من نصدق: اللواء مختار الملا أم اللواء ممدوح شاهين؟
كلاهما عضو فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويتحدث باسمه، لكن الأول يقول كلاما والثانى يدلى بعكسه، هل يعبر ذلك عن ارتباك أو عدم تنسيق، أم أن كل شىء يجرى بقدر ووفق سيناريو محبوك؟
اللواء الملا تحدث لمجموعة من المراسلين الأجانب فى لقاء حرم الإعلاميون المصريون من حضوره، وصدرت عنه تصريحات سقطت مثل أحجار ضخمة فى بحر السياسة المصرية الهائج المائج أصلا فزادته اضطرابا، وأحدثت دوامات من الكلام والكلام المضاد، بدا معها المشهد وكأن صداما وشيكا بين العسكر ومعسكر الإسلام السياسى على الأبواب.
وخلاصة تصريحات الملا الصادرة خصيصا للدوائر السياسية فى الغرب أن البرلمان القادم ليس أكثر من بطة عرجاء، ليس له فى صياغة الدستور ولا تشكيل الحكومة.. وهنا استشاط الإخوان والسلفيون غضبا، وتذكروا الشارع الذى أداروا له ظهورهم وانصرفوا إلى الانتخابات، وهددوا وتوعدوا بالخروج إلى الميادين، وقاطع الإخوان ما يسمى بالمجلس الاستشارى، وتعطلت لغة الغزل بين المعسكر والعسكر وإن بشكل مؤقت وتكتيكى.
وبينما الكل يضرب أخماسا فى أسداس بشأن هذا المأزق، خرج اللواء ممدوح شاهين بتصريحات معاكسة نزلت بردا وسلاما على أهل المعسكر، حيث قدم وجها مختلفا للعسكر بقوله للزميل وائل الأبراشى على الهواء مباشرة إن المجلس الاستشارى والحكومة والمجلس العسكرى لن يكون لهم رأى فى اختيار أعضاء اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، وأن هذا الحق للبرلمان وأعضائه المنتخبين فقط، وعلى الفور قبل الإخوان الترضية وبدأوا الاستعداد للعودة إلى ظلال المجلس الذى كان فى نظرهم قبل تصريحات شاهين «يسير ضد إرادة الشعب» وفقا لما قاله المتحدث باسم الجماعة للإذاعة البريطانية.
وبعيدا عن أن هذه ليست أول سحابة صيف وتمر بين العسكر والمعسكر، فإن ما يلفت النظر هنا أن المجلس العسكرى يستخدم خطابين، الأول للتصدير إلى الخارج، والثانى للاستهلاك المحلى، ما يضيف إلى الوضع الراهن مزيدا من العتامة والغموض، الأمر الذى يبقينا أسرى لهذا التخبط فى دروب ما توصف بالمرحلة الانتقالية، التى يبدو أنها ممتدة إلى أكثر مما جرى إعلانه والالتزام به، اعتمادا على سياسة «فرق تسد».
وأخشى أن تستسلم القوى الليبرالية والديمقراطية لهذه اللعبة، فتقطع خطوتين باتجاه المجلس العسكرى، كلما ابتعد عنه معسكر الإسلام السياسى خطوة واحدة، تماما كما كانوا ينتهزون فرصة انقضاض المجلس على القوى الثورية، فيقتربون من الـ«سكاف».. وهكذا دواليك فيما يشبه لعبة الفراشة وضوء المصباح، والتى احترق فيها كثير من الرموز والأسماء.
ويبقى على القوى الوطنية من مختلف التيارات إن كانت جادة حقا فى الخروج من هذا التيه أن تلتقى بمبادرة منها، وتتوافق على استحقاقات المستقبل من دستور وخلافه، قبل أن تلتهم الأضواء مزيدا من الفراشات.
وائل قنديل - الشروق
كلاهما عضو فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويتحدث باسمه، لكن الأول يقول كلاما والثانى يدلى بعكسه، هل يعبر ذلك عن ارتباك أو عدم تنسيق، أم أن كل شىء يجرى بقدر ووفق سيناريو محبوك؟
اللواء الملا تحدث لمجموعة من المراسلين الأجانب فى لقاء حرم الإعلاميون المصريون من حضوره، وصدرت عنه تصريحات سقطت مثل أحجار ضخمة فى بحر السياسة المصرية الهائج المائج أصلا فزادته اضطرابا، وأحدثت دوامات من الكلام والكلام المضاد، بدا معها المشهد وكأن صداما وشيكا بين العسكر ومعسكر الإسلام السياسى على الأبواب.
وخلاصة تصريحات الملا الصادرة خصيصا للدوائر السياسية فى الغرب أن البرلمان القادم ليس أكثر من بطة عرجاء، ليس له فى صياغة الدستور ولا تشكيل الحكومة.. وهنا استشاط الإخوان والسلفيون غضبا، وتذكروا الشارع الذى أداروا له ظهورهم وانصرفوا إلى الانتخابات، وهددوا وتوعدوا بالخروج إلى الميادين، وقاطع الإخوان ما يسمى بالمجلس الاستشارى، وتعطلت لغة الغزل بين المعسكر والعسكر وإن بشكل مؤقت وتكتيكى.
وبينما الكل يضرب أخماسا فى أسداس بشأن هذا المأزق، خرج اللواء ممدوح شاهين بتصريحات معاكسة نزلت بردا وسلاما على أهل المعسكر، حيث قدم وجها مختلفا للعسكر بقوله للزميل وائل الأبراشى على الهواء مباشرة إن المجلس الاستشارى والحكومة والمجلس العسكرى لن يكون لهم رأى فى اختيار أعضاء اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، وأن هذا الحق للبرلمان وأعضائه المنتخبين فقط، وعلى الفور قبل الإخوان الترضية وبدأوا الاستعداد للعودة إلى ظلال المجلس الذى كان فى نظرهم قبل تصريحات شاهين «يسير ضد إرادة الشعب» وفقا لما قاله المتحدث باسم الجماعة للإذاعة البريطانية.
وبعيدا عن أن هذه ليست أول سحابة صيف وتمر بين العسكر والمعسكر، فإن ما يلفت النظر هنا أن المجلس العسكرى يستخدم خطابين، الأول للتصدير إلى الخارج، والثانى للاستهلاك المحلى، ما يضيف إلى الوضع الراهن مزيدا من العتامة والغموض، الأمر الذى يبقينا أسرى لهذا التخبط فى دروب ما توصف بالمرحلة الانتقالية، التى يبدو أنها ممتدة إلى أكثر مما جرى إعلانه والالتزام به، اعتمادا على سياسة «فرق تسد».
وأخشى أن تستسلم القوى الليبرالية والديمقراطية لهذه اللعبة، فتقطع خطوتين باتجاه المجلس العسكرى، كلما ابتعد عنه معسكر الإسلام السياسى خطوة واحدة، تماما كما كانوا ينتهزون فرصة انقضاض المجلس على القوى الثورية، فيقتربون من الـ«سكاف».. وهكذا دواليك فيما يشبه لعبة الفراشة وضوء المصباح، والتى احترق فيها كثير من الرموز والأسماء.
ويبقى على القوى الوطنية من مختلف التيارات إن كانت جادة حقا فى الخروج من هذا التيه أن تلتقى بمبادرة منها، وتتوافق على استحقاقات المستقبل من دستور وخلافه، قبل أن تلتهم الأضواء مزيدا من الفراشات.
وائل قنديل - الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى