حياة سياسية حافلة لبرلسكوني شهدت إخفاقات ونجاحات وانتقادات من المعارضة ومن الايطاليين، لكنه في كل مرة كان يعرف كيف يقنع الناخبين بأن الاخرين هم المشكل وانه هو الحل
ولد في 29 سبتمبر/ ايلول 1936. وبدأ حياته المهنية ببيع المكانس الكهربائية، كما اشتهر بالغناء في الملاهي الليلية وعلى متن السفن السياحية.
تخرج في كلية الحقوق عام 1961 ثم أسس شركة اديلنورد للإنشاءات، حيث اشتهر كمتعهد لبناء المساكن في مسقط رأسه بمدينة ميلانو.
وبعد عشر سنوات، أسس شركة محلية لتجهيزات القنوات التلفزيونية، تحولت في ما بعد إلى أكبر إمبراطورية إعلامية في ايطاليا، والتي باتت تعرف باسم (ميدياست).
وتجمع الشركة القابضة الضخمة الخاصة به تحت مظلتها ميدياست وأكبر دار نشر في ايطاليا وجريدة يومية ونادي ميلانو فضلا عن عشرات الشركات الأخرى.
وتسيطر شركته الاستثمارية على أكبر ثلاث محطات تلفزيونية خاصة في البلاد، فضلا عن أنه كرئيس للوزراء كان مسؤولا عن تعيين مدراء القنوات العامة الثلاث في البلاد.
ووفقا لتقديرات مجلة (فوربس) الأمريكية المختصة بالأعمال، فإن برلسكوني وأسرته جمعوا ثروة قيمتها تسعة مليارات دولار.
حزب سياسي
في عام 1993، أسس برلسكوني حزبا سياسيا يحمل اسم (فورزا ايطاليا) والذي يعني " إلى الأمام يا إيطاليا" وهو شعار اعتاد مشجعو فريق ميلانو ترديده.
في العام التالي، تولى منصب رئيس الوزراء وشكل ائتلافا مع حزبي التحالف الوطني ورابطة الشمال اليمينيين.
لكن التنافس بين الأحزاب الثلاثة، بالإضافة إلى اتهام برلسكوني بالتهرب الضريبي أمام محكمة في ميلانو، أدى إلى انهيار الحكومة بعد سبعة أشهر من تشكيلها.
وخسر الانتخابات في عام 1996 أمام منافسه اليساري رومانو برودي، لكنه عاد إلى السلطة في عام 2001 في ائتلاف مع حلفائه السابقين.
وبعد عشر سنوات، هي الفترة الأطول التي يتولى فيها شخص رئاسة الحكومة في ايطاليا منذ الحرب العالمية الثانية، خسر مجددا أمام برودي.
وعاد برلسكوني إلى السلطة مجددا في عام 2008 لكن حالة عدم اليقين السياسي التي كانت قد أحاطت به ظلت قائمة.
القضاء
وقال مرارا إنه ضحية السلطات القانونية في مسقط رأسه بمدينة ميلانو حيث واجه اتهامات بالاختلاس والتهرب الضريبي وتقديم معلومات محاسبية غير صحيحة ومحاولة رشوة قاض.
لكنه دائما ما نفى اقتراف أي أخطاء ولم تتم إدانته نهائيا.
وفي عام 2009، قال برلسكوني على وجه التقدير إنه على مدار 20 عاما مثل أمام المحكمة 2500 مرة في 106 قضايا وهو ما تكلف 200 مليون يورو.
ومررت حكومته تعديلات قانونية تضيق نطاق الاحتيال، لكن المحكمة الدستورية ألغت في عام 2010 بعض بنود قانون يمنح حصانة مؤقتة لبرلسكوني ووزراء آخرين.
وخلال تاريخ عمله السياسي، نجا برلسكوني في أكثر من 50 اقتراعا لسحب الثقة في البرلمان.
وصاحبت صراعات برلسكوني السياسية سلسلة من التقارير في الصحف الايطالية عن الشهوة في حياته الخاصة.
وبلغ هذا الأمر ذروته بمحاكمته بتهمة ممارسة الجنس مع قاصر.
ويبدو برلسكوني أصغر من سنه، وهو ما يعود جزئيا إلى خضوعه لعملية لزراعة الشعر وجراحة تجميل في المنطقة المحيطة بالعينين.
فضيحة برلسكوني الجنسية تعصف بإيطاليا
قال رئيس الجمهورية الإيطالي إن بلاده تعاني من حالة اضطراب خطير بسبب الاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني بممارسة الجنس مع بائعات هوى قاصرات.
وكان الادعاء الإيطالي قد أرسل استدعاءً لبرلسكوني من أجل استجوابه في نهاية الأسبوع الحالي.
لكن محاميي برلسكوني أعلنوا إنهم لم يقرروا بعد ما إذا كان سيوافق على استجوابه. وقد نفى برلسكوني تهمة ممارسة الجنس مع بائعات هوى.
ويواجه برلسكوني ضغوطاً متزايدة، إذ قد توجه له اتهامات في ثلاث قضايا فساد.
وفي مقال نشر على الصفحة الأولى بجريدة الروم الكاثوليك الإيطالية، وصف أساقفة بالكنيسة الكاثوليكية الاتهامات الموجهة لرئيس وزراء البلاد بأنها "إعصار مدمر".
وقال الحزب الديمرقراطي وهو حزب المعارضة الرئيسي: "على برلسكوني أن يستقيل إذا كانت لديه أي كرامة".
يذكر أن برلسكوني الذي تنتهي ولايته الرئاسية عام 2013 كان قد أفلت بصعوبة من تصويت على حجب الثقة عنه في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
روبي
وقد نشرت وسائل الإعلام الإيطالية مؤخرا نصوص مكالمات هاتفية مسربة دارت بين نساء يعتقد أنهن دعين إلى حفلات أقامها برلسكوني البالغ من العمر 74 عاماً في قصر يمتلكه قرب مدينة ميلانو.
برلسكوني
يواجه برلسكوني ظغوطاً متزايدة
وتركز التحقيقات التي يجريها الادعاء حول كريمة المحروق المعروفة باسم "روبي" وهي راقصة شرقية مغربية تبلغ من العمر 18 عاماً ويعتقد أن برلسكوني كان يدعوها إلى حفلاته عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، كما يتهم بأنه دفع لها أموالاً مقابل ممارسة الجنس معها.
يذكر أن ممارسة الدعارة مع فتيات دون الثامنة عشرة من العمر تعتبر جريمة في إيطاليا.
وقد نفت روبي ممارسة الجنس مع برلسكوني.
لكن نصوص المكالمات الهاتفية المسربة نسبت لروبي قولها إنها طلبت من برلسكوني أن يدفع لها أموالاً مقابل عدم إفشائها سره، وأنه أجابها بأنه على استعداد لإعطائها كل ما تريد من أموال.
ونشرت كالة الأنباء الإيطالية "أنسا" نص مكالمة تليفوينة أخرى مسربة بين امرأتين تقول فيها إحداهن للأخرى: "إن ما ينشر في الصحف أقل بكثير من الحقيقة. فالمطلوب ممن يحضرن هذه الحفلات إما أن يفعلن كل ما يطلب منهن أو أن يغادرن".
"هل أنت مجنون"
وقد طلب الادعاء من البرلمان الحصول على إذن لتفتيش العقارات التي يعتقد أن برلسكوني يقيم فيها حفلاته.
ويقول الادعاء أيضاً إن نيكول مينيتي وهي مسؤولة محلية وكانت سابقاً طبيبة أسنان برلسكوني، جلبت له عدداً كبيراً من بائعات الهوى.
وقد نفت مينيتي التي تخضع للتحقيق هذه الاتهامات.
وبدوره اتهم برلسكوني ممثلي الادعاء بشن حرب سياسية عليه واستغلال سلطتهم للإطاحة به.
لكن رئيس الادعاء إدموندو بروتي ليبراتي قال إن التحقيق إجراء إلزامي بعد ظهور أدلة قوية على صحة الاتهامات من بينها نصوص المكالمات الهاتفية لروبي
وقد حاول برلسكوني إطهار عدم اكتراثه بالتحقيقات عندما سئل عن ما إذا كان سيستجيب لطلب المعارضة بالاستقالة من منصبه، فرد قائلا:
"ماذا؟ هل أنت مجنون؟ أنا في غاية الهدوء وأستمتع بوقتي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى