بدأ موظفاً فى الحكومة فى عهد السادات

■ صاحب مشروع هضبة الهرم وامتياز أرض المقطم وصاحب شركة «هبى تورز»

كان الابن يهوى ركوب الخيل والعربات المسرعة.. ركب طائرته الخاصة مع أصدقائه لعمل مغامرة فى الهند، لكن الطائرة تحطمت وتحطم قلب الأب.. الشاب كان «كريم» أما الأب فكان «رشدى صبحي» أكبر تاجر سلاح عرفته منطقة الشرق الأوسط.. وكان قريبا جدا من كل دوائر السلطة فى مصر.

كل نظام فى العالم لديه رجال يعملون لمصلحته فى الخفاء، وهؤلاء غالبا ما يعملون فى تجارة السلاح أو يقومون بتهريب الأموال.. كان رشدى لطيفاً ومتواضعاً ولديه قدرة على أن يكون شخصاً اجتماعياً.. يعرف كيف يجمع الناس حوله ويكسب ودهم.. مثله فى ذلك مثل أى تاجر يعمل فى تجارة ممنوعة أو فى تجارة الموت.. دائما ما تجده يعمل خدمات لأهل دائرته.. لأنه يكون محتاجا لدعمهم وحمايتهم.

بدأ رشدى صبحى حياته موظفا بسيطا لكنه رفض العمل الميري.. واحترف تجارة السلاح بعد أن دخل فى مجموعة من التجارات الأخرى.. كبر اسمه ونما فى عهد السادات.. وقد أهدى السادات مجموعة من السيارات المرسيدس المصفحة.. وكانت رئاسة الجمهورية وقتها فقيرة لا تحصل على مصاريف سرية ولا مخصصات ولا تأخذ من دخل قناة السويس ولا تقبل هدايا أو عطايا من الملوك والأمراء العرب.

المدهش أنه بعد مظاهرات الطعام التى حدثت فى 18 و19 يناير 1977 تعرضت مصر لأزمة اقتصادية فعرض البنك الدولى قروضاً على مصر.. لكنه اشترط أن يكون هناك شخص ضامن للحكومة المصرية، وطلبوا من رشدى صبحى أن يكون الضامن.. فقبل وأصبح ضامنا لحكومة السادات لدى الغرب.

منحه السادات بسبب موقفه هذا مشروعين.. الأول هو مشروع هضبة الأهرامات فى منطقة حرم الآثار عند أجمل وأخطر منطقة لعمل منتجعات أثرية، وغضب المثقفون وقادت غضبهم الكاتبة نعمات أحمد فؤاد.. فعوضه السادات ومنحه امتياز أرض المقطم وأخذ حق عمل أول كازينوهات للقمار فى مصر، وبدأ رشدى يقسم الأرض التى حصل عليها ويجنى الأرباح.

وأهم ما يمكن أن يقال عن رشدى صبحى أن كل رجال الأعمال الذين نراهم ارتبطوا به بشكل أو بآخر.. ففى الخمسينيات أنشأ شركة «هابى تورز» وكان شركاؤه فى الشركة كل من: سامى سعد.. أمين فخرى عبد النور.. مكرم كمال عثمان.. محمد نصير التلميذ النجيب له.. وهو الذى ساعده حتى يؤسس شركات تتاجر فى السلاح.. وكانت أول شركة كونها نصير هى «جيزا سيستم» للتكنولوجيا.. ثم بعد ذلك كون شركة «ألكان» لتوكيلات السلاح.

من بين شركاء رشدى صبحى فى هابى تورز كان كمال عتمان، وقد ساعده رشدى فى أن يحصل على أول مقاولة عمومية لمترو أنفاق مصر.. ولم يكن رشدى يتوقف عن الحديث عن شريكه سامى سعد، لأنه كان لا ينام فى أى عملية مقاولات يقوم بها حتى أصبح عنده توكيل مرسيدس.

المضحك أن أصدقاء رشدى صالح عندما كانوا يجلسون معه، ويتحدثون عن صفقة المرسيدس الشهيرة التى ارتبطت بما عرف إعلاميا برشوة مرسيدس ولم يكن أحد يعرف من الذى حصل على هذه الرشوة.. كان صبحى يضحك لأنه كان يعرف السر.. من بين أصدقاء رشدى صبحى أيضا كان صبحى غالى وهو رجل الأعمال الوحيد الذى كان يملك سيارة رولزرويس ملاكى اسكندرية رقم 700 أيام جمال عبد الناصر.. وفى بدايته أنشأ عددا من الشركات وتعثر بسبب دخول بعض التوكيلات الأجنبية.. وتدخل رشدى صبحى واشترى منه بعض الشركات باسم ابنه فى محاولة منه لإنقاذه أو تعويمه.

عندما تزوجت دينا ابنته من عادل نصيف فى لندن.. حرص أبوها أن يكون حفل الزفاف فى فيللته بلندن وأن يكون الحفل بسيطاً.. وقد شاهد المصريون جميعا هذه الفيللا فقد تم تصوير إعلان سر شويبس فيها.. وهو الإعلان الذى كان ينفذه طارق نور لصالح سامى سعد.. وقدم الإعلان الممثل الراحل حسن عابدين.

على باب الفيللا وقف أصحاب الفرح ليستقبلوا الضيوف.. وكان من بينهم أشرف مروان وكمال أدهم.. وكانت الهدايا بسيطة جدا بالنسبة لهم.. ظرف فيه شيك بـ 250 ألفاً أو 500 ألف دولار.

أسس رشدى صبحى لزوج ابنته بنكا لكنه تسبب فى إفلاسه.. كان هدف رشدى من تأسيس البنك أن يأخذ منه غطاء لهابى تورز.. وللسفريات التى يقوم بها رشدى ولأسراره.. لكن عادل نصيف دخل فى صفقات سكر وأشياء أخري.. وخسر خسائر بمئات الآلاف من الدولارات.

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : حسين سالم نديم الرئيس الذى باع مصر لإسرائيل فى صفقة غاز

70

هو الصندوق الأسود لأسرار وأموال مبارك وعائلته

■ حسين سالم

■ تاريخ الميلاد: 1928

■ مكان الميلاد: سيناء

■ المهنة: رجل أعمال

■ الجنسية: إسبانى - مصرى

بدا المشهد من بعيد هكذا.. جمال مبارك يقف مع حسين سالم وبينهما شد وجذب يصل إلى درجة الخناق على عمولة صفقة الغاز.. وهل هى 4% أم 5%.. كانت الخناقة عنيفة جدا خاصة أن جمال كان عصبياً وسريع الغضب.

بالقرب منهما وقف علاء مبارك يلطف الأجواء المشتعلة.. وفجأة طلب محمد ابن علاء مبارك آيس كريم من نوع معين، ولما لم يكن هذا النوع موجودا إلا فى باريس.. فقد توقفت المشاجرة وركبوا جميعا طائرة خاصة ليشتروا الآيس كريم لمحمد حفيد الرئيس الذى كان حسين سالم صديقه المقرب (الرئيس وليس الحفيد بالطبع).

كان لكل رئيس مصرى مدينة صيفية يفضلها.. عبد الناصر كان يفضل الإسكندرية.. السادات كان يعشق جزيرة الفرسان بالإسماعيلية.. أما مبارك فكان يهوى ويعشق شرم الشيخ.

وكما كان لكل رئيس مدينته المفضلة.. أيضاً كان لكل رئيس نديمه.. خفيف الظل الذى يعرف أكبر كمية من النكات السياسية والاجتماعية وربما البذيئة أيضا.. وكان النديم فى حياة مبارك هو حسين سالم الذى كان يستطيع فى لحظات قليلة أن يخرج مبارك من حالة إلى حالة.. وبكلمات قليلة جدا.

حسين من بدو سيناء.. أصله من هناك.. ينتمى إلى إحدى قبائلها.. الغريب أنه ورغم إصابته بشىء غريب فى إحدى عينيه إلا أنه عمل موظفا فى المخابرات العامة، وخدم إلى جوار أمين هويدى عندما كان وزيرا.. وعمل فى مناطق مختلفة منها العراق والإمارات.. وعندما حدثت له مشاكل فى الإمارات وألقى القبض عليه تم إنقاذه بسبب علاقاته القوية مع رجال الحكم فى الإمارات.

يمتلك حسين سالم 7 آلاف غرفة فى شرم الشيخ.. لديه أيضا محطات تحلية للمياه.. وفى فندقه الموفنبيك كان يتواجد كل رجال الرئيس فى الأعياد والمناسبات الخاصة.

نزلت أنا وعائلتى فى هذا الفندق مرة واحدة.. كانت هى المرة الأولى والأخيرة.. فقد كنت وأنا أتحرك فى الفندق مضطرا للسلام على بعض الشخصيات، وهو ما كان يضيع الإجازة كما أننى كنت مضطراً لمقابلة شخصيات لا يصح أن تراها دون أن تسلم عليها.

كانت تحدث أشياء غريبة فى شرم الشيخ.. مرة طلب الملك عبد الله عاهل السعودية أن يبنى قاعة مؤتمرات فى المدينة على أساس أنها أصبحت مدينة مؤتمرات.. فقال له حسين سالم ولماذا تبنى من الأساس.. لدينا قاعة جاهزة، حصل حسين على 190 مليون جنيه مقابل القاعة.. رغم أنها لا تساوى أكثر من 60 مليوناً.

من الصعب أن نظن أن حسين سالم كان يقوم بذلك لحسابه الخاص.. فالرجل ومن خلال سيرته وتاريخه مؤكد أنه الصندوق الأسود لكل أسرار وعلاقات عائلة مبارك سواء فى مصر أو خارجها.

أهم ما ينسب لحسين سالم هو صفقة بيع الغاز لإسرائيل.. وكنت أول من كشفها.. وتتلخص فى أن تل أبيب لا تحصل على الغاز بشكل مباشر ولكن عن طريق شركة وطنية تعمل كوسيط.. تشترى الشركة الغاز بـ دولار ونصف الدولار.. ثم تبيعه لإسرائيل، وهنا لا يستطيع أحد أن يتكلم لمدة 15 سنة كاملة.. رغم أن السعر أقل من السعر العالمى.

وهنا أكشف سراً لأول مرة، فعندما عرف مبارك تفاصيل هذه الصفقة قال لمن حوله: هذا كلام فارغ.. وقد قاد رشيد محمد رشيد مفاوضات مع حسين سالم.. وانتهت المفاوضات بأن تدفع إسرائيل 3 دولارات بأثر رجعى.

اشتعلت الحرب ضدى بعد أن كشفت الغطاء عن صفقة الغاز.. حاولوا كثيرا أن يثنونى عن الكتابة.. ووجدت حسين سالم يتصل بى ويسألني: مش نازل شرم قريب؟.. فكنت أهرب منه، وحضرت مرة مؤتمراً اقتصادياً حضره جورج بوش الابن مع مبارك، وحدث الهجوم المتبادل بين الرئيسين.

قابلت حسين سالم فى المؤتمر ووجدته يسألني: مش عاوز عربية؟ مش عاوز أوتيل؟ شعرت بالحرج، حاول معى بكل الطرق.. ولما فتح لى بات للمعلومات عما يدور فى المؤتمر أنصت إليه، لكن لم يكن لهذه المعلومات التى حصلت عليها أى ثمن لدي.

فى 2010 ولأن حسين سالم كان ذكياً جدا.. كان يشعر أن مبارك لن يستمر.. لذلك باع فندق موفنبيك لناصر عبداللطيف بـ 80 مليون دولار.. نشرت الخبر.. وكان هذا نذير خطر، فالرجل الذى يعتبره مبارك ظله يصفى أعماله.. شعر مبارك بالخطر الشديد.. وأجبره على إعادة الفندق مرة أخرى.

الغريب أنه رغم هذه العلاقة القوية التى كانت بين مبارك وحسين سالم إلا أن جمال مبارك لم يكن يحب سالم.. وكان كلما يرى مشروعا جديدا له فى شرم الشيخ يقول لمن حوله «هدوه».. وأغلب الظن أن ما يجرى كان لونا من ألوان الغيرة من شخص عصبى ضد شخص يفوقه ذكاء وبمراحل.

كان حسين سالم ذكيا للغاية.. وكانت له طريقة غريبة فى البيزنس.. كانوا يطلقون عليه «رجل النصف ساعة الأولى».. فهو يدخل أى مشروع ويصبح المقاول ويأخذ العمولات ثم يصبح شريكا.. وبعد ذلك يترك المشروع للدولة.. وبالفعل وكما قال فله فى شركات كثيرة نسبة 5% فقط.. وإن كان هذا يعطينا إشارة إلى أن بقية الشركات والتى تمثل 95 % تملكها عائلة مبارك.

حسين سالم كانت له تصرفات غريبة.. فمن بين ما يحكى عنه أنه ترك لابنه خالد العمل فى بيزنس صغير هو إصلاح الطائرات.. وكان قد نجا ابنه من حادث مروع تهشمت فيه سيارته، أخذه إلى سويسرا ليعالجه هناك.. وحتى يضمن حسين سالم أن يمن الله على ابنه بالشفاء الكامل.. قام ببناء مسجد فى شرم الشيخ وظل يبكى فيه طويلا.. وقد شفى خالد تماما.. لكن هل بنى حسين سالم قصره من فلوس حلال.. وهل يمكن أن يبنى الله له قصراً فى الجنة مقابل بنائه للمسجد فى شرم الشيخ؟

الأغرب أننى كنت مرة فى شرم الشيخ وسهرت فى مكان مع أحد الأصدقاء.. وكان فيه مغنية رومانية اسمها ماريا.. فارعة الطول وجذابة.. وعرفت بعد ذلك أن حسين سالم تزوجها وسافرت إلى بوخارست وهناك بنى لها مولا تجارياً ضخما باسمها كلفه 200 مليون جنيه.

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : عصام شرف .. عضو أمانة سياسات جمال مبارك رئيسًا لوزارة الثورة

69

لم يحارب فسادًا.. ولم يعترض على تجاوز عندما كان وزيرًا للنقل

الاسم :  عصام عبد العزيز شرف

تاريخ الميلاد: 1952

مكان الميلاد: الجيزة

المهنة: رئيس وزراء مصر

كان وزير نقل فى حكومة نظيف

تدرج فى المناصب كأستاذ لهندسة الطرق جامعة القاهرة ثم أستاذ مساعد

حاصل على جائزة الدولة التشجيعية ثلاث مرات

النمر.. السفاح.. الطاووس.. المنجز.. كانت هذه كلها ألقاب تطلق على رؤساء الوزارات.. ألقاب تدل عليهم وعلى نفوذهم.. وما يقومون به من أعمال صعبة ومرهقة وما ينجزونه من مشروعات كبيرة.. وكان مضحكا ومؤسفا فى الوقت نفسه أن أسمع لقب «البسكوتة» يطلق على رئيس وزراء.. وهو ما فعله الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق وهو يتحدث عن رئيس وزراء الثورة الدكتور عصام شرف.

لقد نجحت الثورة التى قام بها ملايين الشباب.. الذين قدموا أفكارا جديدة ورؤى جديدة ليس فى السياسة فقط ولكن فى الحياة بشكل عام.. وكان مهما أن يتم اختيار من يدير البلاد فى هذه المرحلة.. وكانت المشكلة أنه لم يخرج أحد من الثوار ليتولى القيادة.. فكلهم شباب.

قبل أن يتنحى مبارك كان قد عين أحمد شفيق رئيسا للوزراء.. وكانت للرجل إنجازات واضحة فى المطار.. ويمكن أن نعتبره التلميذ النجيب لمبارك عندما كان قائدا للقوات الجوية.. فقد نجح وإلى حد بعيد فى عزل هذا السلاح عن الجيش باعتباره ملكية خاصة للرئيس.

وهنا سر أعتقد أنه ينشر للمرة الأولى، فقد كانت عائلة الرئيس تميل إلى أن يتولى أحمد شفيق منصب نائب الرئيس بدلا من عمر سليمان، لأنهم كانوا على ثقة أنه سيسلم المنصب بعد ذلك لجمال مبارك.. لكن حتى وجود أحمد شفيق كرئيس للوزراء أغضب الثوار ولم يسكتوا عليه إلا بعد أن رحل.. ولا فرق بعد كونه قدم استقالته أو أن هناك من أجبره على ذلك.

لكن ما هو الفارق بين أحمد شفيق وعصام شرف؟

من الناحية الشكلية إذا كان أحمد شفيق حلف اليمين أمام مبارك، فعصام شرف فى وقت من الأوقات حلف اليمين أمام مبارك عندما تولى وزارة النقل فى منتصف العام 2004.. ومن الناحية الشكلية أيضا هناك فارق لصالح أحمد شفيق الذى لم يكن عضوا فى أمانة السياسات.. بينما كان شرف عضوا فيها.. ولا أدرى على أى أساس اختاره الثوار.. هل كانوا يجهلون أنه كان عضوا فى أمانة السياسات؟

حقيقة الأمر فإن عصام شرف رجل طيب ومحافظ ومتدين.. تغلب عليه طبيعته الرومانسية.. وهو ما جعل كثيرين يصفونه بأنه لم يكن قويا بما فيه الكفاية ولا قادرا على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.. وإذا عرفنا أن كل وزراء شرف لا يقدمون ولا يؤخرون فهو أمر طبيعى.. فإذا كان رب البيت بالدف ضاربًا.

وهناك من المواقف ما يؤكد ذلك.. ففى أحد اجتماعات مجلس الوزراء طلب منه أن يأخذ قرارا بالأمر المباشر لشراء سيارات للشرطة.. فخاف أن يحاسب فيما بعد.. ولم يهتم بأن البلطجية يهاجمون أقسام الشرطة بالفعل.

أما الموقف الثانى فقد وافق المجلس العسكرى من حيث المبدأ على أن تحدث تسوية مع رجال الأعمال الشرفاء الذين لم يتورطوا فى قضايا خيانة.. لكنه قال لا.. ولا أدرى لماذا؟ فهناك طول الوقت حالة من النفاق للشارع وللإعلام بلا مبرر.

عندما كان عصام شرف وزير نقل لم يدافع أبدا عن صلاحياته أو اختصاصاته.. فالطرق والكبارى كانت تحت سيطرة إبراهيم سليمان.. والطيران فى يد أحمد شفيق.. ولم نعرف له تخصصا ولا ما الذى يجب أن يكون مسئولا عنه.. قلنا النقل البحرى فقيل إن من أخرجه من الوزارة كان ممدوح اسماعيل.. وهو ما لم يكن صحيحا فقد خرج من الوزارة فى ديسمبر 2005 ومصيبة العبارة حدثت فى فبراير 6002.. ما آلمنى فعلا أننى عندما سألته عن ممدوح اسماعيل أنكر أنه يعرفه تماما.

فى الوقت الذى كان فيه عصام شرف وزيرا للنقل كانت هناك جريمة تحدث ولم يفتح فمه ولو بكلمة واحدة.. وهى جريمة ميناء العين السخنة، كان هناك شخص مجهول.. قبطان بحرى أردنى اسمه أسامة الشريف، منحته عائلة مبارك امتيازا على البحر الأحمر لميناء السخنة لمدة 25 سنة.

كون الشريف شركة للإدارة ودفعت الحكومة 200 مليون جنيه ليكمل باقى منشآته، ووجدنا أسامة الشريف يبيع 90% من شركته لإدارة موانئ دبى بحوالى 800 مليون دولار، ولم يفتح عصام شرف فمه.. بل ابتلع لسانه ولم يتكلم عن الفساد.

الغريب أن محمد منصور وزير النقل الذى جاء بعده وهو رجل أعمال هو الذى فتح ملف القضية وأعاد الأموال التى دفعتها الدولة.. بل كان هناك شرط وهو أن الدولة لا تقيم أى ميناء على البحر الأحمر إلا بموافقة الشريف، لكن محمد منصور استطاع أن يلغى هذا الشرط تماما.

وهو فى الوزارة لم نسمع عنه شيئا، لم يعترض على فساد.. ولم يحارب تجاوزا.. بل إنه لم يتحدث فى الصحف عما جرى بعد خروجه من الوزارة كما فعل آخرون.. لكن وجدناه فجأة فى ميدان التحرير أيام الثورة.. ولما أصبح رئيسا للوزارة وقف فى الميدان مرة أخرى إلى يمينه رمز إخوانى وإلى يساره رمز إعلامي.. وعندما بدأ العمل وجدناه بالفعل مثل البسكوتة.. فقد وصفه يحيى الجمل بدقة.

أهم ما فى رئيس الوزراء البسكوته أنه غاوى تصوير.. ينزل يأكل فول وطعمية مع أسرته ويستدعى كاميرات التصوير لتسير خلفه، ويخرج علينا ليقول إن ابنه دفع مخالفة مرورية.. ثم إنه دائما على سفر وكأن السفر هو الذى سيحل مشاكل مصر كلها.

لذلك كله فقد المصريون تفاؤلهم به وبدأوا يمارسون معه سلاحهم الذى لا ينفد وهو السخرية.. فقالوا إنه ينفع مطرب لأنه يشبه عبدالحليم حافظ فى رومانسيته بالطبع.. ووجدتنى أتذكر جملة توفيق الدقن الشهيرة «أحلى من الشرف مفيش».. لتصبح مانشيتا فى «الفجر».. لكن بما يناسب الواقع: فـ«أسوأ من شرف مفيش».. والقافية تحكم كما يقولون.

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : ابراهيم كامل أستاذ الجامعة الذى سيطر على مبارك بعشرة طاولة

68

الاسم : إبراهيم أبو العيون أحمد كامل

تاريخ الميلاد: 13 يونيه1941م - القاهرة.

المؤهل الدراسى : حاصل على الدكتوراة من أمريكا 1965م وعمل استاذا بكلية التجارة جامعة القاهرة لمدة 3سنوات.

المهنة : رجل أعمال وعضو الهيئة العليا للحزب الوطنى الديمقراطى.

خطط للتوريث.. وأذاق جمال مبارك

حلاوة أول قطفة من البيزنس

إبراهيم كامل

فى المؤتمر الأخير للحزب الوطنى وقف رجل الأعمال وعضو الأمانة العامة فى الحزب وسط مجموعة من رؤساء التحرير، قال لهم: حرام عليكم الراجل تعب خلوه يستريح.. سيبوه يعيش سنينه الأخيرة فى راحة ومن غير إزعاج.

من تحدث كان رجل الأعمال إبراهيم كامل، أما الرجل الذى يجب أن يستريح فكان مبارك.

لكن السؤال: هل كان مبارك يريد أن يستريح فعلا؟.. لقد كانت هناك خطة للتوريث تبدأ فى أول مارس الماضى، كانت ستخرج مجموعة من الصحفيين الكبار ورؤساء التحرير وبعض المحللين ليتحدثوا عن التجديد والتحديث، وأن الرئيس أدى دوره، ويجب أن يراقب التطوير من بعيد.

كانت هذه هى الخطوة الأولى، أما الثانية فكان موعدها 15 مايو يخرج فيها مبارك شخصيا ليقول إنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة.. وبعد شهرين يرشح الحزب جمال مبارك للرئاسة.

لكن يظل السؤال هو: هل كان مبارك مستعدا لأن يتنازل ويكون رئيسا سابقا؟

ما أعرفه عن مبارك أنه لم يكن ليقبل بلقب رئيس سابق، ولأنه كان سيخرج ويعلن فجأة أنه سيترشح للرئاسة، ولديه أسبابه، فقد كان يخاف على ابنه من القتل إذا ما ترشح، ثم إنه كان يعرف أن نجله لا يملك قدرات ترقى به لرئاسة مصر، كما أنه كان يعرف أن موقف الجيش صعب من ابنه.

وهنا يظهر سؤال آخر: هل كان مبارك سينجح فيما يخطط له؟.. أعتقد وأتحدى أن يكذبنى أحد أن مبارك كان سيجرى عليه انقلاب أبيض داخل قصره، كان جمال بمساعدة الهانم وزكريا عزمى وأطراف أخرى سيجبرون مبارك على أن يترك الترشيح لجمال.

لقد وصلت خطة التوريث إلى مرحلة الجنون، وكانت هناك أطراف سياسية واقتصادية تصر على إتمام التوريث حتى نهايته لأن مصالحها كانت تتعلق بنجاحه.. لقد عاملوا جمال مبارك خلال السنوات الأخيرة على أنه الرئيس الفعلى للبلاد.. وكان الشيء الغريب أن العنصر الوحيد الذى لم يدخل فى حسابات صناع سيناريو التوريث هو الشعب المصرى الذى لم يعمل أحد حسابا لإرادته.. وهى الإرادة التى أسقطت حسنى مبارك وأنهت أسطورة التوريث تماما.

كان من أهم الداعمين لسيناريو التوريث رجل الأعمال إبراهيم كامل.. وهو أستاذ جامعى درس فى أمريكا، تعرف على أسامة الباز هناك وأصبحا صديقين، وعندما عاد حاول أن يعمل فى الجامعة، لكن يبدو أن الجامعة لم تكن على قدر طموحه.. ليقرر أن يتركها ليتفرغ للبيزنس.

كان والده يعمل فى جمع زهور الفل والياسمين ويحولها إلى زيت تمهيدا لكبسها وتحويلها إلى عجينة، وهى العجينة التى كانت تباع للاتحاد السوفيتى وبعض الدول الأوروبية لتصنيع العطور منها، بعد موته فشل إبراهيم فى إكمال مسيرة والده.

اتجه ابراهيم كامل اتجاها آخر.. ليجد فى طريقه جمال مبارك، كان كامل قد عمل فيما يمكن أن نطلق عليه بيزنس الصفقات المتكافئة، وربما تكون أو قطفة بيزنس لجمال مبارك عن طريق ابراهيم كامل من هذه الصفقات.

اشترك ابراهيم كامل مع جمال مبارك فى تأسيس ما يسمى بالمركز المصرى للدراسات، وهو المركز الذى كان غطاء للقاءات جماعة الوريث، ومن هنا بدأت فكرة أن يأتى جمال مبارك رئيسا لمصر خلفا لأبيه.

لم يكتف إبراهيم كامل بعلاقته بجمال مبارك، فمن خلال صداقته بأسامة الباز وعلاقة البيزنس التى تربطه بجمال وصل إلى مبارك.. رأس الرئيس مباشرة.

عرف إبراهيم كامل أن مبارك غاوى طاولة.. وكان فخورا جدا أنه يلعب مع الرئيس.. والحقيقة أن جلسات الطاولة هذه كانت سببا فى أن يصبح ابراهيم كامل مقربا من مبارك، وهو القرب الذى جعل بنك القاهرة يعجز عن مطالبته بديونه التى وصلت إلى 2 مليار جنيه.

كان إبراهيم كامل يساند التوريث بكل ما يملك، فلم يكن لديه حل آخر.. فلو جاء رئيس آخر غير جمال فيمكن أن تنهار امبراطوريته.. فقد كان يحصل على كل شيء.. أعطوا له تقريبا الساحل الشمالى و17 ألف متر فى قرية غزالة ومطار العلمين وكل هذه ببركة لعب الطاولة.. وحتى يمنحوه قوة أكبر.. جعلوه رئيس جمعية مستثمرى الساحل الشمالى.

وعندما اختير موقع الضبعة بعد أكثر من 5 سنوات من الدراسات والأبحاث وتحليل التربة وحركة الرمال وأماكن تخزين النفايات.. وهى الدراسة التى تكلفت من 400 إلى 600 مليون جنيه لتكون مقرا للمشروع النووى المصرى، كان من سوء الحظ أنها كانت على أطراف قرية غزالة التى يملكها كامل.. وهى قرية يسكنها كبار فى الحزب والحكومة والصحافة والشرطة.

انزعجوا بشدة من أن المفاعل النووى سيكون بجوارهم.. وهنا دخل إبراهيم كامل بكل ثقله ليمنع إنشاء المفاعل النووى فى أرض الضبعة.. كان شعاره يا جماعة خلينا نبيع الأرض دى ونكسب من 10 إلى 12 مليار.. وبها نمول مشروع المفاعل النووى.

لم يكن هذا الكلام مناسبا لا من أستاذ جامعة ولا من سياسى يساند جمال مبارك فى مشروع التوريث، لكنه بدأ حملة قوية ضد مشروع الضبعة، وبعد 5 شهور عقد اجتماع بلجان مجلس الشعب ولجان الحزب.. وبشكل علنى أعلن مبارك لصديقه المقرب وربما للمرة الأولي: انسى الضبعة يا ابراهيم.

لم ييأس إبراهيم كامل، دعا محمود الجمال حما جمال مبارك ومحمد عبد السلام المحجوب باعتبارهما من أعضاء جمعية مستثمرى الساحل الشمالى.. على الغداء فى قرية غزالة.. وهم على الغداء قال لهم: حرام نهدر هذا المنظر الساحر.. إحنا ممكن نعمل مارينا تانية.. وغزالة رابعة.

نشرت ما جرى فى هذا اللقاء، فكلمنى محمود الجمال وقال لي: أنا جرى تضليلى.. ولا ناقة ولا جمل لى فى الموضوع.. وهو ما كرره عبد السلام المحجوب أيضا فقد قال لي: لقد جرى استخدامى.

لقد ظل إبراهيم كامل يدافع عن مبارك حتى النفس الأخير.. لأنه فى الحقيقة كن يدافع عن نفسه.. وعندما خرج مبارك فى 1 فبراير يتحدث للشعب المصرى بعاطفية شديدة.. خرج كامل ليعلن أنه سينظم مسيرة تأييد للرئيس مبارك فى ميدان مصطفى محمود.. وفيها وقف إلى جواره عمر طنطاوى صديق جمال مبارك وعدد من رموز الحزب الوطنى.. وهو نفس اليوم الذى وقعت فيه موقعة الجمل الذى أحيل كامل على ذمتها إلى محكمة الجنايات.

والآن.. لو تمكن إبراهيم كامل من الحصول على البراءة فى موقعة الجمل.. فمؤكد أنها لن يراها فى موقعة بنك القاهرة.. فعليه أن يسدد عدة مليارات بفوائدها.. وإن لم يستطع.. فليس عليه إلا أن يسدد ديونه خدمات فى السجن.

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : رفعت المحجوب أستاذ الجامعة الذى كان يخضع له الرئيس

67

كان من المفروض أن يُعيّنه مبارك نائبًا له.. لكن قوة خفية منعت ذلك

لو عرفتم كثيرًا أو حتى قليلاً مما يجرى خلف الكواليس السياسية فى مصر - كما أعرف - لغضبتم كثيرًا من ملك الموت.. لأنه أخذ منا مثلاً الدكتور رفعت المحجوب.. الرجل الذى مات برصاص إرهابي.. كان المحجوب رجلاً سياسيًا كبيرًا جدًا من أيام الاتحاد الاشتراكى فى عهد جمال عبد الناصر، وبعد حرب أكتوبر 1973 هو الذى أعد الورقة الشهيرة المعروفة بورقة أكتوبر.. والتى كانت ورقة سياسية أدت بمصر إلى الانتقال من مرحلة المنابر إلى مرحلة الأحزاب.. والحقيقة أن حسنى مبارك كان يحترم الدكتور رفعت المحجوب جدا.. ولن أبالغ إذا قلت إنه كان يخاف منه.. كان يعمل له ألف حساب.. كان يسمع كلامه بشكل واضح.. فى القوانين وفى السياسات العامة وفى ترشيح رؤساء الحكومات.كان رفعت المحجوب رئيس مجلس شعب «مالى مكانه»، كما يقولون.. لكنه فى النهاية اغتيل.. وقيل: إن الجماعة الإسلامية هى التى قتلته.. لكن الحقيقة أن المحكمة العسكرية التى حكمت وحاكمت المتهمين برأتهم جميعا.. وشبه المؤكد الآن أن قوة خفية هى التى قتلت رفعت المحجوب لأنه كان مرشحا بقوة أن يكون نائبا للرئيس.. بل إن مبارك كان على وشك أن يصدر هذا القرار لأنه كان يراه الأنسب للمنصب.. لكن يبدو أنه كانت هناك قوى داخلية وأخرى خارجية قررت القضاء وبشكل نهائى على رفعت المحجوب.. بقتل رفعت المحجوب اختفى نجم حقيقى من نجوم العمل السياسى فى مصر.. والرجل كان أستاذى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. كان العميد بتاعي.. وطلب منى بالفعل بسبب تفوقى الدراسى أن أذهب لأحلق شعرى وألبس بدلة من أجل تعيينى معيداً فى الكلية.. لكننى فضلت الصحافة، ووقتها شاغبته وناورته وقلت له: لو أنا معيد عندك هفضل طول عمرى تحت أمرك.. لكن لو أنا صحفى هقدر أكلمك وأهاجمك وأجيلك فى أى وقت وأنت هتعمل لى ألف حساب.. ولم يكن ما قلته بالطبع إلا مشاغبة من تلميذ لأستاذه.

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : منير ثابت شقيق الهانم التى انتقمت من عبد المنعم عمارة لأجله

66



مبارك كان يرى أن نسيبه محدود القدرات العقلية
■ منير ثابت
شقيق سوزان مبارك
■ تاريخ الميلاد: 1936
■ مكان الميلاد: قنا
■ المؤهل: بكالوريوس فى العلوم العسكرية والملاحة الجوية
■ الوظائف: رئيس الشركة المصرية لخدمات الطيران
رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية
كان ممنوعًا ومحرمًا أن يفتتح أحد محلا أو مقهى أو مطعمًا فى المسافة التى تفصل بين بيت الرئيس السابق حسنى مبارك فى مصر الجديدة ومطار القاهرة.. لكن فجأة وبدون مقدمات وجدنا محل ملابس فخمة اسمه «إيجو» يفتح أبوابه فى طريق العروبة.
لم تكن للمحل رخصة ولا سجل تجاري.. وكان طبيعيا أن نعرف أن المحل ملك طارق وخالد ابنى منير ثابت.. شقيق سوزان زوجة الرئيس.
من قدر مبارك أن عائلة زوجته كانت أقوى منه.. ولذلك وجدنا أسماء كثيرة من عائلة سوزان تطفو على سطح الحياة السياسية والعامة، وفى الوقت نفسه لم نسمع اسمًا واحدًا من أسماء عائلة مبارك.. وعندما حدث ذلك كانت الأسماء قليلة ومحترمة.
وهذا يجعلنى أعود نحو سنة إلى الوراء لأفتح ملف القضية رقم 20 لسنة 1960 أحوال شخصية محكمة شبين الكوم الجزئية بتاريخ 4 مايو، وهو نفس تاريخ ميلاد مبارك.. فى هذا التاريخ تقدمت سيدة تدعى نعيمة محمد محروس للقاضى طالبة نفقة من ابنها محمد حسنى مبارك.. الذى كان مرتبه صغيرا وقتها، وبالفعل دفع للأم 340 قرشًا من باب الود.
شيء غير هذا تماما حدث مع عائلة سوزان.. كان مبارك يكبر وكانت عائلة ثابت تزداد شراسة وقوة ومالاً.. كان مبارك ينظر إلى منير ثابت شقيق زوجته على أنه تلميذ محدود القدرات.. وكان قد قابله عند الفنان أسامة عباس الذى كان جارهم فى مصر الجديدة.. لم يكن يتكلم ورآه مرة فى محاضرة كان مبارك يلقيها فى مكان مفتوح فوجده أيضا لا يتكلم مع أحد.
عندما ترك منير ثابت الخدمة أسس شركة لخدمات الطيران، والطريف أنه فى اليوم الذى حصل على الرخصة أو السجل التجارى لشركته أخذ أول عملية من وزارة الطيران، لكن الأهم من هذا كان ملف الخصخصة، ويمكن أن نتصفح ملفًا واحدًا لنعرف ما الذى جري.
الملف يخص «يونيتد كابيتال» وهى شركة مساهمة تأسست طبقا لقانون الاستثمار رقم 8 لسنة 1997 بسجل تجارى رقم 31547 وحصلت على ترخيص من هيئة سوق المال للاكتتاب.. كان لهذه الشركة وظيفة خفية وهى بيع شركات القطاع العام.. وكان المساهمون فيها عصابة منير ثابت الذى كان له 20%.. وصديقه الأنتيم ماجد المنشاوى كان له نصيب كبير فى الشركة.
ماجد المنشاوي، هذا خريج كلية التجارة وكنت تجده فى كل وأى مكان.. وقد رأيته مرة وكنت مسافرًا مع عاطف عبيد إلى دمشق، وجدته يتحدث معه فى بعض المطالب التى تتعلق بالتوظيف، وعرفت أنه كون هو ومنير ثابت ومجدى راسخ شركة لعمل مراكز تسويق كبرى «مولات» خارج القاهرة.. واختاروا المنصورة التى غضب التجار بها.. ولم تنقذهم إلا الثورة.
كان حاتم الجبلى مساهمًا أيضا فى هذه الشركة بـ20% وكان معهم فريد إبراهيم بـ20% أخري.. ولكن كان هناك مساهم آخر اكتسب من أنه كان المسئول عن مكتب عاطف عبيد.. وكان مسئولاً عن قطاع المال والخصخصة وهو محسن صادق.. وعندما تعرف القائمة التى تعمل فيها هذه الشركة يمكن أن تصاب بالذهول.. فقد كانت تعمل فى 71 شركة غزل فى 16 قطاعًا منها 5 شركات فى قطاع الغزل والنسيج.. و4 شركات فى قطاع تجارة المنسوجات، وعلى رأسها عمر أفندى وصيدناوي.. كما اقترحوا كذلك بيع شركات الأدوية.
بعد أن تنحى حسنى مبارك كان أن اختفى منير ثابت تمامًا.. ولم يظهر فى أى مكان.. لا فى النادى ولا فى البيت ولا فى شرم الشيخ ولا حتى مع شلته المقربة منه.. كان منير ثابت وبحكم علاقته بمبارك صاحب مواقف غريبة وطريفة فى الوقت نفسه، حكى لى أحد رجال الأعمال أنه عمل مسابقة فى شرم الشيخ، وكان فيها سحب على سيارة فخمة جدا، وكان منير موجودًا فى القاعة التى تجرى فيها المسابقة، وكان الكل يعرف أنهم سيجرون قرعة على من يربح السيارة.. وكان الكل يعرف أيضا أنه سيكون منير ثابت ولا أحد غيره.
فى عام 92 كنت قد سافرت مع الدكتور عبد المنعم عمارة إلى جنوب إفريقيا بعد سقوط النظام العنصرى بها.. وقتها حضرت ماتش السوبر.. رغم أنه ليس لى تقل على ماتشات الكرة.. عندما عدنا إلى القاهرة عن طريق باريس وقبل أن تمر 48 ساعة وجدت الدكتور حسن مصطفى يطلبنى ويطلب مقابلتى فى مكان خارج المكاتب.. يقصد بعيدًا عن أى تسجيلات محتملة.
ولما قابلته قال لى حاجة غريبة جدا، فقد كلمه جمال عبد العزيز سكرتير الرئيس مبارك وقال له: انت وعادل حمودة بتشتموا الرئيس مبارك.. فيه حد كنتم بتتكلموا معاه ونقل الكلام ده لمنير ثابت.. وهو نقله لمبارك.. والدكتور عبد المنعم عمارة أكد الواقعة.
قلت للدكتور حسن مصطفى أنت المقصود بالكلام ده يا دكتور مش أنا.. وبالفعل وبعد فترة قصيرة جدا حدث صراع حاد على رئاسة اللجان الأوليمبية بين حسن مصطفى ومنير ثابت.
ومن بين ما يذكر أن عبد المنعم عمارة عندما جاء فى العام 1991 لينظم الدورة الإفريقية دخل منير ثابت على الخط وأراد أن ينظم الدورة، لكن مبارك انحاز لعبد المنعم عمارة لأنه كان يعرف إمكانيات نسيبه الحقيقية.. ولم يفعل منير شيئا إلا متابعة بيع التذاكر، وهو ما أغضب سوزان جدا.. ولم تنسها لعبد المنعم عمارة وظلت خلفه حتى أخرجته من الحكومة رغم أن مبارك كان مقتنعًا بإمكانياته.. لا يزال هناك ما هو أغرب فعندما خلا منصب رئيس اللجنة الأوليمبية بوفاة الدمرداش التوني.. تقدم عبد المنعم عمارة ومنير ثابت وحسن مصطفى للانتخابات.. فاتصل مبارك بعمارة وقال له: يا منعم اطلع من الموضوع وسيبه لمنير.. وبالفعل طلع منها عمارة وتولى حملة الدعاية لمنير فى الانتخابات الدكتور كمال الجنزوري، بمساعدة ودعم ورعاية من سوزان مبارك.





















سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : أسامة الباز معلم مبارك السياسى الذى غدر به ابن الرئيس

65

كان الموقف دالاً وكافيًا لتعرف من هو الرجل

الأسم: د. أسامة الباز

تاريخ الميلاد: 1931

المؤهل: ليسانس حقوق وحاصل على الدكتوراة فى القانون

شارك فى مفاوضات كامب ديفيد

المستشار السياسى للرئيس المخلوع

لا ينتمى لأى حزب أو جماعة

فى الثمانينيات كنت صحفيا صغيرا، جمعتنى رحلة عمل مع اثنين من الدبلوماسيين فى مؤتمر بإحدى الدول الإفريقية، فى المطار سرقت حقائبنا، ووجدنا السفير المصرى فى هذه الدولة يقول لنا ببساطة: متأسف الشنط بتاعتكم بتتباع دلوقتى فى سوق الحرامية.

لم يكن أمامنا إلا أن نشترى ملابس جديدة، وبالفعل اشترى الدكتور أسامة الباز بـ100 دولار.. واشتريت أنا بـ50 دولارًا.. أما الدكتور بطرس غالى فقد اشترى بـ1500 دولار كاملة.. فقال له أسامة الباز: «تستاهل إنت جى تستعرض.. كان كفاية عليك قميص وبدلة».

كان هذا مؤشرا على أننى أمام شخصية متواضعة دون أن تدعي.. ومن بين ما جرى أن أول حوار أجراه الدكتور أسامة الباز فى الصحافة كان معي.. ونشرته فى مجلة «روزاليوسف».. وقتها كنت فى منظمة الشباب وجرت تغييرات فى المكتب السياسى للمنظمة.. ووقتها كان مسئولا عن العلاقات الخارجية.. وقد عرفته وعاصرته خلال ثلاثة عقود عمل فيها فى مطبخ السياسة المصرية وبالقرب من رأس الدولة مباشرة.

جذب أسامة الباز الأضواء إلى اسمه وشخصيته بسبب مشاركته مع الرئيس السادات فى مفاوضات كامب ديفيد بأمريكا.

ومن نوادر من يحكى عما جرى فى كامب ديفيد أن المشاركين فى المفاوضات كانوا يخافون على السادات من ضغوط أسامة الباز، ووصل الأمر إلى أن اعتقدوا ذات مرة أن السادات مات بالفعل من ضغوط أسامة، وذهبوا إلى مكان إقامته ليطمئنوا عليه.

لم تكن الأضواء فقط هى التى أتت لأسامة الباز بعد مفاوضات كامب ديفيد، ولكنه عاد منها وهو المستشار السياسى للرئيس السادات.. وهو المنصب الذى لازمه بعد ذلك فى عهد الرئيس مبارك.. وهو كذلك المفتاح الذى يمكن أن نفتح به أسرار العلاقة بينهما.

كان أسامة الباز، وبدون مبالغة، المعلم السياسى المباشر لمبارك، ومؤكد أنه يسأل نفسه الآن: كيف فشلت فى تعليم هذا الرجل؟.

عرف أسامة الباز عن مبارك من البداية أنه عنيد جدا، وأنه لا يقرأ.. وكل قراراته التى يأخذها تعتمد على السماع لا على الدراسة.. ولا يمكن لأى حاكم مهما كانت قدراته أن يأخذ قرارا على السمع، ولذلك كان أسامة الباز كثيرا ما يتصل بمبارك ويقول له: «كلامك مش مضبوط وكان لابد أن يعرض بالطريقة الفلانية».. كان يتعامل معه طوال الوقت بمنطق المعلم.

وأذكر أننى عندما فجرت «فضيحة على النيل».. وهى الحملة الصحفية التى كشفت وجوها مصرية وسعودية على هامش فضيحة أخلاقية، وجدتنى أتعرض لضغوط هائلة وتهديدات بخطف بناتي، وشتائم تحاصرنى من كل مكان.. طلبت وزير الداخلية وقتها حسن الألفي.. فلم يقدم لى شيئا.. طلبت من الجنزورى أن يتدخل لإيقاف هذه المهزلة.. وكأننى لم أقل شيئا وكأنه لم يكن مسئولا.. بل بالعكس زادت التهديدات والشتائم.

وكان الحل أن أمارس التصعيد.. أن أصدر كتابا عن القضية رغم أنها لم تنته بعد.. والتهديدات أصبحت سعودية وسافرة من عبد العزيز الإبراهيمى الذى كان يملك فندق الميريديان وتزوج من الفنانة شيرين سيف النصر.. وكانا بطلى القصة من بدايتها.

نشرت الكتاب.. وبعد يومين فقط وجدت اثنين يتصلان بى لمقابلة أسامة الباز.. كانت هذه أول مرة يطلب أن نتقابل.. وكان أول ما قاله وبشكل صارم وكأنه لم تكن هناك معرفة أو ود سابق بينى وبينه: «الرئيس مبارك هيرفع عليك قضية إهانة رئيس دولة صديقة».

قلت له: «لو فعلها فسوف يوفر عليّ مجهودا كبيرا وسأدخل التاريخ لأننى سأكون أول صحفى يرفع عليه رئيس الجمهورية قضية بسبب رأيه».

كنت أشعر بأن مبارك يتابع لقائى بالباز عبر الكاميرا.. وقلت له: يا دكتور إنت علمتنا المفاوضات.. أنا عملت الكتاب علشان أتفاوض معاكم.. الـ27 قضية اللى رفعتها شيرين سيف النصر تتنازل عنها.. وأطلب حمايتى وحماية أسرتى بشكل شخصي.. وخصوصا أن رئيس مباحث العاصمة قبض على شاب من أمام بيتى ومعه مية نار وقال لى إنه يستهدفنى ويستهدف أسرتي».

رد الباز على الفور: «كفاية كده».

قلت له: «لو لم تتم الاستجابة لطلباتى هاعمل مؤتمر صحفى وأكشف فيه كل حاجة حدثت معي».. وانتهت المقابلة، وبعد ثلاث ساعات فقط وجدته يتصل بى ويقول لي: «موافقين ونعدك بحمايتك أنت وأسرتك».

الغريب أن هذا الرجل الأسطورى بالفعل كان راتبه فى رئاسة الجمهورية 400 جنيه.. وآخر تجديد له وصل الراتب إلى 600 جنيه فقط.. لكن هذا لم يمثل مشكلة فى حياته، فلم يكن يحب المال ولا الجاه.. لم يستخدم صالة كبار الزوار فى المطار.. رغم أنه كان من هؤلاء الكبار.. بل كان أكبرهم شأنا ومقاما.

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : كمال الشاذلى.. رحلة برلمانى شهير من «عجلة الباجور».. إلى قصر مارينا

64

كتبت عن نهاية خرافته.. فتحول إلى «فيل هائج»

الأسم  : كمال الشاذلى

تاريخ الميلاد : 1934

مكان الميلاد: مصر - الباجور - المنوفية

تاريخ الوفاة 16 نوفمبر 2010

تعلم كمال الشاذلى السياسة ولعبة الانتخابات وأسرار البرلمان على يد نوال عامر البرلمانية القوية والتى تزوج شقيقتها بعد ذلك.. هى التى نقلته من مجرد محامٍ فى الأرياف إلى أن يصبح عضوا فى البرلمان.. من رجل يتحرك بعجلة فى طرقات الباجور إلى صاحب قصر فى مارينا.

وصل به الحال إلى أنه كان واحدًا من أعمدة حكم مبارك.. أو بدقة أكثر كان أحد الفرسان الثلاثة الذين يديرون البلد ويتحكمون فيه.. إبراهيم سليمان فى الحكومة.. زكريا عزمى فى الرئاسة.. وكمال الشاذلى فى البرلمان. لكننى دخلت فى جملة مفيدة مع كمال الشاذلى فى العام 2000.. كان الرجل فى عز قوته.. كان الأقوى والأهم والأخطر فى مصر.. يسيطر على مجلس الشعب.. وفى انتخابات 2000 فاز بمقعد البرلمان بالعافية.. قبل إعلان النتيجة بساعات أعلنوا أنه سيدخل الإعادة.. وبدأت تتكشف حقيقة كمال الشاذلي.

لم أقاوم إغراء أن يكون مانشيت العدد الأول من جريدة «صوت الأمة» التى أصدرتها فى العام 2000 هو: «سقوط خرافة كمال الشاذلي».

قرأ الشاذلى ما كتبت فجنَّ جنونه.. تحول إلى فيل هائح ، بدأ يشتم ويسب ويلعن.. هدد بإيقاف الجرنال.. لكن كل ما استطاعه أن هدد رجال الأعمال وكان بعضهم فى البرلمان أو فى مجلس الشوري، ومنعهم من أن يعطوا الجريدة أى إعلانات.. لكن الجريدة استطاعت أن تقف على قدميها.. فقد كان ما نكسبه من التوزيع أكثر من عائد الإعلانات التى منعها.

ولم تكن هذه أول مرة أتعرض لكمال الشاذلي.. فعلت ذلك مبكًرا جدًا.. كنت أعرف أنه جاء من الباجور يركب العجلة حتى وصل إلى أول مركز فى القاهرة ليركب بعد ذلك تاكسى بالنفر.. لكنه عندما عاد إلى الباجور.. عاد على قصره الذى كان يطلق عليه البيت الأبيض.

رجع كمال الشاذلى إلى الباجور ومعه مرسيدس.. بل كان هناك أكثر من ذلك فقد عاد ومعه توكيلات المرسيدس فى شركات القطاع العام.. وهو ما جعلنى أفتح ملفات المحاسيب.. وكان ذلك فى ما بين 92 و93.. كتبت عن أبناء الوزراء والوزراء الذين كونوا ثروات.. وأشرت من طرف خفى إلى استغلال النفوذ.. وكانت الرقابة الإدارية تعمل دون ضغوط ضخمة كما حدث فى سنوات مبارك الأخيرة. وصلت تقارير من الرقابة الإدارية عما يفعله أبناء صفوت الشريف وكمال الشاذلى على وجه التحديد.. ووجدت الرئيس يتصل بى تليفونيًا الساعة الثامنة صباحًا ليقول لى الجملة التى سمعتها منه كثيرًا:لو الكلام ده مش مظبوط هقطع رقبتك.. وقد ظل مبارك يردد هذه الكلمة فى كل مناسبة حتى وصل الفساد إلى الدرجة التى كتبت نهاية مبارك شخصيًا. وعندما جاء جمال مبارك، وأتى برجاله إلى الحكومة والبرلمان كان لابد أن يدخل رجال مبارك الأب إلى الجراج ، وأن يختفى كمال الشاذلى ويتلاشى تماما.. جاءت حكومة رجال الأعمال.. ظهر رشيد محمد رشيد ومحمود محيى الدين وأحمد المغربي، وكان ضروريًا أن يطيحوا بإبراهيم سليمان.. ولما جاء الطفل المعجزة أحمد عز الذى رمى شباكه على أمانة التنظيم بالحزب الوطنى كان لابد أن ينزل كمال الشاذلى من على المسرح وبأقصى سرعة.. وحتى أحمد نظيف لم يرغب فى بقائه وزيرًا فى حكومته فأطاح به من منصبه كوزير لشئون مجلسى الشعب والشورى.. وهو ما جعل الشاذلى يكره الأحمدين.. عز ونظيف.. أقصر وأطول مسئولين فى مصر. اقتربت من كمال الشاذلى خلال هذه الفترة، أو هو الذى اقترب مني.. كان لا يزال يصارع على السلطة، ولم يجد أمامه إلا خصومه القدامى وعلى رأسهم صفوت الشريف الذى خرج هو الآخر من وزارة الإعلام إلى مجلس الشوري، كان المغضوب عليهم يجتمعون ويحرضون على جمال مبارك ومجموعته.. وبعد أن ينتهى اللقاء كل منهم كان يلعب بمفرده ولحسابه الخاص.. هذا رغم أن كمال الشاذلى كان أول من فكر فى التوريث.. وأول من دفع بجمال مبارك إلى معسكرات الشباب.

فى هذه الفترة عرفت الكثير عما يدور فى البلد من كمال الشاذلي، حكى لى مرة عن الجراج الذى يوجد تحت مبنى أمانة الحزب الوطنى على الكورنيش.. أكد لى أن به سيارات فخمة وحديثة.. وأن باب الجراج يفتح بكود إلكتروني.. ولا يوجد كثيرون يعرفون أمر هذا الجراج.

وقد حدث بعد يوم 25 يناير.. أن فُتح هذا الجراج وخرجت منه السيارات الفخمة والحديثة.. ولا أحد يعرف أين اختفت.. ولا من صاحبه.. وهو موضع مغرٍ بالتحقيق.. رغم أن أحدا لم يلتفت له حتى الآن.. وكان هو من قال لي: إن أحمد عز سيتزوج من شاهيناز النجار ، ويجعلها تترك المجلس لتتفرغ له.

فى العامين الأخيرين له قبل وفاته أُصيب بمرض خطير فى الأمعاء.. سافر إلى أمريكا ليجرى عملية جراحية، لكن يبدو أن العملية لم تنجح فقد نتج منها ما يطلق عليه «تعقيد الجراحة»، وكان لابد أن يجرى عملية أخري.. وظل لفترة طويلة جدًا فى الخارج.. وقد فقد أكثر من ثلثى وزنه.. أو نصف وزنه على الأقل. وقد يكون من كرم ربنا لهذا الرجل أنه مات قبل أن يسقط نظام مبارك.. فقد وجد من يمشى فى جنازته.. ومن ينعيه.. ومن يقول فى حقه كلمة حسنة على طريقة اذكروا محاسن موتاكم.. لكن لا شيء يكتمل.. فأولاده الذين كانوا من المفروض أن يرثوا ما تركه من مال ومنصب وبرلمان.. وجدوا أنفسهم يرثون عن أبيهم قضايا الكسب غير المشروع.. فما زرعه كمال الشاذلى حصده أبناؤه.

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : مصطفى الفقى سكرتير المعلومات الذى كان يوفق بين مبارك ومصر كلها

الرئيس قال له: مش إنت اللى هتنظم لى دماغى

63

■ مصطفى الفقى

■ مكان الميلاد: الجيزة

■ تاريخ الميلاد: 1944

■ المؤهل: بكالوريس اقتصاد وعلوم سياسية

■ الوظيفة: سكرتير الرئيس للمعلومات

عضو سياسى بالحزب الوطنى

أمين معهد الدراسات الدبلوماسية

رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب

كان الرئيس مبارك يستيقظ من نومه مبكرا.. وفى مرة وهو داخل إلى مكتبه وجد 3 ملفات.. كل ملف منها بلون مختلف.. ملف باللون الأحمر وعليه خطير وعاجل.. وملف لونه أصفر للمناقشة.. والملف الثالث أخضر وعليه موضوعات تم حسمها وانتهت.. طلب مبارك سكرتيره للمعلومات وقال له: ما هذا الكلام الفارغ.. وقال له: مش إنت اللى هتنظم لى دماغى.

هذا السكرتير هو الدكتور مصطفى الفقى الذى كان نموذجا لجيلنا.. خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. تخرج قبلى فى الكلية.. هو خريج قسم سياسة وأنا خريج قسم اقتصاد.. كنا نسمع عنه ونحن طلبة باعتباره نموذجاً.. مثقفاً وذكياً ولماحاً وخفيف الظل.

كان عضوا لامعا فى منظمة الشباب.. وكان رئيساً لاتحاد الطلبة فى الكلية لقدراته السريعة فى تقديم الخدمات لمن حوله، وهو ما جعل عبد الناصر يعينه بقرار جمهورى قنصلا لمصر فى لندن.. وخلال وجوده هناك حصل على درجة الدكتوراه.. وكانت رسالته عن مكرم عبيد ودوره فى قضية الوحدة الوطنية.

وعندما عاد مصطفى من لندن تحمس له وبشدة الدكتور أسامة الباز ورشحه ليشغل منصب سكرتير الرئيس للمعلومات.. كان الفقى مدنياً من بين المدنيين القلائل فى المؤسسة.. وكان لذكائه وشطارته وخبرته وجاذبيته فى وسط المجتمع، وخاصة جاذبيته للجنس الآخر.. كان مثار اهتمام وغيرة من الآخرين وبالذات زكريا عزمى الذى لم يكن يحب مصطفى الفقى على الإطلاق.. فهو من الأساس لا يحب أحدا.

استمر مصطفى فى منصبه 8 سنوات.. كانت لديه قدرة مذهلة على الاتصال مع الناس، إذا حدثت مشكلة يقوم بسرعة بالتوفيق بين أطراف المشكلة.. كان مصطفى يوفق بين الرئيس وبين المجتمع كله.. وبعد أن ترك الفقى هذا المنصب تحول إلى منصب عادى جدا، يأتى السفير ويظل فيه أربع سنوات كأنه فى مهمة خارجية.

لقد قيلت أسباب كثيرة لخروج مصطفى الفقى من الرئاسة.. قيل مثلا إنه يتحدث كثيرا.. وقالوا إن لوسى آرتين كانت وراء خروجه، وقيل إن مشكلة وقعت بينه وبين الجامعة الأمريكية كانت السبب.. وأعتقد أن هذه كلها كانت أسباباً ظاهرية.. فالسبب الحقيقى كان الصراع داخل قصر الرئاسة.. وكذلك إصرار زكريا عزمى على أن «يكوش» على كل شيء حول الرئيس.. وأن يسيطر على الأفراد والسلطات داخل الرئاسة.

لم يخرج مصطفى من الرئاسة بشكل عادي.. كانت هناك مكيدة.. وعندما استدعاه عمر سليمان ليحدد مصيره فى مؤسسة الرئاسة تراهن جمال عبد العزيز وزكريا عزمي.. وكان زكريا حاسماً وجازماً فى أن مصطفى سوف يخرج من المؤسسة وهو ما جري.

بعد أن خرج من الرئاسة قابلته.. كان مصطفى وبمجرد أن يوجد فى مكان تتجمع الدنيا كلها من حوله.. لكننى وجدته وحيدا تماما.. وكأن الأرض انشقت وابتلعت كل الناس.. تناولنا الغداء معا فى النادى الدبلوماسي.. شكا لى مما جري.. ويومها كتبت مقالا فى مجلة روز اليوسف بعنوان: «بعد أن تذهب السلطة».

بعد أن نشرت المقال بأيام جمعتنى مناسبة مع الدكتور زكريا عزمي، وهى مناسبة كانت خاصة بدار الشروق، ووجدت رئيس الديوان يقول لي: إنت مجنون.. فيه حد يكتب عن واحد الرئيس مشاه.. عاوز تودى نفسك فى داهية.

عندما اختفى مصطفى الفقى من مؤسسة الرئاسة اختفت معلومات كثيرة.. كان يمكن أن تصل إلى الرئيس.. فقد حدث مرة ونحن نتناول العشاء.. وكان موجودا الدكتور عبد المنعم عمارة واللواء صبرى العدوى قائد الحرس وقت أن كان مبارك فى مجلس الشعب وأوشك أن يسقط على الأرض من الإغماء.

حكى لى صبرى العدوى الواقعة بتفاصيلها.. ماذا كان سيحدث لو جرى للرئيس شيء وهو فى مجلس الشعب.. أولا الطائرة الرئاسية ستكون جاهزة للإقلاع لنقله إلى أى مكان وفى أى لحظة.. وزير الداخلية سيتحول إلى قائد مرور العاصمة.. ويرفع كل ما يمكن أن يقابله ليكون الموكب أسرع.. والطائرة تكون على استعداد لأن تقلع من مهبط النادى الأهلى لنقله.

وعرفت من هو الأهم فى سلم من سيتخذون القرار.. وكانوا كالآتي: قائد الحرس الجمهورى ثم بعد ذلك القائد العام للقوات المسلحة وعمر سليمان ورئيس الحكومة ووزير الداخلية.. كان خارج القاعة التى يوجد فيها الرئيس كل رموز النظام ورؤساء تحرير مصر كلها، وأعضاء مجلسى الشعب والشورى وقيادات المؤسسات الصحفية القومية وقيادات المؤسسة الدينية من الكنيسة والأزهر.

وقتها تصرف زكريا عزمى بأن ترك الكاميرات كلها تعمل حتى لا تخرج أى شائعة عن الحالة الصحية للرئيس أو ما تعرض له.. وجدت صبرى العدوى يقول لى إنه كان غاضبا جدا من الدكتور زكريا عزمي.. فلو أن الدكتور مصطفى الفقى كان موجودا لنقل المعلومات بأمانة لمبارك.

ويكمل العدوي: كنت أتمنى أن ألعب هذا الدور.. لكن لم يكن لأحد أن يخرج أمام مبارك عن الدور المنوط به.. وكان مبارك مغمض العينين.. ولا يستطيع أحد أن ينقل له معلومة واحدة سيئة لأنه سيطرد.. وكان مبارك مغمض العينين بتقارير لا قيمة لها.

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : جودت الملط فارس مزيف فى معركة تطهير مصر من الفساد

62

ليس من العدل أن نحاسبه على شىء لم يكن فى يده

■ المستشار الدكتور جودت الملط

■ ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية 1956.

■ دبلوم الاقتصاد السياسى جامعة القاهرة 1958.

■ دكتوراة فى القانون بمرتبة الشرف الأولى جامعة القاهرة 1967.

■ عمل بالسلك القضائى لمجلس الدولة منذ عام 1956 حتى 30 يونيو 1999.

عندما تنظر إليه تجده يركب سيارة بالية جدا موديل 91.. ويسكن فى شقة عبارة عن 120 متراً.. هى الشقة التى تزوج فيها.. لكن عندما تبحث عنه ستجد أنه عمل مستشارا لرئيس دولة الإمارات لمدة 12 عاما براتب شهرى 60 ألف جنيه.. وتصل ذمته المالية إلى 40 مليون جنيه.. يستطيع من خلالها أن يركب سيارة فارهة ويعيش فى شقة فاخرة.

هو المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات.. وهو أحد قضاة مجلس الدولة المحترمين.. تدرج فى المناصب حتى أصبح رئيسا للمحكمة الإدارية العليا.. وفى 10 أكتوبر 1999 وصل إلى مكتبه فى الجهاز المركزى للمحاسبات.

فى كل سنة كنا نشاهد مشاجرة بين جودت الملط وبطرس غالي.. وكنا ننتصر للملط على حساب غالي.. لكن علمنا بعد ذلك أن الملط الذى كان يقدم تقريرا خاصا بالأداء الاقتصادي.. وكان يتكلم عن عجز الموازنة والتضخم والأموال الخفية فى مصر والأمور الخاصة ببطرس غالي.. ورغم ذلك لم يكن يتحدث عن أى فساد فى مؤسسات بعينها.. بل على العكس كان يتحدث كثيرا عن الرئيس مبارك وحكمته وقدرته على إدارة الأمور.. وهذا مسجل بالصوت والصورة فى جلسات مجلس الشعب.. لكن بعد الثورة بدأ جودت الملط يتحدث عن الفساد وكأنه هو الفارس الوحيد الذى يحارب الفساد.

لقد اكتشفنا أن كل ما قاله الملط عن فساد ما قبل الثورة لم يكن إلا نقطة فى بحر هادر.. ولم يكن هذا الفارس المغوار يجرؤ على أن يقترب من رئاسة الجمهورية ولا الرقابة الإدارية ولا رئاسة الوزراء ولا أمن الدولة ولا وزارة الداخلية.

لقد جرى العرف فى الجهاز المركزى للمحاسبات أن المفتش يظل 3 أو 4 سنوات فى مكان معين حتى لا يتعود على المكان.. لكن وزارة الداخلية كان عندها مفتش واحد منذ كان مفتشا صغيرا حتى أصبح مديرا عاما يراقب وزارة الداخلية.

كانت التعليمات الواضحة ألا تقترب التقارير من هذه المؤسسات.. كان زكريا عزمى يطلب من جودت الملط تقارير عن كل الهيئات أو الوزارات، ولم يحدث أن كانت هناك تقارير عن رئاسة الجمهورية أو القصور الملكية، بل المفاجأة أنه تمت إقالة المفتش المسئول عن احتكار حديد عز.

كانت التقارير التى تعد عن الأراضى تحذف منها صفحات لا تقل عن 4 أو خمس صفحات.. وقد حدث هذا فى التقارير عن أرض شرق العوينات وتوشكى.. وكذلك كل الأراضى التى كان يمكن أن تجلب ثروة بالمليارات.. وقد حذف الملط كثيرا من تفاصيل هذه التقارير.

المفاجأة الأكبر أنه كانت هناك تقارير - تصل إلى حوالى 15 أو 16 تقريراً، كل منها من نسختين.. الأولى للمكتب عنده.. والثانية لرئاسة الجمهورية.. وهذا ما جعل مجموعة من الجهاز المركزى يطلقون على أنفسهم «رقابيون ضد الفساد».. وقدموا بلاغا ضد الملط طالبوا فيه النائب العام بالتحقيق معه.

وأذكر أنه فى الفترة من 2000 إلى 2003 فتحت ملفات كاملة بقروض رجال الأعمال من البنوك.. وأشرت إلى الفساد الذى جرى فى قطاع البنوك.. لقد وصلت القروض إلى حوالى 400 مليار جنيه حصل عليها 40 رجل أعمال.. بعضهم هرب وبعضهم دخل السجن بعد أن كتبت عنهم مثل عبد الله طايل، وعندما عرف كمال الشاذلى الذى كان يحمى طايل بأن من سرب لى المعلومات عما يدور فى بنك مصر اكستريو الذى يرأسه طايل هو الضابط محمد رأفت، وكان يعمل بمباحث الأموال العامة، ذهب الشاذلى إلى حبيب العادلى وقام بنقل رأفت إلى إدارة الترحيلات وهى إدارة شاقة جدا وتعتبر نوعاً من العقاب.. وكان هذا هو الحال فى مصر.. فمن يكشف الفساد يتم عقابه فورا.

وذات مرة انتهت مدة إبراهيم نافع كرئيس تحرير جريدة الأهرام.. لكنه استمر فى مكانه دون تجديد أو قانون.. وعندما صدر القانون فيما بعد لتجديد رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات لم ينطبق على نافع.. لأن القوانين لا تطبق بأثر رجعي.. لكن ولأن مبارك كان يريد إبراهيم نافع.. ولأن الأهرام ملك للدولة.. فقد استمر إبراهيم نافع.

رفع مجموعة من العاملين فى الأهرام دعوى أمام القضاء تشير إلى أن بقاء نافع فى المؤسسة باطل وأن كل القرارات التى يصدرها باطلة.. وحكمت المحكمة الإدارية بالفعل فى حكم أول درجة أنه لا وجود لإبراهيم فى الأهرام من الناحية القانونية.

ذهب إبراهيم نافع إلى مبارك، فطيب مبارك خاطره وقال له: نحن فوق القانون.. وأعتقد أن الأستاذ محمود كامل كان من بين من رفعوا القضية على إبراهيم نافع.. وسمع أن نافع قال إن القانون على جزمتي.. وعندما وصلت القضية إلى جودت الملط حكم بإبقاء إبراهيم نافع فى الأهرام.

كانت حيثيات الحكم تتلخص فى كلمة واحدة فقط وهى «خلونا نعمل مواءمة» أو ما يسمى اعتبار المواءمة.. ولا أعرف معنى المواءمة فى القانون.. أنا أعرف إما أن يكون الأمر صحيحاً أو خطأ.. أن يكون حقاً أو باطلاً.. لكن ما حكاية المواءمة.. قد تكون هذه من بين اختراعات جودت الملط وحده.

هناك كثيرون قالوا إن جودت الملط قبل الثورة كان لا يقدر أن يقاوم الفساد بمفرده، لم يكن يستطيع أن يفعل أكثر من أن يقدم هذه التقارير إلى مجلس الشعب.. وبعد ذلك لا علاقة له بالموضوع.. فليس من اختصاصه. لكن ما أعرفه أنا شخصيا أن المستشار جودت الملط قدم تقريرا إلى الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق.. وكان التقرير ينبه إلى دخول قمح فاسد إلى الأسواق المصرية.. وكان اللافت للنظر أو المؤسف أو المحزن فى الوقت نفسه أن هذا التقرير دخل الأدراج ولم يتم الإفراج عنه ووضعه رئيس مجلس الشعب فى الدرج، وظل القمح على فساده فى الأسواق دون أن تتم محاسبة أحد.. ولم يتحدث جودت الملط.. لكن ورغم ذلك فإننى لا أستطيع أن أنكر أن الرجل كان جادا فى مقاومة الفساد وليس من العدل أن نحاسبه على أشياء لم تكن فى يده.

سبتمبر 13, 2011

كل رجال الرئيس : ابو غزالة استقبله المصريون بالورد فى أحداث الأمن المركزى فقرر مبارك التخلص منه

61

كان يعامل لوسى آرتين كابنته فقط.. وأقسم أنه لم يلمسها أبدا

■ محمد عبد الحليم أبوغزالة

■ تاريخ الميلاد: 1930

■ مكان الميلاد البحيرة

خريج الأكاديمية الحربية وأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية

■ الرتبة: مشير

■ شارك فى حروب 48 والعدوان الثلاثى والاستنزاف وأكتوبر 73

■ وزيراً للدفاع فى آخر عهد السادات

فى العام 1983 رحت أمد جسور الحوار بينى وبين المشير أبوغزالة.. كان فى هذا الوقت وزيرا للدفاع.. لم يكن يدخن.. وكان يتقبل الهجوم بصدر رحب.. كان يرد على الهجوم كمدفعجى بالكمية المناسبة من النيران.. ظهرت زوجته وهى ترتدى غطاء للرأس.. فمنحه المصريون صفة المتدين.

عندما عمل أبو غزالة ملحقا عسكريا لمصر فى واشنطن تأثر بالمدرسة العسكرية الأمريكية - كان معه هناك وقتها حسين سالم ومنير ثابت - وعندما أصبح وزيرا للدفاع قرر أن يعمل فى صناعة سلاح.. بحيث يأخذ توكيلات من شركات أسلحة أمريكية كثيرة جدا لإنتاج دبابات ومدافع وسيارات عسكرية.. كان يريد أن يحول القاهرة لبازار للسلاح يتم تصديره إلى أسواق إفريقيا.. كان من بين طموحه أن يقيم محطات عسكرية.. وهى أماكن يعيش فيها الضباط وقريبة من المعسكرات ومناطق التدريب.

كانت لأبو غزالة شعبية كبيرة جدا فى الشارع المصري، وهى شعبية حصدها فى فبراير 1986 عندما وقعت أحداث الأمن المركزي.. نزل أبو غزالة بقواته والجيش للشارع.. كان شديد الود والرقة مع الشعب الذى استقبله بالورد ورفع يده بعلامة النصر والتأييد.

ربما فى هذه اللحظة أدرك مبارك أن أبو غزالة أصبح خطرا عليه، ولابد من التخلص منه.. وهنا جاء دور زبانية جهنم.. وهم زكريا عزمى وسوزان مبارك.

وحدث أن تفجرت قضية الكربون فى أمريكا.. كان عندنا ضابط مهم جدا اسمه عبدالقادر حلمى استطاع أن يصل إلى معادلات الكربون التى تصنع الصواريخ.. لكن المخابرات الأمريكية وقفت فى طريقه.. وعندما قبضوا عليه اكتشفوا أن أبو غزالة طرف فى القضية وأنه كان يعرف ما الذى يقوم به الضابط.

وهنا لابد أن أؤكد أن القضية التى أطاحت بأبو غزالة من منصبه كانت قضية محترمة جدا.. فقد أراد أن يستخدم عبقرية ضابط عنده لتصنيع صواريخ مصرية.

استغلها مبارك ضد أبو غزالة وأوقف كل شيء، وتم إبعاد أبوغزالة عن المؤسسة العسكرية تماما.. وأتى به مبارك وطلب منه أن يرتدى ملابسه المدنية.. اعتقد أبو غزالة أنه ذاهب ليحلف يمين نائب الرئيس.. لكن وجد مبارك يقول له إنه سيكون مساعدا لرئيس الجمهورية فقط.. وهى وظيفة بروتوكولية بلا معنى على الإطلاق.. لكن حدث بعد ذلك ما كان سببا فى الإطاحة نهائيا بأبو غزالة ليظل فى بيته حتى يلقى الله مريضا بالسرطان.

فى العام 1992 توليت مهمة تحرير مجلة «روزاليوسف» وكان معى مجموعة من الشباب الموهوبين.. فى ذلك الوقت كانت المجلة توزع حوالى 4 آلاف نسخة فقط، وكنا نريد أن ندفعها للأمام.. كان قرارنا ألا تكون هناك حواجز ولا حدود.. وأى شيء يأتى على دماغنا نعمله.

فى هذا الوقت بدا لنا أن الرقابة الإدارية والنيابة الإدارية تتابع الموظفين فى الشهر العقاري.. وهو ما مكننا من الكشف عن قضية كبيرة جدا.. هى قضية لوسى آرتين.. عرفنا فيما بعد أن لوسى آرتين كانت تعرف المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة.. الذى كان وقتها وزيرا للدفاع وحتى وقت القضية.

أول من رأى لوسى آرتين كان علاء مبارك فى فندق شيراتون هليوبوليس، أعجبته جدا لكن لم يحدث بينهما توافق.. قد يكون المشير رآها وهى تلعب تنس بالشورت.. ويبدو أنها سحرته جدا.

كان أحمد عبد الرحمن هو رئيس الرقابة الإدارية وقام بالتسجيل لشخصيات كثيرة، وفى أحد التسجيلات سمع اسم الباشا.. وعرف أن الباشا يعرف لوليتا أو لوسى آرتين.. وسمع أن هناك قاضى أحوال شخصية فى السويس وأنها طلبت منه أن يتدخل لديه ليحكم لها فى قضيتها.. فقال لها إنه سيتحدث مع تحسين شنن لأنه صديقه المقرب من أيام حرب أكتوبر.. وبالفعل تمكنت الرقابة الإدارية من ضبط القاضى متلبسا وهو يتكلم مع لوسى فى تفاصيل الحكم .

هنا أخذنا جنون المهنة ورغبتنا فى أن نحطم كل القيود.. وبالفعل نشرنا الواقعة.. وجلسنا ننتظر رد الفعل.. وجرى أن تقدم أحد النواب باستجواب إلى مجلس الشعب ضد رئيس الحكومة وقتها الدكتور عاطف صدقي، وفى رده على الاستجواب قال: أنا مالى هو كل واحد يبوس واحدة تحت بير السلم يقول لى تعالى يا حكومة.. أنا مليش دعوة بالكلام الفارغ ده كله.

وهنا ظهرت سيرة الدكتور مصطفى الفقى الذى قيل إن سبب الإطاحة به من رئاسة الجمهورية علاقته بقضية لوسى أيضا.. وقد قال لى مصطفى الفقى إن ذلك لم يحدث.. فلوسى آرتين كانت تعرف معلومات عن رئاسة الجمهورية أكثر من أى أحد آخر.. وكانت تعلم تحركات الرئيس.. وكانت على اتصال بعدد كبير جدا من رجال الرئاسة ومنهم بالطبع زكريا عزمي.

نشرنا نصوص المكالمات التى وردت فى قضية لوسي.. وبعدها اختفى أبو غزالة من الحياة تماما.. وتقريبا تفرغ لتأليف الكتب فى الاستراتيجيات.. وفى الحقيقة كنت أتمنى أن يكون أحد هذه الكتب هو مذكراته، وأتمنى أن يكون كتب مذكراته وتركها لأولاده.. لكن ما جرى أنه أصيب بالسرطان فى الفك.. وكنا نتابعه باستمرار.

كانت آخر مكالمة بينى وبينه قبل أن يموت بحوالى خمس سنوات.. كنت قد نشرت تقريرا عن السفينة ليبرتى وهى سفينة التجسس التى وضعتها أمريكا فى حرب 67، قال لى إنه سوف يرسل لى تقريرا جديدا عن التجسس الذى قامت به السفينة خلال فترة الحرب. وقد حاولت أن أوضح له أننى لم أكن طرفا فى قضية لوسى آرتين، ولم يطلب منى أحد أن أفجرها.. ويشهد على ذلك كل زملائى الذين عملوا معى وتابعوا العمل فى القضية مرحلة بمرحلة وخطوة بخطوة.. ووجدته يقول لى: بالعكس أنا أسامح كل الذين أساءوا لى سواء كانوا يعرفونى أو لا.. وسواء فعلوا ذلك بحسن نية أو بسوء نية.. وقد يكون هذا ما جعلنى أقلل من شعورى بالذنب تجاهه. وهنا من المهم أن أثبت ما قاله لى المهندس حسب الله الكفراوى فقد أقسم لى أن أبو غزالة أقسم له أنه لم يلمس لوسى آرتين.. وأنه كان يعاملها كابنته فقط.. ولخص الكفراوى الأمر بقوله: مبارك كان يخشى أبوغزالة.. أما أبو غزالة فلم يكن يخشى إلا الله.

06‏/09‏/2011

سبتمبر 06, 2011

برنامج كل رجال الرئيس (فاروق حسنى)

101

فى هذه الحلقة من برنامج كل رجال الرئيس يتحدث الاستاذ عادل حمودة

عن وزير الثقافة المصرى السابق الدكتور فاروق حسنى و فى الحلقة يتحدث عن علاقة فاروق حسنى

بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك.

-

-

-

 

05‏/09‏/2011

سبتمبر 05, 2011

كل رجال الرئيس

37

كشيخ طريقة يجلس عادل حمودة كل مساء - فى برنامجه «كل رجال الرئيس « - ليفتح سفر «الأساطير الكبير».. كتاب السلطة التى عتت وتكبرت وأخذها الغرور حتى مرغ أنوفها فى التراب.. لديه حكايات رجالها.. يعرف ملامحهم النفسية.. جلس إليهم.. استمع منهم.. دخل معهم فى صراعات ومعارك.. دفع ثمنها راضيا مرضيا.

لا يتحدث عادل حمودة سماعي.. ولا يستمتع بتحليل نظرى لما فعله رجال الرئيس، لكنه يمسك برقابهم جميعا.. يعد عليهم أنفاسهم.. يعرف عنهم ربما أكثر مما يعرفونه عن أنفسهم.. وهو فى كل ذلك صادق مع نفسه، لا يتحدث عن أحد.. لم يجلس إليه أو يتعامل معه، تكلم عمن عرفهم واقترب منهم.. وهو اقتراب لم يكن نزهة بقدر ما كان رحلة إلى جحيم شياطين الأرض.. فهو شاهد حق على عصر تفرغ فيه لمهنته التى يقدسها لحد العشق.. ويتبتل فى محرابها لحد العبادة.

ما يفعله عادل حمودة فى برنامجه على فضائية cbc،ليس مجرد عمل تليفزيونى يمكن أن يمر مرورا عابرا.. ولكنه شهادة إدانة لعصر كان الرئيس يرى نفسه فيه إلها.. ورجاله يعيثون فى الأرض فسادا كأنهم أنصاف آلهة.

ينزع عادل حمودة كل أوراق التوت عن عورات الكبار.. يقفون أمامنا عرايا.. ولا تجد شيئا تفعله إلا أن تسأل نفسك: هل كان هؤلاء حقا من يحكموننا ويتحكمون فى مصائرنا.. هل كان هؤلاء من يرقدون على أنفاسنا حتى كادت تزهق دون أمل فى الخلاص؟ قيمة ما يقوله عادل حمودة - ونعيد نشره هنا فى وثيقة للتاريخ تحملها عنا الأجيال القادمة - أنه قاله ورجال الرئيس فى عز قوتهم وبأسهم وعنفوانهم وقدرتهم على الانتقام.. إنه لا يمارس شجاعة بأثر رجعى كما يفعل آخرون.. فالكلمة التى لا تقال فى وقتها جبانة ومراوغة وساقطة.

قد تتعجب من كل هذه التفاصيل التى يسوقها عادل حمودة بين يديه وهو يتحدث.. لكن عندما تعرف أنه وهب نفسه وحياته كى يعرف فقط.. ستتأكد أنك أمام كاتب من طراز خاص.. لا يدخل مكتبه كل صباح ليعمل.. ولكن يدخله كى يتعبد.. إنه مثل الولى الذى منحه نفسه كلها لما يحب.. فاتته الفتوحات الصحفية راكعة تحت قدميه.

سبتمبر 05, 2011

كل رجال الرئيس : محامى الجنايات الذى قتل الشعب المصرى لصالح مبارك

36

الاسم : أحمد فتحى مصطفى كامل سرور

تاريخ الميلاد:9 يوليو 1932م - محافظة قنا

المؤهل : دكتوراة فى القانون الجنائى - جامعة القاهرة 1959م

ماجستير فى القانون الدولى من الولايات المتحدة الأمريكية.

الوظائف : رئيس مجلس الشعب من 1990حتى 2011

سأل: ما الذى يمكن أن تقوله مصر للعالم وهى تجعل قامة قانونية مثله نزيلا فى طرة؟

هاجم الجميع فتحى سرور.. وهو ما جعله يتكلم، وقد جاءنى نجله الدكتور طارق يحمل لى رسالة من والده من داخل سجن طرة، وإلى جانب الرسالة خطاب شخصى أعتقد أنه يستحق أن نقرأ بعض الفقرات منه.

يقول الدكتور فتحى: فى وسط ظلام السجن وحالة ذهول من الصدمة رأيت أن أكتب إليك مشاعرى الممزوجة بالذهول مما حدث.

فى رأيه أنه مثال للاستقامة فى حياته وفى خدمة القانون.. وبدأ حياته من أول السلم.. عضوا فى الأسرة الجامعية.. ثم أستاذا فى لقانون الجنائى.. وقال إنه أستاذ الجيل الحالى من رجال القانون والقضاء.. وأنه لا توجد مكتبة لمحامى أو قاض تخلو من مؤلفاته.. وقد ظل فى السلطة التشريعية عشرين عاما ورأس اتحادات السلطات التشريعية فى العالم.. ويسأل بعد كل هذا: هل ممكن أن ينتهى به الحال إلى أن يكون نزيلا فى سجن طره.

ويضيف سرور : إننى أصر على أن أبريء ساحتى من التحريض على موقعة الجمل، وأنا لست فى محل للرد على الاتهامات الآن.. ولا يمكن لقامة قانونية مثلى أن تنحنى لمخالفة القانون، وأشعر الآن أننى كنت محقا عندما اهتممت فى مؤلفاتى ببحث ضمانات الدفاع وقرينة لأصل فى المتهم البراءة.

ويصر سرور فى خطابه على أنه أستاذ قانون وقدوة فى السلوك القويم واحترام القانون وأن المحنة التى يمر بها بسبب قبوله العمل فى ميدان السياسة، لم تكن بسبب أن هذا العمل غريب عن القانون، فقد كان خلال هذا العمل رئيسا للسلطة التشريعية ولم يقبل النزول إلى دهاليز السياسة بمعانيها الواسعة.

لكن يظل أغرب ما قاله سرور فى خطابه هو: ماذا سنقول للعالم الذى انتخبنى 12 عاما رئيسا للمعهد الدولى للقانون فى الدول الفرانكفونية؟.. سنرد عليهم بالقانون فكل ما أمر به محنة.

الآن أتحدث عن فتحى سرور.

فى عام 1995 وأثناء احتفال مبارك بعيد الإعلاميين.. كشف مبارك عن قانون حبس الصحفيين، من يفتح فمه يحبس.. من يتكلم يحبس.. من يفكر يحبس، وقد وصفت هذا القانون بأنه قانون حبس الصحفى، وأصبح الوصف متداولا فيما بعد.

قادت «روزاليوسف» حملة على القانون.. وبدأ اعتصام الصحفيين وأرسل محمد حسنين هيكل رسالة إلى الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وقال فيها إن أزمة قانون الصحافة تعكس أزمة سلطة شاخت فى مقاعدهان كنت قد تقابلت مع أسامة الباز، واستطعنا أن نخرج من هذا المأزق عندما سحب الرئيس القانون وصدر قانون آخر.

فى هذا الوقت جاءنى تليفون من دكتور فتحى سرور.. وكان «زعلان ومقموص» جدا.. وكنا قد أخذنا قرارا بعدم نشر صورة كل من ساهم فى قانون حبس الصحفيين أو الإشارة إليهم فى أى خبر، وكان من الطبيعى أن يكون فتحى سرور على رأس قائمة الممنوعين والموضوعين فى القائمة السوداء.

طلب أن يقابلنى.. واعترف أنه رجل ودود ولطيف جدا.. وتستطيع أن تجلس معه لساعات طويلة دون أن تمل أو تضيق به، فهو رجل مثقف.. وكنا نتقابل أنا وهو كثيرا.. تقريبا كل شهر كنا نتقابل مرة.. سواء فى بيته بجاردن سيتى أو بيته فى مارينا.. كنا نجلس لنقول ما لدينا من أخبار وأسرار.. وأعتقد أنه لم يكن يخفى أى شيء.. وكنت أنشر الكثير من الأخبار دون أن أنسبها إليه أو حتى أشير إلى اسمه.. والغريب أنه ورغم كونه كان الرجل الثانى فى مصر بحكم ترتيب السلطات على الأقل، إلا أنه لم يكن يعرف كثيرا مما أعرفه، وعرفت أن كل المعلومات التى لديه مصدرها ضباط فى جهاز أمن الدولة.

كان فتحى سرور صاحب نصيب كبير من الهجوم عليه فى الصحافة.. لكنه كان فى التعامل مع الصحف مثل صفوت الشريف تماما.. يتراجع فى اللحظة الأخيرة عن رفع قضية على من هاجمه.. وكنت أقول له دائما إن رفع القضايا يزيد المشاكل.

لكن ما لا يمكن أن ينسى لفتحى سرور أن كل القوانين إللى وضعت فى البرلمان، كان سرور يحاول أن يصنع حالة من التوازنات فيها، وكان يمنع وقوع أزمة من أى نوع، وكان يكلم الرئيس دائما.. أو يتلقى تليفون من الرئيس وهو فى المجلس لحسم أمر من الأمور.

وأذكر أنه بعد أن قررت الصحف الحزبية والخاصة أن تحتجب وتمتنع عن الصدور.. وكان ذلك فى أعقاب حكم الحبس على الصحفيين بالحبس فى قضية تخص الرئيس.. وتجدد الحديث عن قانونية السب والقذف.. فخرج فتحى سرور كى ينقذ النظام من حالة الحرج التى تعرض لها.. وقال:طب بلاش السب والقذف.

لكن النظام أخرج أربعة عشر بندا أخرى فى القوانين الجنائية وقوانين العقوبات التى يمكن أن تجعل حبس الصحفيين أمرا سهلا للغاية.. فلو هاجمت هيئة ما أو وزارة ما فيمكن أن تحبس بسهولة، لكنك بذلك تكون قد قمت بإهانة مؤسسة.

وفى قضية شيخ الأزهر مع جريدة «الفجر»، لم يكتفوا بأن نحاكم بتهمة السب والقذف.. بل قالوا لابد من حبسهم.. فخرجوا بنا بتهمة إهانة مؤسسة الأزهر وهى تهمة جرى تبرئتنا منها، لكننا دفعنا أكبر غرامة فى تاريخ الصحافة المصرية وهى 160 ألف جنيه فى قضية سب وقذف.

لقد كان فتحى سرور أستاذ قانون جنائى رائع.. وكنت أتمنى أن يظل محامى جنايات.. فهو واحد من أبرع اثنين قابلتهما فى قضايا الجنايات.. كان يستطيع أن يخرج القاتل من جريمته بملاحظة صغيرة.. ويستطيع أن يخرج تاجر المخدرات من خلال الإجراءات.. ولو ظل محاميا جنائيا لكان ربح كثيرا من كل ما ربحه وهو رئيس لمجلس الشعب.. لكنها السلطة التى تلعب بالعقول دائما.

سبتمبر 05, 2011

كل رجال الرئيس : أستاذ الجامعة الذى سيطر على مبارك بعشرة طاولة

34

الاسم : إبراهيم أبو العيون أحمد كامل

تاريخ الميلاد: 13 يونيه1941م - القاهرة.

المؤهل الدراسى : حاصل على الدكتوراة من أمريكا 1965م وعمل استاذا بكلية التجارة جامعة القاهرة لمدة 3سنوات.

المهنة : رجل أعمال وعضو الهيئة العليا للحزب الوطنى الديمقراطى.

خطط للتوريث.. وأذاق جمال مبارك

حلاوة أول قطفة من البيزنس

إبراهيم كامل

فى المؤتمر الأخير للحزب الوطنى وقف رجل الأعمال وعضو الأمانة العامة فى الحزب وسط مجموعة من رؤساء التحرير، قال لهم: حرام عليكم الراجل تعب خلوه يستريح.. سيبوه يعيش سنينه الأخيرة فى راحة ومن غير إزعاج.

من تحدث كان رجل الأعمال إبراهيم كامل، أما الرجل الذى يجب أن يستريح فكان مبارك.

لكن السؤال: هل كان مبارك يريد أن يستريح فعلا؟.. لقد كانت هناك خطة للتوريث تبدأ فى أول مارس الماضى، كانت ستخرج مجموعة من الصحفيين الكبار ورؤساء التحرير وبعض المحللين ليتحدثوا عن التجديد والتحديث، وأن الرئيس أدى دوره، ويجب أن يراقب التطوير من بعيد.

كانت هذه هى الخطوة الأولى، أما الثانية فكان موعدها 15 مايو يخرج فيها مبارك شخصيا ليقول إنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة.. وبعد شهرين يرشح الحزب جمال مبارك للرئاسة.

لكن يظل السؤال هو: هل كان مبارك مستعدا لأن يتنازل ويكون رئيسا سابقا؟

ما أعرفه عن مبارك أنه لم يكن ليقبل بلقب رئيس سابق، ولأنه كان سيخرج ويعلن فجأة أنه سيترشح للرئاسة، ولديه أسبابه، فقد كان يخاف على ابنه من القتل إذا ما ترشح، ثم إنه كان يعرف أن نجله لا يملك قدرات ترقى به لرئاسة مصر، كما أنه كان يعرف أن موقف الجيش صعب من ابنه.

وهنا يظهر سؤال آخر: هل كان مبارك سينجح فيما يخطط له؟.. أعتقد وأتحدى أن يكذبنى أحد أن مبارك كان سيجرى عليه انقلاب أبيض داخل قصره، كان جمال بمساعدة الهانم وزكريا عزمى وأطراف أخرى سيجبرون مبارك على أن يترك الترشيح لجمال.

لقد وصلت خطة التوريث إلى مرحلة الجنون، وكانت هناك أطراف سياسية واقتصادية تصر على إتمام التوريث حتى نهايته لأن مصالحها كانت تتعلق بنجاحه.. لقد عاملوا جمال مبارك خلال السنوات الأخيرة على أنه الرئيس الفعلى للبلاد.. وكان الشيء الغريب أن العنصر الوحيد الذى لم يدخل فى حسابات صناع سيناريو التوريث هو الشعب المصرى الذى لم يعمل أحد حسابا لإرادته.. وهى الإرادة التى أسقطت حسنى مبارك وأنهت أسطورة التوريث تماما.

كان من أهم الداعمين لسيناريو التوريث رجل الأعمال إبراهيم كامل.. وهو أستاذ جامعى درس فى أمريكا، تعرف على أسامة الباز هناك وأصبحا صديقين، وعندما عاد حاول أن يعمل فى الجامعة، لكن يبدو أن الجامعة لم تكن على قدر طموحه.. ليقرر أن يتركها ليتفرغ للبيزنس.

كان والده يعمل فى جمع زهور الفل والياسمين ويحولها إلى زيت تمهيدا لكبسها وتحويلها إلى عجينة، وهى العجينة التى كانت تباع للاتحاد السوفيتى وبعض الدول الأوروبية لتصنيع العطور منها، بعد موته فشل إبراهيم فى إكمال مسيرة والده.

اتجه ابراهيم كامل اتجاها آخر.. ليجد فى طريقه جمال مبارك، كان كامل قد عمل فيما يمكن أن نطلق عليه بيزنس الصفقات المتكافئة، وربما تكون أو قطفة بيزنس لجمال مبارك عن طريق ابراهيم كامل من هذه الصفقات.

اشترك ابراهيم كامل مع جمال مبارك فى تأسيس ما يسمى بالمركز المصرى للدراسات، وهو المركز الذى كان غطاء للقاءات جماعة الوريث، ومن هنا بدأت فكرة أن يأتى جمال مبارك رئيسا لمصر خلفا لأبيه.

لم يكتف إبراهيم كامل بعلاقته بجمال مبارك، فمن خلال صداقته بأسامة الباز وعلاقة البيزنس التى تربطه بجمال وصل إلى مبارك.. رأس الرئيس مباشرة.

عرف إبراهيم كامل أن مبارك غاوى طاولة.. وكان فخورا جدا أنه يلعب مع الرئيس.. والحقيقة أن جلسات الطاولة هذه كانت سببا فى أن يصبح ابراهيم كامل مقربا من مبارك، وهو القرب الذى جعل بنك القاهرة يعجز عن مطالبته بديونه التى وصلت إلى 2 مليار جنيه.

كان إبراهيم كامل يساند التوريث بكل ما يملك، فلم يكن لديه حل آخر.. فلو جاء رئيس آخر غير جمال فيمكن أن تنهار امبراطوريته.. فقد كان يحصل على كل شيء.. أعطوا له تقريبا الساحل الشمالى و17 ألف متر فى قرية غزالة ومطار العلمين وكل هذه ببركة لعب الطاولة.. وحتى يمنحوه قوة أكبر.. جعلوه رئيس جمعية مستثمرى الساحل الشمالى.

وعندما اختير موقع الضبعة بعد أكثر من 5 سنوات من الدراسات والأبحاث وتحليل التربة وحركة الرمال وأماكن تخزين النفايات.. وهى الدراسة التى تكلفت من 400 إلى 600 مليون جنيه لتكون مقرا للمشروع النووى المصرى، كان من سوء الحظ أنها كانت على أطراف قرية غزالة التى يملكها كامل.. وهى قرية يسكنها كبار فى الحزب والحكومة والصحافة والشرطة.

انزعجوا بشدة من أن المفاعل النووى سيكون بجوارهم.. وهنا دخل إبراهيم كامل بكل ثقله ليمنع إنشاء المفاعل النووى فى أرض الضبعة.. كان شعاره يا جماعة خلينا نبيع الأرض دى ونكسب من 10 إلى 12 مليار.. وبها نمول مشروع المفاعل النووى.

لم يكن هذا الكلام مناسبا لا من أستاذ جامعة ولا من سياسى يساند جمال مبارك فى مشروع التوريث، لكنه بدأ حملة قوية ضد مشروع الضبعة، وبعد 5 شهور عقد اجتماع بلجان مجلس الشعب ولجان الحزب.. وبشكل علنى أعلن مبارك لصديقه المقرب وربما للمرة الأولي: انسى الضبعة يا ابراهيم.

لم ييأس إبراهيم كامل، دعا محمود الجمال حما جمال مبارك ومحمد عبد السلام المحجوب باعتبارهما من أعضاء جمعية مستثمرى الساحل الشمالى.. على الغداء فى قرية غزالة.. وهم على الغداء قال لهم: حرام نهدر هذا المنظر الساحر.. إحنا ممكن نعمل مارينا تانية.. وغزالة رابعة.

نشرت ما جرى فى هذا اللقاء، فكلمنى محمود الجمال وقال لي: أنا جرى تضليلى.. ولا ناقة ولا جمل لى فى الموضوع.. وهو ما كرره عبد السلام المحجوب أيضا فقد قال لي: لقد جرى استخدامى.

لقد ظل إبراهيم كامل يدافع عن مبارك حتى النفس الأخير.. لأنه فى الحقيقة كن يدافع عن نفسه.. وعندما خرج مبارك فى 1 فبراير يتحدث للشعب المصرى بعاطفية شديدة.. خرج كامل ليعلن أنه سينظم مسيرة تأييد للرئيس مبارك فى ميدان مصطفى محمود.. وفيها وقف إلى جواره عمر طنطاوى صديق جمال مبارك وعدد من رموز الحزب الوطنى.. وهو نفس اليوم الذى وقعت فيه موقعة الجمل الذى أحيل كامل على ذمتها إلى محكمة الجنايات.

والآن.. لو تمكن إبراهيم كامل من الحصول على البراءة فى موقعة الجمل.. فمؤكد أنها لن يراها فى موقعة بنك القاهرة.. فعليه أن يسدد عدة مليارات بفوائدها.. وإن لم يستطع.. فليس عليه إلا أن يسدد ديونه خدمات فى السجن.

سبتمبر 05, 2011

كل رجال الرئيس : طفل سوزان مبارك المعجرة الذى اعتبرته ابنها الثالث

33

■ الاسم: أنس أحمد نبيه الفق

■14 أكتوبر 1960م

■ وزير الإعلام السابق بوزارة نظيف

■ ووزير الشباب والرياضة الأسبق فى وزارة نظيف

■ عمل بمجال النشر والترجمة 1983

■ عمل مديرا لتسويق الموسوعات

■ تولى منصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة

■ محبوس على ذمة قضايا فساد

كان مبارك فى آخر رحلة له فى الولايات المتحدة الأمريكية يشهد ما يسمى إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التى أطلقت وماتت فى نفس اللحظة، وكنت أنا وبعض الإعلاميين المصريين فى كافيه ميلانو.. أحد أشهر أماكن المطاعم فى جورج تاون بواشنطن.. وبالقرب منا وفى مكان خافت الإضاءة إلى حد كبير كان يجلس جمال مبارك ورجل الأعمال حمزة الخولى أحد الداعمين لملف التوريث.. وأنس الفقى وزير الإعلام السابق.

أنس ابن لموجه لغة عربية.. بدأ طفولته فى حارة عقل بشارع البحر الأعظم أمام كازينو الحمام بالجيزة.. لديه 7 أشقاء.. تميزاو جميعا بالذكاء.. حصل أنس على مجموع ضعيف فى الثانوية العامة.. فتوجه إلى الخرطوم ودرس هناك بكلية التجارة لمدة عام واحد.. ثم حول أوراقه إلى جامعة القاهرة التى تخرج منها بتقدير متواضع.

كان الفقى طموحا جدا.. حاول الالتحاق بفرقة رضا للفنون الشعبية، وساعدته فى ذلك رشاقته.. لكنه لم يكمل مع الفرقة، وبعدها عمل بعض الأعمال الإدارية ليستقر فى مجال كتب الأطفال. كانت كتب الأطفال هى الجسر الذى عبر منه إلى سوزان مبارك.. وحقيقة الأمر أن هناك روايتين لاقتراب أنس من السلطة.

الأولى أنه كان هناك اجتماع لعمل موسوعة أطفال.. واقترح الفقى أن يطلق عليها اسم سوزان مبارك ، والثانية أنه الموسوعة التى طبعها كانت تكلفتها مليون جنيه، وعندما وصله شيك بالمبلغ أعاده مرة أخرى لسوزان.. فأعجبت به، ووصل إعجابها به أن نسب لها أنها قالت :أنا عندى ثلاثة أولاد.. علاء وجمال وأنس.

كنت حاضرا أحد المعارض وكان فاروق حسنى يتحدث.. وصرح بأنه سيتم تعيين أنس الفقى مديرا للهيئة المصرية العامة للكتاب خلفا لسمير سرحان الذى مات بالسرطان، لكن ما حدث فعلا أن أنس الفقى تم تعيينه وزيرا للشباب.

وبعد شهور قليلة تم تصعيد أنس الفقى وزيرا للإعلام، كان ممدوح البلتاجى وزيرا للإعلام، لكنه تعرض لنزيف فى المخ، وسافر إلى فرنسا للعلاج، وعندما عاد من رحلة علاجه قالوا له إنه يجب أن يقدم استقالته.. لتصبح الأرض ممهدة أمام أنس الفقى.

وزير الإعلام يكون لديه خط مباشر بينه وبين رئيس الجمهورية.. يتصل به فى أى وقت.. ومن بين ما جرى فى مكتب وزير الإعلام الذى لم يتغير، أن الأستاذ هيكل عندما دخله بعد هزيمة وجد خزنة حمراء فى حمام المكتب - وهو نفسه الذى كان يجلس فيه أنس الفقى - المكتب وليس الحمام بالطبع - وعندما سأل عنها.. قالوا له إنها للمصروفات السرية.

كان أنس يحترف تقديم الهدايا - التى تعتبر هى الأخرى مصروفات سرية - وهى ميزة اكتسبها من وجوده فى لندن لتوزيع الموسوعات، وقد أجادها عندما عاد إلى مصر، وقد أخبرنى أحد العاملين فى رئاسة الجمهورية بأن أنس الفقى كان يدخل على جمال مبارك بهدايا عبارة عن ساعات رولكس غالية الثمن جدا.. وهدايا لسوزان كانت باهظة الثمن.. وهو ما وثق علاقاته بالأسرة الحاكمة.

تحمس أنس الفقى فى الحقيقة لإسناد رئاسة تحرير جريدة الجمهورية لى فى العام 2005، لكن جمال مبارك قال له:بلاش عادل حمودة.. ده لا يمكن أن يكون بتاعنا.

وفى أول يوم لمظاهرات ثورة يناير - يوم 25 - اتصلت بأنس الفقى، وقلت له: ايه الموقف؟ فقال لى:حنصفى الميدان واللى هيفتح بقه حنكمل عليه.

بعدها تداعت الأحداث وعندما جاء يوم التنحى وقبل أن تتوجه العائلة إلى شرم الشيخ، كان هناك صراع عنيف بين علاء وجمال ، قال علاء لشقيقه: أنت وضعتنا فى هذا المأزق وضيعت تاريخ والدك.. وتدخلت هايدى راسخ وقالت لجمال:احنا مش هنقدر نعيش فى البلد دى تانى.

حاول أنس الفقى أن يحجز بين الشقيقين، ثم خرج بسيارته من قصر الرئاسة ووصل بصعوبة إلى منزله.. ليقرر أن يستقيل من منصبه.. وهو موقف محترم منه على أي حال.

كان أخطر ما فعله أنس الفقى أنه أراد أن يتوجه إلى لندن حيث زوجته ونجله الذى يدرس هناك، لكن قبل أن يخرج من قاعة كبار الزوار، صدرت الأوامر فعادت الحقائب مرة أخرى، ولم تمر سوى أيام قليلة ليتم استدعاء أنس فى عدة قضايا تتعلق بعلمه كوزير إعلام. لقد صرح الفقى بأن ثروته لا تتجاوز الـ2 مليون دولار.. هذا غير عقارات تقدر بـ20 مليون جنيه، وأعتقد أن أنس الفقى لم يتربح من عمله، لكن ربما يكون ساهم فى أن يربح عددا كبيرا من الناس، من بينهم أقارب سوزان مبارك.. وزوج كريمة جمال عبد العزيز كبير سكرتارية الرئيس السابق.

كما أن أداءه فى وزارة الإعلام كان هابطا جدا.. كان يسير على نفس منهج من سبقوه.. جعل من التليفزيون المصرى مجرد وسيلة نشاهد من خلالة شوية مسلسلات ونشرات أخبار.. لكن شهادة حق لابد أن تقال فى حقه أنه عندما كان رئيسا لهئية قصور الثقافة كان متميزا وأنجز أشياء كثيرة تحسب له.

والشاهد فى الأمر أن أنس الفقى كان قريبا جدا من جمال مبارك.. وكل من عملوا فى ماسبيروا كانوا يرونه وهو يقف فى انتظار جمال عندما كان ضيفا فى بعض البرامج ، وبعد أحداث يناير عندما كانت البلد كلها تقف على قدم وساق والرئاسة مقلوبة، لم يكن أحد يستطيع الدخول والخروج إلى الرئاسة بحرية إلا أنس الفقى.. بل كان ينام فى الرئاسة أحيانا.. فقد كان أنس مع مجموعة معدودة ومحسوبة هم من يديرون أمور الرئاسة فى الوقت الذى كان فيه مبارك غائبا عن الوعى تماما.

سبتمبر 05, 2011

كل رجال الرئيس : وزير الإسكان الذى كان يصلح سيفون حمام بيت الرئيس بنفسه

32

■ إبراهيم سليمان

■ استاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس

■ ووزير للإسكان والمجتمعات العمرانية من 1993حتى 2005

■ عضو مجلس الشعب عن دائرة الجمالية

■ رئيس شركة الخدمات البترولية البحرية

■ محبوس على ذمة قضايا فساد.

كان يسيطر على السياسيين والصحفيين بالمنح والعطايا.. ولم يتوقع أن ينتهى فى السجن أبدا

إبراهيم سليمان

وزير الإسكان الذى كان يصلح سيفون حمام بيت الرئيس بنفسه

فى كل مكان كان يذهب إليه.. يقول لمن يجلسون معه: أنا هحبس عادل حمودة.

وفى إحدي المرات قال هذه الكلمة أمام المستشار فتحي رجب محامي الرئيس مبارك، فقال له: القانون يمنع حبس الصحفيين، فرد عليه بغرور: لكن عادل حمودة هيكون أول واحد يتحبس

وعندما قابلته مرة بالصدفة فى فندق الشيراتون وكان يرتدي بدلة جملي اللون، فاستوقفته وقلت له: انت راجل بتاع رمل وزلط وأنا دارس سياسة.. أنا مش هتحبس.. وانت اللي هتتحبس.. الوزير هو اللي بيخش السجن ويخرج دون أن نسمع عنه، لكن الكاتب لا يدخل السجن وإذا دخل فالدنيا كلها تتحدث عنه.

قلت له: إن وزير الإسكان يدخل ويخرج من الوزارة دون أن نسمع عنه شيئا، لأنه لا يوجد وزير استطاع أن يحل مشاكل المصريين، وكان هناك الوزير حسب الله الكفراوي.. وهو رجل مستقيم وهو من بدأ فعليا تنمية الساحل الشمالي وروج له ودعا له شخصيات كبيرة مثل مصطفى أمين.

ابراهيم سليمان لم يكن كذلك، فقد كان حوتا كبيرا.. أعطوه مارينا ومنحوه صلاحيات غريبة، سيطر من خلالها علي مصر بالمنح والعطايا التي بذلها للمسئولين وبعض السياسيين وكبار الصحفيين، عندما كان يذهب إليه أحد كان يقول له سوف أخصص لك فيللتين.. تبيع واحدة وتسكن فى الأخري.. وهو نفس ما فعله فى القاهرة الجديدة والتجمع الخامس.

ولو ذهبت إلي التجمع الخامس سوف تجد هناك سورا يحيط بالمدينة بأكملها.. تكلف 20 مليون جنيه.. وأقام نفقا تكلف 5 ملايين جنيه، وكل ذلك من أجل التسهيل علي قاطني المكان العبور فى أمان.

تخرج ابراهيم سليمان فى كلية الهندسة جامعة عين شمس.. وحسب معلوماتي أنه سافر إلي ألمانيا ليحصل علي الدكتوراه التي حصل عليها فى البيئة - هو بالفعل لم يكن يصلح إلا أن يكون وزير بيئة.

بعد أن أصبح وزيرا للإسكان أعطي مكتبه الاستشاري إلي شقيق زوجته السيد ضياء المنيري.. وقد حصلنا علي جدول كبير يرصد العمليات الاستشارية التي قام بها المكتب، وهي عبارة عن مشروعات من وزارة الإسكان بلغت 8 مليارات جنيه حتي العام 2002، أخذنا الكتالوج ونشرناه فجن جنون إبراهيم سليمان.

لقد كتبنا عن كل الذين يقيمون فى السجن الآن ولم يسمع لنا، وكان شعار سليمان أنه من يأكل عيشي لا يشتمني.. كان يقول من أعطيه مشروعا لابد أن يسمع كلامي ويدافع عني، ومن الناس الذين منعهم إبراهيم سليمان من دخول الوزارة كان المهندس ممدوح حمزة.. وهو الذي صمم مكتبة الإسكندرية والبنك الأهلي الذي تمتد قواعده لأمتار كبيرة أسفل الأرض، وحصل علي جوائز دولية عديدة.. ومع ذلك كان سليمان يمنعه من دخول الوزارة كأنها وزارته.

لم أكن أعرف ممدوح حمزة.. لكني تعرفت عليه عن قرب عندما تم اتهامه فى لندن أثناء تكريمه من قبل الملكة ضمن تكريم الشخصيات البارزة والناجحة فى مجال التخصصات للهندسية.. لكن قبل أن يحصل علي تكريمه، ألقي البوليس البريطاني القبض عليه واتهموه بان كان يخطط لاغتيال أربعة من المسئولين الكبار وعلي رأسهم إبراهيم سليمان.

وعندما عرف مبارك الاتهام الموجه لممدوح حمزة فى لندن.. قال مازحا: وليه يقتل دول بس.. ما كان كمل علي الباقي.

وقفنا إلي جوار ممدوح حمزة.. وقدم فتحي سرور أحد الذين ورد ذكرهم فى قائمة المستهدفين بالاغتيال شهادة بالفيديو للمحكمة، والحقيقة أنه يحسب لمبارك أنه قال لإبراهيم سليمان أن يتوجه إلي المحكمة ويدلي بشهادة لصالح ممدوح.. لكن سليمان لم يفعلها.

عندما كان يذهب إبراهيم سليمان إلي بيت الرئيس مبارك ويحدث عطل فى الحمام بالصدفة كان يقوم بتصليح السيفون بنفسه، وتخيلوا أن وزير إسكان مصر يوطي ليصلح سيفون.. والأغرب من ذلك أن علاقته كانت قوية جدا بعلاء وجمال مبارك.

وكنت قد اخترعت شخصية اسمها البورمجي.. شخصية وزير فهلوي.. فاعتقد ابراهيم سليمان أنني أقصده.. فتقدم ببلاغ للنيابة لكنه لم يذكر كلمة البورمجي.. وتم التحقيق معي لأكثر من ثماني ساعات.. وبعد التحقيق قال لي المستشار حامد راشد الذي تولي التحقيق: المفروض إن إبراهيم سليمان هو اللي يروح الجنايات مش انت.

رفع المستشار حامد راشد مذكرة إلي النائب العام وكان وقتها ماهر عبد الواحد، لكن تم وضع القضية فى الدرج وبعد أن خرج إبراهيم سليمان من الوزارة حفظت القضية وكان يمكن أن أرفع قضية تعويض ضده.. وساعتها اتصلت بإبراهيم سليمان وقلت له: عرفت مين بقي يقدر يحبس التاني.. لكن أنا هاطلع أحسن منك ومش هحبسك.

كان ابراهيم سليمان يقول إنه ورث ثروته عن عائلته، فبحثنا عن هذه العائلة ووجدنا أنها عائلة طيبة جدا.. وصورنا محل والده المتواضع.. فعاد بعدها ليقول إن فلوسه أتي بها من السعودية.. ووقتها قال لي أحد المسئولين فى الرقابة الإدارية إن ملفات إبراهيم سليمان التي لدينا تملأ حجرة كاملة.

كلمني فتحي سرور مرة.. وذهبت إلي بيته، ووجدته يقول لي إن إبراهيم سليمان قدم ضدك بلاغاً، وأنا كتبته بنفسي، بس عاوز أقول لك إن فيه 3 ثغرات تقدر تبني عليها دفاعك.. وبالفعل قدمت المستندات التي نفعتني جدا.. ..وتعجبت لأن فتحي سرور كان بصورة أو بأخري أحد أسباب عدم عقاب إبراهيم سليمان الذي لم يخرج من الوزارة إلا بخلع الضرس كما يقولون.

وفى رحلة حج كنت أنا والدكتور حماد عبد الله ومحمد سعد خطاب - أكثر من هاجمهم محمد إبراهيم سليمان وهاجموه - وجدناه هناك يؤدي الفريضة، لم أحمل ضده أي مشاعر سيئة.. لكن فى الحرم وجدت سعد خطاب يصلي إلي جواره ويدعو قائلا: اللهم اقض علي الفاسدين والوزراء الذين أفسدوا البلاد.. وقد استجاب الله لدعاء خطاب فى الحرم.. وأصبح سليمان أحد نزلاء سجن طرة.

سبتمبر 05, 2011

كل رجال الرئيس : صاحب الشعبية الكاذبة والمسئول الأول عن تخريب اقتصاد مصر

31

السن: 77سنة

تاريخ الميلاد: 12 يناير 1934م

المهنة: رئيس وزراء مصر الأسبق

المؤهل: حاصل على الدكتوراة فى الاقتصاد من أمريكا

المناصب:

محافظا للوادى الجديد 1976م

محافظا لبنى سويف 1977م

وزير للتخطيط والتعاون الدولى

نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط

رئيس وزراء مصر 1996 حتى 1999.

كان منتفخا بقوة السلطة.. ولما خرج منها كان يستجدى ألا يهاجمه أحد

كمال الجنزورى

صاحب الشعبية الكاذبة والمسئول الأول عن تخريب اقتصاد مصر

اختار مبارك واحدا من أساتذة الاقتصاد رئيسا للحكومة، فاتصل به د. رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وقتها بالرئيس، وسأله: أهذا قرار نهائي يا سيادة الرئيس؟ فقال له: تقصد إيه ؟ فقال له: هبعتلك حد تشوفه غير اللي انت اخترته، وأرسل له د.عاطف صدقي الذي كان فى ذلك الوقت رئيسا للجهاز المركزي للمحاسبات، وكان أستاذ مالية عامة معروف بجامعة القاهرة، وعندما قابل صدقي مبارك اختاره رئيسا حكومة بدلا من أستاذ الاقتصاد وهو كمال الجنزوري.

إنني أؤمن بقول الحقيقة فى وقتها.. أن تقول رأيك للمسئول وهو موجود فى السلطة، فمن يعارض مسئولا بعد أن يمضي كمن يذهب للحج بعد انتهاء الشعائر.

كان بيني وبين الجنزوري ما صنع الحداد كما يقولون، كان الرجل واثقا من نفسه، ويعتقد أنه بيتكلم كويس.. ولديه قدرة علي أن يستخدم الأرقام ويحفظها.. والناس تعتقد أن من يتحدث بالأرقام راجل فاهم كل حاجة.

لكن الحقيقة أن الجنزوري نجح فى تخريب الاقتصاد المصري، وعندي أكثر من دليل علي ذلك.. لقد كانت مهمة عاطف صدقي أن يكمل ما يسمي بالإصلاح المالي.. وبعد أن انتهت المهمة وتسلم الجنزوري رئاسة الحكومة التي جاءته متأخرة.. كان عليه أن ينفذ ما يسمي بالإصلاح الاقتصادي أو الإصلاح الاستثماري.

لكن تذكرون مشروع توشكي.. وهو المشروع الذي طالب به شمعون بيريز رئيس دولة إسرائيل الآن.. كان الرجل فى زيارة لشرم الشيخ وجلس معه أكثر من مسئول وهو يتحدث مع مبارك، قال له: يا سيادة الرئيس مصر مش عايزة سلام، وهذا سيؤثر علي موقفى وموقف حزب العمل فى الانتخابات.. ويا ريت تعلنوا عن مشروع قومي كبير يقنع الإسرائيليين أن مصر سوف تكمل عملية السلام.

وبالفعل أعلنوا عن مشروع توشكي.. وهو مشروع قديم كمال الجنزوري معجباً به ويحتفظ به منذ كان محافظا للبحر الأحمر.. وكان الغريب أننا تركنا سيناء التي حفرنا من أجلها ترعة السلام.. وتركنا الطريق الصحراوي الذي أصبح كله مباني أسمنتية.. وذهبنا إلي آخر الدنيا لدرجة حرارة تقريبا 55 فى الظل.. ورمينا مليارات الجنيهات من أموال التأمينات الاجتماعية.. ولم يكتمل المشروع ولن يكتمل.

كان الجنزوري يعتقد أنه رجل لا يمكن أن يمس، وكانت هذه النفخة الكدابة مرتبطة بالكرسي الذي يجلس عليه، فبعد أن خرج من السلطة زالت عنه نعمة القوة، وعاد مرة أخري «غلبان ومسكين» يرجو من الناس ألا يهاجموه.. وأصبح منزويا لا يريد أن يخرج إلي النور نهائيا.. وكلمني وحيد حامد أكثر من مرة وقال لي: الراجل بيرجوك.. هو مش مشي خلاص.. لا داعي للكلام عنه الآن.

كان التكويش علي السلطة عنوان مقال كتبته عن الجنزوري فى «روزاليوسف»، كان الجنزوري يهوي جمع المناصب مثل من يهوي جمع الطوابع.. كان رئيس حكومة ويشرف علي أربع وزارات وهي التخطيط والأزهر والحكم المحلي والتعاون الدولي، وكان رئيس 12 لجنة وزارية مشتركة فى مختلف التخصصات، وعضواً فى 30 مجلساً أعلي للسياسات منها الخصخصة.

هذه المناصب لم تشبع الجنزوري، فتفرغ لعمل المؤامرات علي الوزراء، كان الوزير الذي يخضع لإرادته يحبه.. وكان أكثر المقربين منه وزيره طلعت حماد وزير شئون مجلس الوزراء.. كان هو الآخر يحب السيطرة، وكان يطيح بأي شخص لا يقدر عليه بشكل معلن.

وعندما بدأت حملتي علي الجنزوري بدأ وزير داخليته حسن الألفى بإيحاء منه فى حملة تشهير ضدي عن طريق كتابهم فى الصحف، حاول أن يتكلم معي أكثر من مرة، كان يري أني لا أسمع الكلام، ولما كتبت «فضيحة علي النيل».. اعتقد أن هذه فرصته لضرب صفوت الشريف لأنه لم يكن من رجاله فى مجلس الوزراء، لكن صفوت الشريف سبق وأخبر الرئيس أن الجنزوري وراء هذه الحملة.

بعد حادث مذبحة البر الغربي فى الأقصر.. استدعي كمال الجنزوري كل رؤساء تحرير الصحف ليساعدوا الحكومة حتي تخرج من ورطتها، فى الاجتماع رفعت يدي لأتكلم، بعد أن قال إنه عايزنا نساند الحكومة، فقلت له: نحن مستعدون نساند الحكومة ونجملها ونطبطب عليها ونسمنها ونربرها، لكن المشكلة أن الحكومة مبتتعلمش.

قلت هذه الجملة كأني دست علي لغم.. ووجدته يقول لي: أنا مبتعلمش.. أنا معاون رئيس الجمهورية.. أنا رئيس وزراء مصر مبتعلمش.

فكرت لمدة نصف ثانية ماذا سأفعل.. هل أنسحب؟ أنا لا أنسحب.. هل أرد عليه.. هل أسكت.. قلت له: من فضلك أنت جئت لتسمعنا كرؤساء تحرير.. أما إذا كان عندك مندوبون للصحف فيمكن أن ترسل لهم بما تريده علي الفاكس.استمر الحوار بيني وبينه بهذا الشكل.. وساعتها عرفت أنهم قرأوا فاتحتي كما يقولون.. وجاءته الفرصة علي طبق من كريستال.. عندما نشرت جريدة الدستور تقريرا عن بيان منسوب لإحدي الجماعات الإسلامية يهدد ثلاثة من رجال الأعمال الأقباط بالقتل، وعندما حققت الموضوع فى العدد التالي من روز اليوسف.. أرسل مكتب الجنزوري الموضوع بالفاكس إلي مكتب الرئيس مشفوعا بان ما نشرته يهدد مناخ الإستثمار.. فأقالني مبارك من روز اليوسف وجعلني كاتبا متفرغا أو صامتا فى الأهرام.

الغريب أن مبارك نفسه وبعد عدة سنوات وكنا فى افتتاح فندق الموفنبيك فى مدينة الإنتاج الإعلامي.. وكان يسير فى طريقه وفجأة توقف ونظر إلي الناحية الثانية التي كنت أقف فيها.. وجاء إلي وأمسكني من ذراعي وقال لي جملة واحدة: علي فكرة هم ضللوني.. ولم أعلق علي كلمة ضللوني.

سبتمبر 05, 2011

كل رجال الرئيس : رئيس أركان حرب شلة توريث جمال مبارك

289

الاسم: حبيب إبراهيم العادلى

تاريخ الميلاد: 1 مارس 1938م

المؤهل الدراسى: حاصل على ليسانس الحقوق ودبلوم المواد الشرطية من كلية الشرطة 1965

عين وزيراً للداخلية خلفا لحسن الألفى 8 نوفمبر1997

تمت إقالته:31 يناير2011.

كان يسجل للشخصيات العامة بأوامر من زكريا عزمى.. ولم تسلم منه حتى زوجته وأولاده

حبيب العادلى

رئيس أركان حرب شلة توريث جمال مبارك

لم يستمر أعظم وأهم وأقوى وزير داخلية فى مصر بمنصبه أكثر من 5 سنوات، كثيرون منهم خرجوا قبل هذه المدة، لكن حبيب العادلى كان رجلا خارقا، فقد استمر فى منصبه ما يقرب من 13 عاما متواصلة.. وربما لأنه كان مهتما بالأمن السياسى وتأمين الرئيس أكثر من اهتمامه بالأمن الجنائى وتأمين المواطنين.

شهدت مصر فى عهد حبيب العادلى حوادث غريبة.. منها وقائع بلطجة كثيرة واغتيالات وقطع طرق.. كان هناك ما يشبه انهيار الأمن الجنائى تماما.

مثلا حادث بورسعيد الذى تعرض فيه مبارك للاغتيال.. دخل عليه مواطن بمطواه ليقتله.. وكان طبيعيا أن يقال العادلى ويطرد من منصبه، وبالفعل فكر مبارك فى إقالته وتولية اللواء أحمد همام مكانه - كان وقتها محافظا لأسيوط - ولكن زكريا عزمى تدخل للإبقاء على العادلى الذى كان يدين له بالولاء الكامل والطاعة العمياء منذ كان مديرا لأمن الدولة.

تمت ترجمة هذا الولاء بشكل مختلف، فقد استخدم زكريا حبيب العادلى وهو فى أمن الدولة للتسجيل لكثير من الشخصيات السياسية.. بل كان يستخدمه فى توفير وثائق عنهم، وهو ما جعل زكريا يعرف كل شيء عن الجميع.. وكان هذا يظهر فى أداء زكريا عزمى.. كان مثلا يقابل شخصا ما فيقول له: أخبار فلانة إيه.. أو مبروك العربية الجديدة.. وذلك حتى يعطى إيحاء للجميع بأنه يعرف عنهم كل شيء.. ولا فرق بين سياسيين أو صحفيين أو دبلوماسيين.

لم يعمل حبيب العادلى لحساب زكريا عزمى وحده.. بل عمل لحسابه الشخصى أيضا.. فقد نقل التسجيلات من مكتب مدير أمن الدولة إلى مكتبه عندما أصبح وزيرا للداخلية، وهنا يمكن أن نكشف كواليس اختفاء الصحفى رضا هلال.. وعلاقة حبيب العادلى بها.

يقال إن رضا كان يعرف سيدة.. كانت زوجة سابقة لأحد الوزراء، ويبدو أن رضا اتصل بها بعد مدة طويلة من نهاية علاقتهما.. رصدت الأجهزة المكالمة.. فجرى القبض عليه واختفى تماما، ويقال إنه اختفى فى عملية الجير الحى.. حيث ألقوا جثته بعد أن قتلوه فى حوض من الجير الحى ليتخلصوا من أى أثر له.

وهناك سيدة مجهولة تركت له رسالة على الأنسر ماشين تقول له فيها: مبارك والعيلة وأنا معاهم.. لإيه كده.. على كل حال عيد مبارك.. وهى رسالة تهديد واضحة باسم مبارك بما يعنى أن عيلة الرئيس كانت سببا فى اختفاء رضا هلال بشكل أو بآخر.

الغريب أن مرض التسجيلات هذه أغرب حاجة فى الدنيا، مرض يصيب الإنسان، وتكون لديه رغبة فى أن يسمع ما يقوله الآخرون، وبالفعل بدأ حبيب العادلى يسجل لكل الناس مرة بإيعاز من زكريا عزمى، ومرة بإيعاز منه هو.. والمفزع أن هذه التسجيلات وصلت إلى زوجته وأولاده.

وقد يكون هذا ما جعل حبيب العادلى يستمر فى منصبه كوزير داخلية، وقد أبقى على عدد كبير من المساعدين له، وكلهم بعد سن المعاش، لأنه كان يعتمد على رجاله الذين يديرون الدنيا من حوله، وهو فى مكتبه يهتم بقصة شنبه.. ويحصل على ما يقرب من 3 أو 4 ملايين جنيه.

كان هذا سببا فى إفساد جهاز الشرطة كله، فقد جعله إحدى أدوات التوريث، وجعل منه عملاقا منفوخا مثل البالونة التى يسهل فرقعتها، وكان هذا واضحا، فقد نجح مجموعة من الشباب الصغير أن يرهق جهاز الشرطة.. انهار تماما بل اختفى كأنه لم يكن موجودا من الأساس.

كان جهاز الشرطة مرهقا منذ بداية العام 2011.. وتحديدا بعد حادث كنيسة القديسيين دخل الجهاز فى حالة إرهاق شديد.. لكن المشكلة أن الجهاز كان مغرورا ومتكبرا لدرجة أن قياداته فى 25 يناير قالوا: المظاهرة هتخلص ونروح بيوتنا نتغدى على الساعة واحدة.

كان جمال يعرف أن الجيش لا يمكن أن يقبله كقائد أعلى للقوات المسلحة.. لأن الرئيس يصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة.. وأعتقد أن جنرالات الجيش كانوا فى حالة قلق شديد من أن يتولى جمال مبارك الرئاسة.. فيصبح القائد الأعلى.. وكان أن اعتمد على قوة الشرطة وحبيب العادلى هو رئيس أركان حرب جماعة التوريث.

لعب حبيب العادلى دورا خطيرًا فى عملية تزوير الانتخابات الأخيرة، ولعب قبلها دورا كبيرا فيما يسمى الضربات الوقائية.. عندما قبض على الجماعات السياسية وأعضاء الإخوان.. ووصل عدد المعتقلين إلى 3 آلاف معتقل.

كان الفيصل فى أحداث يناير هى ليلة 25 يناير، ووقتها قال لى أنس الفقى فى اتصال تليفوني: حبيب بيه قال إنه هيطيح بالمتظاهرين بالليل والصبح الميدان هيبقى فاضى - رغم أن أنس كان ينادى كل وزير باسمه، لكن المتظاهرين ظلوا فى الميدان وهو ما ضاعف من مطالب المتظاهرين من المطالبة بالحرية إلى المطالبة بسقوط النظام ورحيل مبارك.

عندما انهارت الشرطة كان العادلى موجودا فى مقر مباحث أمن الدولة فى 6 أكتوبر، وهو مقر يشبه فندق الخمس نجوم، وبعد ذلك خرج فى سيارة مصفحة على وزارة الداخلية، وعندما وصل بدأ المتظاهرون فى الهجوم على الوزارة.. وبدأ إطلاق النار ليسقط عدد كبير من المتظاهرين.

خرج العادلى فى مصفحة عسكرية، وذهب إلى معسكر من معسكرات الأمن، لينتهى به المطاف فى مكتب حسن عبد الرحمن بمقر أمن الدولة فى مدينة نصر، وقد وجد من يدافع عنه ومن يطالب ببقائه وزيرا فى الوقت الذى كان مبارك قد طلب من أحمد شفيق أن يعين محمود وجدى وزيرا للداخلية.

والأغرب من ذلك كله أن العادلى لبس بدلته ووقف فى مكتب حسن عبد الرحمن ينتظر استدعاءه لحلف اليمين كوزير للداخلية فى حكومة أحمد شفيق.. ولم يكن يعرف أنه لن يدخل وزارة الداخلية مرة أخرى إلا من أسوأ أبوابها.. وهو باب السجون عندما أصبح واحدا من نزلاء سجن طره.

سبتمبر 05, 2011

كل رجال الرئيس : جنرال أمن الدولة الذى قتل المصريين بالرعب سيموت مرعوبا

288

السن: 63 سنة

المؤهل: تخرج في كلية الشرطة سنة 1971

المناصب: عمل بإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة ثم ترقى برتبة رائد والتحق بأمن الدولة وتدرج فى المناصب حتى أصبح رئيس جهاز أمن الدولة، وفى فبراير 2010 تم المد له بقرار من أحمد نظيف.

محبوس على ذمة قضية قتل المتظاهرين.

كان ينافس حبيب العادلى على كسب ود ورضا جمال مبارك

حسن عبدالرحمن

جنرال أمن الدولة الذى قتل المصريين بالرعب سيموت مرعوبا

كان حسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة السابق يعيش فى منطقة المنيل بالقاهرة.. لكنه رأى أن المكان غير آمن، فانتقل هو وأسرته إلى فيللا محصنة داخل جهاز أمن الدولة بمدينة نصر.

بعد أحداث يناير وقبل إقالته رأيته فى مكتب محمود وجدى وزير الداخلية السابق.. كان الرجل الذى تجرى الدنيا كلها وراءه يرتعش فى مكتب وجدي.. قلت له: عاوز أتكلم معاك، فقال بضعف: ربنا يسهل بعد الأزمة دى ما تعدى نتكلم.

كان حسن عبد الرحمن يثير الفزع بالفعل.. وربما كانت القوة الحقيقية لكل جهاز من الأجهزة الخفية هى قدرته على التنصت على الناس والدخول فى ضمائرهم من خلال التسجيلات التى تم الكشف عنها بعد سقوط الجهاز فى أيدى الثوار.

وثائق الجهاز تؤكد أنه كانت هناك شركة ألمانية اسمها «أمان».. هى التى كانت تورد أجهزة التنصت لـ جهاز أمن الدولة فى مصر، وتقريبا لا توجد وسيلة اتصالات إلا وهناك قوة تخترقها.. وحتى الرئاسة لم تسلم من التنصت، لدرجة أن الرئيس عندما كان يريد أن يتحدث مع أحد مع الصحفيين كان يكلمهم عبر التليفون الأرضي.

كان هناك كمبيوتر مبرمج بعدد من الكلمات وفور سماعها يتم تسجيل المكالمات على الفور، ومن هذه الكلمات مثلا توريث.. انقلاب.. ثم يتم تتبع التليفون بسرعة مذهلة.

كان هناك من 10 إلى 15 ضابطاً يراقبون ويسجلون للفنانين والقضاة والصحفيين والسياسيين.. وكان أكثر من تتم مراقبتهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.. ووصلت الجرأة بجهاز أمن الدولة أنهم كانوا يضعون تليفونات مبارك نفسه تحت المراقبة.. وكان ذلك بطلب مباشر من زكريا عزمى وبموافقة مباشرة أيضا من حبيب العادلي.

كان المسئول عن هذه التسجيلات هو اللواء مرتضى إبراهيم.. وهو يعمل فى كواليس التنصت منذ ما يقرب من 15 سنة، وكان له موكب صغير بسيارة عادية.. وكان هو الشخص الوحيد الذى يمكن أن يدخل على حبيب العادلى فى أى وقت وربما دون استئذان.

وبانفجار التكنولوجيا أصبح التنصت متاحا، فأدواته موجودة فى محلات علنية فى دول عديدة من العالم، وهى أدوات يقبل عليها الوزراء ورجال الأعمال.. وكان هناك وزير يرتدى ساعة .. ولم تكن سوى جهاز تنصت بالصوت والصورة.. وكانت هناك سبح وعلبة مناديل وشنط بكاميرات.. لدرجة تشعر معها بأن البلد كلها بتسجل لبعضها .

كانت هناك منافسة دائمة بين وزير الداخلية ورئيس جهاز أمن الدولة.. كل واحد منهما يريد أن يطيح بالآخر، وهو ما جعل مبارك يتفنن فى الإيقاع بين رجاله، ويجعلهم مثل الفشار تماما، وأخطر ما جرى فى جهاز أمن الدولة أنه تجاهل تماما الأمن العام واهتم بالأمن السياسي، وأكبر دليل على ذلك تورط الجهاز فى تزوير الانتخابات.

كان أحمد عز هو الشخص الوحيد الذى يوجه التعليمات إلى حبيب العادلى مباشرة بتعليمات من جمال مبارك، والغريب أن حسن عبد الرحمن كان ينافس حبيب العادلى للفوز برضا جمال مبارك.. ولذلك تحول جهاز أمن الدولة إلى مصدر يعرف من خلاله جمال مبارك تفاصيل التفاصيل عما يجرى فى مصر.

ومن الأشياء المؤلمة أن أحد الكتاب الذين كنت أحبهم.. وكان يكتب ما يريده، وفجأة أتى به جهاز أمن الدولة وتحدث معه، وبعدها وجدت مقالاته التى تنتقد النظام بشدة تتحول إلى حالة من المدح الكامل.. سألته: انت كنت فين الأسبوع اللى فات؟

ولم يكن صعبا أن أعرف أنهم هددوه فى الجهاز بالتسجيلات التى سجلوها عليه.. فطلبت منه أن يأخذ إجازة ليستريح وحتى نجد حلا لهذه المصيبة.. وأنا أعرف أن أصعب شيء فى الدنيا أن تجبر أحدا على رأى معين.

كان هذا تحديدا ما جعل جهاز أمن الدولة ينحرف عن مساره.. وكان طبيعيا جدا أن يأخذ حسن عبد الرحمن وقبل أن يخرج من الجهاز قرارا بفرم المستندات التى كانت بحوزة الجهاز، لكن لحسن الحظ فإن ماكينات الفرم لم تستوعب كل هذا الكم الهائل من المستندات.

فكان أن جاءت سيارات كبيرة جدا وحملت المستندات ورمتها فى الصحراء، وقد أعيد بعض هذه المستندات بواسطة بعض أنصار الثورة.

وفى الحقيقة أنا اندهشت جدا من عملية اقتحام مبنى أمن الدولة الرئيسي.. ولا يزال هذا حتى الآن يشكل لغزاً كبيرا بالنسبة لي، فالمبنى محصن وأمامه دبابات ومدرعات.. فكيف جرى اختراقه بهذه البساطة.. صحيح أن الوثائق التى تم نشرها وتصويرها كانت مذهلة.. لكن يظل الهارد ديسك الأساسى الذى يحمل المستندات الكاملة موجودا فى مكان ما.

المثير أنهم عندما سألوا حسن عبد الرحمن: لماذا أخذ قرارا بفرم المستندات.. كان لديه تبرير أخلاقي.. فهناك تسجيلات تخص البيوت والأعراض وليس من السهل الكشف عنها.. لكن يظل اللغز الأكبر فى التقرير الذى رفعه حسن عبد الرحمن إلى وزير الداخلية قبل الثورة بأيام قليلة.

فى هذا التقرير قال عبد الرحمن إن الأوضاع فى مصر تنذر بمخاطر حقيقية، وأنه وفقا للتطورات الدولية فإن الدول العربية معرضة للثورة.. ويمكن أن تتحول إلى دويلات صغيرة تدفعها إيران وأمريكا.. كما أن ما حدث فى تونس يمكن أن يحدث ويتكرر بسهولة فى مصر.

عبد الرحمن قال قى تقريره أيضا إن هناك كيانات قوية يمكن أن تلعب دورا كبيرا فى الأحداث منها جماعة الإخوان المحظورة ومجموعة البرادعي.. وأنها يمكن أن تتبنى المظاهرات.. لكن التقرير لم يتمتع بأى شكل من أشكال الفراسة.. فهو لم يتوقع أن من سيقوم بالثورة هم شباب الطبقة الوسطي.. الذين كانوا العقل المدبر والمفجر للثورة.. وفى الوقت الذى نزلوا فيه إلى التحرير لم يكن هناك إخوان مسلمون ولا برادعي. إن صورة حسن عبد الرحمن المرتعشة فى مكتب محمود وجدى تجعلنى أقول إن الرجل الذى أثار المصريين بالرعب.. جاء عليه الوقت ليموت مرعوبا.

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى