«أنباء عن وفاة مبارك إكلينيكيا» و«مبارك فى حالة حرجة وربما فارق الحياة»، و«مبارك ينهار باكيا بعد تلقيه خبر مقتل القذافى»، تلك عناوين لأخبار نقلتها صحف ومواقع إلكترونية فى اليومين الماضيين، تبين فيما بعد أنها لم تكن سوى «شائعات» نفتها مصادر من داخل عائلة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ومصادر أخرى أمنية، فى الوقت الذى غابت فيه أية بيانات رسمية تتعلق بصحة مبارك.
شائعة وفاة مبارك جاءت بداية عبر الموقع الإلكترونى للزميلة «الوفد» فجر الأحد الماضى، والتى عادت لتنفى الخبر بعد دقائق، وبعد أن تناقله عدد من المواقع الإخبارية بنفس الصيغة، من بينها «البشاير»، و«اقرأ»، و«الشروق» الجزائرية التى نقلت الخبر تحت عنوان: «حركة غير عادية يشهدها الجناح المقيم فيه.. مبارك يحتضر بعد مشاهدته صور القذافى ميتا»، وجريدة بريد الأردن، وموقع «سبق» الإخبارى السعودى.
وسرعان ما انتشر الخبر بعد دقائق من بثه على الإنترنت، وتداوله النشطاء على نطاق واسع باعتبار أنه خبر صحيح.
وجاء فى مقدمة الخبر «ترددت منذ دقائق أنباء عن وفاة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، إكلينيكيا، حيث أكد شهود عيان من العاملين داخل المستشفى عن وجود هياج كبير داخل المركز الطبى العالمى حول الجناح الذى يقيم فيه مبارك».
الخبر نفسه بثه موقع «مصراوى» الإلكترونى الإخبارى تحت عنوان: «مفاجأة.. مبارك يدخل فى نوبة بكاء هستيرى»، نقلا عن مصدر طبى لم تسمه، و«تقارير إعلامية».
ونقل نفس الموقع عن مراسل قناة «روسيا اليوم» باللغة العربية خبرا بعنوان «مبارك فى حالة حرجة وربما فارق الحياة»، بينما كان موقع روسيا اليوم نفسه نقل الخبر عن «إعلام محلى»، والذى كان بدوره ينقل عن مصادر مجهولة.
وعادت الشائعة لتنتشر بقوة خلال الـ 24 ساعة الماضية خاصة مع إحجام السلطات الرسمية الإدلاء بتصريحات حول حقيقة صحة مبارك والتعليق على الأنباء التى تبثها مواقع الانترنت.
وكتبت الزميلة «روزا اليوسف» أمس فى صفحتها الأولى «مبارك سقط على الأرض 3 مرات، وممرض يساعده فى الدخول لدورة المياه»، نقلا عن مصدر مقرب من مبارك، غير أن نفس التقرير ذكر أن الرئيس المخلوع رفض قراءة «الصحف القومية» لأنها تشتمل على موضوعات لا تتوافق مع مزاجه العام!.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انطلقت شائعات أخرى تفيد بأن الرئيس المخلوع طلب إلقاء كلمة إلى الشعب بعد إفاقته من حالة الإغماء التى تعرض لها، غير أن الإعلامية البريطانية كريستيان أمانبور، والتى أجرت آخر لقاء صحفى مع مبارك قبل تنحيه عن السلطة فى 11 فبراير الماضى، نفت تلك الأنباء؛ اعتمادا على مصادر داخل عائلة الرئيس المخلوع.
وقالت كريستيان عبر حسابها الشخصى على موقعى تويتر وفيس بوك: «تناقلت الصحف شائعات وفاة مبارك.. لكن مصادر من داخل عائلته أكدت لى أنه لم يمت وأنه لا يزال على قيد الحياة».
وفى تعليقه، قال صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسى بجامعة القاهرة، إن مناخ الغموض وعدم الوضوح وغياب وعى الحكومة بالرد والتفنيد نبتة أساسية لانتشار الشائعات، وهو ما دعمته الحالة الإيحائية التى تسبب فيها مقتل رئيس ليبيا المخلوع، فضلا عن تمنيات المصريين التى حركها تأخر محاكمة مبارك».
«وقد ساعد هذا المناخ على تعظيم حالة رواج الشائعة خاصة مع عدم صدور نفى رسمى، إضافة إلى انعدام المهنية لدى المواقع والصحف التى نقلت الخبر»، وفقا للعالم.
وقوبلت الشائعات التى تم تداولها عن وفاة مبارك بموجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن بينها «طيب هو هيموت قبل ما يقول الكلمة؟ كنت عاوز أعرف هيقول ايه. اكيد هيقول لم أكن أنتوى الموت»، و«خبر وفاة مبارك طلع مسودة»، وكتبت الناشطة نوارة نجم: «مبارك لم يمت ومش بيموت، ومش حيموت، ولو حد قالنا انه مات حنقولهم انه اتقتل.. ده أشب من شباب الثورة اللى استووا من النومة فى الشارع».
كما تناقل نشطاء مقطع فيديو عبر هيئة الإذاعة البريطانية تحت عنوان «أنباء عن وفاة حسنى مبارك» يعود لتاريخ أبريل 2010.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى