آخر المواضيع

آخر الأخبار

16‏/09‏/2011

مقال جرئ : المخبر أصبح وزيرا!

461

تزخر الحياة الثقافية بالبصاصين الذين يكتسبون مكانتهم من خلال تقارير يكتبونها عن زملائهم، وعدد غير قليل منهم صعدوا إلى المناصب العليا فى زمن «مبارك» ويواصلون الصعود فى زمن المجلس العسكرى مستندين إلى أنهم كانوا ولا يزالون عيونا!

قبل أيام قليلة وفى حوار أجراه كل من الزميلين محمد أبو شامة ومنى مدكور على صفحات جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية أكد د. يحيى الجمل ما سبق وكتبه فى مذكراته أن فاروق حسنى -أكثر وزراء الثقافة بقاء على الكرسى (22 سنة)- كان يكتب فى نهاية الستينيات تقارير عن الطلبة الذين يدرسون فى فرنسا ويقدمها إلى الأجهزة وكانت هذه القضية قد أثيرت قبل أكثر من عشر سنوات على صفحات مجلة «المصور» فى عز سطوة فاروق وتمتعه بالحماية من سوزان مبارك، ولكنه وقتها فى معرض دفاعه عن نفسه تحول من مخبر يشى بزملائه إلى بطل قومى يتصدى للموساد، فهو كان حائط الصد ضد تورط الطلبة فى العمل لحساب الموساد. إنها واحدة من قفزات فاروق، ليظل دائما هو شجيع السيما فى عهد مبارك وأبو شنب بريمة فى عهد المجلس العسكرى!

الجمل فى تلك السنوات بعد هزيمة 67 كان يشغل منصب الملحق الثقافى فى السفارة المصرية بباريس وفاروق موظف صغير يتبعه إداريا، وأراد فاروق أن يطلع رئيسه على طبيعة عمله، ورجاه الجمل أن لا يشى بالطلبة لأنه أشفق على هؤلاء الشباب من بطش النظام. تحول الموقف 180 درجة، حيث أصبح الجاسوس هو البطل المغوار الذى يقول لرفعت الجمال الشهير برأفت الهجان «قوم اقف وأنت بتكلمنى»!

الصحافة وقتها تواطأت لتبييض وجه فاروق، أو ربما أجبرت على ذلك، ولم يكرر الجمل ما لديه من معلومات عن المخبر فاروق حسنى!

المعروف أن الدولة كانت لها دائما عيون على الجميع ومنذ تولى جمال عبد الناصر السلطة وتلك الأجهزة تلعب دورا كبيرا فى تحديد مسار البلد، وفى العادة يتم زرع عناصر تابعة لهم بين الفئات المؤثرة فى المجتمع، وحاولوا تجنيد عديد من الفنانين للعمل لحسابهم، وهذه هى مثلا العلاقة التى جمعت بين سعاد حسنى والمخابرات، والخطوة الأولى تبدأ بإخضاع المصدر وتصويره أو تسجيل صوتى له يضعه فى موقف الضعف فيستجيب لما يريده الجهاز خوفا من الفضيحة، ولهذا سايرت سعاد حسنى فى البداية المقدم موافى الذى سنكتشف فيما بعد أنه صفوت الشريف، ومن بين المهام التى كانت ملقاة على عاتقه تقديم تقارير عن الوسط الفنى، وسعاد لم تكمل العمل لحساب المخابرات، ولكن صفوت وجد بالتأكيد من يمدّه بالمعلومات.

فاروق حسنى من الواضح أنه واصل كتابة التقارير ووصل إلى كرسى وزارة الثقافة مستندا إلى تاريخه فى خدمة النظام منذ عبد الناصر والسادات حتى مبارك، ووجدت الدولة فى منصبه كوزير صمام أمان للسيطرة على المثقفين فهو الذى صك عبارة «حظيرة وزارة الثقافة»، مستندا إلى نظرية الاحتواء فأصبح الوسط الثقافى مدجنا لخدمة العهد البائد! هل تغير مفهوم فاروق حسنى عندما كان موظفا صغيرا يعمل مع يحيى الجمل حتى صعوده المفاجئ كوزير للثقافة؟ بقاؤه أكثر من 20 عاما على الكرسى هل نعتبره مجرد رئيس يرتاح إلى وزير أم أن الأجهزة الأمنية كانت ترى فى استمراره نوعا من الأمان لنظام ينظر دائما بتوجس وخيفة إلى المثقفين وكان هو قادرا على ضمان ولاء أغلب المثقفين، وهو بالضبط السبب الذى أتاح لصفوت الشريف البقاء مدة زمنية تتجاوز أيضا العشرين عاما على رأس الإعلام بقدرته على السيطرة وضمان الولاء؟

كانت العلاقة المتوترة بين صفوت وفاروق تعنى أن كلا منهما يعلم كثيرا عن الآخر، وأنه من الممكن أن يوجه إلى الآخر ضربات تحت الحزام، وهو ما أشار إليه فاروق أكثر من مرة فى الأشهر الأخيرة خصوصا بعد أن تأكد أن صفوت لن يستطيع الرد الآن وسوف تطول إقامته فى «طرة»!

فاروق حسنى يؤكد أنه كان يتصدى للموساد فى باريس ويحمى الشباب من الانزلاق إلى بئر الخيانة. المخبر صار وزيرا للثقافة، هذا هو رأيى بينما فاروق حسنى يرى أن البطل رأفت الهجان هو الذى أصبح وزيرا. فما رأيك أنت عزيزى القارئ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى