أكتوبر
1 أكتوبر
جرت اشتباكات ضخمة في يوم السبت 1 أكتوبر بين منشقين عن الجيش وقوات للأمن
في ريف حماة ودير الزور. إذ دخلَ 250 جندياً منشقاً من الجيش السوري الحر في
اشتباك معَ القوات الأمنية في بلدة كفرنبودة بريف حماة بعدَ إطلاقها النار على
متظاهرين سلميِّين، فيما جرت اشتباكات أخرى بين "كتيبة الله أكبر"
التابعة للجيش الحر أيضاً وقوات أمنية في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، وهوَ
ما أسفر عن مقتل 4 رجال أمن. كم انشق خلال يوم السبت 19 جندياً في محافظة إدلب.
وعُموماً، أعلن الجيش الحر تأسيس ما أسماه "المجلس العسكري للكتائب
المنشقة" وأعلن في بيانه الثاني عن تشكيلات كتيبة خالد بن وليد العسكرية في
محافظة حمص.[110]
وعلى الصعيد السياسيّ، أجرى المجلس الوطني السوري في يوم السبت لقاءً في
تركيا بمدينة إسطنبول لتوحيد طافية أطراف المُعارضة ضمن تشكيلة المجلس، الذي
يُفترض أن يُصبح الممثل الرسميّ للثورة السورية في المجتمع الدولي، وذلك بعدَ أيام
من المحادثات والتنسيقات معَ بعض الجهات ذات الطبيعة الخاصة مثل ممثلي العشائر
والأحزاب الكردية. وقد عبَّرت الولايات المتجدة وفرنسا عن ترحيبهما بتوسيع فئات
المعارضة التي يضمها المجلس، والذي مضت على تكشيله عشرة أيام تقريباً.[111]
2 أكتوبر
سقطَ في يوم الأحد 2 أكتوبر 12 قتيلاً بالمجمل في أنحاء سوريا.[112] وكان
قد أحكمَ الجيش السوري سيطرته على مدينة الرستن الأحد بعدَ انسحاب كتيبة خالد بن
الوليد التابعة للجيش السوري الحر من المدينة جرَّاء قصف ومعارك دامت خمسة أيام
وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً واعتقال 3,000 آخرين، لكن معَ ذلك فظلت مدينتا الرستن
وتلبيسة تحت حصار الدبابات.[110] وفي بلدة خان شيخون في محافظة إدلب سلم الأمن يوم
الأحد جثتي مدنيين توفيا تحتَ التعذيب في المعتقلات إلى عائلتهما، وذلك بعدَ أن
كانا قد فقدا في وقت سابق. كما شنت القوات الأمنية صباحَ الأحد حملة اعتقالات في
بلدة حرستا بريف دمشق، واعتقلت ما لا يَقل عن 27 شخصاً. وكانت هناك دعوات لانتفاضة
في الجامعات السورية خلال اليوم أيضاً، لكنها لم تَأتي بنتائج على أرض
الواقع.[113] ومن ناحية المُظاهرات، فقد عمَّت المظاهرات الطلابية معظم أنحاء
سوريا يوم الأحد مُطالبة بإسقاط النظام، بما في ذلك مدن منها درعا ودوما وإدلب
وغيرها.[110]
وعلى الصعيد السياسيّ، أعلن عن توحيد المجلس الوطني السوري لكافة أطياف
المعارضة في يوم الأحد، بحيث يَضم جميع أطرافها من إسلاميين وليبراليين وأكراد
وآشوريين وغيرهم، وبذلك أصبحَ الجهة الوَحيدة الممثلة للمعارضة السورية في الداخل
والخارج على حد سواء.[113]
3 أكتوبر "إثنين نصرة
تلبيسة"
سقط في يوم الإثنين 3 أكتوبر بالمجمل 11 قتيلاً بأنحاء سوريا (بينهم الناشط
"مصطفى أحمد" الذي اغتيل مساءَ الإثنين في حي جب الجندلي بحمص)،[114]
وعُموماً توزيع القتلى هوَ 4 في مدينة حمص و2 في الرستن و2 في القصير و1 في درعا
و1 في دوما و1 في الحسكة.[112] سادَ الهدوء يوم الإثنين مدينة الرستن بعدَ توقف
العمليات العسكرية فيها وإعلان الجيش السوري الحر انسحابه، لكن في المُقابل بدأ
عمليات جديدة في دوما (بشارع إبراهيم) ودير الزور (بشارعي التكايا والنهرين)
تضمَّنت حملات اعتقالات وإطلاق نار أدى إلى إصابة بعض المدنيِّين،[112][115] كما
اقتحمَ الجيش السوري مدناً أخرى عديدة وشن فيها حملات اعتقالات مماثلة منها جاسم
ونوى ونصيب في حوران وكفرنبل وسراقب في محافظة إدلب.[114] وعثرَ خلال اليوم في حي
القرابيص بمدينة حمص على جثتين مجهولتي الهوية لمواطنين قتلا بالرَّصاص بعدَ أن
ألقتهما شاحنة بيضاء مسرعة في الحي وهربت بعيداً. ومن ناحية المُظاهرات فقد خرجت
يوم الإثنين في سبع محافظات مختلفة رافعة لافتات تؤيد المجلس الوطني السوري بعد
الإعلان عن توحيده لكافة أطياف المعارضة في اليوم السابق، وذلك تعبيراً عن اعتراف
الداخل السوري بالمجلس وتأييده له، وكانت المحافظات التي خرج المظاهرات فيها هيَ
درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وحماة ودير الزور وإدلب على الرغم من الانتشار الأمني
الكثيف فيها جميعاً. وأما في العاصمة دمشق فقد أعلنَ الإثنين عن إحالة 6 ناشطين
سياسيين إلى القضاء بتهم عديدة منها التحريض على الفتن الطائفية والحض على التظاهر
وعصيان الدولة وعلى إقامة الاعتصام والتظاهرات والعمالة لقنوات أجنبية
"تزوُّر ما يَجري في سوريا".[115] من جهة أخرى، شيَّعَ الآلاف في مدينة
حلب "سارية حسون" - ابن مفتي سوريا "أحمد بدر الدين حسون" -
الذي كان قد اغتاله مجهولون في يوم الأحد على طريق إدلب، وهوَ ما اعتبرته روسيا
عملاً إرهابياً سافراً ونددت به بشدة، فيما اعتبره المفتي حسون من عمل جماعات
إرهابية مسلحة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد.[116]
4 أكتوبر "ثلاثاء الوفاء
لأحمد الصياصنة"
نشبت اشباكات في يوم الثلاثاء 4 أكتوبر بين الجيش السوري ومنشقين عنه في
مثلث بلدات كفرحايا وشنان وسرجة الوَاقع في وسط محافظة إدلب ضمن منطقة جبل
الزاوية، وكان سبب وُقوع الاشتباكات هوَ اقتحام اللواء 52 مدرع التابع للجيش
السوري لإحدى بلدات المثلث، مما تسبَّب بانشقاق بعض الجنود ودخولهم في اشتباكات
معَ الجنود الموالين لنظام بشار الأسد، وانتهى ذلك بسُقوط 3 قتلى من الجيش الموالي
وقتيل رابعٍ من المدنيِّين. كما شنت قوات الأمن حملة اعتقلات الثلاثاء في حيّ
الشيخ ضاهر في وسط مدينة اللاذقية، وأسفرت الحملة عن اعتقال 5 ناشطين على الأقل،
فيما شهدت قرية غرناطة بحمص حملة اعتقالات مشابهة.[114]
وعلى الصعيد السياسي، حاولت أربع دول في مجلس الأمن الدولي - بريطانيا
وفرنسا وألمانيا والبرتغال - يوم الثلاثاء طرح مشروع قرار يُدين النظام السوري
لقمعه الاحتجاجات السلمية ويُطالبه بوقف القمع واحترام حقوق الإنسان وبدء إصلاحات
سياسية فورية. لكن عندما طرحَ القرار للتصويت لم تؤيده سوى 9 دول،[117] فيما
امتنعت عن التصويت 5 هن لبنان والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، أما روسيا والصين
فقد استخدمتا حق الفيتو ضد القرار بما أنه لم يَتضمن بنداً يَمنع بصرامة التدخل
العسكري ويُوجب الالتزام بـ"احترام شؤون سوريا الداخلية"، مما عرقلَ
القرار وأبطله كله. وقد أبدت الولايات المتحدة استنكارها الشديد واستياءها من
استخدام روسيا والصين للفيتو، فيما اعتبرته فرنسا ازدراءً لمطالب الشعب السوري على
الرغم من "التنازلات العديدة التي قدمت إلى البلدين"، وأما سوريا
فعبَّرت عن ترحيبها الضمنيّ بموقف البلدين لكنها خشيت المُحاولات القادمة لفرض
عُقوبات عليها في المجلس.[118] كما أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طبيب أردوغان في
مؤتمر له خلال يوم الثلاثاء أن تركيا تُؤيد صدورَ قرار من مجلس الأمن الدولي يُدين
النظام السوري، وأن بلاده ستفرض بالفعل عُقوبات على النظام سيُعلَن عنها بعدَ
مؤتمر سيُعقد في مدينة أنطاكية التركية نهاية الأسبوع، ولن ترضى تركيا - على حد
قوله - بالوُقوف متفرجة على النظام السوري وهوَ يَقمع شعبه.[119]
5 أكتوبر
سقطَ بالمجمل خلال يوم الأربعاء 5 أكتوبر 15 قتيلاً في أنحاء سوريا، بينهم
4 مدنيِّين قتلوا في محافظتي حمص وإدلب (ثلاثة في المعتقلات السورية وواحد بتأثير
جراح أصيب بها يوم الثلاثاء) و5 عسكريِّين منشقين قتلوا في مناطق أخرى من البلاد.
كما اقتحمت قوات الأمن في يوم الأربعاء بلدات الغنطو وتير معلة والدار الكبيرة في
ريف حمص بعد قطع الاتصالات عنها، بالإضافة إلى وصول تعزيزات تتألف من 40 مدرَّعة
إلى قرية العقربية التي تعدُّ مركزاً لتجمع الأمن والشبيحة في منطقة القصير
بالمحافظة. وفي ريف دمشق جرت حملات اعتقالات كبيرة في مدينة دوما انتهت بإلقاء
القبض على 53 شخصاً، كما أغلقت بعض المدارس التي خرجت منها مظاهرات سابقاً
كـ"ثانوية الحرية للبنين"، لكن مع ذلك فقد شيَّع الأهالي يوم الأربعاء
أحد قتلى الأيام السابقة. وخرجت مظاهرة تشييع مشابهة أيضاً في مدينة جسر الشغور،
حيث شيع المتظاهرون واحداً من أهالي المدينة كان قد قتلَ في درعا لرفضه إطلاق
النار، وخرجت أيضاً مظاهرات طلابية في مدن حلب واللطامنة وسهل الغاب.[120]
وعلى الصعيد السياسيّ، أدان وزير الخارجية البريطاني يوم الأربعاء استخدام
روسيا والصين لحق الفيتو، أما ألمانيا فأبدت أسفها الشديد لفشل إصدار القرار. وأما
روسيا فقد ردَّت بأنها لا تعتبر نفسها محامية دفاع عن النظام السوري، دون توضيح
موقفها منه أكثر من ذلك، فيما اعتبرَ نظام بشار الأسد الفيتو الذي استخدمته روسيا
والصين تاريخياً ورحَّبت به بشدة.[121] وبالمقابل فإن تركيا أعلنت أن جيشها سيَقوم
بمناورات في إقليم هاتاي في فترة 5 - 13 أكتوبر تحت شعار "التعبئة"، وهي
نفس المنطقة التي يُخطط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للإعلان فيها قريباً
عن عُقوبات سيفرضها على النظام السوري، وتوقع البعض أن هذه المناورات ربَّما تكون
تمهيداً لمنطقة عازلة يُتوقَّع أن تقيمها تركيا في شمال سوريا لحماية المدنيِّين
من قوات نظام بشار الأسد. وفي إقليم هاتاي أيضاً أعلن العقيد رياض موسى الأسعد أنه
لجأ إلى تركيا بعد خروجه من سوريا نافياً شائعات عن اعتقاله في الرستن قبل ذلك
بفترة، وقال أنه ممتن لتركيا لاستضافتها له بظروف جيدة.[122]
6 أكتوبر
سقط في يوم الخميس 6 أكتوبر 12 قتيلاً في سوريا، جميعهم قتلوا خلال
اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين عنه. فقد انشقت أعداد كبيرة من الجنود
والعسكريِّين عن الجيش السوري في جبل الزاوية يوم الخميس خلال حملة له على قرى في
المنطقة، ودخلَ هؤلاء في اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن السورية، وكانت نتيجة
المعركة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 7 من رجال الأمن وإصابة العديد منهم
فيما قتل 5 آخرون ما بين منشقين ومدنيِّين. وفي محافظة درعا شيع 15,000 شخص في
مظاهرة حاشدة بمدينة داعل (وبمشاركة ما حولها من قرى)[123] مدنياً قتلَ بتأثير
جراح أصيب بها في 25 سبتمبر (قبل 11 يوماً) خلال إطلاق نار عشوائي في
المدينة،[124] كما شهدت مدينة دير الزور في الشرق حملة اعتقالات ابتداءً من فجر
الخميس انتهت بإلقاء القبض على 30 شخص تقريباً.[123] قامَ الجيش السوري عدى عن ذلك
ظهر يوم الخميس باختراق الحدود اللبنانية مسافة كيلومترين واقتحام منطقة سهل
البقاع - وتحديداً من جهة "الصعبة" في قرية عرسال - ببعض الدبابات، وبعد
دخوله المنطقة أطلق النار عمداً على مزارع سوريٍّ اسمه "علي الخطيب"
وأرداه قتيلاً على الفور، كما استهدف بنيرانه بعض المزارعين الآخرين، ثمَّ لاذ
بالفرار. وقالت السلطات اللبنانية بعد الحادث أنها فتحت تحقيقاً فيه وفي أسبابه،
كما قالت أن مثل هذه الاختراقات للحدود تحدث باستمرار.[125]
7 أكتوبر "جمعة المجلس الوطني
يمثلني"
سقطَ بالمجمل في "جمعة المجلس الوطني يمثلني" بتاريخ 7 أكتوبر 23
قتيلاً برصاص الأمن السوري،[126] بينهم 12 في حمص و4 في دوما و1 في الزبداني و1 في
القامشلي و1 في خربة الجوز.[126][127][128] ففي حمص أطلقت قوَّات الأمن النار على
متظاهرين في حيَّي كرم الزيتون وبابا عمرو، فسقطَ 9 قتلى و30 جريحاً في
الأول،[128] كما حدث الشيء نفسه في حي باب السباع مما أدى إلى سُقوط 3 قتلى.[129]
وأما في ريف دمشق فقد قتلَ 4 متظاهرين في دوما خلال تفريق إحدى المسيرات،[126]
بينما سقط قتيل خامس في مدينة الزبداني المجاورة. وقربَ مدينة جسر الشغور نصبَ
مسلحون كميناً لأهالي من قرية خربة الجوز، إذ أبلغوهم بأنهم منشقون عن الجيش
يُريدون مساعدة في الهُروب من البلاد، واتفقوا على مكان للقاء، لكن عند وصول
القرويِّين الثلاثة قُنصَ أحدهم واعتقل الآخران.[127] كما اغتيل الناشط مشعل التمو
(معارض كردي بارز وعضو في المجلس الوطني السوري) في منزله بمدينة القامشلي، إذ
اقتحمَ منزله 4 مسلحين وفتحوا النار على كل من في المكان، فأردوا مشعل قتيلاً،
فيما أصابوا ابنه مارسيل والناشطة "زاهدة رشكيلو" - اللذين كانا في
المنزل أيضاً - برصاصات طائشة، ولاذوا بالفرار بعد ذلك مباشرة.[130] وقد أدى
اغتيال مشعل إلى خروج مظاهرات حاشدة مناهضة للنظام بأعداد تبلغ عشرات آلاف
المتظاهرين في مناطق الأكراد بشمالي سوريا،[131] وخصوصاً في مدينتي القامشلي
وعامودا متهمة شبيحة النظام بقتله.[127][128] كما تعرَّضت مجموعة من الشبيحة
للناشط "رياض سيف" يوم الجمعة أمام مسجد الحسن في حي الميدان بدمشق في
يوم الجمعة،[126] واعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الحادث بالإضافة إلى
اغتيال مشعل تصعيداً من طرف النظام السوري في استهداف رموز المعارضة.[127]
عُموماً خرجت المُظاهرات في جمعة المجلس الوطني في مدن عديدة في أنحاء
سوريا، منها على سبيل المثال درعا وإنخل ونصيب وبصر الحرير ودوما وحرستا والزبداني
وحمص (بابا عمرو - الإنشاءات - دير بعلبة) والقصير وحماة ودير الزور وإدلب وتل
رفعت وبانياس واللاذقية وعامودا.[128][129] لكن لم تستطع جميع المدن الخروج
بالمظاهرات، ففي الرستن فرض الجيش حظر تجوال طوالَ يوم الجمعة، فيما حاصرَ الأمن
مساجد بلدتي حرستا وعرطوز بريف دمشق لمنع خروج المظاهرات منهما،[128] كما تعرَّضت
المظاهرات لإطلاق نار عنيف في دير الزور ودوما، لكن على الرغم من ذلك فقد تمكن
المتظاهرون من الخروج من 12 مسجداً في مدينة دوما مطالبين بإسقاط
النظام.[126][129] وحصل قمع مشابه للمظاهرات في معرة النعمان أدى إلى سُقوط 5 جرحى
بين المتظاهرين.[127] كما انشق جنود وضباط عن الجيش في مدينتي مسرابا ودوما،
ودخلوا في اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.[126][128]
8 أكتوبر "سبت مشعل تمو"
سقطَ بالمجمل خلال يوم السبت 8 أكتوبر الذي انطلقت فيه المظاهرات تحت شعار
"سبت مشعل تمو" 14 قتيلاً، منهم 6 في القامشلي و3 في ريف حماة و3 في
دوما و1 في الضمير و1 في حمص. ففي محافظة الحسكة شمالَ البلاد خرجَ حوالي 50,000
متظاهر لتشييع مشعل تمو - الذي كان قد اغتيل يوم الجمعة - في القامشلي وعامودا
والدرباسية وعين العرب، وتمكن محتجو عامودا من إسقاط تمثال حافظ الأسد في
المدينة،[132] كما شهدت معظم هذه المدن إضراباً عاماً طوال اليوم احتجداجاً على
اغتيال مشعل وأغلقت جميع محالها التجارية،[133] فضلاً عن خروج مظاهرات أخرى تندد
باغتياله في مدن عديدة منها حلب وعفرين واللاذقية وغيرها الكثير. في وقت لاحق من
اليوم اقتحمَ الجيش مدينة سراقب وشن حملة أمنية فيها، كما دخلَ في اشتباكات قاسية
مع "كتيبة أبي بكر الصديق" من الجيش السوري الحر في مدينة جسر الشغور.
وفي محافظة حماة حاصرَ الجيش يوم السبت حي الفراية في حماة بـ100 آلية عسكرية
واقتحمه وقتل فيه مدنياً وحداً، كما شن عملية أمنية عنيفة على قرية جبرين جنوبَ
المدينة وقتل مدنيَّين فيها.[132] وفي حمص قتلَ مدنيٌّ آخر برصاص قناصة في حي دير
بعلبة، فيما قطعت الاتصالات عن معظم أحيائها وانتشرت فيها قوات أمنية كبيرة بكثافة
عالية، وجنوب المدينة في القصير قطعت كافة الاتصالات وحشدت عشرات الدبابات في
القرى المحيطة بالمدينة،[134] كما قطعَ الجيش في اليوم ذاته الطريق بين حمص
والحدود اللبنانية السورية. أما في ريف دمشق فقد شن الأمن حملات اعتقالات في
الكسوة والسيدة زينب،[132] أما في دوما فقد خرجت مظاهرات لتشييع قتلى يوم الجمعة،
لكن الأمن أطلق عليها النار فقتل طفلاً ومتظاهراً وأصاب 14 شخصاً آخرين، فيما
توفيَّ ثالث بجراح أصيب بها يوم الجمعة. وفي يوم السبت أيضاً سُلمت في مدينة
الضمير جثة ناشط قتل تحت التعذيب بعد اعتقاله يوم الخميس.[132][134]
وخارج سوريا، حاول متظاهرون - أغلبهم أكراد من أصل سوريّ - اقتحام السفارات
السورية في بريطانيا وألمانيا والنمسا فضلاً عن مقرّ البعثة الدبلوماسية السورية
في سويسرا. ففي لندن وجنيف اعتقلت الشرطة خمسة متظاهرين في كل مدينة من المدينتين
بعد محاولتهم اقتحام السفارة السورية في بريطانيا ومقر البعثة السورية للأمم
المتحدة في سويسرا، وفي برلين اقتحمَ 30 متظاهراً السفارة سلمياً، لكن الشرطة
أخرجتهم منها لاحقاً، وفي فيينا اعتقلَ 11 متظاهراً بعد اقتحامهم السفارة.[135]
وعلى الصعيد الدوليّ، حسمت قيادة إقليم كردستان العراق ترددها الطويل وأعلنت
تأييدها الكامل للاحتجاجات في مقابل موقف الحكومة العراقية المعادي لها.[136]
10 أكتوبر
اعترفت ليبيا المتمثلة في المجلس الوطني الانتقالي بالمجلس الوطني السوري
كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري وقامت ليبيا باغلاق السفارة السورية في طرابلس.
وبهذا تكون ليبيا أوّل دولة تعترف بالمجلس «ممثلاً وحيداً للشعب
السوري».[137][138]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى