من هو كمال الجنزورى حتى يتحدث عن الثورة، إنه آخر
شخص فى مصر يحق له الكلام عن ثورة الشعب، فمن يرضى أن يمثل دور الأخرس
سنوات عدة بعد أن لفظه مبارك من عصابة حكمه لا يمكن بحال أن يقبل منه كلام.
ولا يستقيم عقلا ولا خلقا أن يعطينا دروسا فى معنى الثائر الحقيقى والثائر المزيف، لأنه هو شخصيا بسلوكه هذا تجسيد لمعانى الخنوع والرضا بالمهانة والصمت عندما يكون الكلام فريضة وفضيلة.
لقد سكت الجنزورى سنوات، حتى رد له الثوار لسانه فاستعاد القدرة على النطق وأول ما تكلم به كان تجريحا فى الثوار والمعتصمين وافتئاتا عليهم، وتشويها للثورة التى علمته الكلام.
إن الجنزورى كانت أمامه فرصة تاريخية ــ بالتأكيد لن تتكرر ــ لكى يختم حياته بطريقة كريمة ومحترمة بقول كلمة حق فى وجه سلطة جائرة، بدلا من ترديد مقولاتها والدفاع عنها بالباطل، ولا أدرى من أين يأتى رئيس حكومة إنقاذ المجلس العسكرى بهذه المعلومات المغلوطة التى تدحضها الصور واللقطات التليفزيونية عن أن الجيش لم يعتد على المعتصمين؟
لقد فضحت وسائل الإعلام الجريمة بكافة تفاصيلها وأظهرت جنونا ووحشية غير مسبوقة فى التعامل مع الثوار والمعتصمين، والشهادات بالعشرات عن استخدام الرصاص الحى، وواقعة استشهاد أمين الفتوى الشيخ عفت بالرصاص فيها الرد المفحم على ثرثرة الجنزورى التليفزيونية.
والمفارقة أن الذين تطوع الجنزورى للدفاع عنهم لم يعطوه الفرصة فافترسوا ميدان التحرير وأحرقوه وأضافوا مزيدا من الأسماء إلى قائمة الشهداء، فى مشاهد بربرية جديدة، تقوم دليلا آخر على أن المسألة تجاوزت حدود العقل والأخلاق.
لقد كنت أتناقش مع أحد الأصدقاء فى الميدان عن تلك البلادة التى أصابت الضمير الإنسانى العالمى، الذى لا تتناسب ردود أفعاله مع بشاعة الجريمة التى تتم الآن، فصدمنى بإجابة روعتنى حين نصحنى قبل السؤال عن الضمير العالمى أن أسأل عن ضمير نفر من المثقفين المصريين اختاروا أن يكون قططا أليفة فى أروقة المجلس العسكرى، فأسكتتها التخمة عن المواء والخمش.
وإذا كان بعض أعضاء المجلس الاستشارى قد استقالوا أو لوحوا بالاستقالة، فإن البيان الصادر عن المجلس لا يخلو من لغة قططية أليفة للغاية، ولم لا وهو يضم فى عضويته مثقفون لم يجدوا غضاضة فى الخدمة لدى نظام معمر القذافى، وآخرين استبد بهم شوق السنين إلى تذوق جزرة المواقع المهمة.
ولهؤلاء وللدكتور الجنزورى أذكر بحكاية حسين رشدى باشا الذى عينوه رئيس حكومة عام 1919 تحت سطوة الحاكم العسكرى، المهيمن على كل السلطات، فقرر الرجل الاستقالة حفظا لكرامته وقال قولته الشهيرة إنكم لن تجدوا ثلاث قطط تقبل بمناصب وزارية إذا استمرت هيمنتكم على الحكومة بهذا الشكل.
وبالمناسبة اسم رشدى باشا خلده التاريخ بإطلاقه على أكثر من شارع ومنطقة، بينما لن تجد أثرا لأسماء آخرين بعد عمر طويل إلا فى دفاتر النسيان، فذاكرة الاوطان ليست غبية.
ولا يستقيم عقلا ولا خلقا أن يعطينا دروسا فى معنى الثائر الحقيقى والثائر المزيف، لأنه هو شخصيا بسلوكه هذا تجسيد لمعانى الخنوع والرضا بالمهانة والصمت عندما يكون الكلام فريضة وفضيلة.
لقد سكت الجنزورى سنوات، حتى رد له الثوار لسانه فاستعاد القدرة على النطق وأول ما تكلم به كان تجريحا فى الثوار والمعتصمين وافتئاتا عليهم، وتشويها للثورة التى علمته الكلام.
إن الجنزورى كانت أمامه فرصة تاريخية ــ بالتأكيد لن تتكرر ــ لكى يختم حياته بطريقة كريمة ومحترمة بقول كلمة حق فى وجه سلطة جائرة، بدلا من ترديد مقولاتها والدفاع عنها بالباطل، ولا أدرى من أين يأتى رئيس حكومة إنقاذ المجلس العسكرى بهذه المعلومات المغلوطة التى تدحضها الصور واللقطات التليفزيونية عن أن الجيش لم يعتد على المعتصمين؟
لقد فضحت وسائل الإعلام الجريمة بكافة تفاصيلها وأظهرت جنونا ووحشية غير مسبوقة فى التعامل مع الثوار والمعتصمين، والشهادات بالعشرات عن استخدام الرصاص الحى، وواقعة استشهاد أمين الفتوى الشيخ عفت بالرصاص فيها الرد المفحم على ثرثرة الجنزورى التليفزيونية.
والمفارقة أن الذين تطوع الجنزورى للدفاع عنهم لم يعطوه الفرصة فافترسوا ميدان التحرير وأحرقوه وأضافوا مزيدا من الأسماء إلى قائمة الشهداء، فى مشاهد بربرية جديدة، تقوم دليلا آخر على أن المسألة تجاوزت حدود العقل والأخلاق.
لقد كنت أتناقش مع أحد الأصدقاء فى الميدان عن تلك البلادة التى أصابت الضمير الإنسانى العالمى، الذى لا تتناسب ردود أفعاله مع بشاعة الجريمة التى تتم الآن، فصدمنى بإجابة روعتنى حين نصحنى قبل السؤال عن الضمير العالمى أن أسأل عن ضمير نفر من المثقفين المصريين اختاروا أن يكون قططا أليفة فى أروقة المجلس العسكرى، فأسكتتها التخمة عن المواء والخمش.
وإذا كان بعض أعضاء المجلس الاستشارى قد استقالوا أو لوحوا بالاستقالة، فإن البيان الصادر عن المجلس لا يخلو من لغة قططية أليفة للغاية، ولم لا وهو يضم فى عضويته مثقفون لم يجدوا غضاضة فى الخدمة لدى نظام معمر القذافى، وآخرين استبد بهم شوق السنين إلى تذوق جزرة المواقع المهمة.
ولهؤلاء وللدكتور الجنزورى أذكر بحكاية حسين رشدى باشا الذى عينوه رئيس حكومة عام 1919 تحت سطوة الحاكم العسكرى، المهيمن على كل السلطات، فقرر الرجل الاستقالة حفظا لكرامته وقال قولته الشهيرة إنكم لن تجدوا ثلاث قطط تقبل بمناصب وزارية إذا استمرت هيمنتكم على الحكومة بهذا الشكل.
وبالمناسبة اسم رشدى باشا خلده التاريخ بإطلاقه على أكثر من شارع ومنطقة، بينما لن تجد أثرا لأسماء آخرين بعد عمر طويل إلا فى دفاتر النسيان، فذاكرة الاوطان ليست غبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى