قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض أن يؤكد للرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده ستبلغ إدارته إذا قررت ضرب إيران.
ورأت الصحيفة أن هذه الأنباء عززت المخاوف من خطط إسرائيلية لضرب إيران بمفردها، للحد من نشاط إيراني مزعوم للحصول على التقنية النووية العسكرية.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر قولها إن طلب أوباما سبق أن رفض الشهر الماضي، الأمر الذي يوحي بأن إسرائيل لم يعد لديها نية "للحصول على موافقة واشنطن" للمضي قدما في خططها لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد زار إسرائيل الشهر الماضي ونقل رسالة عاجلة إلى نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مفادها طلب ضمانات أكيدة بعدم قيام إسرائيل بضرب إيران بمفردها بدون الرجوع إلى واشنطن.
كان رد نتنياهو وباراك مراوغا ومتملصا من الالتزام بما طلبه أوباما، بحسب مصادر في إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال أحد المصادر "لم يقولا إن التحرك العسكري وشيكك أو أن يكون على طاولة البحث، ولكنهما لم يقدما أي وعود بطلب إذن من واشنطن ولا حتى التزم بإعلام واشنطن ببدء العملية العسكرية".
وقد رشحت معلومات عن قلق الرئيس أوباما من رفض إسرائيل الالتزام بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وأنه بناء على ذلك أمر وكالة المخابرات المركزية الأميركية بتصعيد نشاطها التجسسي على إسرائيل لالتقاط مؤشرات واضحة بشأن نواياها.
نتنياهو ووزير دفاعه شكلا جبهة ضغط لإقناع مجلس الوزراء بتأييد العمل العسكري (رويترز)
وقالت الصحيفة إن من يطلع على الصحافة الإسرائيلية سيرى بوضوح أن البلاد سائرة نحو الحرب، والشائعات تملأ البلاد عن قيام نتنياهو وباراك بتشكيل جبهة ضغط لحمل مجلس الوزراء على تأييد العمل العسكري ضد إيران.
وكانت إسرائيل قد قامت منذ أسبوعين بتجربة صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف داخل الأراضي الإيرانية وكانت المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بتجربة صواريخ بهذا المدى منذ عام 2008. وقبل ذلك، شاركت بمناورات عسكرية لحلف الناتو تضمنت عمليات إرضاع جوي وهو أمر حيوي لنجاح أي ضربة جوية ضد إيران التي تبعد عن إسرائيل آلاف الكيلومترات.
وعلى مدى السنوات الماضية، تكررت التكهنات بضربة إسرائيلية وشيكة ومحتملة لإيران ولكن من النادر أن تتصاعد إلى المستوى الذي هي عليه اليوم، إلى درجة أن مسؤولا بريطانيا توقع أن تتم قبل أعياد الميلاد في ديسمبر/كانون الأول القادم.
لكن في إسرائيل هناك اعتقادا سائدا على مستوى واسع، من أن ضربة إسرائيلية –في حال حدوثها- لن تنفذ قبل الربيع أو الصيف القادم، حيث إن الشتاء سوف يلبد سماء المنطقة وإيران بالغيوم، الأمر الذي سيعرقل تنفيذ هجمات جوية ناجحة باستخدام الصواريخ والمقاتلات.
وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك يجادل بأن الغرب ليس باستطاعته التغلب على المعارضة الروسية والصينية للتحرك ضد إيران في المحافل الدولية.
أما نتنياهو فهو ضمن مؤسسة إسرائيلية استنفرها واستفزها رئيس الموساد السابق مير داغان الذي وصف الضربة الإسرائيلية المحتملة لإيران بأنها "أغبى فكرة سمعتها في حياتي". استنكار المسؤولين العسكريين لتصريحات داغان وصلت إلى حد التعبير عن رغبتهم برؤيته خلف القضبان.
من جهة أخرى يرى البعض أن الحديث عن ضربة إسرائيلية لإيران هي تكتيك نفسي لردع إيران وكبت ارتيابها الدائم من إسرائيل.
ويقول يوسي ميلمان المحلل الاستخباري المعروف في إسرائيل "إن مير داغان استهزأ بالعملية العسكرية. ويعتقد نتنياهو بأن داغان أضر بسلاح الردع (النفسي) وهو يحاول أن يعيد له هيبته وفاعليته (عبر الحديث عن ضربة وشيكة لإيران)".
لكن الصحيفة تعتقد أن مسؤولا متقاعدا في الموساد لم يكن ليتجرأ بالحديث عن ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران، ما لم يكن مقتنعا بوجود نية حقيقية لتنفيذها.
من جهة أخرى يعتقد الكثيرون في إسرائيل أن الوقت ليس في صالح بلادهم. التقرير الأخير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدم دلائل على سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، ولكنه لم يحدد مدى قرب إيران من هدفها. لكن أوساطا إسرائيلية تعتقد بشدة أن إيران قريبة جدا من هدفها.
وطبقا لتقارير مخابراتية غربية فإن طهران تعد العدة لنقل معظم مشروعها النووي إلى مرفق تحت أحد الجبال قرب مدينة قم الدينية، وهو أمر يجعل الوصول إلى تلك المواد النووية عن طريق الجو أمرا صعب التنفيذ.
ويرى رونين بيرغمان المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن على إسرائيل القيام بعملية ضد المنشآت النووية قبل أن تصل إلى درجة الكمال.
ورأت صحيفة تلغراف أن الهجوم الإسرائيلي قد يتمكن من إصابة أكثر من عشرة أهداف باستخدام أكثر من مائة مقاتلة من طراز إف 15 و16.
غواصات دولفين الألمانية التصميم قد تنشر في منطقة الخليج للمشاركة في قذف صواريخ بالستية تقليدية، لكن من غير المحتمل أن تشارك صواريخ أريحا-3 الإسرائيلية في العملية حيث أثبتت عدم دقتها في إصابة أهدافها.
ولكن إسرائيل لن تستطيع أن تنهي المشروع الإيراني، وهي في أحسن الأحوال قد تنجح بتأخير البرنامج النووي الإيراني لثلاث أو أربع سنوات، تأمل خلالها والغرب معها أن يتغير نظام الملالي في طهران وتحل محله حكومة أكثر اعتدالا.
المصدر: ديلي تلغراف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى