كل عام وأنتم بخير. فى سياق بحثى عن معلومة فى خبر قديم تعثرت قدماى فى أكوام الصحف التى احتفظت بها من يناير الماضى، فكان أن كتب هذا المقال نفسه بنفسه. تسلسل العناوين الرئيسية للصحف كل صباح فى تلك الأيام ينبئ عن حالة فريدة فى نوعها، ويكشف عن فجوة درامية بين ما كنا فيه وقتها وما نحن فيه الآن. وكى تكون الصورة أقرب إلى الاتزان سنختار «الأهرام» و«المصرى اليوم».
25 يناير، «الأهرام»: «تنظيم إرهابى من 19 انتحارياً لتفجير دور العبادة: وزير الداخلية يكشف فى حوار شامل أبعاد حادث الإسكندرية». «المصرى اليوم»: «بروفة مبكرة ليوم الغضب: 12 مظاهرة فى القاهرة والمحافظات للمطالبة بالتعيين ورفع الأجور والمكافآت». 29 يناير، «الأهرام»: «إقالة الحكومة: مبارك يحذر من مخطط لزعزعة الاستقرار والانقلاب على الشرعية». «المصرى اليوم»: «النداء الأخير: أنقذوا مصر. فرض حظر التجول فى جميع المحافظات ونزول الجيش إلى الشوارع بعد فشل الأمن فى مواجهة ثورة المتظاهرين».
1 فبراير، «الأهرام»: «حكومة جديدة بلا رجال أعمال». «المصرى اليوم»: «هيكل: الجيش لا يمكن أن يوجه رصاصه لصدور المواطنين ووضع القوات المسلحة فى مواجهة الشعب انتحار». 4 فبراير، «الأهرام»: «سليمان: مبارك وابنه لن يترشحا لانتخابات الرئاسة. ومبارك: أريد ترك منصبى الآن لكن خوفى من انتشار الفوضى يدفعنى للبقاء». «المصرى اليوم»: «كارثة دامية فى التحرير: 8 قتلى ومئات الجرحى». 5 فبراير، «الأهرام»: «مئات الآلاف فى التحرير يطالبون بالتغيير. المشير يتفقد المتظاهرين». «المصرى اليوم»: «رسالة مليونية جديدة: الرحيل أولاً».
7 فبراير، «الأهرام»: «شباب الميدان يحاور سليمان والاعتصام مستمر. واشنطن تغير موقفها وتؤكد صعوبة رحيل مبارك قبل إجراء الانتخابات الرئاسية». «المصرى اليوم»: «مصر تصلى على شهداء الحرية. المتظاهرون يواصلون الاحتشاد والدعوة لمليونيات جديدة فى أسبوع الصمود». 9 فبراير، «الأهرام»: «سليمان: مصر بين خيارين .. الحوار أو الانقلاب». «المصرى اليوم»: «التحرير يفيض بالمتظاهرين والحشود تحاصر البرلمان». 10 فبراير، «الأهرام»: «المتظاهرون يجبرون الحكومة على نقل اجتماعاتها إلى مصر الجديدة». «المصرى اليوم»: «ثوار التحرير يطالبون سليمان بالتفاوض فى الميدان». 11 فبراير، «الأهرام»: «مبارك يفوض سليمان فى اختصاصات رئيس الجمهورية». «المصرى اليوم»: «مبارك يفوض سلطاته لسليمان.. والتحرير يرفض».
13 فبراير، «الأهرام»: «تنظيف مصر.. الجيش يتعهد بسلطة مدنية وانتقال سلمى للسلطة والحفاظ على المعاهدات الدولية. المجلس الأعلى للقوات المسلحة يطالب الحكومة بتسيير الأعمال والشرطة بخدمة الشعب». 14 فبراير، «المصرى اليوم»: «وداعاً برلمان التزوير ودستور الترقيع.. الجيش يحل مجلسى الشعب والشورى ويعطل الدستور ويحدد الفترة الانتقالية بـ 6 شهور».
لابد أن هذه العناوين قد أثارت فى ذهنك الكثير من الأفكار وأجَّجت فى صدرك الكثير من المشاعر. عن نفسى، سأقف طويلاً أمام هذين العنوانين الأخيرين بتساؤل مر: كنا فين وبقينا فين؟.. لكن المرارة مهما غاصت فى الحلقوم لا يمكن أن ترقى إلى إرادة هؤلاء الذين وصلوا بمصر فى المقام الأول، قبل شهور قليلة، إلى هذين العنوانين.
استقيموا يرحمكم الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى