فيما يبدو أن الأزمة التي يمر بها السوريون الآن تختلف شكلا ومضمونا عن باقي الأزمات العربية او بالأحرى الثورات العربية، ابتداء بتونس ثم مصر مرورا بليبيا واليمن .
وكما هو معروف تم حسم ثورتي تونس ومصر وحقن الكثير من الدماء عن طريق الجيش .
وفي ليبيا كان التدخل الخارجي عاملا رئيسيا في حسم الأزمة وانهيار نظام القذافي، واليمن في طريقه إما لإجراء انتخابات أو نقل السلطة أو انهيار علي عبد الله صالح .
ولكن الثورة السورية تختلف عما سبق لان الجيش، ما زال مواليا للأسد اللهم إلا بعض الانشقاقات البسيطة ، إلى جانب صعوبة التدخل الخارجي على غرار ليبيا نظرا لمراعاة واشنطن والغرب لأمن إسرائيل القومي لان من يعتلي هضبة الجولان يستطيع بمد البصر الكشف عن تل أبيب بأكملها.
هذا فضلا عن التحالف الإستراتيجي السوري مع إيران ، والدعم المؤكد وصوله للأسد من ذراعي المقاومة "حماس" و"حزب الله"حالة تعرضه لعدوان الناتو أو أمريكا ، هذا بجانب عدم امتلاك دمشق لثمن الفاتورة التي يجب أن تسدد للناتو والغرب حالة الهجوم ، على العكس من ليبيا التي تمتلك الكثير من حقول النفط .
وشاءت الأقدار السياسية ان يكون عدو سوريا الأول ومغتصب اراضيها هو حصن الأمان المنيع لها من هجمات واشنطن والناتو.
وبالفعل جاءت تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد لتدعم ما سبق حيث روى مسؤول عربي كبير، أن الرئيس السوري بشار الأسد صدم الموفد التركي إليه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو خلال زيارة للعاصمة السورية دمشق قبل نحو شهرين.
فالرسالة التركية للأسد، المستندة إلى ثقل وتفاهمات تركية سعودية أمريكية تضمنت التهديد بمواجهة عسكرية دولية على غرار ما كان يحدث وقتذاك في ليبيا لإنهاء حكم العقيد الليبي المتواري عن الأنظار معمر القذافي، إلا أن الأسد رد ببرود أعصاب شديد فاجأ ضيفه، حين سأل أوغلو: برأيك كدبلوماسي لماذا تتردد قوى دولية معروفة بعدائها لسوريا عن تكرار التجربة الليبية مع سوريا؟!.
ويروي المسئول العربي الكبير لموقع أخبار بلدنا الأردني، أن أوغلو لم يجب سؤال الأسد، لكنه قاطع الرئيس السوري سائلا إياه إن كان يعرف معلومات وأسرار لا يعرفها هو كحامل رسالة للأمة التركية، فأجابه الأسد: إن قوى عظمى كبيرة تدرك كل الإدراك أنه مع أول صاروخ يسقط فوق دمشق لأي سبب كان، فإنه بعد ست ساعات من سقوط هذا الصاروخ، سأكون قد أشعلت الشرق الأوسط، وأسقطت أنظمة.
وأشعت الفوضى والحرائق قرب حقول النفط الخليجية، وأستطيع أن أغلق المضائق المائية العالمية.. لا تظن إنني أبالغ دوائر القرار في بلدك وفي بلاد أخرى تدرك إن كنت أقول وأفعل أم أقول فقط.
وأمام الحيرة والارتباك الذي ظهر على محيا أوغلو تابع الأسد حديثه: تعرف أميركا كيف ساعدناها على إسقاط نظام صدام حسين لأننا كنا نريد ذلك.. وتعرف إدارات أميركية أن سبب ورطتها في العراق الآن هو سوريا، وأننا نمزح معها فقط في العراق، ولو أردنا قتل الآلاف من جنودها، لفعلنا بلا تردد، لكن السياسة السورية منذ القدم لا ترمي أوراقها دفعة واحدة على طاولة اللعب.. دمشق تلعب بمزاج عالي.
في هذه الأثناء يقول المسئول العربي أن أوغلو أراد الاستئذان، والعودة إلى بلاده؛ لأنه شعر بأنه لا يفهم شيئا، لكنه سأل الأسد: هل تريدني أن أنقل رسالة معينة لأنقرة، فأجاب الأسد: الرسالة التي جئتني بها لم تكن من أنقرة، بل من عواصم كثيرة، وأريدك أن تنقل هذه الرسائل بحرفية.. وهنا صمت أوغلو منتظرًا رسالة الأسد الشفهية.
فقال الأسد: إذا حصل أي جنون تجاه دمشق، فأنا لا أحتاج أكثر من ست ساعات لنقل مئات الصواريخ إلى هضاب الجولان، لإطلاقها على تل أبيب وسحقها عن بكرة أبيها، وفي الوقت نفسه سنطلب من حزب الله اللبناني فتح قوة نيرانه على إسرائيل، وهي نيران لا تتوقعها كل أجهزة الاستخبارات، كل هذا في الثلاث ساعات الأولى من الست ساعات، وفي الساعات الثلاث الأخرى ستتولى إيران ضرب بوارج أمريكية ضخمة راسية في مياه الخليج.
واستطرد: فيما سيتحرك الشيعة الخليجيون لضرب أهداف غربية كبرى، وقتل أمريكيين وأوروبيين حول العالم، إذ سيتحول الشيعة في العالم العربي إلى مجموعة فدائيين انتحاريين صوب كل هدف يرونه سانحا، وسيخطفون طائرات شرق أوسطية.
بعد كلام الأسد لم يعلق أوغلو، بل ودع الأسد في طريقه إلى مطار دمشق، وفي تركيا كانت القيادة السياسية التركية تعقد أهم اجتماع لها، فالرد السوري بقد ما أعتبر إهانة لأنقرة، إلا أنه أعتبر أيضا ينطوي على قدر كبير من الرعب والحيرة، لهذا طار في اليوم التالي الرئيس التركي عبد الله غل إلى السعودية لإبلاغ القيادة السياسية في الرياض بمضمون رسالة الأسد، في حين تولى مسئول استخباري تركي نقل رسالة لواشنطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى