آخر المواضيع

آخر الأخبار

07‏/11‏/2011

فيديل كاسترو يتحدث عن أزمة الصواريخ النوويّة (1)

406

ترجمة: زاهر بولس
الجمعة 12/10/2007

*ولم يعد بالإمكان تدمير كل هذا دون اندلاع حرب نوويّة، التي من شأنها التسبب بدمار رهيب أيضا في الطرف الآخر. إضافة لذلك دعونا إلى تعبئة عامّة. كان لدينا مائتين وسبعين ألف مسلّح، على استعداد للدفاع عن الوطن والثورة حتى آخر قطرة دم*
*قامت بطّاريّة صواريخ سوفييتيّة مضادة للطائرات من طراز سام بإسقاط طائرة أمريكية من طراز بيون  U-2في مقاطعة اوريينتا. حينها كانت اللحظة الأشد توتّرًا*

تخوّفات كاسترو من إمكانية معاودة الولايات- المتحدة الهجوم على كوبا جعلته يتوجه إلى الاتحاد السوفييتي ويقترح على الرئيس السوفييتي، نيكيتا خروتشوف، نصب صواريخ باليستيّة بعيدة المدى بإمكانها تهديد الولايات المتحدة الأمريكية.
حين عُلم للأمريكيين عن مشروع بناء السوفييت لقواعد صواريخ على الأرض الكوبية في أكتوبر 1962، أعلن الرئيس الأمريكي، جون كينيدي، حصارا بحرياً على كوبا.
أزمة أكتوبر، الشهيرة في الغرب باسم "أزمة الصواريخ" تنتهي في الثامن والعشرين من أكتوبر بتغلب الولايات المتحدة: خروتشوف يوافق على إبعاد الصواريخ السوفييتية من كوبا، ويتعهد الرئيس كينيدي بعدم اجتياح كوبا بالمقابل.
ذكريات من الأيام الستة التي وقف فيها العالم على حافة حرب نوويّة، وتحسّر على كينيدي وتبيان عدم إمكانية اغتياله بيدي شخص واحد.

407

*أنت وكينيدي والعالم برمّته، عايشتم دوّامة "أزمة أكتوبر"، التي في سياقها وقف العالم على حافة حرب نوويّة. كيف تقيّم تلك الأحداث بعد مرور ثلاثة وأربعون عاماً عليها؟

- كانت تلك اللحظات حرجة جداً على المستوى الدولي. خطر اجتياح كوبا مرّة ثانية كان لم يزل قائماً حتى بعد فشل المرتزقة في خليج الخنازير. توقعنا الاجتياح الجديد، ولم يكن لدينا شك بان هذا الاجتياح سينفذ هذه المرّة بأيدي وحدات أمريكية. كان الخطر قريباً، وقد تواجدت وحدات سوفييتيّة لتقدّم لنا المساعدة في الدفاع من كوبا. في العام 1962 تواجد هنا اثنان وأربعون ألف جندي سوفييتي، ونحن بدورنا كنا نمتلك نحو ثلاثمائة ألف مسلح. عندها، ما بين الرابع عشر والخامس عشر من أكتوبر، اكتشفوا الصواريخ التي قام السوفييت بنصبها هنا. حلّقت طائرة تجسس أمريكية من طراز U-2 على ارتفاع عال جداً وصوّرت قواعد إطلاق الصواريخ. في واقع الأمر، من المعلوم ألان أن الكولونيل أولغ بينكوفسكي، رجل المخابرات السوفييتي، هو الذي سرّب المعلومات حول الموقع الدقيق للصواريخ التي اكتشفتها فيما بعد طائرة التجسس U-2. حُوّلت المعلومات إلى كينيدي في السادس عشر من الشهر، عندها بدأت الأزمة.

*وما الذي فعله كينيدي هي حينه؟

- قام كينيدي بفتح قناة اتصال مع خروتشوف، حينها وقع خروتشوف في خطأ أخلاقي وسياسي. لقد كذب على كينيدي، وابلغه خطيّاً بأن الحديث يدور حول سلاح دفاعي وليس سلاحًا استراتيجيًّا. من المفهوم أن السلاح جُلب للدفاع لكنه كان أيضا سلاحًا هجوميًّا. كان هنالك ستّة وثلاثون صاروخاً استراتيجيّاً متوسط المدى، والجنرال السوفييتي الذي يقف على رأس هذا الجهاز، كان ذي صلاحيّات واسعة لاتخاذ قرارات تتعلّق بهذه الأسلحة، بمعنىً آخر، كان لديه هامش كبير من الاستقلاليّة بحيث كان بمقدوره تفعيل هذه الأسلحة دون استشارة موسكو.
رسالة خروتشوف وصلت إلى كينيدي بواسطة وزير الخارجيّة السوفييتي اندريه غروميكو. كان ذلك في الثامن عشر من أكتوبر، في هذه المرحلة لم تُكشف المسألة على الجمهور الواسع. في التاسع عشر من أكتوبر قام كينيدي باستشارة القيادة العامّة لجيش الولايات المتحدة، وقد أوصت هذه بدورها بقصف كوبا بكثافة. لكن كينيدي لم يأخذ بتوصيتهم، ولكن، في العشرين من أكتوبر، قرّر فرض طوقاًّ بحريّاً حول الجزيرة. طوق بحري بواسطة مائة وثلاث وثمانون سفينة حربيّة، بينها ثماني حاملات طائرات على متنها قوّة إنزال مؤلّفة من أربعين ألف جندي. أما في فلوريدا، فقد تركّز خمسمائة وتسع وسبعون طائرة مقاتلة وخمس فرق عسكريّة جاهزة لنقلها جوّاً، من ضمنها الفرقتين المختارتين 82 و101. لكن الجمهور في الولايات المتحدة، وكذلك الأمر في أنحاء العالم، لم يدر شيئاً عمّا يدور.

*متى أعلن كينيدي عن الأزمة؟

- لقد ظهر على شاشات التلفزيون في الثاني والعشرين من أكتوبر في السابعة مساءً. تحدّث بمنتهى الدراماتيّة من خلال كل وسائل البث في الدولة، وعندها أدرك العالم كنه الأزمة، وانه يقف على شفا حرب نوويّة. أعلن كينيدي أن على الاتحاد السوفييتي أن تسحب صواريخها، أو أن تتحمّل مخاطرة حرب نوويّة، وأعلن عن الطوق البحري الذي ضرب حول كوبا موضحاً أن الطوق جاء ليمنع وصول صواريخ إضافية. في هذه الأثناء كان السوفييت قد اعتقلوا الكولونيل بينكوفسكي، وقد علموا في هذه المرحلة بوجود المعلومات التامّة في أيدي الأمريكان، وعلموا أيضا أن كينيدي يعلم أن خروتشوف كذب عليه في رسالته.

408

*متى أبلغوك أن الأمريكان يعلمون؟

- السوفييت ابلغونا بالمستجدّات كل الوقت. وكان قرارنا المشترك مع الضبّاط السوفييت الذين تواجدوا هنا التسريع ببناء قواعد الصواريخ الإستراتيجية من طراز أس – أس- 4 . عملوا ليل نهار. في الواقع، حتى السادس عشر من أكتوبر لم تكن أي قاعدة إطلاق جاهزة، في الثامن عشر جهزت ثماني قواعد، في العشرين جهز ثلاث عشرة قاعدة، في الواحد والعشرين جهز عشرون وهكذا. عملوا دون انقطاع. ولم يعد بالإمكان تدمير كل هذا دون اندلاع حرب نوويّة، التي من شأنها التسبب بدمار رهيب أيضا في الطرف الآخر. إضافة لذلك دعونا إلى تعبئة عامّة. كان لدينا مائتين وسبعين ألف مسلّح، على استعداد للدفاع عن الوطن والثورة حتى آخر قطرة دم، وفي الثالث والعشرين من أكتوبر ظهرتُ على شاشة التلفزيون وأبلغت عن وشوك الاجتياح الأمريكي وقمت بتهيئة وتعبئة الشعب.

*هل نفّذت الولايات المتحدة تهديدها بفرض الطوق البحري؟

- طبعًا. خرج الطوق إلى حيّز التنفيذ في الرابع والعشرين من أكتوبر الساعة الثانية بعد الظهر. في هذه الأثناء كانت ثلاث وعشرون سفينة سوفييتيّة تخوض عباب البحر في طريقها إلى كوبا. وتداعي الأحداث متوقّع في أي لحظة. كان من الممكن أن تطلق سفينة أمريكية النار على سفينة سوفييتيّة فتندلع حرب نوويّة. كان التوتر شديداً، شديدًا جداً.

*ماذا فعلت الأمم المتحدة ازاء هذه الوضعيّة؟

- حسنًا، لقد جرى النقاش الشهير بين السفير الأمريكي أدلي ستيفنسون وبين السفير السوفييتي فلريان زورين. حصل هذا في مجلس الأمن في الخامس والعشرين من أكتوبر 1962. ستيفنسون- كما فعل كولن باول في الخامس من شباط 2003، حين عرض "إثباتات" ملفّقة لتبرير الحرب ضد العراق- عرض بفخر صور مكبّرة ملتقطة من الجو لقواعد الصواريخ الإستراتيجية. السفير السوفييتي نفى صحة الادّعاءات، لكنه رفض الدخول في نقاش حول حق كوبا في الدفاع عن نفسها. وبهذا ارتكب خطأً حين اجّل النقاش الحقيقي حول سيادة كوبا وحقّها في الدفاع عن نفسها.

*أثناء ذلك، اعتقد، أن الطائرات الأمريكية كانت تحلّق في أجواء كوبا؟

- اجل. استمرّوا بإرسال طائرات بيون من طراز U-2. وبدأوا بتنفيذ طلعات جويّة استكشافيّة على ارتفاع منخفض. ونحن من جهتنا قررنا إطلاق النار على هذه الطائرات. التحليق المنخفض يمكّن هجوماً مفاجئاً. طرحنا الموضوع أمام القادة السوفييت الذين تواجدوا هنا. قلنا لهم انه يجب عدم السماح بالتحليق المنخفض، وأبلغناهم عن نيّتنا في إطلاق النار. وفعلاً، باشرنا بإطلاق النار مستخدمين صواريخاً مضادة للطائرات. عندها، في السابع والعشرين من أكتوبر، قامت بطّاريّة صواريخ سوفييتيّة مضادة للطائرات من طراز سام بإسقاط طائرة أمريكية من طراز بيون U-2 في مقاطعة اوريينتا. حينها كانت اللحظة الأشد توتّرًا. طيّار أل u-2 ، الضابط الأمريكي رودولف أندرسون، قتل. في كل لحظة كان من الممكن أن تتحوّل حادثة أخرى إلى حرب. واسمح لي أن أقول لك أن الناس هنا كانوا هادئون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى