تحية إلى أرواح شهداء الثورة السورية العظيمة
تعجز الكلمات عن وصف وحشية وبربرية أجهزة القمع السورية، التي تثبت لنا يوماً بعد يوم أنها لا تنتمي إلى الشعب السوري الأصيل الكريم. فما رأيناه من قسوة ولا إنسانية في قتل وتعذيب الطفل حمزة الخطيب ابن الثالثة عشرة من عمره والتمثيل بجسد معلم سوري لا يمت إلى أفعال البشر بصلة.
وهكذا تتجلى بوضوح كامل الصورة الحقيقية للنظام القمعي الفاسد الذي يتحكم بمصير الناس وحياتهم منذ 50 سنة. فقد استباح هذا النظام الفاشل كل الحرمات فدنس المساجد والكنائس وحول المدارس إلى سجون و وانتهك بيوت الناس وسرق أموالهم وقتل الأطفال واغتصب النساء وسجن الآلاف وقتل أكثر من ألف مواطن سوري خلال شهرين ونيف والمجزرة مستمرة والمهزلة متواصلة. ولا نعرف بماذا يفكر الجلادون المتربعون على السلطة في سوريا. فحتى مالك المزرعة يرأف برعاياه ولكن النظام الحاكم يتعامل مع الناس الأحياء وحتى الأموات بشكل سادي يعكس مدى كرهه للناس في سوريا ويؤكد بأن النظام القاتل لشعبه ليس خائناً وحسب وإنما مجرماً ويجب تقديمه للعدالة، وأن جرائمه لن تمر بلا عقاب ومحاسبة.
إعلام النظام كاذب وأجهزته دموية وحاقدة على الشعب السوري .
أما الشعب السوري البطل يواصل انتفاضته من أجل الحرية والكرامة ، من أجل سورية الجديدة الحرة الديمقراطية ، من أجل دولة القانون، حيث لا مكان لأمثال العصابة الحاكمة التي تعيث فساداً في سوريا استنكره كل الشرفاء في العالم. ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للظلم أن يندحر.
تحية إجلال وإكرام للمرأة السورية الصابرة الباسلة، تحية عز لشباب سوريا البواسل الذين سطروا ملحمة الكفاح والشهامة ضد الطغاة، تحية فخر لأطفال سوريا الذين لم يتأخروا عن أهلهم في مظاهرات الحرية والكرامة الإنسانية. ننحني إجلالاً وإكباراً لكل أب وأم وأخت وأخ وابن وابنة في ربوع سوريا الغالية لما يتحملوه من صنوف العذاب والمآسي وهم عراة مسلوبين من كل وسائل الدفاع عن النفس، غير الإرادة والتصميم والشجاعة منقطعة النظير التي ابهرت العالم.
لقد أثبتت الثورة السورية، ثورة الشباب السوري الحر بأن الشعب السوري جدير بالعيش الكريم وأنه لا يقبل الذل والمهانة. وقد دقت ساعة الحقيقة وآن للشعب أن يعيش حياة كريمة آمنة.
الثورة مستمرة ولا رجعة حتى تحقيق النصر، وقد أعلنها الشعب السوري: إما الشهادة وإما النصر.
فهل فهم النظام ما يحدث في سوريا؟ اعتقد بأن النظام لم يستوعب حجم القوة الشعبية التي انطلقت كالبركان معبرة عن احتقان وألم ومعاناة عمرها 50 سنة ذاق شعبنا خلالها الويلات والتعسف.
ألا يرى النظام بأن أيامه معدودة. ألا يعتبر النظام من تجارب تونس ومصر واليمن وليبيا.
بماذا يفكر حكام دمشق ؟ هل يعتقدون بأن القوة التي بين ايديهم ستسكت صوت الشعب التواق إلى الحرية؟ أم أنهم يعتقدون بأن روسيا ستحميهم من الغضب الدولي القادم؟ ومن هو المتسبب في أي كارثة محلية أو خارجية قد تحصل في سوريا؟ إنه النظام بلا شك لأنه أعلن شعار الحكام الديكتاتوريين القائل: علي وعلى أعدائي. القوة لها حدودها والدول لها مصالحها، فافهموها ايها المتسلطون على مقدرات البلاد والعباد في سوريا.
وكلمة أخيرة. الشعب السوري صابر ومتزن ومثابر في مسيرته النضالية. فالمظاهرات سلمية ، والشعب يصر على وحدته مع الجيش السوري الوطني، والشعب يرفض الطائفية ويرفض التدخل العسكري الخارجي.
وحول الحوار الذي روج له النظام لعدة أيام ثم تراجع عنه بعد فشله الذريع، ما هو إلا دليل ساطع على عدم جدية النظام وعدم توجهه نحو إجراء أي اصلاح أو حوار بناء. فالنظام يناور ويريد كسب الوقت الضائع، ولا يريد الحوار مع الشعب. ولكن هيهات أن تنفعه كل الأساليب التي تعلمها منذ 50 سنة. فالزمن تغير وأصبح العالم قرية صغيرة، فأين المفر يا زبانية النظام السوري؟ ألا يكفيكم قتل ومجازر وانتهاك لحقوق السوريين. ألم تسمعوا بالشرائع السماوية والإنسانية؟ أليس السوريون بشر مثل شعوب العالم ومن حقهم العيش الحر الكريم بدون عائلة الأسد وحزب البعث الذين سرقوا كل شيء جميل في وطننا الحبيب سوريا.
الشعب يطالب النظام بالرحيل، ولا طريق آخر أمامه، لأن النظام هو من فرض هذه المعادلة ذات الحل الواحد: إما الشعب وإما الطغمة المستبدة الفاسدة. والشعب ابقى. إنه التاريخ وقانون الحياة. والنصر حليف الشعوب دوماً.
ونؤكد، نحن المغتربون السوريون في روسيا، المؤيدون للثورة السورية المباركة، بأننا جاهزون لتقديم أغلى ما عندنا من أجل نجاح الثورة وتحقيق الحرية وبناء سورية الجديدة الديمقراطية المتقدمة، بحيث تصبح سوريا لكل السوريين.
لجنة دعم الثورة السورية من روسيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى