إسرائيل تخطط لموجة تصعيد في المنطقة

في ظل الجهود المصرية لتثبيت التهدئة في قطاع غزة واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على القطاع لليوم الثالث على التوالي حيث أطلقت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت، قذيفة مدفعية باتجاه مزرعة للدواجن والمواشي في بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة الأمر الذي إلى نفوق عدد كبير من المواشي والدواجن, وألحق أضرار كبيرة بالمزرعة.
وافاد شهود عيان ان القذيفة اصابت مزرعة المواطن رمضان ابو غزالة شرق بلدة بيت حانون دون ان يؤدي ذلك الى اصابة اي من المواطنين بجراح، فيما خلف القصف اضرارا كبيرة بالمزرعة وادى الى نفوق عدد من المواشي والدواجن.
ويأتي القصف ضمن حالة التصعيد الاسرائيلية التي تشهدها مناطق مختلفة من قطاع غزة حيث قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي صباح السبت أرضا خالية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.وأفاد شهود عيان جنوب القطاع أن طائرات الاحتلال أطلقت صاروخا واحدا على أرض خالية بالقرب من الحدود المصرية دون أن يبلغ عن وقوع اصابات.
وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قد شنت سلسلة غارات أمس الجمعة على قطاع غزة، أدت الى استشهاد أب وابنه وإصابة 13 آخرين من عائلة واحدة.
كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء الخميس، غارات جوية ومدفعية شرق حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
من جهة أخرى قالت الوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، ان مجموعة من وحدة المدفعية التابعة لها قصفت مجمع "مفتاحيم" الاسرائيلي بصاروخين، فجر اليوم السبت، كما قصفت موقع "زكيم" العسكري بصاروخ واحد.كما قصفت الالوية مدينة عسقلان صباح اليوم بصاروخين.
وأكدت الالوية في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه، أن عناصرها تمكنوا من تنفيذ مهمتهم وتصوير عملية القصف بالرغم من التحليق الكثيف للطيران الاسرائيلي.
وقالت الالوية أن هذه العملية تأتي ردا على الجرائم الاسرائيلية والتمادي في استباحة الدماء الفلسطينية.وقال أبو مجاهد الناطق بإسم لجان المقاومة أن ألوية الناصر صلاح الدين، قد وضعت معادلة جديدة في المواجهة الميدانية مع الاحتلال خلال ردودها الصاروخية على جرائمه الأخيرة في غزة والضفة المحتلة .
وأضاف أبو مجاهد:" على الاحتلال أن يفهم جيداً أن أي مساس بأي فلسطيني سيكلفه غالياً وأن المقاومة لن تسكت على جرائم العدو بل سترد عليها في أي وقت فالمهمة الأساس للمقاومة تحرير البلاد وحماية العباد "وأوضح الناطق بإسم لجان المقاومة أن الألوية ليست في حالة تهدئة مع الاحتلال، متابعا:" الاحتلال الاسرائيلي بالإساس لا يفهم لغة الهدوء ولا تروق له بل يسعى دائما لممارسة شهوة القتل عبر إستهداف أبناء شعبنا" .
وراى أبو مجاهد بأن الاحتلال لا يفكر بشن عدوان كبير على قطاع غزة لأن "الإحتلال أكثر من غيره يعرف التكلفة الباهظة اسرائيليا لأي مغامرة عدوانية على قطاع غزة".
وكشف الناطق بإسم لجان المقاومة أن الألوية سوف تبقى جاهزة ومعها فصائل المقاومة للرد على كل جريمة وإستهداف اسرائيلي لأي جهة فلسطينية.
بدوره قال المحلل السياسي البروفيسور عبد الستار قاسم أن الاحتلال الصهيوني أصبح يخشى قدرات المقاومة الخفية في قطاع غزة، مبينا أن ذلك أحد اسباب التصعيد الأخير.
وأضاف قاسم في تصريح صحفي:" المقاومة وضعها جيد، "ولولا أن إسرائيل مرتبكة لتجرأت بشن عدوان أوسع على غزة"، مطالبا الفلسطينيين بألا يقنطوا وأن هذا قدرهم ويجب الصبر عليه.
وأكد المحلل السياسي أن الصهاينة متخوفون على طائراتهم ودباباتهم بأن يكون لدى المقاومة مزيدا من المضادات الحديثة ضد الدروع، مقدرا بأن المقاومة الفلسطينية لم تكن نائمة على مدار الأعوام الأخيرة.
ونصح قاسم الجيش الصهيوني بـ"عمل مليون حساب" للأسلحة التي تمتلكها المقاومة في قطاع غزة والتي ستستخدمها الفصائل الفلسطينية في الأوقات المناسبة، "ولم تظهرها حتى اللحظة في إدارة حسنة للمعركة".
وتابع:" الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية خلال السنوات السابقة استطاعت تسليح نفسها بالعتاد الجيد لصد أي عدوان محتمل على القطاع".
في عضون ذلك حذر الدكتور يوسف رزقه، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية، من استمرار التصعيد "الإسرائيلي" على قطاع غزة، مؤكداً أن موجة التصعيد حملت رسائل مزدوجة يسعى الاحتلال من ورائها تجميل صورته التي خدشتها المقاومة في صفقة شاليط.وقال رزقة في تصريحات صحفية :" إن استهداف قادة الجهاد والقسام وبعض المواطنين في اليومين الماضيين، تنم عن تخطيط مسبق لجر المنطقة لموجة تصعيد جديدة"، مبينا أن الاحتلال يريد أن ينغص على الشعب الفلسطيني حياته.
وقال: "لم يرق للاحتلال الفرحة التي دخلت كل بيت فلسطيني بتحرير الأسرى في الجزء الأول من الصفقة، واقتراب اطلاق سراح الدفعة الثانية من الصفقة، فسار نحو التصعيد الذي جاء من جانبه".وأعرب رزقه عن شكره للحكومة المصرية على جهودها في حماية الفلسطينيين من نيران الاحتلال، لافتاً إلى أن القاهرة لعبت دوراً كبيراً في إعادة التهدئة بين الفصائل والاحتلال في مرات عديدة.وأضاف: " نأمل أن تكون الوساطة المصرية، قد نجحت في تثبيت التهدئة في هذه الفترة ونأمل أن يتمكن الفلسطينيين من حماية حقوقهم بالوسائل الممكنة".
من جهته أكد ياسر عثمان السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية برام الله أن دولته تواصل جهودها لتثبيت التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" , مؤكداً أن التهدئة تتطلب الالتزام بها من جميع الأطراف .
وأشار السفير عثمان في تصريحات صحفية أن السفير المصري في تل أبيب ياسر رضا يجري اتصالات مكثفة مع الجانب الإسرائيلي لضمان عدم استمرار إسرائيل في خرقها للتهدئة.
وفي المقابل نوه عثمان إلى أن اتصالات أخرى تجرى مع حكومة غزة والفصائل الفلسطينية لتثبيت التهدئة , مؤكداً أن مصر تحاول التوصل لنقطة يتم فيها وقف الاعتداءات الصهيونية على أبناء الشعب الفلسطيني , ورد المقاومة في غزة على الاعتداءات .
وشدد عثمان على أن نقطة تثبيت التهدئة تعتبر من أصعب المراحل التي يركز الجانب المصري على تنفيذها على ارض الواقع .
وكان سفـير مصر لدى السلطة ياسر عثمان،قد حمل  إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الجاري في قطاع غزة، وطالبها بوقف اعتداءاتها على القطاع، لافتا إلى أن الغارات والاغتيالات التي نُفذت الخميس هي التي تسببت في توتير الأجواء والمس بالتهدئة.
وقال 'إن هناك تفاؤلا حذرا لأننا لا نستطيع ضمان ردود الفعل والسلوك الإسرائيلي'، مبينا أن 'الجهود مكثفة وقنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الأطراف لاحتواء الوضع'.
وأضاف عثمان أن الفصائل الفلسطينية تتعاطى بمسؤولية وتفهم كبيرين مع الجهود المصرية الجارية و'رغم أنها في حالة دفاع عن النفس إلا أنها مدركة وواعية للمخططات الإسرائيلية الرامية لجر قطاع غزة إلى دوامة العنف'.
من جهتها حذرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من تصعيد إسرائيلي عسكري جديد على قطاع غزة  .وأكد القيادي في الحركة خضر حبيب في تصريح صحفي، أن إسرائيل تستغل حالة الانقسام الفلسطيني الحاصل، وتحاول دائماً تصدير أزمتها الداخلية والخارجية على قطاع غزة عبر تصعيدها العسكري.وأوضح، أن إسرائيل تحاول فرض معادلة جديدة من الصراع وهي :" من حق إسرائيل أن تضرب وتبطش وعلى المقاومة دفن شهدائها دون أي رد عسكري ".وأشار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إلى أن الساحة الفلسطينية الداخلية وما تمر من انقسام حاصل، يُشكل أرضيه خصبه لتنفيذ مخططات إسرائيل العدوانية على غزة والضفة والقدس وأكد حبيب، أن هناك توافق فلسطيني داخلي على احترام التهدئة مع الاحتلال، لتجنيب شعبنا أي فرصة على إسرائيل لتنفيذ مخططها العدواني على القطاع، مع احتفاظ المقاومة بالرد على أي تصعيد إسرائيلي على غزة.
بدوره أكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس أن مصر تقوم بدور كبير لوقف العدوان (الإسرائيلي) المتواصل على قطاع غزة، بالإضافة إلى بعض الجهات في الأمم المتحدة.
وقال البردويل في تصريح صحفي السبت: "تسير الأمور باتجاه وقف العدوان ونأمل أن لا يزداد هذا التصعيد وأن يفهم الاحتلال أنه لا مجال أبداً لأن يرتكب جرائمه دون أن يدفع الثمن".
وطالب المقاومة الفلسطينية بضرورة تكثيف الجهود والتوحد من أجل ردع الاحتلال ولجم جرائمه العدوانية ضد المدنيين. وشدد البردويل على أنه لا يجوز أن يجتهد فصيل فلسطيني دون الآخرين في إدارة عملية الصراع مع الاحتلال، مضيفاً: "نوجه رسالة واضحة للمقاومة الفلسطينية أنه لا مناص من والوحدة وتناغم العمل للرد على الاحتلال".

مواضيع مشابهة