هناك كلمات وعبارات تطلق من هنا وهناك ومن بعض القوي السياسية والتيارات الثورية ومن الشعب وكلها تبعت قيام ثورة ٢٥ يناير ومايهمنا الان والذي سوف نسلط عليه الضوء نظرية المؤامرة
هذه الكلمة في معانها العام تدل علي وجود طرف ما يتأمر علي طرف آخر لتحقيق هدف ما مستخدما مايتاح له من أساليب مشروعة احيانا وفي الغالب غير مشروعة وليس بالضرورة أن يكون تحقيق هذا الهدف للطرف المتأمر ولكن من الجائز أن يكون لطرف ثالث وهذا الاخير هو غالبا مايكون غائبا عن الصورة تماما وأن كان صاحب المصلحة أولا واخيرا
وتنقسم أعمال المؤامرة الي مؤامرة داخلية اي تتم بواسطة اشخاص من الداخل وتخدم مصالح اشخاص آو جماعات من الداخل
والاخري مؤامرة خارجية تتم بايعاز من الخارج وبتمويل من الخارج لتحقيق مصالح وأهداف أشخاص وجماعات وفي الغالب دول من الخارج وتستعين أيضا باشخاص من الداخل لتنفيذ المهام الموكلة اليهم وقد تساندهم ببعض الاشخاص بشكل رمزي ولكن بصفة عامة يدور ذلك بصفة سرية وغير معلنة لطبيعة العمل التأمري من ناحية وأيضا الاطراف المنفذين له والمخططين بطبيعة الحال
ولكن هل تنطبق نظرية المؤامرة علي ثورة ٢٥ يناير ..... أن التاريخ أكد بما لايدع مجال للشك أن نظرية المؤامرة هو شي ضروري ولابد أن يكون موجود لاختلاف المصالح والتوجهات والاهداف لكل ثورة من فصيل الي اخر ومن جماعة الي آخري ومن فكر الي اخر ومن ايدلوجيه الي اخري فالاختلاف في ذلك هو مايوجد ويفرز المؤامرة كخيار انساني متاح لتغليب كفة علي أخري وكصراع طبيعي بين الخير والشر والظلم والعدل والحرية والدكتايورية وهي أهداف طبيعية لاي ثورة تقوم بهدف تغيير الواقع
واذا حاولنا أن نطبق النظرية بشكل عملي علي ماحدث في ثورة ٢٥ يناير وهل من الممكن أن نفسر بعض مايحدث علي أرض الواقع بأن هناك مؤامرات صاحبت هذه الثورة وأن هناك آيدي خفية سواء كانت داخلية آم خارجية تعبث سرية اتحقيق هدف ما وأن كان بشكل تأمري
نعم هذا لاشك فيه وان المتابع بشكل منصف وحيادي يستطيع أن يجزم ذلك لعدد من الاسباب :
اولا
وجود المناخ المناسب للمؤامرة بقيام ثورة ٢٥ يناير وماصاحبها من تغيرات جذرية في الحياة السياسية وظهور فصائل كانت قد حجبت عن المشهد وميلاد فصائل أخري مرتبط بقيام الثورة والاهم هو التغيير علي أرض الواقع من حال الي حال وتفاصيل اخري تجمل تحت نفس البند
ثانيا
اختلاف المستفيدين من قيام الثورة لان قيام الثورة يعني التغيير وبالتالي أصبح المستفيدين القدماء والانتهازيون السابقين هم محل الاقصاء من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا مما لاشك فيه يضع كل هؤلاء السابقين ايان كان تصنيفهم في وضع استماته لكي لايفقدوا مكتسابتهم من ماقبل الثورة مما يجعلهم يلجأون الي البديل التأمري كحل لاسترداد مافقدوه وطالما أن الانسان هو الانسان فليس من الصعب ايجاد كافة اطراف المعادلة وما اسهل ذلك
ثالثا
المصالح الخارجية هذا البند أخطرهم علي الاطلاق وأكثرهم شيوعا وأهم من حيث النواحي الاسترايجية وخاصة أن كانت الدولة التي حدثت فيها الثورة دولة استرايجية ومحورية مثل مصر بما لها من دور قيادي علي المستوي العربي والاسلامي والشرق الاوسطي
وما سبق هو علي سبيل المثال وليس الحصر لان هذا الموضوع متشعب ومتعدد العناصر والتداخلات والاسباب والاهداف
اذن ليس هناك شك أن هناك مؤامرات داخلية وخارجية علي مصر
ولكن هل من الممكن تحديد بعض أطراف هذه المؤامرات بصفة شخصية او بصفة جماعات بعينها او دول
أعتقد أن ذلك ليس ببعيد عن الكثيرين منا وأن ذكر بعض الاسماء أو الجماعات لن يضيف الواقعية علي هذا الموضوع فالواقع واضح وصريح ولايحتاج الي تحديد وشخصنة لان ذلك ليس الهدف من هذا المقال
مااريد أن أوضحه أنه كلما زادت المؤامرات زادت الاحداث سخونة وتصاعدا واحيانا عنفا ودماء فانا لا استطيع أن اقبل آن هناك عشوائية او عفوية أو حدوث الحدث صدفة بغير تدبير او سبق في الاصرار
فكل مايحدث مبرر وليس هناك فعل الا بفاعل وأن تكرار حدث ما يصبح ظاهرة وليس شي عارض
ولكن لا أحد يستطيع أن يكون علي علم بكل المؤامرات التي حدثت في مصر الا أصحاب القرار والاجهزة الامنية والاستخباراتية فهذا صميم عملهم وأن لم يكن يعلم هؤلاء فمن يعلم
وقد يكون هناك اجتهادات من بعض المحللين والمتابعين المحترفين بناء علي التحليل والتمحيص والربط بين الاحداث وبعضها للوصول الي أطراف المؤامرة وقد يصلون فعلا لذلك علي قدر اجتهادهم ودقة اساليبهم وقاعدة البيانات المتوفرة لديهم
ولكن حتي يطمئن الجميع ان غدا لناظره قريب فما هو غير متاح اليوم سوف يكون العوام علي علم به ولو بعد حين شريطة أن تنتقل مصر من هذه الحالة المؤقتة والمرحلة الانتقالية التي لاتتيح اظهار ذلك حتي لاتتعقد الاوضاع وتزداد سخونة واضطرابا
وحيئذ سوف تسقط الاقنعة الزائفة عن الجميع ويعرف كل عل حقيقته وسوف يصدم البعض من هذا الشعب لانه سوف يجد أنه كان في حالة خداع كبيرة أشترك فيها بعض مما كان يعتقد أنهم من الاطهار والشرفاء والثوار الحقيقين وهم ما ارادوا الا انفسهم ومن يعملون لحسابهم
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى